السبت, يناير 4, 2025
السبت, يناير 4, 2025
Home » مايكل هوروفيتز يكتب عن: إسرائيل في الشرق الأوسط “الجديد”… عملاق عسكري بلا قاعدة دبلوماسية

مايكل هوروفيتز يكتب عن: إسرائيل في الشرق الأوسط “الجديد”… عملاق عسكري بلا قاعدة دبلوماسية

by admin

 

تنتظر إسرائيل عودة ترمب إلى السلطة

المجلة / مايكل هوروفيتز

قبل الثورة السورية عام 2011 والحرب الأهلية التي أعقبتها، كان يُنظر إلى الجيش العربي السوري بقيادة بشار الأسد كأخطر تهديد تقليدي لإسرائيل. ومرت سنوات من الصراع المدمر أزيل خلالها جزء كبير من هذا التهديد، ثم قُضي على ما تبقى منه في غضون ساعات عبر حملة جوية واسعة نفذتها إسرائيل أُطلق عليها اسم “سهام باشان” (في إشارة إلى الاسم التوراتي المستخدم للمنطقة الشمالية من إسرائيل).

وقبل الحرب التي اندلعت في لبنان هذا العام، كانت ترسانة صواريخ “حزب الله” تهديدا رئيسا لإسرائيل، مع توقعات بأن الجماعة ستشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتتسبب في مقتل مئات، إن لم يكن آلاف المدنيين. ولكن بعد أسابيع قليلة، دُمِّرت هذه الترسانة إلى حد بعيد، وتعرضت قيادة “الحزب” لخسائر فادحة. أما إيران، الراعي الرئيس لـ”حزب الله”، فقد فقدت دفاعاتها الجوية الأكثر كفاءة، مع تدمير أربع بطاريات “S-300” روسية الصنع، ما جعلها مكشوفة لضربات أخرى محتملة قد تستهدف برنامجها النووي.

أثبت الجيش الإسرائيلي في العام الماضي أنه قادر على القيام بأمرين: خوض حرب متعددة الجبهات والفوز بها– ولعله فعل ذلك في الماضي، ولكن ليس ضد هذا العدد الكبير من الأعداء غير التقليديين– وخوض حرب طويلة الأمد، وهو ما لم يفعله منذ حرب 1948. ومع انحسار موجة الصراعات والأزمات التي اندلعت بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، برزت إسرائيل كقوة عسكرية هائلة قادرة على استعراض قوتها خارج حدودها. ومن أبرز إنجازاتها تنفيذ ضربات بعيدة المدى استهدفت قوات الحوثيين في اليمن على بعد أكثر من 1800 كيلومتر. وتتمتع إسرائيل الآن أيضا بسيطرة جوية كاملة في سوريا بعد أن حيّدت تقريبًا جميع دفاعاتها الجوية.

شهية اليمين المتطرف لإعادة رسم الحدود

هذه التطورات دفعت بعض المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إلى التفكير في إعادة رسم الحدود بشكل دائم، مستغلين النجاحات العسكرية الأخيرة. وقد يخفي وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهما من أبرز قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، نواياهما المعلنة في ترجمة الإنجازات العسكرية الإسرائيلية إلى إعادة تشكيل المنطقة.

يرتكز جزء كبير من أجندة الزعيمين اليمنِيين على الدفع الطويل الأمد لإعادة الاستيطان إلى غزة، التي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005. وخلال الصراع الحالي، روّج اليمين المتطرف بنشاط خططا لإعادة إنشاء المستوطنات في المنطقة، حتى إنه نظم مؤتمرا خصص لهذا الغرض. كما أعاد سموتريتش إحياء الدعوات لضم الضفة الغربية، مؤكدا أن انتخاب ترمب يوفر لإسرائيل فرصة مثالية لتحقيق ذلك. وبعد أيام قليلة من فوز ترمب، أعلن سموتريتش أن عام 2025 سيكون “عام السيادة على يهودا والسامرة”، مستخدما المصطلحات التوراتية للإشارة إلى الضفة الغربية.

تركت النجاحات العسكرية الأخيرة أثرا كبيرا في إسرائيل، حتى في الدوائر الأكثر اعتدالا داخل الحكومة. ويمكن إرجاع ذلك جزئيا إلى “عقلية ما بعد السابع من أكتوبر”

وفي سوريا، تقدمت القوات الإسرائيلية إلى عدة مناطق، ومن المرجح أن يُصنّف جبل الشيخ، الذي يُعد نقطة استراتيجية عالية الأهمية في شرق البحر المتوسط، كعنصر حاسم لأمن إسرائيل. قد يؤدي هذا التصنيف إلى دعوات لبقاء القوات الإسرائيلية بشكل دائم في المنطقة.
ولكن لنكن واضحين: لا ينبغي المبالغة في تقييم التصريحات المثيرة للجدل التي يطلقها قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف، ولا ننسَ الدعوات التي أُطلقت بعد اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول لإنشاء مستوطنات في لبنان، ولكنها لم تلقَ أذنا صاغية لدى الجمهور الإسرائيلي العام خارج دوائر اليمين المتطرف. أما فيما يتعلق بالدعوات الأكثر جدية لتوطين غزة، فرغم الخطاب المتكرر في هذا الشأن من قبل شخصيات اليمين المتطرف، فإن الرغبة في إسرائيل لتنفيذ مثل هذا المشروع تكاد تكون معدومة. وهذا ما بينته استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أن غالبية الإسرائيليين يعارضون إعادة الاستيطان في غزة. وعلى الرغم من إعلان نتنياهو عن رغبته في فرض سيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة، مستشهدا بالنموذج المطبق في الضفة الغربية الذي يشهد تدخل القوات الإسرائيلية بشكل منتظم في المدن الفلسطينية، فقد اتسم بالحذر في تأييد مثل هذه المبادرات”.
ومع ذلك، لا يعني هذا تجاهل تلك المبادرات، التي قد يكون أكثرها خطرا تلك التي تناقَش أقل من غيرها، وهي مسعى بتسلئيل سموتريتش لضم الضفة الغربية. ولعل هدف اليمين المتطرف، من خلال استخدام الخطاب المتطرف حول غزة أو لبنان أو حتى سوريا، هو رفع السقف لكي يقبل نتنياهو بالحد الأدنى ويقدم تنازلات فيما اليمين المتطرف أساسا، وهو السيادة على الضفة الغربية. وعلى الرغم من أن ترمب قد أبدى حذره من هذه المبادرة، فإن بعض التصريحات الصادرة عن أعضاء إدارته الجديدة تشير إلى احتمال وجود دعم لها. وقد يكون مجرد ظهور هذا الدعم كافيا لتغيير الديناميكيات وتشجيع الحكومة الإسرائيلية إلى السعي بشكل أكثر وضوحا نحو ضم الضفة.

عقلية ما بعد 7 أكتوبر

تركت النجاحات العسكرية الأخيرة أثرا كبيرا في إسرائيل، حتى في الدوائر الأكثر اعتدالا داخل الحكومة. ويمكن إرجاع ذلك جزئيا إلى “عقلية ما بعد السابع من أكتوبر” التي تشكلت بعد المجزرة غير المسبوقة التي نفذتها “حماس”. لم يعد القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون يريدون الجلوس خلف الأسوار وانتظار تحول التهديدات المحتملة إلى تهديدات حقيقية، بل يجب منع التهديدات أو حتى “إحباطها”، أي القضاء عليها قبل أن تصبح كذلك.

المسألة التي ركز عليها رئيس الوزراء نتنياهو واعتبرها محورية في عام 2025 هي إيران. ذلك أن تفكيك الدفاعات الجوية الإيرانية إلى حد كبير قد يُغري إسرائيل باتخاذ خطوات إضافية

كانت هذه العقلية أحد المحركات الرئيسة وراء عملية “سهام باشان” ودخول القوات الإسرائيلية إلى جنوب سوريا، فإسرائيل لن تنتظر لترى كيف ستتطور الحكومة السورية الجديدة، بل هي تعمل على إضعاف أي قوة مستقبلية في سوريا، بينما تعمل على إزالة الأسلحة القريبة من الحدود التي تركها جيش الأسد، وخلق خط دفاع جديد يشمل عناصر داخل إسرائيل وخارجها. على سبيل المثال، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية والقوات الإسرائيلية أنها اتخذت مواقع في تل قدنا، وهي قاعدة سابقة للجيش العربي السوري. وتشير الصور واللقطات إلى أن قواعد أخرى تحولت الآن إلى قواعد إسرائيلية داخل جنوب سوريا، خارج المنطقة العازلة مباشرة.

استراتيجية أمنية تثير انتقادات قليلة داخليًا

هذه الاستراتيجية التي تحركها المخاوف الأمنية تجد معارضة أقل بكثير داخل إسرائيل مقارنة بالخطاب الصاخب القادم من اليمين المتطرف، ولا يزال مستوى الانتقاد في انخفاض مستمر للعملية، التي تُنظر إليها كوسيلة لمنع الهجمات من الجانب السوري. ولم تلطّف التصريحات المتكررة للقائد الفعلي الجديد لسوريا، أحمد الشرع (المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني)، التي تؤكد أن الأراضي السورية لن تُستخدم لتهديد جيرانها، المخاوف الإسرائيلية.
ولكن على الرغم من أن إسرائيل محقة في التعامل مع تصريحات الشرع بجرعة صحية من الشك، فإن الاستراتيجية “الاستباقية” ليست دون مخاطر، فمن خلال العمل داخل الأراضي السورية، تخاطر إسرائيل بتكرار أخطاء الماضي من خلال إثارة مقاومة قد يستخدمها أعداؤها لاحقًا.

رويترز / متظاهرة اسرائيلية في تل ابيب قرب لافتة تطالب بالتوصل الى اتفاق لاستعادة الاسرى لدى “حماس” في 5 ديسمبر

لقد استمد “حزب الله” نجاحه من احتلال إسرائيل لجنوب لبنان. قد لا تكون إيران في وضع يسمح لها بتكرار استراتيجيتها الناجحة في سوريا، ولكن آخرين قد يتمكنون من ذلك. في ذروة الحرب الأهلية السورية، كانت إسرائيل أكثر انفتاحا على بناء علاقات مع المجتمعات المحلية، بما في ذلك من خلال عملية “الجيران الطيبين”، التي تضمنت اتصالات مع قادة المعارضة المحليين وعلاج الجرحى السوريين في المستشفيات الإسرائيلية.

إعادة تشكيل الشرق الأوسط باستهداف إيران

المسألة التي ركز عليها رئيس الوزراء نتنياهو واعتبرها محورية في عام 2025 هي إيران. ذلك أن تفكيك الدفاعات الجوية الإيرانية إلى حد كبير قد يُغري إسرائيل باتخاذ خطوات إضافية– إما لتفكيك البرنامج النووي الإيراني أو السعي نحو استراتيجية أكثر جرأة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية نفسها.

قد تنتظر الحكومة الإسرائيلية عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى السلطة، في محاولة لاستيضاح مستوى الدعم الذي قد تقدمه إدارته. ولتعظيم فرص النجاح، ستحتاج أي ضربة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية على الأرجح إلى نشر أنظمة أسلحة أميركية متقدمة ليست بحوزة إسرائيل حاليا. قد يسمح ترمب بنقل هذه الأنظمة– أو ربما أشرك الولايات المتحدة بشكل مباشر. وعلى الرغم من أن القضاء على البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يعيد تشكيل المنطقة بشكل كبير، إلا أن محاولة فاشلة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مما يدفع إيران لتجاوز العتبة النووية.
في الوقت الراهن، يظل الردع العسكري عاملا حاسما في منع إيران من اتخاذ هذه الخطوة. ولكن إذا أثبتت الخيارات العسكرية عدم فعاليتها، فقد تجد إيران نفسها مضطرة للمضي قدما، خاصة بعد انهيار استراتيجيتها الإقليمية تحت وطأة الضغط الإسرائيلي وسقوط نظام الأسد. ولا شك في أن استهداف المنشآت النووية خيار محفوف بالمخاطر ولا يمكن تجربته أكثر من مرة. ولذلك، قد تختار إسرائيل والولايات المتحدة انتهاج استراتيجية “احتواء” مستمرة، بدلا من التسرع في الخيار العسكري المباشر. ويجبر هذا النهج النظام الإيراني على مواجهة نقاط ضعفه الذاتية، بما في ذلك الاستياء الشعبي الواسع وعجزه عن تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الكهرباء والمياه لشعبه.

جبروت بلا أساس
تجد إسرائيل نفسها كقوة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، بفضل نجاح حملاتها ضد وكلاء إيران، وإيران نفسها، و”حماس”. لكن الاعتماد المفرط على القوة العسكرية كوسيلة لتشكيل بيئتها يحمل مخاطر كبيرة. وقد اتسمت سنوات نتنياهو، حتى قبل الحرب، بإضعاف ركيزة أساسية من قوة إسرائيل الجديدة، وهي الدبلوماسية.
فخلال فترات حكمه، تصرف نتنياهو بطريقة حرمت إسرائيل من وزارة خارجية فاعلة تمتلك الأدوات والموارد اللازمة للاستفادة من نجاحاتها العسكرية. وعانى الدبلوماسيون من سوء المعاملة لدرجة أنهم نظموا إضرابات احتجاجية على ظروف العمل السيئة والرواتب المتدنية، بينما ظلت وزارة الخارجية شاغرة لسنوات أو تولى قيادتها أشخاص غير مؤهلين لا تترجم كلماتهم إلى أفعال.
ولكنْ دون دبلوماسية، ستكون إسرائيل عملاقا دون أرجل يستند عليها: يمكنها ضرب أعدائها، لكنها لا تستطيع التحرك للأمام. صحيح أن المنطقة تتغير جزئيا بسبب نجاحات إسرائيل، ولكن هذه الاخيرة قد تجد نفسها أخيرا غير قادرة على الاستفادة من ذلك إذا تُرك صنع القرار في السياسة الخارجية لفئة سياسية ضيقة تهتم بمصالح شخصية قصيرة الأجل بدلا من أهداف وطنية طويلة الأمد تتطلب أدوات تأثير أكثر مرونة ودقة.

المزيد عن:  سوريا إسرائيل تغطية خاصة سقوط الأسد

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00