عرب وعالمعربي ماذا سيحدث لأوروبا إذا قطعت روسيا الغاز عنها؟ by admin 1 يوليو، 2022 written by admin 1 يوليو، 2022 80 ألمانيا مستورد ضخم للغاز، الأضخم عالمياً، لدرجة أن طريقة تعاملها مع الوضع القائم هو كل ما يهم اندبندنت عربية \ هاميش ماكراي صحافي وكاتب @TheIndyBusiness انسوا المشاهد الحميمة الخاصة بقادة مجموعة الدول السبع خلال قمة بافاريا، واطرحوا السؤال الصعب: ماذا لو قطعت روسيا الغاز عن أوروبا؟ إذا تعلمنا أي شيء خلال الأشهر الأربعة الماضية، فهو أن أوروبا لا بد من أن تخطط لأكثر النتائج حدة قد تنشأ عن غزو أوكرانيا، ومن بين هذه النتائج الشديدة التوقف التام لإمدادات الغاز. إنها حقاً إحدى القضايا المرتقبة للشتاء المقبل، ويتمثل النمط العادي في امتلاء المخزونات في الصيف ثم تراجعها عندما يحل الطقس البارد. إذا أخذنا أوروبا ككل، فهي استوردت ما يقرب من 40 في المئة من حاجاتها من الغاز عام 2020 من روسيا، وحصلت بعض البلدان مثل لاتفيا على غازها كله من روسيا، في حين لم تستورد بلدان أخرى مثل إيرلندا أي غاز. (تنتج المملكة المتحدة نحو نصف حاجاتها من الغاز من بحر الشمال وتستورد سبعة في المئة من روسيا). وحصلت ألمانيا على 65 في المئة من حاجاتها من الغاز من روسيا، وعلى الرغم من أنها خفضت وارداتها، إلا أن طريقة تعاملها مع الوضع الجديد بوصفها المستورد الأكبر في العالم تعتبر الأكثر أهمية على مستوى الاستجابات ككل. الأسبوع الماضي أعلن روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني، أن البلاد ستنتقل إلى المرحلة الثانية من خطتها الطارئة المؤلفة من ثلاث مراحل لخفض الطلب على الغاز، وتتضمن هذه المرحلة استخدام مزيد من الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية والسماح للمرافق العامة بتقاضي أسعار أعلى لتشجيع العملاء على خفض الاستهلاك، والمرحلة الثالثة إذا حدثت فستكون التقنين، وسيتلخص الهدف من ذلك آنذاك في جعل القطاع الصناعي يخفض الطلب إلى الحد الذي يسمح فيه للأسر بالحفاظ على تدفئتها حتى نهاية الشتاء. ويضع الاتحاد الأوروبي أيضاً خططه لتخطي فصل الشتاء بأقل إمدادات ممكنة، وسيعلن عن التفاصيل الشهر المقبل. وعلى حد تعبير أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية، “فالخطوة الأفضل هي دوماً الأمل في الأفضل والاستعداد للأسوأ”، وعليه فهل تتمكن أوروبا إذاً من تجاوز الشتاء من دون أي غاز روسي؟ من الناحية النظرية الإجابة هي نعم، لكن في الممارسة العملية سيعني ذلك ركوداً خطراً. في فبراير (شباط) بعدما بدأت روسيا غزوها مباشرة أجرت مؤسسة “بروغل” البحثية التي تتخذ من بروكسل مقراً بعض الحسابات لما قد يحدث. النبأ السار هو أن أوروبا بدأت بالفعل تنويع مصادر غازها بعيداً من روسيا، فسجلت واردات الغاز الطبيعي المسال، لا سيما من الولايات المتحدة، ارتفاعاً كبيراً عام 2021، وفي حين أن أكبر مورديها هو قطر فيبدو هذا العام كأن الولايات المتحدة ستتجاوزها، ليس فقط لتصبح أكبر مورد لأوروبا، بل أيضاً أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. أما النبأ السيء فهو ببساطة عدم وجود ما يكفي من القدرة المتخصصة في موانئ أوروبا لاستيراد الغاز الطبيعي المسال. لا توجد مرافق للغاز الطبيعي المسال في ألمانيا، على الرغم من اقتراح ثلاثة منها، فهناك كثير من المعارضة على صعيد التخطيط لبناء محطات، وعلى أي حال، لا يمكن القيام بذلك فعلياً في الوقت المناسب لهذا الشتاء، ولذلك ستضطر ألمانيا، بل وأوروبا ككل، إلى استخدام كميات أقل من الغاز. ويجادل المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية (دي آي دبليو برلين) بأن من مصلحة البلاد في الأجل البعيد الحد من الطلب على الغاز، واستنتج ما يلي: “وفق افتراضات متفائلة يمكن تحقيق توفير [في استخدام] الغاز الطبيعي بنسبة تتراوح بين 18 و26 في المئة من الطلب، وفي حين يمكن الاستعاضة عن الغاز الطبيعي في قطاع الكهرباء بمصادر بديلة للطاقة في المدى القصير، يصاحب التوفير في الصناعة انخفاض في الإنتاج”. انخفاض الإنتاج، هنا تكمن المشكلة ويذهب المعهد إلى وجوب تعويض الصناعات المتأثرة في شكل خاص، ويضيف، “في حال المساكن الخاصة لا يمكن توفير الغاز الطبيعي إلا من خلال خفض الطلب على الطاقة، لذلك يتطلب الأمر شن حملات [توعية] لتوفير الطاقة في أسرع وقت ممكن، وفضلاً عن ذلك لا بد من تنفيذ فوري للتدابير الرامية إلى زيادة كفاءة استخدام الطاقة وتيسير التحول إلى الحرارة المتجددة (إلى جانب مضخات الحرارة)”. هذه الحجة صحيحة بالتأكيد خلال المدى المتوسط، لكن مع الاعتراف بأن خفضاً في الإنتاج لا بد من أن يحصل، وأن دافعي الضرائب سيضطرون إلى تعويض الشركات عن هذا الخفض، وهذا يعني أن ألمانيا ستخسر ناتجاً، وهذا من شأنه أن يؤدي بالتالي إلى تركيبة ما من انخفاض الأجور الحقيقية أو ارتفاع معدلات البطالة. وإذا أرغمت المصانع على إغلاق أبوابها فقد لا تفتح أبوابها من جديد أبداً، وسيحول الإنتاج إلى الخارج، وعلى هذا سيقوض قطع الغاز الروسي النموذج الاقتصادي الألماني، ولا ينبغي للمرء أن يصدق القصص المخيفة عن انهيار الثقة في شكل مماثل لما حصل بعد إفلاس [العملاق الأميركي المالي] “ليمان براذرز” لكي يقر بالرياح المعاكسة البالغة الخطورة التي تواجه أوروبا عموماً وألمانيا خصوصاً. لكن دعونا ننهي بجانب إيجابي من وضع قاتم جداً. لقد تكيفت ألمانيا مع تحديات اقتصادية عدة منذ الحرب العالمية الثانية، ومن بينها إعادة البناء من تحت الأنقاض والإفراط في تقويم المارك الألماني وكلف توفيق ألمانيا الشرقية السابقة مع المعايير الأوروبية الغربية. لقد تجاوزت دوماً الأزمات أكثر قوة في النهاية، وأنا قلق أكثر في شأن بقية أوروبا وأتمنى ألا يكون الشتاء المقبل بارداً للغاية. الكتاب الجديد لهاميش ماكراي “العالم عام 2050” صدر عن “بلومزبيري” للنشر نشر في اندبندنت بتاريخ 29 يونيو 2022 © The Independent المزيد عن: أزمة الطاقة في أورويا\الغاز الروسي في أوروبا\الحرب على أوكرانيا\ألمانيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post وداعاً عوامات النيل في القاهرة بلياليها المقمرة وثرثراتها next post كندا تقدّم لأوكرانيا 39 ناقلة جند مدرّعة وكاميرات عسكرية لطائرات درونز You may also like قصة حركة “حباد” المرتبطة بمقتل الحاخام الإسرائيلي في... 27 نوفمبر، 2024 3 نقاط استجدت على الوساطة الأميركية جعلت نتنياهو... 26 نوفمبر، 2024 إسرائيليون ينقبون في إثيوبيا عن مملكة يهودية مزعومة 26 نوفمبر، 2024 بايدن يؤكد: إسرائيل ولبنان وافقتا على وقف إطلاق... 26 نوفمبر، 2024 ماكرون يدعو لبنان “لانتخاب رئيس” بعد اتفاق وقف... 26 نوفمبر، 2024 مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة... 26 نوفمبر، 2024 ما سر استبعاد مئات الإخوان من قوائم الإرهابيين... 26 نوفمبر، 2024 “إنهاء نظام خامنئي الخيار الوحيد أمام إسرائيل في... 26 نوفمبر، 2024 ماذا نعرف عن بنود الاتفاق بين حزب الله... 26 نوفمبر، 2024 وزير المالية الإسرائيلي يدعو لخفض عدد سكان غزة... 26 نوفمبر، 2024