تشكل المآدب الرسمية جزءاً من بروتوكولات الاستقبال المعتمدة في الزيارات الدبلوماسية (اندبندنت عربية) منوعات ماذا قدمت الرياض في مأدبة غداء ترمب؟ by admin 14 مايو، 2025 written by admin 14 مايو، 2025 7 تضمنت قائمة غداء الرئيس ثلاثة أطباق مع المقبلات الآسيوية وطبق رئيس من اللحم والحلوى الفرنسية اندبندنت عربية / محمد غرسان صحافي سعودي @MaGharsan تشكل المآدب الرسمية جزءاً من بروتوكولات الاستقبال المعتمدة في الزيارات الدبلوماسية، وبجانب التجهيز للملفات السياسية والاقتصادية لا يغفل المسؤولون عن التحضير إلى ما يوضع على مائدة القادة، إذ ينظر إلى اختيار الأطباق المقدمة على أنه عنصر يعكس فهم المضيف لثقافة الضيف وذائقته. وخلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض، راعت مأدبة الغداء الرسمية التي قدمت له هذا الجانب، وجمعت بين مأكولات آسيوية وغربية وعناصر مألوفة في المطبخ الأميركي، بما يعكس تنوع الخيارات وحضور البعد الثقافي في تفاصيل الاستضافة. وتضمنت قائمة الطعام على مأدبة غداء الرئيس ثلاثة أطباق، مع المقبلات الآسيوية وطبق رئيس من اللحوم الفاخرة والحلوى الفرنسية. مقبلات آسيوية بنكهات متوازنة وقدمت مقبلات آسيوية، تمثلت في كرات من “لحم الميسو”، إلى جانب الخضروات الطازجة، وشرائح من اللحم المقدد، في توليفة تمزج بين النكهة اليابانية والأميركية. ويعد الميسو من المكونات الأساسية في المطبخ الياباني، يصنع من فول الصويا والكوجي (فطر يستخدم في التخمير) والملح، ويتميز بنكهته الغنية المصنفة ضمن “الأومامي”، وهي النكهة الخامسة لدى اليابانين التي توازن بين الحلاوة والحموضة والمرارة والملوحة. وتشير الوثائق التاريخية اليابانية إلى أن الميسو دخل اليابان عبر بوابة الصين، وكان في بداياته طعاماً مخصصاً للنخب، ويقدم كطبق جانبي أو يستخدم لأغراض طبية أحياناً. لكن مع مرور الزمن، بدأ استخدامه خلال فترة كاماكورا (1185–1333)، ضمن وجبات محاربين “الساموراي”، ثم انتشر على نطاق أوسع بين العامة خلال فترتي موروماتشي وإيدو من فترات التاريخ الياباني، ليصبح عنصراً أساسياً في المطبخ الياباني حتى اليوم. أما اللحم المقدد، فهو من المكونات الشائعة في المطبخ الأميركي والغربي عموماً، ويتميز بنكهته المدخنة والمالحة، مما أضاف إلى الطبق توازناً مألوفاً ومناسباً لذوق الضيف. ترمب واللحوم أما الطبق الرئيس فكان خيار مألوفاً ومحبباً بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، وتناول شرائح “لحم الأنجوس المشوي”، ورافق ذلك البطاطس وسلطة أعشاب طازجة. ويعد لحم الأنجوس من أفخر أنواع اللحوم الحمراء، ويمثل خياراً شائعاً في الولايات المتحدة، لا سيما في المطاعم التي تقدم شرائح اللحم الفاخرة، إلى جانب ذلك قدمت البطاطس وسلطة الأعشاب التي تضيف توازناً خفيفاً للوجبة. وعلى ضوء ذلك ذكرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعرف بولعه الشديد بشرائح اللحم، إذ يفضلها مطهوة بالكامل، ويحرص دائماً على تناولها مع الكاتشب، في عادة تعكس تمسكه بذوقه الخاص وببساطة اختياراته في الطعام. الحلوى الفرنسية وبالطبع لن تكتمل أية وجبة رئاسية من دون حلوى، فقبل إنهاء الغداء قدم للرئيس الأميركي حلوى “بارفيه الفراولة” الفرنسية التي تعود أصولها للقرن الـ19، إذ تشير أقدم الوصفات الموثقة إلى عام 1892، وقدمت الحلوى مع زيت الزيتون البكر الذي تشتهر به مناطق شمال السعودية. في الولايات المتحدة وكندا، يقدم البارفيه بنسختين مختلفتين إما كحلوى فرنسية تقليدية، أو بصيغة أميركية تختلف في المكونات وطريقة التقديم. والنسخة الأميركية غالباً ما تحتوي على الجرانولا والمكسرات والزبادي، وتحضر بوضع طبقات من كريمة البارفيه والآيس كريم في كوب شفاف، يستخدم لعرض مكونات الحلوى بصورة جمالية، وتزين الطبقة العلوية عادة بكريمة مخفوقة أو فواكه طازجة. الدبلوماسية الطهوية الدبلوماسية الطهوية، أو ما يعرف بـ”الدبلوماسية عبر الطعام”، هي استخدام المطبخ كأداة لتعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين الدول والشعوب. وتقوم هذه الفكرة على اعتبار أن الطعام لغة عالمية قادرة على التقريب بين المجتمعات، وتجاوز الحواجز السياسية والثقافية، وفتح آفاق الحوار. وعلى رغم أن مصطلح “الدبلوماسية الطهوية” ظهر في الأوساط الأكاديمية والدبلوماسية خلال أوائل القرن الـ21، إلا أن المفهوم بحد ذاته قديم، إذ كثيراً ما كانت الموائد الرسمية والولائم جزءاً من البروتوكول السياسي منذ العصور القديمة. وفي سياق ذلك قال مستشار البروتوكول الدولي والاتصال المؤسسي وليد حزيم لـ”اندبندنت عربية” إن إعداد المآدب الرسمية خلال الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى من أبرز عناصر البروتوكول التي تعكس الذوق المدروس وتراعي السياق الدبلوماسي، ويتطلب تنظيم مثل هذه المناسبات تنسيقاً دقيقاً ومسبقاً بين الجهات المعنية، مع اختيار كل تفصيل بعناية فائقة، بدءاً من قائمة الطعام، وصولاً إلى ترتيب الجلوس، فالتجهيز المسبق المتفق عليه هو ركيزة أساسية لضمان تجربة مميزة استثنائية للضيف لترسيخ الصورة الذهنية للمضيف على المستويين الرسمي والثقافي. وأضاف بأن تقديم أطباق مميزة على مأدبة الغداء واختيار لحم الأنجوس المعروف بجودته وانتشاره الواسع في المطبخ الأميركي، يعكس فهماً دقيقاً للذوق الأميركي، ويبعث لدى الضيف شعوراً بالتقدير والألفة. وتابع أن إدراج لحم الميسو في قائمة الطعام المستوحى من المطبخ الآسيوي، كان بمثابة لمسة ذوقية عالمية تعبر عن انفتاح السعودية على الثقافات المتنوعة، وتضفي على المناسبة بعداً راقياً من الحضور الدولي في فن الضيافة. وأشار مستشار البروتوكول الدولي إلى أن هذا المزج المتوازن بين النكهات الغربية والعالمية، يبعث برسالة مفادها بأن السعودية تتقن فن الضيافة الرسمي بأسلوب يجمع بين التقدير الدبلوماسي والذوق الرفيع، بما يعزز مكانتها كدولة مضيفة رائدة في بروتوكول الاستقبال الدولي. نخبة الطهاة الأميركيين وفي تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” عام 2012، سلط الضوء على مبادرة أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية تحت اسم “الشراكة الدبلوماسية الطهوية”، بالتعاون مع مؤسسة جيمس بيرد، لتشكيل “فيلق الطهاة الأميركيين”، وهم نخبة من الطهاة الذين يستدعون للمشاركة في المناسبات الدبلوماسية لتمثيل المطبخ الأميركي وتعزيز القوة الناعمة للولايات المتحدة. وفي السياق ذاته، شهدت قمة “الناتو” في شيكاغو عام 2012 تقديم وجبات صغيرة تمثل المطبخ المحلي الأميركي، مثل البيتزا الصغيرة والبوب كورن، داخل صالة خاصة لرؤساء الوفود، في خطوة تعكس استخدام الطعام وسيلة للتواصل الثقافي وكسر الجمود السياسي. من جهة أخرى، شكلت قمة سنغافورة عام 2018 بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مثالاً بارزاً على توازن دقيق في إعداد قائمة الطعام، إذ جمعت أطباق من المطبخين الأميركي والكوري، في رسالة رمزية تؤكد التقاء ثقافتين مختلفتين في مساحة تفاهم واحدة. المطبخ السعودي وخلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية عام 2017، حظي باستقبال حافل تخلله تقديم القهوة العربية على الطريقة التقليدية فور وصوله، إذ علمه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز طريقة هز الفنجان، وهي الإشارة المتعارف عليها لطلب التوقف عن الصب، إلا أن ترمب خالف العرف وطلب إعادة ملء فنجانه بعد إنهائه، بحسب ما أوردته صحيفة “ذا إنترناشونال”. وفي ما يبدو محاولة للجمع بين ذوق الضيف والمأكولات المحلية، أعد له مضيفوه مائدة فاخرة تضمنت شرائح اللحم المفضلة لديه، إلى جانب صلصة الكاتشب، فضلاً عن أطباق سعودية مثل كبسة الدجاج و”القرصان”، وهو نوع من اليخنة التقليدية. كما شمل العشاء أصنافاً عالمية فاخرة، منها الكافيار وكبد الإوز والريزوتو وآيس كريم التمر. المزيد عن: الرياضواشنطنالسعوديةترمبجولة ترمبالمطبخ الأميركيالقهوة السعوديةالقمة الخليجية الأميركية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “كان” السينمائي 78… أزياء محتشمة واحتجاجات سياسية You may also like “كان” السينمائي 78… أزياء محتشمة واحتجاجات سياسية 14 مايو، 2025 إدانة الممثل الفرنسي ديبارديو بالاعتداء الجنسي على امرأتين 14 مايو، 2025 إيطاليا تشترط موافقة الأهل لتعليم الأبناء التربية الجنسية... 4 مايو، 2025 المدعية في قضية الملياردير جيفري إبستين انتحرت في... 26 أبريل، 2025 رسالة تاريخية من نابليون عن اعتقال بابا الفاتيكان... 23 أبريل، 2025 كود أزياء المشاهير العرب “مشفر” بوصاية الجمهور 23 أبريل، 2025 تحدي الباراسيتامول… تهديد قاتل وسط المراهقين في الجزائر 18 أبريل، 2025 مسح ثلاثي الأبعاد لـ«تايتانيك» يكشف عن تفاصيل جديدة... 10 أبريل، 2025 خدعة ذهنية تساعدك على النوم بسرعة… تعرف عليها 10 أبريل، 2025 الإيرانيات يقبلن على عمليات تجميل الأنف لتحسين فرصهن 9 أبريل، 2025