عرب وعالمعربي ماسح الأحذية… من خارج عقدة الدونية by admin 16 مارس، 2020 written by admin 16 مارس، 2020 174 شخصيات عالمية دخلت التاريخ عملت في هذه المهنة اندبندنت عربية / فيديل سبيتي لا ترتبط علاقة ماسح الأحذية بالحذاء فحسب، بل وبمنتعل الحذاء أيضاً، فالزبون الذي يريد تنظيف حذائه ودهنه وتلميعه هو الذي يتوجّه إلى ماسح الأحذية الذي يجلس واضعاً كرسيه وصندوقه الخشبي أمامه، موزعاً عبوات “البويا” الملونة و”فراشي” التنظيف وقماش التلميع. فيضع الزبون قدمه على القطعة الخشبية المصممة لتثبيت الحذاء فوقها، ليبدأ ماسح الأحذية بعمله برشاقة وسرعة تحوّلان الحذاء المهمل القديم، إلى آخر جديد ولمّاع. والزبون لا يُقدم على تلميع حذائه اضطراراً، وإلاّ لكان الزبائن يقفون في طابور أمام ماسح الأحذية، ولكانت هذه المهنة تدّر مالاً طائلاً على العاملين فيها. لكنّ مسح الحذاء وتلميعه يرتبط بأمور كثيرة، أولها الأناقة، أو حاجة الزبون أن يبدو مرتباً نظيفاً في عمله أو في لقاء ما سيذهب إليه، وقد يكون لقاء عمل أو لقاء أصدقاء، أو لربما يكون هوساً شخصياً بالنظافة والتأنق، خصوصاً أنّ الدراسات بيّنت أنّ عدداً كبيراً من الأشخاص يحكمون على شخصية آخرين من خلال أحذيتهم، أي “موديلها” ونظافتها. ووجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة كنساس أنه بالإمكان أن يحكم بعض الأشخاص على غيرهم بمجرد النظر إلى أحذيتهم ومعرفة أعمارهم وأجناسهم وأوضاعهم الاقتصادية، إضافةً إلى دخلهم. وخلُصت الدراسة إلى أن زوج الأحذية يمكنه أن يكون نافذة الروح التي توفر لقطة واضحة لشخصية الفرد. وشملت الدراسة أكثر من 60 طالباً درسوا 208 صور لأحذية، وطُلب منهم تحديد أجناس وأعمار والحال الاجتماعية والسمات الشخصية لكلا الجنسين، وأظهرت النتائج القدرة في التعرّف إلى بعض السمات الشخصية الصحيحة لمالكي هذه الأحذية. ماسح الأحذية والزبون والحذاء معرفة شخصية الزبون تصحّ على ماسح الأحذية أكثر من غيره. في مقابلة أجريتها مع عدد من ماسحي الأحذية في شوارع بيروت وهم كثر، (ارتفع عددهم مع الضائقة الاقتصادية ومع النزوح الكبير للمواطنين السوريين إلى لبنان)، اتفق جميعهم على أنهم يعرفون من حذاء الزبون، إذا كان ميسوراً أو لا، وإذا كان ينتعل الحذاء ذاته يومياً أو أنه يمتلك أكثر من حذاء، وإذا كان يملك سيارة أو يُكثر من المشي للقيام بعمله، وإذا كان موظفاً مكتبياً أو موظفاً حراً. وأجابوا أنهم يعرفون شخصية الزبون من خلال حذائه، أي إذا كان كلاسيكي الذوق أو يواكب الموضة، وحتى طريقة مشيه. هذا لناحية الزبون، أما لناحية الحذاء الذي يكون بين يدي ماسح الأحذية، فأجاب من قابلتهم، أن تركيبة الأحذية على اختلافها، مشتركة، وكيفية مسحها وتلميعها هي واحدة، تبدأ بتنظيف الغبار بالفرشاة، ثم تنظيف جوانب النعل مما علق فيه بفرشاة الأسنان المبللة، ثم نشر البويا على أجزاء مختلفة من الحذاء وتوزيعها على كامل أجزائه بواسطة إسفنجة، ومن بعدها ضربها بالفرشاة المصنوعة من شعر ذيل الحصان، ثم يأتي دور التلميع بواسطة قطعة من القماش. وحدثني بعض الذين عملوا طويلاً في هذه المهنة عن الأجزاء التي يتألف منها الحذاء، فهناك “صندوق الأصابع”، وهو الجزء الأمامي من الحذاء والذي قد يكون مربعاً أو مثلثاً أو مستديراً. وهناك الجزء الخلفي أو كعب الحذاء ووظيفته تثبيت مؤخرة القدم في داخل الحذاء. وهناك باطن الحذاء الذي يعمل على التقليل من الاحتكاك بين النعل الداخلي وأسفل القدم، ويسهم في امتصاص الصدمات والعرق. وجزء خارجي، وهو الجزء الوحيد من الحذاء الذي يلامس الأرض. دونية الحذاء في مجتمعاتنا على الرغم من أن مهنة ماسح الأحذية تطوّرت مع تطوّر الأحذية ودورها، وباتت تلعب دوراً في تكريس أناقة الزبائن، وعلى الرغم من أنها تدرّ مردوداً مقبولاً للعاملين فيها، إلاّ أنّ معظم الأشخاص ما زالوا ينظرون إليها نظرة دونية، أو على أنها مهنة العاطلين عن العمل، في وقت هناك من يمنحها بعض الاحترام بالقول إنها كسب بعرق الجبين وخير من مدّ اليدّ والاستعطاء. وهناك أدباء عالميون وعرب كثر كتبوا روايات أو قصصاً عن ماسحي الأحذية للتعبير عن معاناة الطبقات الدنيا في المجتمع. لكن في مجتمعاتنا العربية، ما يكرّس النظرة الدونية لهذه المهنة هو ارتباط تلميع الحذاء بالقدم التي تُعتبر لدى العرب بشكل عام في مكانة أقل من الرأس، أو من بقية أعضاء الجسم. ولعلّ هذا ما يفسّر احترام الحلاق الذي يتعامل مع الرأس مقابل ازدراء ماسح الأحذية، الذي يتعامل مع الحذاء الذي يلتصق بالأرض ويجمع ما عليها من فضلات وأوساخ. ولا ننسى أنه في الثقافة العربية، يُعتبر رمي أي شخص بالحذاء تحقيراً له. ماسح الأحذية تركة استعمارية ومناضل اختارت الجزائر المستقلة عن الاستعمار الفرنسي عام 1962، أن تبدأ عهدها مع الاستقلال بمحو كل أثر تركه المستعمر، وبعد مرور سبعة أشهر على الاستقلال، أمر الرئيس الجزائري أحمد بن بلة، بتجميع ماسحي الأحذية الصغار لتوزيعهم على مراكز تثقيفية لمحو أميتهم، وكانت هذه بداية إعلان الحرب على مهنة ماسحي الأحذية التي تُعتبر من المهن “الوضيعة”. إلاّ أنّ “جبهة التحرير الوطني”، التي قادت حرب التحرير ضد فرنسا، عرفت كيف تستفيد من ماسحي الأحذية الأطفال في خدمة الثورة والاستقلال. فقد كلّفتهم بمهمات ثلاث كانت حاسمة في المعركة ضد المستعمر في المدن. المهمة الأولى، مراقبة تحركات الجنود والمسؤولين الفرنسيين العسكريين والإداريين ورجال الاستخبارات والشرطة والدرك، ومعرفة الطرق التي يسلكونها يومياً والأماكن التي يتردّدون إليها والمقاهي والحانات التي يجلسون فيها. والمهمة الثانية جعلت منهم صندوق بريد، إذ كان ماسحو الأحذية يستلمون الرسائل من رجال الثورة ويسلّمونها بدورهم إلى المعنيين بها. والمهمة الثالثة كانت استخدام صناديقهم كمستودع للمسدسات بعد تنفيذ المقاومين عمليات اغتيال ضد الفرنسيين، إذ يُترك المسدس في صندوق ماسح الأحذية، وبعد أن تهدأ الأوضاع، يعيد ماسح الأحذية المسدس إلى الجبهة. الشركات… والعزلة عام 1951، ظهرت أول أغنية في اليابان تعبّر عن طائفة ماسحي الأحذية ومعاناتهم بعنوان “طوكيو شووشاين بوي” (مساحو أحذية طوكيو). وعام 1955، ظهرت أغنية أخرى حطّمت الأرقام القياسية في شعبيتها بعنوان “ماسح أحذية تحت جسر النفق”. وبعد مرور 10 سنوات على الحرب العالمية الثانية، كان لا يزال الفقر جاثماً على صدور الطبقات الدنيا ومنهم ماسحو الأحذية من الصبية الذين انتشروا على الأرصفة وفي كل ركن تحت الجسور، والذين كانوا بالكاد يحصلون على قوتهم اليومي بعد عمل يوم شاق. لقد كان هؤلاء الصبية الصغار يُصلحون ويرقّعون الأحذية القديمة المتهالكة ويركّبون كعوباً جديدة لها ويخيطونها، كل ذلك إلى جانب مهنتهم الأساسية وهي مسح الأحذية. وكان من مشاهير اليابان الذين كانوا يشتغلون في شبابهم بتلك المهنة الشاقة الممثل كوروبيه سوسومو. ومع تطوّر اليابان وتحقيق الرخاء الاقتصادي الذي قضى على الفقر، انعدم التواصل الاجتماعي بين اليابانيين، واختفت فرص الحوار بين الزبون وماسح الأحذية بعدما اختفت هذه المهنة نهائياً. وظهرت محال صغيرة تتولى إصلاح الأحذية في دقائق معدودة تحت مُسمى “مستر مينيت” (سيد الدقيقة الواحدة)، تنتشر داخل المجمعات التجارية والمولات. وأدّت ساعات العمل الطويلة والسباق المحموم لتطوير اليابان على الصعيد التقني إلى التقليل من فرص احتكاك البشر مع بعضهم البعض، ما ولّد شعورا بالكآبة والوحدة في نفوس غالبية اليابانيين. ثم على حين غرّة، بدأت محال مسح الأحذية بالعودة مرة أخرى من الماضي، فصار البعض يقصدون تلك المحال الصغيرة بعد انتهاء يوم طويل وشاق لعلهم يحصلون ولو لدقيقتين أو ثلاث على نوع من التواصل الإنساني من خلال حوار عابر مع ماسحي الأحذية. وفي هذه الآونة، ظهر تقليد جديد في اليابان حيث يقوم رؤساء الشركات الخاصة بتلميع أحذية الموظفين الجدد في شركاتهم، للتعبير عن التواصل بين رأس هرم الشركة وقاعدته، معتبرين أن هذه العادة المتّبعة تعطي انطباعاً بأن الجميع شركاء في سير العمل وشركاء في النجاح والفشل. شخصيات عالمية عملت في هذه المهنة عددٌ كبيرٌ من الشخصيات العالمية، بدأت حياتها العملية من أسفل الهرم الاجتماعي كماسحة أحذية، بمن فيهم سياسيون وأدباء ومطربون ورياضيون ورؤساء وزعماء بعض الدول. ونذكر منهم الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي انتُخب رئيساً عام 2002، ثم أُعيد انتخابه عام 2006. أما المصوّر الإيطالي إينيو ياكوبوتشي فقد بدأ من الأسفل في نهاية الخمسينيات، من ماسح أحذية في شوارع روما إلى الترشح إلى جائزة “بولتزير” للتصوير الفوتوغرافي من قبل جريدة “نيويورك تايمز”، إذ كان عام 1975 الغربي الوحيد الذي تمكّن من تصوير “المحاربين الحمر” في مدينة فنوم بين الفيتنامية. ولم تكن تلك الحقبة الفريدة من تاريخ الحروب الحافلة بالأحداث والمعارك لتهزّ الضمير العالمي، إلاّ بفضل توثيق هذا المصور الذي اقتحم بكاميراته ساحات الحروب في فيتنام ولاووس وكمبوديا وفلسطين. بيليه… ستالين… ومحمد شكري لاعب كرة القدم الأسطورة البرازيلي بيليه، يقول عن تجربته “كانت كرة القدم عشقي الأكبر، لكن كان يجب أن أعمل حتى أسهم في بقاء منزلنا المتواضع بلا جوع، لذا اضطررت إلى العمل في أكثر من مهنة، من بينها مسح الأحذية على أرصفة شوارعنا”. ستالين الديكتاتور السوفياتي مارس أيضاً مهنة مسح الأحذية، وخلال فترة حكمه التي شهدت أقسى أنواع التسلّط على الشعب الروسي، راح المستاؤون من “القائد العظيم، أبو الشعوب” يذكّرونه بماضيه ويطلقون عليه سراً لقب “ماسح الاحذية”، فأصدرت الحكومة قراراً في حينها يعاقب كل من ينعت ستالين بـ”ماسح الاحذية” بالسجن لمدة تتراوح بين خمس إلى 10 سنوات. أيضاً، الروائي المغربي العالمي محمد شكري، عاش طفولة صعبة وقاسية في قريته، قبل أن ينزح مع أسرته الفقيرة إلى مدينة طنجة عام 1942. فعمل وهو دون العاشرة في مقهى، ثم عمل حمالاً وبائع جرائد وسجائر مهربة، وانتهى إلى ماسح أحذية، قبل أن يسرد تجربة التسكع في شوارع طنجة في روايته “الخبز الحافي” التي تُرجمت إلى عشرات اللغات، ومنحته شهرة عالمية. لكن دانيال فاليرا، ماسح الأحذية الرسمي لنجوم مهرجانات “كان” السينمائية، من القلائل الذين يتباهون بعملهم في هذه المهنة، وقد نشر مذكراته آملاً في “إعادة الرونق إلى هذه الحرفة المنسيّة”. فمنذ 10 سنوات، يلمّع فاليرا، وهو ابن عامل بناء إيطالي، أحذية المشاهير الذين يسيرون على السجاد الأحمر في مهرجان كان السينمائي. ويروي في كتاب “ماسح أحذية المهرجان” ألف نكتة عن مهنة تثير الازدراء. ويقول إن الممثل الفرنسي كلود براسور “لا يسمح لأحد بالاهتمام بأحذيته”، شأنه شأن الممثل والمخرج الفرنسي فرانسيس بيران الذي اعترف له بأنه يمسح أحذية المقربين منه من أجل الترويح عن نفسه. المزيد عن: ماسح الأحذية/عقدة الدونية/ستالين/جبهة التحرير الوطني/محمد شكري/دانيال فاليرا 37 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post 9 سنوات على الثورة السورية.. ألم يحن وقت تشكيل حواضن مؤثرة في الخارج؟ next post من هو غانتس الذي “فكره يسبق لسانه”؟ You may also like محمد أبي سمرا يكتب عن: لبنان وجماعاته… كتل... 23 ديسمبر، 2024 استياء بعد قبول تسوية لأحد رجالات الأسد.. متهم... 23 ديسمبر، 2024 خريطة “داعش” في سوريا 23 ديسمبر، 2024 جبل الشيخ… بات “عينا إسرائيلية” 23 ديسمبر، 2024 جريمة غامضة في نيويورك… رجل يشعل النار بامرأة... 23 ديسمبر، 2024 مصير مجهول لثروات وتماثيل نظام الأسد في لبنان 23 ديسمبر، 2024 هل تلجأ أميركا إلى حلفائها الجدد لوقف التمدد... 23 ديسمبر، 2024 كهوف ومخابئ تحت الأرض.. تحقيق يكشف مواقع قواعد... 23 ديسمبر، 2024 رغم الاعتذار.. قائد جيش أوغندا يهدد مجددا بـ”غزو... 23 ديسمبر، 2024 حصري / العربية : المصريون يقبلون على الادخار..... 23 ديسمبر، 2024 37 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 23 مارس، 2024 - 12:20 ص Spot on with this write-up, I truly believe this web site needs far more attention. I’ll probably be back again to read more, thanks for the information! Reply глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 8:24 ص I for all time emailed this weblog post page to all my associates, since if like to read it after that my friends will too. Reply steam csgo casino websites 2024 8 مايو، 2024 - 11:03 ص Hi, i think that i saw you visited my website so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my site!I suppose its ok to use some of your ideas!! Reply Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 12:12 م Reply Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 3:27 ص This article gives clear idea in favor of the new users of blogging, that actually how to do blogging. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 6:25 ص Hi there to all, the contents present at this web site are actually remarkable for people experience, well, keep up the nice work fellows. Reply 乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 5:01 ص It’s very trouble-free to find out any topic on net as compared to books, as I found this post at this web site. Reply hot fiesta slot 14 يونيو، 2024 - 10:39 ص Link exchange is nothing else but it is simply placing the other person’s blog link on your page at appropriate place and other person will also do same for you. Reply хот фиеста играть 14 يونيو، 2024 - 9:55 م Thank you a bunch for sharing this with all folks you really recognize what you are talking approximately! Bookmarked. Please also visit my web site =). We could have a link trade agreement among us Reply хот фиеста играть 15 يونيو، 2024 - 9:01 ص I’m not sure why but this web site is loading incredibly slow for me. Is anyone else having this issue or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 11:49 ص Hi there, yes this post is truly good and I have learned lot of things from it regarding blogging. thanks. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 2:03 ص I would like to thank you for the efforts you have put in writing this website. I am hoping to view the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has inspired me to get my very own website now 😉 Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:07 م I’d like to find out more? I’d like to find out more details. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:05 ص I’m not sure where you are getting your info, but good topic. I needs to spend some time learning more or understanding more. Thanks for great information I was looking for this information for my mission. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:56 م Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 8:28 ص Great post. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 10:53 م Appreciate the recommendation. Will try it out. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 2:23 م It is perfect time to make a few plans for the future and it is time to be happy. I have read this publish and if I may just I want to recommend you few fascinating things or suggestions. Perhaps you could write next articles referring to this article. I wish to read more things approximately it! Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 3:00 ص Hi! I know this is kinda off topic however I’d figured I’d ask. Would you be interested in exchanging links or maybe guest writing a blog article or vice-versa? My website addresses a lot of the same subjects as yours and I believe we could greatly benefit from each other. If you might be interested feel free to send me an e-mail. I look forward to hearing from you! Terrific blog by the way! Reply автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 11:20 ص Предлагаем строительство автомоек под ключ по индивидуальным проектам. Все работы выполняются в срок и с гарантией. Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 2:16 ص Автомойка под ключ – это быстрый старт в автомобильном бизнесе. Наши специалисты помогут вам во всём. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:00 م 1Хотите собственное дело с низкими инвестициями? Попробуйте автомойку самообслуживания под ключ – новый формат быстрой очистки автомобилей. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 2:53 ص “Автомойка под ключ” – это не просто прибыльный бизнес. это возможность предложить клиентам исключительные услуги и построить связь с сообществом. Reply строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 2:24 م Заказав автомойку под ключ, вы получите полностью готовый и оснащённый бизнес. Ваша мойка будет работать безупречно! Reply строительство автомоек под ключ 9 يوليو، 2024 - 2:09 ص Строительство автомойки – это ответственный процесс, требующий знаний и опыта. Наша команда гарантирует качество и соблюдение всех норм. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 5:30 ص This is a topic that’s close to my heart… Best wishes! Where are your contact details though? Reply строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:33 م Строительство автомойки под ключ — идеальное решение для бизнеса. От проекта до запуска, мы обеспечим все этапы работ. Reply автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 12:07 ص Автомойка самообслуживания под ключ – это современное решение для максимально выгодного бизнеса. Без перерывов и выходных, 24/7 для клиентов. Reply автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 8:35 ص Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 5:21 م Строительство автомойки под ключ – ваш шаг к автономному и прибыльному бизнесу. Наши специалисты помогут на каждом этапе. Reply автомойка под ключ 17 يوليو، 2024 - 2:19 ص Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 1:31 م Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this article and the rest of the site is extremely good. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 6:25 ص I used to be recommended this blog through my cousin. I am now not sure whether this publish is written by means of him as no one else recognise such detailed approximately my difficulty. You are wonderful! Thank you! Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 1:58 م I’d like to find out more? I’d care to find out more details. Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 4:50 ص Wonderful goods from you, man. I’ve have in mind your stuff prior to and you’re simply too magnificent. I really like what you’ve got here, really like what you’re stating and the best way by which you are saying it. You are making it entertaining and you still take care of to stay it sensible. I can not wait to read far more from you. This is actually a wonderful site. Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 7:33 م Highly energetic article, I enjoyed that a lot. Will there be a part 2? Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 4:36 م What’s Happening i’m new to this, I stumbled upon this I have found It positively helpful and it has helped me out loads. I am hoping to give a contribution & aid other users like its helped me. Good job. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.