ما القرارات التي يتعهد ترمب باتخاذها في يومه الأول؟

تشمل إطلاق أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين والسماح التلقائي للطلاب الدوليين بالإقامة بعد التخرج

اندبندنت عربية / عيسى النهاري محرر الشؤون السياسية @ES_Nahari

فور تنصيبه في الـ 20 من يناير (كانون الثاني) 2025، سيحظى دونالد ترمب بفرصته الرمزية والعملية الأولى للانتقام والانقلاب على إرث سلفه الديمقراطي جو بايدن، الذي فعل المثل عندما وصل إلى الحكم قبل أربعة أعوام.

وأشار الرئيس الجمهوري المنتخب في خطاباته إلى ما لا يقل عن 40 قراراً سيتخذها خلال اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض، منها ما يتعلق بالتعليم والتغير المناخي والهجرة وهجوم الـ “كابيتول”، وكررها بحسب تحليل لصحيفة “واشنطن بوست” أكثر من 200 مرة أثناء حملته الانتخابية، وفي هذا التقرير نستعرض أهمها:

ترحيل المهاجرين غير الشرعيين

ترمب المعروف بتشدده مع الهجرة تعهد بأن يبدأ من اليوم الأول أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة، وإيقاف “سياسة الحدود المفتوحة” التي انتهجتها إدارة بايدن على حد تعبيره، وقال خلال تجمع انتخابي في نيويورك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، “في اليوم الأول سأطلق أكبر برنامج ترحيل للمجرمين في التاريخ الأميركي، وسأنقذ كل مدينة وبلدة تم غزوها واحتلالها، وسنضع هؤلاء المجرمين الأشرار والمتعطشين للدماء في السجن، ثم نطردهم من بلادنا بأسرع ما يمكن”.

ويعيش نحو 11 مليون شخص في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية، ولا تزال الخطوات التي سيتخذها ترمب لترحيلهم غير واضحة، إذ يتوقع مراقبون أن يواجه عقبات قانونية في سبيل تنفيذ وعده.

ويقدر “مجلس الهجرة الأميركي” كلفة ترحيل مليون مهاجر غير موثق بأكثر من 88 مليار دولار سنوياً، أي بإجمال 967.9 مليار دولار على مدى أكثر من 10 أعوام، بافتراض إمكان ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين.

البطاقة الخضراء للطلاب الدوليين

وعلى رغم خطابه العنيف ضد الهجرة لكن ترمب تعهد في يونيو (حزيران) الماضي بمنح الطلاب الدوليين المتخرجين في جامعات أميركية “البطاقة الخضراء” لتمكينهم من البقاء في الولايات المتحدة بعد التخرج بصورة قانونية، وقال ترمب في حلقة “بودكاست” إن “ما أريد أن أفعله وما سأفعله هو أنك عندما تتخرج في الجامعة فيجب أن تحصل تلقائياً كجزء من شهادتك على بطاقة خضراء للبقاء في البلاد”، مضيفاً “يتخرج المرء على رأس الدفعة ولا يستطيع حتى عقد صفقة مع الشركة، لأنه غير قادر على البقاء في البلاد، هذا سينتهي في اليوم الأول”.

إنهاء “الصفقة الخضراء”

كما وعد الرئيس المنتخب بأن يضع حداً لما وصفها بـ “فضائع الصفقة الخضراء الجديدة”، وهو مصطلح يرمز لخطة الرئيس بايدن لمكافحة التغير المناخي، واستعادة ثقة حلفاء بلاده بأن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز استخدام الطاقة النظيفة بعد إعلان الانسحاب من “اتفاق باريس” عام 2017.

وتهدف الخطة إلى مضاعفة إنتاج طاقة الرياح بحلول عام 2030، والقضاء التام على استخدام الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بحلول عام 2035 كخطوة نحو الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بما يتضمنه ذلك من عدم منح عقود إيجار جديدة في ما يتعلق بالتنقيب عن النفط والغاز.

وقال ترمب في تصريحات أمام “النادي الاقتصادي” في نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي، “حتى نقلص التضخم أكثر فستنهي خطتي الصفقة الخضراء الجديدة”، ووصفها بأنها “أكبر عملية احتيال في التاريخ”، متعهداً بإطلاق العنان للقدرات الأميركية في التنقيب عن النفط.

العفو عن مداني هجوم الـ “كابيتول”

على رغم الجدل الذي يلاحق ترمب بسبب اتهام الديمقراطيين له بتحريض أنصاره على الهجوم على الـ “كابيتول”، لكن الرئيس الجمهوري المنتخب أكد أن إطلاق بعض المتورطين سيكون من أولى قراراته، وقال عبر منصته للتواصل الاجتماعي، “أنا أميل إلى العفو عن كثيرين منهم، ولا أستطيع أن أقول جميعهم، لأن بعضهم ربما خرجوا عن السيطرة”.

وأدى اقتحام الكونغرس الذي وقع في السادس من يناير عام 2021 إلى تأخير إجراءات المصادقة على نتيجة انتخابات عام 2020، ووجه القضاء اتهامات جنائية لأكثر من 1530 شخصاً، أقر نصفهم بالذنب، وفقاً لوزارة العدل.

إقالة المحقق الخاص

وفي مقابلة خلال أكتوبر الماضي أكد ترمب أنه سيقيل المحقق الخاص جاك سميث الذي أقام قضيتين فيدراليتين ضده، إحداهما تتهمه بالاحتفاظ بصورة غير قانونية بوثائق سرية في منزله، وأخرى بالتخطيط لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020، وقال ترمب “سأعزله في غضون ثانيتين، وسيكون أحد أول الأمور التي سيتم التعامل معها”.

وبعد انتخاب ترمب فإن بإمكانه أن يأمر وزارة العدل بإقالة سميث، على رغم أنه من المحتمل ألا يكون باستطاعته تنفيذ بذلك بمفرده، لأن المحقق الخاص غير معين من الرئيس.

منع المتحولات في رياضات النساء

وتعهد ترمب أكثر من مرة بإصدار قرارات لمنع المتحولات جنسياً من المشاركة في الرياضات النسائية، وتوجيه الوكالات الفيدرالية بوقف الترويج لعمليات تحويل الجنس في أي سن، كما أكد أنه سيقطع تمويل المدارس التي تروج لمناقشات حول الهوية الجندرية.

إلغاء أوامر بايدن التنفيذية

انقلب بايدن خلال يومه الأول على بعض الأوامر التنفيذية التي وقّعها ترمب، وأعاد بلاده لـ “منظمة الصحة العالمية” و”اتفاق باريس للمناخ” وغيرها من القرارات، ومن المتوقع أن يفعل الرئيس المنتخب المثل، إذ وعد في يومه الأول بإلغاء ثلاثة أوامر تنفيذية لبايدن، الأول يتعلق بالذكاء الاصطناعي، والثاني حول تعزيز المسح الأمني اللازم لشراء الأسلحة، والثالث له علاقة بتعزير التنوع والمساواة والمشاركة في القوة العاملة الفيدرالية، ويعتبر إلغاء الأوامر التنفيذية أسهل من غيره من القرارات التي ربما تتطلب تنسيقاً مع جهات تشريعية.

المزيد عن: دونالد ترمبكامالا هاريسالانتخابات الأميركيةالمهاجرينالتحول الجنسي