ثقافة و فنونعربي ما حدود الاختلاف بين الحضارة الروسية والغرب الأوروبي والأميركي؟ by admin 23 أبريل، 2022 written by admin 23 أبريل، 2022 36 بين الصراع ضد العقلانية البروتستنانية والكاثوليكية والتأثير الماركسي والصدام الثقافي اندبندنت عربية \ مشير باسيل عون مفكر لبناني كثيرة هي الدراسات التي تتناول الحضارة السلافية التي تنتسب إليها روسيا انتساباً وثيقاً. لا بد إذاً من الاطلاع على خلاصات هذه الدراسات حتى يتمكن المرء من النظر الموضوعي في الحرب الطاحنة الدائرة بين روسيا والغرب، وضحيتها الأولى أوكرانيا. يعلم الجميع أن منظر القومية الروسية والقائل بالعالم المتعدد الأقطاب ألكسندر دوغين (1962) يستوحي أعمال المفكر والمؤرخ الفرنسي فرنان بروديل (1902-1985) الذي كان يحرص على الفوز بفهم موضوعي يتناول خصوصية الثقافة الروسية والتاريخ الروسي. فكان يدعو إلى تحاور الشرق والغرب، ويحث المثقفين والمفكرين والباحثين من كل المشارب والمنابت على الالتئام في محفل بحثي أكاديمي رصين من أجل إعتاق الدراسات السلافية والروسية من الانتمائيات الضيقة. ذلك بأن “السياسة أمر، والعلم أمر آخر. الواحدة تقسم، والأخرى توحد”. يحدد بروديل الحضارة فضاء ثقافياً تقترن به موارد الطبيعة وعناصر الإنتاج التي تأتلف في بوتقة منسجمة تمتد طوال أزمنة متعاقبة. في كتاب “قواعد الحضارات” (Grammaire des civilisations) الذي أثر تأثيراً بالغاً في دراسة صامويل هنتنغتون “صدام الحضارات“، يعمد إلى استجلاء خصائص الحضارة السلافية من أجل إظهار تميزها من الحضارات الإنسانية الأخرى. فيتخير العامل الجيواقتصادي والجيوسياسي، ويربط روسيا بالانفتاحات البحرية التي تشرع لها فضاءات التواصل مع البلدان التي تحيط بها: “دعوة روسيا أن تنتقل من فضاء إلى آخر، وأن تربط هذه الفضاءات بعضها ببعض، وأن تفتح لها النوافذ والأبواب التي تصلها بالغرب وبالبحر الأبيض المتوسط، أي بالحضارة الأوروبية.(…) ولكن في دعوتها أيضاً أن تصب في آسيا السهول والفلوات القلقة” (بروديل، “قواعد الحضارات”). لوحة تمثل الإستعمار الفرنسي (موقع الكولونيالية) ثمة باحثون آخرون اعتنوا باستجلاء خصائص الحضارة السلاڤية، ومنهم لوي لجه (1843-1923) الأستاذ في معهد فرنسا الشهير، وصاحب المعرفة الموسوعية في شؤون الحضارة السلاڤية، والملقب بالسلاڤي الكامل، ومؤلف كتاب “العالم السلاڤي: دراسات سياسية وأدبية” (Le monde slave. Études politiques et littéraires). ومنهم أيضاً المؤرخ الفرنسي مارك بلوخ (1866-1944) وصديقه بيار باسكال (1890-1983) اللذان اعتنيا بدراسة التاريخ الروسي دراسة تحليلية تستخرج سمات الثقافة الروسية. استناداً إلى هذه الدراسات وسواها، يمكننا أن نستجلي في هذه الثقافة ثلاث خصوصيات قومية ولاهوتية وفلسفية تجعل روسيا تعتصم بهوية ذاتية تستند إليها في تصور طبيعة وجودها، وصوغ نمط حياتها، ورسم سياستها الخارجية. الخصوصية القومية: الهوية الروسية والاندفاق الجيوسياسي خارج الحدود تعلن المؤرخة والباحثة السياسية في العلاقات الدولية آن دتنغي (1950) في كتابها “موسكو والعالم” (Moscou et le monde) أن التصور الحضاري الروسي مقترن بالموقع الجغرافي الذي يملي على روسيا أن تنحت لذاتها مقاماً سياسياً يجعلها في مواجهة القوى الغربية. بسبب من الاضطرابات التي عصفت بها في العقود الثلاثة الأخيرة، لم تستطع حتى الآن أن تعين موقعها الطبيعي في محفل الأمم. الثابت أنها تنتمي انتماء طبيعياً إلى القارة الأوروبية، إذ إن مراكز الثقل فيها تميل جغرافياً إلى هذه القارة. روسيا السوفياتية (غيتي) لا شك في أن صورة روسيا الحالية لا يستقيم معناها إلا إذا استحضر المرء وقائع النهضة السياسية والاقتصادية التوسعية التي حمل لواءها بطرس الأكبر (1672-1725)، وحقائق الإصلاحات الإدارية والقانونية التي فرضتها كاترين الثانية (1729-1796). لذلك غالباً ما ينظر الباحثون في الثالوث البنيوي الذي أنشأ الهوية الروسية: الأرثوذكسية، والروح القومية، والاكتفائية الذاتية. أما الائتلاف السلافي أو السلافية الشاملة التي تحرص روسيا على رعايتها، فإنها تتسم بروح المحافظة والتقليد والانتماء الجماعي، وذلك على الرغم من استدخال الأثر الأوروبي الغربي وهضم إسهاماته الثقافية من أجل تطويعها وإخضاعها لمثل هذا الثالوث. نادرة الأوطان المعاصرة التي ما زالت تدعي الحق في الامتداد القومي الجيوسياسي، على نحو ما تذهب إليه الرؤية السياسية الروسية، إذ ما برحت تنظر إلى بيلاروس (روسيا البيضاء) وأوكرانيا (مالوروسيا أو روسيا الصغيرة) نظرتها إلى فضاء جيوسياسي روسي طبيعي. لا شك في أن مثل هذا التصور يستولد التباسات خطيرة في العلاقات الدولية المعاصرة. على الرغم من الالتباس البنيوي هذا، تطور الفكر الروسي، لا سيما القومي واللاهوتي والفلسفي، بعد الثورة البلشفية خارج حدود الاتحاد السوفياتي. لذلك كان من الطبيعي أن يتأثر هذا الفكر باحتكاكه التفاعلي بالبيئات الثقافية الغربية الأوروبية والأميركية على وجه الخصوص. من العواصم الأوروبية التي احتضنت الفكر الروسي المهاجر، ابتداء من عشرينيات القرن المنصرم، برلين وباريس وبراغ ولندن، وذلك قبل أن يبلغ الولايات المتحدة الأميركية. أسهم هذا الفكر في انتقاد العقلانية الغربية والمعرفة المجردة، وعزز مقام اللوغوس الروحي والحدس الجواني في إدراك رفعة الوجود بأسره. أما داخل الاتحاد السوفياتي، فكان التيار الغالب الاجتهاد في تأصيل مفاهيم الأيديولوجيا الماركسية، يوازيه أدب التأمل في عبثية الشر الكوني وانعطابية الوجدان الإنساني. لذلك نشأ التنازع الوجودي في صميم الفكر الروسي بين إسهامات الداخل الخاضعة للأنظومة الشيوعية، واجتهادات الخارج المتأثرة بالغيرية الثقافية الغربية. من أجل التخلص من عبء الفكر النقدي، كان لينين يفضل أن يطرد النخبة المثقفة الروسية في سفن التهجير القسري، عوضاً عن تعذيبهم والإجهاز عليهم وتقتيلهم. فشاعت عبارة “سفن الفلاسفة” التي أبحرت من روسيا طلباً للحرية والحياة الكريمة. تمثال الحرية رمز الحضارة الأميركية (صفحة تمثال الحرية على فيسبوك ) وعليه، فإن خصوصية الفكر القومي تملي على الوعي الروسي أن الثورة البلشفية، في صفاء مقاصدها، تعد الثورة الغربية الأولى التي تميزت من الثورات الغربية البريطانية والأميركية والفرنسية، إذ ناصرت العدالة والأخوة، ولكنها أخضعت الحرية لهاتين القيمتين. وعلاوة على ذلك، يعتقد بعض المفكرين الروس أن روسيا دافعت، قديماً وحديثاً، عن أوروبا في مقاومة شياطين عصبياتها وأبالسة أيديولوجياتها، لا سيما الفاشية والنازية. ودافعت أيضاً في ثورتها عن فقراء أوروبا أجمعين، ولكنها ما لبثت أن سقطت في الاستبداد الأيديولوجي عينه والظلم الاجتماعي نفسه. في جميع الأحوال، استطاعت روسيا أن تنعتق من سطوة الماركسية، فاستيقظ فيها الحس القومي ممزوجاً بالحس الديني، خلافاً للمجتمعات الغربية الأخرى التي أغرقتها العولمة في الخضوع للأنموذج الثقافي الواحد الذي يوشك أن يبطل الخصوصيات القومية. لا بد هنا من ذكر الوصف الحصيف الذي رسمه الفيلسوف واللاهوتي الروسي نيقولاي برديايف (1874-1948) في كتابه “الفكرة الروسية “(L’idée russe)، إذ أبان أن الثقافة الروسية مبتلاة بالمغالاة (maximalisme) الأيديولوجية، والروس يترجحون بين قطبين متعارضين: فإما العدمية العبثية، وإما النشورية الأخروية الترميمية (apocalypsisme). الخصوصية اللاهوتية: وراثة البهاء البيزنطي من المعروف أن ارتداد كييف إلى المسيحية الأرثوذكسية في عام 988 خلق الهوية الروسية في مهدها الأول. من أفضل الدراسات التي وثقت هذه المرحلة الكتاب الذي نشره عالم البيزنطيات والسلافيات واللاهوتي الألماني غرهارد بودسكالسكي (1937-2013)، وعنوانه “المسيحية والأدب اللاهوتي في روسيا الكييفية” (Christentum und theologische Literatur in Kiever Rus). ومن ثم، لا يمكن على الإطلاق الفصل بين الانتماء القومي والوجدان الإيماني الأرثوذكسي في تصور الهوية الروسية. قليلة هي الأوطان التي اقترنت فيها القومية بالاختبار الإيماني التأسيسي. قد تكون الجزيرة العربية أبلغ الأمثلة على هذا الاقتران، ولو أنها كانت وثنية قبل الإسلام، شأنها شأن اليونان وروما قبل المسيحية، في حين أن القومية الروسية نشأت في محضن الإيمان الأرثوذكسي المحض. كنيسة موسكو الروسية (أ ف ب) من الباحثين الرصينين الذين أكبوا على تحليل الخصوصية اللاهوتية الروسية أندره مازون (1881-1967)، أستاذ الحضارة السلافية في جامعة ستراسبورغ، والمحاضر في معهد فرنسا، ومدير معهد الدراسات السلافية في باريس، والمشارك في تأسيس مجلة “الدراسات السلافية” (Revue des études slaves)، وصاحب كتاب “قواعد اللغة الروسية” (Grammaire de la langue russe). أثره واضح في تنشئة رعيل من الباحثين المتخصصين، نبغ منهم الباحث الشهير في الأدب السلافي والروسي بوريس أونبغاون (1898-1973)، أستاذ فقه اللغات السلافية في جامعة أوكسفورد، وقد أسهمت أبحاثه في تعزيز حقل الدراسات التي تتناول اللغة السلافية الكنسية. يمكننا أيضاً أن نذكر أندره فاين (1890-1977) أستاذ الآداب السلافية في معهد فرنسا، وصاحب كتاب “التاريخ وفقه اللغة: اللغات والآداب السلافية في القرون الوسطى” (Histoire et philologie. Langues et littératures slaves du Moyen Âge)، ومترجم نصوص الطقوس الكنسية والشعائر الليترجية السلافية. أما تاريخ العلاقة بين السلطان القيصري والكنيسة الروسية، فيستعرض دقائقها وتوتراتها المؤرخ ميخائيل دولبيلوف في كتابه “الوطن الروسي. الإيمان الغريب” (Le pays russe, la foi étrangère)، ويستخرج منها منهجين متعاضدين: الضبط السياسي، والتقريع المعنوي. يستند في هذا التفسير إلى مسعى بطرس الأكبر في عام 1721 المستميت في مزاحمة منصب البطريركية بواسطة إنشاء السينودس المقدس أو مجمع الآباء الأساقفة إضعافاً للسلطان الروحي الفردي الذي يجسده البطريرك. تجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أن اللاهوت الأرثوذكسي الروسي في منتصف القرن التاسع عشر تأثر بالمثالية الألمانية السائدة في ثلاثينيات القرن التاسع في ألمانيا، وتأثر خصوصاً باللاهوت الناشط في جامعة توبينغن الألمانية، بشقيه الكاثوليكي (عالما اللاهوت يوهان أدام مولر ويوهان سباستيان دراي)، والبروتستانتي (عالم اللاهوت فرديناند كريستيان باور وتلميذه داڤيد فريدريش شتراوس). في جميع الأحوال، لم يكن من الممكن الانعزال عن تطور العلوم الإنسانية الأوروبية المشبعة من مثل الثورة الفرنسية وقيمها. من آثار هذا التحول أن اللاهوت الروسي الجدلي أصبح لاهوت الأديان المقارن الذي يراعي سياسة الانفتاح السائدة في زمن القيصر ألكسندر الثاني (1818-1881)، ولو أن الإصلاح المعاكس الذي فرضه ألكسندر الثالث (1845-1894) أعاد اللاهوت الجدلي ووضع له برنامجاً يقتضي التصدي للمذاهب الدينية المسيحية (الكاثوليكية والبروتستانتية) وغير المسيحية. حتى القرن التاسع عشر كان اللاهوت الروسي يستند إلى حجج اللاهوت الكاثوليكي من أجل مناهضة اللاهوت البروتستانتي، وإلى أدلة اللاهوت البروتستانتي من أجل مقارعة اللاهوت الكاثوليكي. لوحة تمثل الحضارة الغربية المسيحية (الحضارة الأوروبية – فيسبوك) غير أن خصوصية اللاهوت الروسي تظهر في نضاليته الأرثوذكسية. يبين اللاهوتي الروسي جورج فلوروفسكي (1893-1979) في كتابه “طرق اللاهوت الروسي” (Les voies de la théologie russe) أن هذا اللاهوت كان يناضل في سبيل الانعتاق من محنتين اثنتين: التأثير البروتستانتي- العقلاني، والتأثير الكاثوليكي- التوموي. لذلك كان يرسم لهذا اللاهوت سبيل التجديد بواسطة العودة التأويلية إلى نصوص آباء الكنيسة وعصرنة سنن التقليد اللاهوتي القديم. وحدها الفسارة اللاهوتية التجديدية هذه تستطيع أن تنقذ اللاهوت الروسي مما أصابه من آثار الفكر السكولاستيكي الكاثوليكي، والتقويات الوجدانية البروتستانتية، والمذاهب المثالية التجريدية الفلسفية. خلاصة القول، أن الكنيسة الروسية تعد نفسها وريثة عظمة القسطنطينية، وحامية الأرثوذكسية العالمية، وصائنة اللاهوت المسيحي البيزنطي الشرقي. من جراء هذه الرسالة، تنعقد في اللاهوت الروسي عناصر الاستفسار المضني عن الخصوصية الذاتية المقترنة بالمسار القومي الروسي، وآليات المحافظة على تواتر التقاليد الصحيحة، ومنهجيات التأويل الرامية إلى الإمساك بسمات التمايز والتفرد والاستعلاء. الخصوصية الفلسفية: تنقيح العقلانية الغربية أما الخصوصية الروسية الثالثة، فتتجلى في حقل التفكير الفلسفي الذي يجمع بين فتوحات الوجدان الشرقي في محضنه السلافي، والعقلانية الغربية في وظيفتها التنويرية. يجمع الباحثون على ترصد نشوء التيارين الفلسفيين الأساسيين اللذين طبعا الفكر الروسي منذ ثلاثينيات القرن العشرين، لا سيما في المهاجر الغربية: تيار الفلسفة الروحية الأرثوذكسية، وتيار الفلسفة الوجودية المؤمنة. برز في التيار الأول سرغاي بولغاكوف (1871-1944) الذي استثمر مقولة الحكمة (صوفيا) من أجل تدبر كيفيات الوساطة بين الله والناس، ونيقولاي لوسكي (1870-1965) الذي بنى فلسفته على صدارة الحدس الصوفي القادر على اختبار التسامي الإلهي. ونبغ في الثاني نيقولاي بردياييف الذي جسد في فكره قمة الوجودية المسيحية المبنية على مقولة الحرية الوجدانية التكوينية، أي تلك التي تنشئ العالم إنشاء ذاتياً. أما المثال الآخر، فتجلى في شخصية ليون شستوف (1866-1938) وفكره العبثي المشاكس الرافض العقلانية المنطقية. قبل ذلك، كانت قد نشأت في روسيا فلسفة أصيلة اتسم معظم إنتاجها بالسمة الإيمانية، وفقاً لما تؤكده أستاذة الفلسفة الروسية في جامعة بوردو الثالثة ماريز دن في أحد كتبها (Russie-Occident. Philosophie d’une différence). يمكن أن نعد فلاديمير سولوفييف (1853-1900) مؤسس هذه الفلسفة. من خصائصها أنها تختبر المشكلات التي تطرحها الفلسفة العالمية اختباراً خاصاً. يستعرض رائد الفنومنولوجيا الهوسرلية في روسيا غستاف شبت (1879-1937)، في كتابه “وصف تطور الفلسفة الروسية” (Description de l’évolution de la philosophie russe) أبرز المذاهب الفلسفية التي بناها الفكر الروسي منذ نشأته حتى أوائل القرن العشرين. يمكننا أيضاً أن نضيف اسم الفيلسوف الروسي الروحاني ألكساي كوزلوڤ (1831-1901) الذي غرس في الفكر الروسي نفحة الجوهر الروحي الذي تجسده الذات الإنسانية، وقد انتصبت في مقام الأنا التي تستقطب كل الكائنات، وتستجمع كل الوقائع، وتستجذب كل المعاني. على غرار فلسفة لايبنيتس (1646-1716)، يعتقد كوزلوڤ أن العالم مؤلف من جواهر روحية واعية تدرك ذاتها في صميم اختبار الأفراد الجواني. أما وحدة الجواهر الروحية الذاتية هذه، فيصونها الجوهر الإلهي الرحب الذي تنعقد فيه حيوية هذه الذاتيات وتتفاعل وتتلاقح وتتقابس. لا بد أيضاً من ذكر المذهب الاشتراكي الذي انغل في البيئة الثقافية الروسية، وأعد السبيل لظهور الماركسية السوفياتية التي حمل لواءها النظري ألكسندر بوغدانوف (1873-1928). يتضح من أبحاث الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي جورج فريدمان (1902-1977) المتعلقة بالاتحاد السوفياتي (De la Sainte Russie à l’U.R.S.S.)، أن روسيا “أغنى مصدر للأفكار والصور الجديدة التي تتدفق على أراضينا القديمة”. ذلك بأن روسيا الشاسعة الامتداد ما برحنا “نتصورها على اقتدار مكين، إذ إنها روسيا الأرض والفلاحة، روسيا الإقطاع والأرثوذوكسية، روسيا التقليد والثورة”. أما راوول لابري (1880-1950)، أستاذ اللغة الروسية في جامعة ليل الفرنسية، فيأخذ على كتاب “تاريخ روسيا منذ البدايات حتى 1914” الذي جمع مواده وأعده المؤرخ ورجل السياسة الروسي المهاجر إلى فرنسا بول ميليوكوف (1859-1943)، أن المؤلفين المشاركين في هذا الكتاب الجماعي، إذ كانوا يرفضون المذهب التأريخي الماركسي الذي يولي العامل الاقتصادي مقام الصدارة في تناول تاريخ روسيا، عمدوا إلى إهمال الجانب الاقتصادي المؤثر في تطور الثقافة الروسية. في جميع الأحوال، أثرت الفلسفة الماركسية تأثيراً غير مباشر في صحوة القومية الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. المزيد عن: الحضارة الروسية \ الغرب \ السلافية \ أوكرانيا \ الكنيسة الأورثوذوكسية \ الكاثوليك \ البروتستانت \ الفلسفة \الإختلاف 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أبو حامد الغزالي فيلسوف التوفيق بين علم الكلام والعقل next post An Abercromie doc and a Samuel L. Jackson actioner: This week’s best and biggest on Netflix You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024