الأحد, أبريل 27, 2025
الأحد, أبريل 27, 2025
Home » ماذا أراد عراقجي بتوقيع “قوة التفاوض” بين يدي ويتكوف؟

ماذا أراد عراقجي بتوقيع “قوة التفاوض” بين يدي ويتكوف؟

by admin

 

يرى متخصصون أميركيون أن طهران تحترف التلاعب في المحادثات لكن ترمب يذكر بأنها في مقابل ذلك “لم تكسب حرباً قط”!

“اندبندنت عربية”

في توقيت دبلوماسي بالغ الحساسية، وقع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كتابه “قوة التفاوض: أصول وقواعد المفاوضات السياسية والدبلوماسية” في معرض مسقط الدولي للكتاب أمس الجمعة، تزامناً مع جولة مفاوضات نووية حاسمة تجري بين إيران والولايات المتحدة اليوم في مسقط.

يأتي الكتاب، الصادر عن دار هاشم في بيروت بترجمة فاطمة محمدي ومراجعة حمد فاروق، كتتويج لخبرة عراقجي الطويلة في قيادة المفاوضات النووية، ويعكس رؤية إيران للتفاوض كأداة إستراتيجية لتعزيز قوة بلاده الوطنية، بحسب ما يروج.

يمتد الكتاب عبر ستة فصول تجمع بين التحليل النظري والتجربة العملية، إذ يعرض عراقجي التفاوض كعملية تتطلب توازناً دقيقاً بين القوة والمرونة. يصف أسلوب إيران التفاوضي بـ”مساومة البازار”، مستلهماً من ثقافة المساومة في الأسواق الإيرانية، ويبرز كيف يعتمد هذا الأسلوب على الصبر والقدرة على استغلال نقاط ضعف الخصم، ويروي عراقجي تجاربه الشخصية، بما في ذلك مفاوضات الاتفاق النووي (JCPOA) مع مجموعة “5+1″، مشيراً إلى لحظات مثل تفاعله مع ويندي شيرمان، التي أثارت دموعها بسبب صلابة موقفه.

الصواريخ على الطاولة

يربط الكتاب بين نجاح التفاوض والقوة الوطنية، مؤكداً أن القدرات الصاروخية والنووية شكلت رافعة أساسية لإجبار الغرب على التفاوض. وفي الفصل الختامي يقدم عراقجي التفاوض كأداة لتقليل الكلف الوطنية وتحقيق “النصر في زمن السلم”، وهي رؤية يعززها محمد جواد ظريف في مقدمته للكتاب، إذ يصفه بأنه مرجع أساس لفهم الدبلوماسية الإيرانية.

تلقت الصحافة الفارسية الكتاب بحماس، معتبرة إياه انعكاساً للفكر الدبلوماسي الإيراني المتجذر في القوة والبراغماتية، وربطت صحيفة “خراسان” بين توقيت إصداره والتقدم في مفاوضات روما، مشيرة إلى أنه يعكس قدرة إيران على استغلال الضغوط السياسية التي تواجه إدارة ترمب، بخاصة مع تحدياتها في تحقيق وعودها الانتخابية مثل إحلال السلام في الشرق الأوسط.

من جهتها اعتبرت الصحف الإصلاحية الكتاب دليلاً على إدارة إيران مفاوضات معقدة مع “العدو الأميركي” من دون التنازل عن مصالحها النووية، بينما ركزت الصحف المحافظة على تأكيده القدرات الصاروخية والنووية كأساس لنجاح التفاوض، بصورة عامة اتفقت الصحافة الفارسية على أن الكتاب يرسخ صورة إيران كدولة قادرة على فرض شروطها في مواجهة الضغوط الدولية.

التفاوض من موقع ضعف

يظهر مما سبق أن توقيت توقيع الكتاب في معرض مسقط لم يكن صدفة، فهو يتزامن مع مفاوضات مسقط بعد روما، التي شهدت تقدماً ملحوظاً بإعطاء الضوء الأخضر للمحادثات التقنية بعد تبادل أربع رسائل عبر الوسيط العماني.

يعكس هذا التوقيت إيهام إيران المتلقي المحلي قبل الدولي بأنها واثقة بنهجها التفاوضي، من خلال تعزيز صورة عراقجي كدبلوماسي مخضرم يوجه رسالة للداخل الإيراني بأن التفاوض أداة قوة وليس ضعفاً، بعدما جاءت المفاوضات في أعقاب تهديد أميركي مباشر إلى طهران بأنها لا خيار لها سوى التفاوض الجاد أو مواجهة عمل عسكري خطر ضدها.

ويتفاعل الطيف الإيراني الواسع مع المفاوضات في هذا السياق، محاولاً وضع سردية تجمل الواقع الميداني الذي يراه كثير من المراقبين يسير في غير صفها، إذ علق علي شمخاني مستشار المرشد على الجولة الجديدة بتأكيد أن فرص نجاحها كبيرة، إلا أنه علل ذلك بحاجة ترمب إلى نقطة تحسب له في أولى مراحل رئاسته.

وقال شمخاني “الملفات الرئيسة للرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تزال عالقة بعد 100 يوم من تنصيبه، ومنها غزة وأوكرانيا وحرب الرسوم الجمركية والعجز في الموازنة”، لذلك رجح أن مفاوضات مسقط “قد تشكل فرصة لنجاح مشترك مع ترمب”.

من هذا البعد قد يشكل توقيع عراقجي كتابه بين محادثاته مع ويتكوف رسالة ضغط على الغرب، مستغلاً تحديات إدارة ترمب الداخلية والخارجية، مما يمنح إيران ميزة نسبية في المفاوضات.

فخ إطالة المحادثات

ومن المعروف أن الولايات المتحدة تنظر إلى مهارات إيران التفاوضية بحذر ممزوج بالإحباط، وإذا ما تذكرنا تصريح دونالد ترمب الشهير “لم يربحوا حرباً قط، ولم يخسروا مفاوضات” فإنه يلخص الإدراك الأميركي لتلاعب إيران في هذا الميدان ومحاولاتها تحقيق مكاسب دبلوماسية عبر المساومة الدؤوبة وإطالة المفاوضات.

ووصف مقال في “وول ستريت جورنال” عام 2021 المفاوضين الإيرانيين بأنهم “يستمتعون بإذلال الأميركيين”، مشيراً إلى ميلهم لاستغلال الدبلوماسيين المتحمسين من دون تقديم تنازلات كبيرة، كذلك حذر مسؤولون أميركيون، مثل ستيفن ويتكوف لاحقاً، من صلابة الموقف الإيراني، بخاصة رفض عراقجي وقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما اعتبره “غير قابل للتفاوض”، وتعكس هذه النظرة قلقاً أميركياً من قدرة إيران على استغلال الدبلوماسية لتأخير الضغوط الدولية مع تعزيز برنامجها النووي.

تكشف تغطية “سي أن أن” المفاوضات الحالية عن تعقيدات كبيرة تحيط بالجولة الراهنة، إذ تطالب إيران برفع العقوبات بصورة كاملة، وضمانات قانونية ضد انسحاب أميركي مستقبلي من الاتفاق، والسماح بمواصلة تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، في المقابل تصر الولايات المتحدة على وقف التخصيب، وفرض تفتيش صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحد من الدور الإقليمي الإيراني، بما يشمل دعم الميليشيات.

تشمل التحديات انعدام الثقة المتبادل والضغوط الإسرائيلية لتشديد الموقف الأميركي، وتوقعات إيران تساهلاً من إدارة ترمب بسبب أولوياتها الداخلية، وتضع هذه الخلفيات المفاوضات في مأزق، إذ يسعى كل طرف إلى تحقيق مكاسب قصوى من دون تقديم تنازلات جوهرية.

بين قوة التفاوض والميليشيات

يبرز الكتاب تناقضاً جوهرياً في الإستراتيجية الإيرانية، فبينما تدعي إيران تمسكها بالتفاوض كقوة وطنية، فإنها تعد، بحسب تقارير دولية، أكبر داعم للميليشيات في المنطقة، بما يشمل “حزب الله” في لبنان والحوثيين في اليمن و”الحشد الشعبي” في العراق.

هذا الاعتماد على القوة الخشنة يثير تساؤلات حول صدقية خطابها الدبلوماسي، في حين تستخدم إيران الميليشيات كأداة ضغط إقليمي بموازاة مفاوضاتها الدولية، ويعكس هذا التناقض إستراتيجية مزدوجة تجمع بين الدبلوماسية المتأنية والقوة العسكرية غير النظامية، مما يجعل إيران لاعباً معقداً في الساحة الدولية، لكن وزارة الخارجية الإيرانية كثيراً ما أكدت جواباً عن تلك الشكوك أن نجاح المحادثات يتعلق بحسن نية الطرف الآخر (أميركا).

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي شدد، أمس الجمعة، على أن “تحقيق التقدم في المفاوضات يتطلب إبداء حسن النية والجدية والواقعية من قبل الطرف الآخر”، في إشارة إلى أميركا، كذلك أشار إلى أن الوفد الإيراني “سيضبط كل خطوة من خطواته بناءً على سلوك الطرف المقابل، ولن يدخر جهداً في سبيل الدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الإيراني”.

وتزامناً مع انطلاق المحادثات الفنية والدبلوماسية بين الوفدين الإيراني والأميركي في مسقط اليوم السبت، أكد البرلمان الإيراني أنها فرصة ممتازة للبلاد على رغم تعقيدها.

وقالت المحللة السياسية الكويتية هيلة المكيمي إن إيران، رغم تصريحاتها السابقة الرافضة للعودة إلى التفاوض مع إدارة أميركية سبق أن انسحبت من الاتفاق النووي، قبلت في النهاية الجلوس مجددًا إلى طاولة التفاوض، في تناقض واضح مع مواقفها المعلنة.

وأضافت أن “الإصرار الإيراني على سرية المحادثات يعكس عقلية دولية قديمة انتهت إلى حروب مدمرة، وهو ما يخالف مبدأ العلنية الذي تبناه القانون الدولي لاحقًا”. وأشارت إلى أن دول الخليج انتقدت سابقًا سرية التفاوض بين إدارة أوباما وإيران، مؤكدة أهمية الشفافية وإشراك الأطراف الإقليمية المعنية.

وحذرت المكيمي من خطورة ما وصفته بـ”توقيع قوة التفاوض” الذي يشكل تنازلًا عن جوانب من السيادة الوطنية، مشددة على أن التوازن والحوار الإقليمي هو المسار الحقيقي لضمان استقرار المنطقة واستثمار فرصها الاقتصادية والاستراتيجية.

المزيد عن: إيرانأميركاالمفاوضاتمسقطقوة التفاوضالبرنامج النووي الإيرانيتهديد ترمببندر عباس

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili