يعتقد مراقبون أن قوات الدعم السريع بالأساس لم تجتَح الخرطوم من الخارج بل احتلتها من الداخل (رويترز) عرب وعالم ما احتمال عودة “الدعم السريع” للسيطرة على الخرطوم مجددا؟ by admin 8 أبريل، 2025 written by admin 8 أبريل، 2025 15 هل تراهن على اجتياح الفاشر بعد تخليها عن العاصمة السودانية؟ اندبندنت عربية / جمال عبد القادر البدوي صحفي سوداني فور إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان الخرطوم حرة من داخل مبنى القصر الجمهوري، أقر قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بخروج قواته من الخرطوم، لكنه سمى الأمر انسحاباً ضمن ما وصفه بإعادة تموضع جديد للقوات وفق قرار جماعي من إدارة العمليات الحربية، لكنه لم يكتف بذلك، وأكد أن الحرب لا تزال في بدايتها ولم تنته بعد، متعهداً بالعودة إلى الخرطوم أشد قوة، فكيف تقرأ تعهدات قائد قوات “الدعم السريع”؟ وما احتمالات عودة قواته مرة أخرى، للسيطرة على الخرطوم؟ احتلال من الداخل يعتقد مراقبون ومتخصصون أن قوات “الدعم السريع”، بالأساس، لم تجتَح الخرطوم من الخارج بل احتلتها من الداخل بصورة ناعمة، فقد كانت موجودة في القيادة العامة والقصر الجمهوري والإذاعة والتلفزيون ومعسكر صالحة والمظلات وحراسات التأمين، وهو خطأ استراتيجي ارتكبه قائد الجيش الذي منحها كل هذه المناطق المهمة والحساسة والسماح لها بالتمدد والتدريب والتسليح في حين توقف الجيش عن تجنيد المشاة لفترة نحو أكثر من 10 أعوام باعتبار أن “الدعم السريع” هي قواته البرية من المشاة. وتنفيذاً لتهديداتها في شأن شمال السودان استهدفت مسيرات “الدعم السريع”، فجر أمس الأحد مقر اللواء 73 التابع للجيش بمدينة الدبة شمال السودان، وسبقها بيوم ولمدة يومين استهداف مسيرات انتحارية لـ”الدعم السريع” سد مروي بالولاية الشمالية مما أدى إلى إصابة أحد محولات الكهرباء بالسد وانقطاع الكهرباء عن مدن عدة بالبلاد، كذلك تصدت المضادات الأرضية لإحدى فرق الجيش بمدينة مروي لعدد من المسيرات التي استهدفت مقر قيادة الفرقة والسد. وأتى الاستهداف المتتابع لمسيرات “الدعم السريع” مدن الشمال السوداني بعد أيام من إجبارها من قبل الجيش على الانسحاب من الخرطوم، كذلك هاجمت مسيرات “الدعم السريع” خلال الأشهر القليلة الماضية مدناً عدة في القضارف وسنار جنوب شرقي السودان. عين على الفاشر في السياق رأى المحلل السياسي عبدالباقي شمس الدين أن احتفاظ الجيش بمدينة الفاشر طوال الفترة الماضية من عمر الحرب “يقف وراء سحب قيادة ’الدعم السريع‘ قواتها من الخرطوم بغرض تعزيز وجودها في جبهة دارفور“، متوقعاً أن تكثف هذه القوات عملياتها وترمي بثقلها العسكري لإسقاط مدينة الفاشر كتعويض عن خسائرها في الخرطوم والجزيرة وسنار وسط السودان. وأوضح شمس الدين أن الجيش يبدو “شديد الإصرار على تحرير دارفور ويخطط لاستعادة كامل السودان، لذلك لا يمكن القول إن الحرب انتهت بعد استعادة سيطرته على الخرطوم، ذلك أن تطهير الخرطوم سيتيح للجيش إمكان التحرك نحو دارفور لكن ذلك يحتاج إلى ترتيبات كبيرة لعمليات برية واسعة تحت غطاء جوي كثيف من الطائرات الحربية والمسيرة”، وتابع “بهذه الحيثيات لا يتوقع أن تفكر قوات ’الدعم السريع‘ في العودة إلى الخرطوم قريباً، إلا في حال سيطرتها على الفاشر واستتباب الأوضاع في إقليم دارفور وخضوعه الكامل لسيطرتها، في هذا الوقت سيتحول الإقليم إلى منطلق لإعادة الكرة بالهجوم مجدداً على الخرطوم وكل وسط السودان”. أما هدف محاولات “الدعم السريع” وتهديداتها بالتوسع شمالاً “فسيقتصر على المناوشات بالمسيرات لأن الاجتياح البري يبدو أمراً غاية في الصعوبة، بعدما عجزت عن الحفاظ على مدن الوسط وفشلت كذلك في دخول الفاشر منذ أكثر من عام”، ولفت المحلل السياسي إلى أنه بعد اعترافات نائب قائد “الدعم السريع” عبدالرحيم حمدان دقلو بأنهم كانوا مخطئين، واكتشفوا بعد نحو عامين من الحرب أن بدايتهم بالخرطوم كانت من المكان الخطأ، فما الذي يضمن سلامة خططهم الجديدة بخاصة بعدما دفعوا ثمناً باهظاً بآلاف القتلى والجرحى من جنودهم؟ أضاف شمس الدين أن تصعيد عبدالرحيم حمدان دقلو ضغوطه على القيادات الأهلية في دارفور لتنشيط عمليات الاستنفار والتجنيد وسط شباب قبائلهم يشير إلى نقص كبير في المقاتلين لدى “الدعم السريع”، كما يعكس في الوقت نفسه تراجعاً واضحاً في حماس الزعماء القبليين والشباب أنفسهم للانتظام في صفوف تلك القوات. وتابع أن نقل الحرب إلى دارفور سيمنح “الدعم السريع” الأفضلية التكتيكية والأرض الصديقة، مما قد يسمح لها في حال تفوقها بالعودة لاحقاً للهجوم على وسط وشمال السودان وتحقيق مكاسب ميدانية أفضل، “وحرب الصحراء في دارفور ستمنح الجيش قوة تدميرية كبيرة بتفوقه الجوي بسلاح الطيران مما سيضعف خطوط إمداد ’الدعم السريع‘ ويشل حركته في جغرافيا الإقليم المفتوحة”. الخرطوم مقابل الفاشر على الصعيد ذاته، استبعد اللواء معتصم العجب من جمعية قدامى المحاربين محاولة قوات “الدعم السريع” العودة للسيطرة على العاصمة السودانية مرة أخرى، “لا سيما بعدما علمتها التجربة أن الخرطوم لم تعد مفيدة لها عسكرياً أو سياسياً ومن الأفضل مغادرتها والعمل على تجميع قواتها بغرض السيطرة على الفاشر التي تشكل ظهراً عسكرياً لها، والسيطرة عليها تمهد لإعلان حكومتها الموازية إلى جانب تأمين حواضنها هناك”. وأعرب العجب عن خشيته في أن يكون انسحاب “’الدعم السريع‘ من الخرطوم بهذه الحيثيات هو البداية الفعلية لتقسيم السودان وبداية مشروع ما يسمى دولة النهر والصحراء الذي كان يروج له منذ فترة طويلة بواسطة قيادات وناشطي الإسلاميين”، ولفت عضو قدامى المحاربين إلى أن قرار “الدعم السريع” بالانسحاب من الخرطوم قد تأخر كثيراً لأن القوات التي كانت موجودة فيها لم تكن كبيرة بما فيه الكفاية “بعد استهلاك قدراتها في عمليات حربية لم يكن لها مردود أو فائدة عسكرية أو سياسية، فضلاً عن أن انتشار قواتها في ولايات سنار وسنجة والدندر وقرى الجزيرة كان أمراً غير مدروس وبلا جدوى استراتيجية وبعيداً من مبدأ ادخار القوة، فإلى جانب كونه لم يحقق لها أي أهداف عسكرية، أضعف قدراتها وشتت جهودها بوضع ثقل كبير من القوة في معارك غير استراتيجية”، ورأى العجب أنه “بمجرد انتقال الحكومة لمباشرة مهامها من مدينة بورتسودان كعاصمة بديلة، فقد وجود ’الدعم السريع‘ بالخرطوم بعده السياسي وجدواه، فوجدت هذه القوات نفسها في مواجهة المواطنين المدنيين، وتسببت الانتهاكات ضدهم في خسارة شعبية وسياسية لها أيضاً”. تعقيدات إقليمية وقال اللواء معتصم العجب أيضاً عن مدى جدية “الدعم السريع” في تنفيذ تهديداته باجتياح ولايات شمال وشرق السودان “التهديدات لن تتجاوز محطة القصف بالمسيرات، لأن الهجوم البري على تلك المناطق سيمثل مغامرة خطرة غير محسوبة العواقب، فعليها إدراك التعقيدات الإقليمية، فضلاً عن الكلفة الكبيرة التي ستترتب عليها جراء القتال في الصحراء”، وأشار إلى أن مقاتلي “’الدعم السريع‘ عانوا، بشدة، داخل الخرطوم التي تحولت، بعد عامين من القتال والدمار، إلى مدينة تفتقر إلى كل الخدمات”. مناورة الدبة ونوه العجب بأن “الدعم السريع” تسعى إلى الاستفادة من الأخطاء السابقة، “وتفادي مزيد من الاستنزاف داخل مدن ومناطق بعينها، وإعادة ترتيب ومراجعة أهدافها العسكرية ومشكلات الإمداد وقضية السيطرة والقيادة، وبخاصة الخطأ الأكبر في توسيع رقعة انتشارها وتمددها بأكثر مما يجب وبشكل لا يتناسب مع الأهداف ويضعف عملية السيطرة والقيادة”. وعن وجود مجموعة من قوات “الدعم السريع” في أجزاء من دارفور قريبة من مدينة الدبة بالولاية الشمالية، أوضح العجب “أنها مناورة هدفها شغل قوات الجيش وحجب مجموعات كبيرة منها هناك بعيداً من معارك الفاشر المرتقبة، لكنها ليست ذات أهداف استراتيجية”. على نحو متصل قال اللواء عبدالهادي عبدالباسط المتخصص في الشؤون العسكرية “عندما أعلن حميدتي أن قوات ’الدعم السريع‘ وجدت نفسها داخل الخرطوم ولم تحتلها، إنما خانت العهد بعدما قامت بتمردها الداخلي والاستيلاء على مناطق كانت موجودة فيها بغرض حمايتها، لكن بعدما تمكن الجيش من بسط سيطرته عليها وعودة قوات هيئة العمليات بجهاز الأمن والاستخبارات فلن تتمكن من العودة إلى الخرطوم مرة جديدة إلا عبر عملية انتحارية ستكتب نهايتها بشكل لن تقوم لها قائمة بعده مرة أخرى”، ولفت عبدالباسط إلى أن الشكوك في موت حميدتي ما زالت قائمة. تبرير الانسحاب ووصف عبدالباسط التهديدات التي أطلقها نائب “الدعم السريع” عبدالرحيم دقلو في شأن اجتياح ولايات شمال السودان بأنها مجرد تبريرات لانسحاب قواته من الخرطوم تحت ادعاء تصحيح مسار الحرب، مشيراً إلى أن الهدف من هذه التهديدات ليس كما هو معلن على وجه التحديد بقدر ما هو صرف للأنظار بعيداً من هدفه “بمعاودة الهجوم على مدينة الفاشر وإسقاطها، في وقت يتعرض فيه لضغوط كبيرة من الدول الداعمة له وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة بضرورة تحقيق انتصارات عاجلة تحت تهديد قطع التمويل والإمداد في حال استمرار فشله العسكري، وهو ما يفسر ارتباكه وحدة نبرة الغضب وتهديده، حتى لقواته، في كل مخاطباته الأخيرة لها بدارفور، وتابع “’الدعم السريع‘ منهزمة حتى الآن ولا تستطيع القتال بالقدرة والحماس أنفسهما مرة أخرى، فضلاً عن أن هناك بوادر للتمرد بداخلها، بينما يعمل الجيش على إكمال خططه بإعداد قوات ضخمة متجهة إلى تحرير دارفور، لن تجعل أمام تلك القوات إلا الفرار نحو دول الجوار، مما يعني أن هناك فوضى قادمة في كل من تشاد وأفريقيا الوسطى”. المزيد عن: الفريق عبدالفتاح البرهانمحمد حمدان دقلوحرب السودانالجيش السودانيقوات الدعم السريعالخرطوم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “الرصاص في جمجمته الفارغة”… صحيفة إيرانية تهدد ترمب next post إسرائيل تعمل على اتفاق جديد للإفراج عن الرهائن في غزة You may also like محطات في زيارة أورتاغوس تستوجب التوقف عندها 8 أبريل، 2025 إسرائيل تعمل على اتفاق جديد للإفراج عن الرهائن... 8 أبريل، 2025 “الرصاص في جمجمته الفارغة”… صحيفة إيرانية تهدد ترمب 8 أبريل، 2025 قصف وإنذارات واغتيالات… ثلاثية إسرائيل لمنع العودة إلى... 8 أبريل، 2025 فصائل عراقية مدعومة من إيران مستعدة لنزع سلاحها... 8 أبريل، 2025 هل نشرت إسرائيل مراسلات “حماس” لنيل موافقة أميركية... 8 أبريل، 2025 رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: علينا الاستعداد للحرب مع... 8 أبريل، 2025 ترمب: «حرب غزة» ستتوقف قريباً وأميركا ستجري «مباحثات... 7 أبريل، 2025 هلع في أسواق العالم وترمب تحدث مع زعماء... 7 أبريل، 2025 مورغان أورتاغوس: يجب نزع سلاح “حزب الله” في... 7 أبريل، 2025