’’أوتارٌ من نار‘‘ عنوان العرض الاستثنائي الذي قدمه مهرجان العالم العربي في مونتريال في نسخته الـ 25. ’’تضمد لهب الأوتار جراح فلسطين ولبنان وكل أرض سلبت فيها حقوق شعوبها‘‘ كما يقول الفنان العراقي نصير شمّا. الصورة: Radio-Canada / @ Festival du Monde Arabe CANADAكندا عربي ’’لهيبُ أوتار‘‘ نصير شمّا يحوّل المسرح إلى ساحة عُرْسٍ للحرية by admin 19 نوفمبر، 2024 written by admin 19 نوفمبر، 2024 46 راديو كندا الدولي / Colette Dargham كان لا بدَّ من عرض يليق بالأعوام الخمسة والعشرين لمهرجان العالم العربي في مونتريال من قبل فنان التصق اسمه به على مرّ تاريخه. قد تكون العلاقة الوثيقة بين المهرجان وضيفه تعود ’’إلى التزام كليهما بمبادئ راسخة لم تتغير تحت وطأة أي ظرف‘‘. دفع ’’سفير اليونسكو للسلام‘‘ الموسيقار العراقي الشهير الثمن غاليا نظير التزامه بالقضية الفلسطينية متمنعا عن استلام ’’أكثر من 20 جائزة دولية‘‘ لتعارض ذلك مع مبادئه وقناعاته. ويؤكد شمّا أنه لن يحيد عن هذا المسار مهما كلّفه الأمر، ’’ففي النهاية يعلو الحق ولا شيء يعلو عليه، وإن الشعب الفلسطيني على حق ونحن مؤمنون بذلك وهذه قناعاتنا وهذا تاريخ ولا يمكن للزيف إن ينتصر‘‘، على حد تعبير ضيف مهرجان العالم العربي في مونتريال. توافق المسارين لا يذكر الفنان العراقي كم من المرات مرّ في نسخ مهرجان العالم العربي، ’’فهي لا تعّد‘‘. يقول ’’لقد آمنت بهذا المهرجان منذ اللحظة الأولى، وكنت مدركا في الحوارات مع مديره جوف نخلة أن المهرجان سيستمر وينجح ويحقق أهدافه على الرغم من كافة الظروف القاسية التي هددت وجوده وكيانه على امتداد عمره وتاريخه‘‘. هذا التمازج على صعيد المبادئ والأفكار بين المهرجان وضيفه، جعل النجاح استثنائيا لعرض وقّعه جوزف نخلة برؤيته الفنية الفذة معولا على العبقرية المبدعة والمتميزة لـ ’’سفير السلام‘‘ الذي لم يخذل يوما المهرجان وجمهوره. تنوّع الآلات بين غربية وشرقية وابداع العازفين من كافة المشارب الذين رافقوا نصير شمّا على المسرح، كذلك نجاح تجسيد القصيدة والشعر في الوتر والنغم من جهة والرقص التعبيري من جهة أخرى، كل ذلك استطاع تحويل مسرح ميزونوف العريق في ساحة الفنون في وسط مونتريال الأحد المنصرم إلى ساحة عرس الحرية و ’’انتصار حقوق الشعوب ليس في فلسطين ولبنان فحسب بل إنما أيضا في دول العالم قاطبة‘‘، هذا على الأقل ما وصل إلى أذهان الحضور بفعل الصورة المشهدية الفنية المشبعة إحساسا وتمردا. أعاد نصير شمّا صياغة حوارية بين محمود درويش ووالدته حورية بالنغم: ’’…أُمِّي تضيء نُجُومَ كَنْعَانَ الأخيرةَ، حول مرآتي، وتَرْمي، في قصيدتِيَ الأَخيرةِ، شَالَها!‘‘الصورة: Radio-Canada / @Festival du Monde Arabe القصيدة والوتر صنوان القصائد والشعراء كانوا نبض العرض الموسيقي وروحه ومنهم استوحى عازف العود العراقي أنغامه. يقول شمّا: ’’إن القصيدة كانت عبر تاريخها أداة مقاومة فعالة ومؤثرة‘‘. عرّجت ’’الأوتار المشتعلة‘‘ على قصائد وشعراء جمعتهم قواسم مشتركة في النهج وفي دور الكلمة الفاعل في نضال شعوبهم من أجل تحقيق الحرية والاستقلال. استوحى نصير شمّا معزوفاته من قصائد لشاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش والشاعر العراقي الذي عرف بنضاله الوطني بدر شاكر السيّاب والشاعر الإسباني فيديريكو غارثيا لوركا الذي دفع حياته ثمنا لحرية كلمته. اختلفت آراء الحضور في العرض، فمنهم من تمنى لو كانت تمت كتابة كلمات القصائد على شاشة المسرح أو حتى تلاوتها خلال العرض لكي يزداد التفاعل مع اللحن المستوحى. ومنهم من وجد أن ذلك كان ليفسد دور العرض الذي يريد أن يحفّز الحضور ويترك العنان لمخيلته في تصوّر كلمات القصيدة وإعادة صياغتها كما يحلو له مستسلما للحن المبدع الآخاذ. الصراع اليوم أثبت أن كل شيء كان اكذوبة على مدى 100 عام من الحضارة…لا يوجد أي شيء له علاقة بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ولا توجد حقوق الإنسان ولا توجد محكمة دولية، كل شئ صوري، كل شئ يتوقف أمام الكيان الصهيوني ويصبح عاجزا عن الحركة…نشعر بالخذلان تجاه أنفسنا وأوطاننا وشعوبنا والناس التي تحبنا وتؤمن بنا. نقلا عن نصير شمّا، موسيقار وعازف عود عراقي نصير شمّا: ’’لن أملّ المطالبة بحقوق الشعوب، أنا تعودت على أن يكون لدي موقف وإنني غير قادر على إخفائه مهما كانت الخسائر…أنا واحد من الناس الذين حرموا من أكثر من 20 جائزة دولية بسبب مواقفي الداعمة لفلسطين‘‘.نصير شمّا: ’’لن أملّ المطالبة بحقوق الشعوب، أنا تعودت على أن يكون لدي موقف وإنني غير قادر على إخفائه مهما كانت الخسائر…أنا واحد من الناس الذين حرموا من أكثر من 20 جائزة دولية بسبب مواقفي الداعمة لفلسطين‘‘.الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham يؤكد نصير شمّا أن الكيل طفح منذ اليوم الأول لحرب غزة بعدما قرر العالم بأسره السكوت تجاه ما يحصل، ’’ويستمر هذا السكوت اليوم تجاه ما يحصل في لبنان أيضا‘‘. لذا كان لا بد من جهة تتبنى صوت الناس وتعبر عن وجعهم واختناقهم من وطأة الخذلان الكوني على مستوى حقوق الإنسان والحريات. ’’عرض اليوم هو واجبي تجاه جميع من آمن بي وبفني للدفاع عن قضيته وعن حريته وأحلامه وسلامه‘‘، على حد تعبير ابن العراق. ’’غزة مدينة صغيرة جدا لكنها عرّت العالم بأكمله‘‘ يجد نصير شمّا أن حرب غزة كشفت ’’زيف الكرة الأرضية بأسرها ومكرها…ولعل صور الحرب البشعة كفيلة بنيل الغاشم عقابه حتى بين القبور‘‘. هذا وبحسب شمّا فإن صاحب الحق يجب أن يستمر في إصراره على الدفاع عن حقه. ’’لقد شاهدنا بلدانا احتلت على مدى مئات السنين ولكن ثقافتها وحضارتها لم تندثر بل بقي تاريخها وبقيت روحها لانه كان هناك من يدافع عن حقها في الحياة والوجود‘‘، كما قال شمّا. نحن في أسوا مرحلة من تاريخنا الإنساني والعربي والإسلامي والحضاري، على كافة المستويات…إنما يبقى بصيص أمل دائما ، وقد يمكن لأحد الأطفال أن يغير كل المعادلات…طاقة الفرج على الرغم من الأحزان تزدان بها معزوفات العرض غير المسبوقة لجهة الشكل والقالب والسياق الذي تقدم به. نقلا عن نصير شمّا، موسيقار وعازف عود عراقي بوحي من قصائد ابن غرناطة الإسبانية فيديريكو غارسيا لوركا، قدّم نصير شمّا أنغام الفلامنكو التي رافقها رقص تعبيري حمل الكثير من الفرح والأمل على غرار الإيقاعات الاسبانية الثائرة الحالمة المتمردة.الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham إذا كان الوتر نبض القصيدة فإن الجسد شريانها ’’أوتار من نار‘‘ لم يكن عنوانا سورياليا أوتوبيا برّاقا فحسب بل أيضا واقعة حقيقية عاشها الحضور وعاين اشتعال المسرح بالشجن والآه المريرة والوجع والألم والصراخ المدّوي الذي تلته الآلات واحدة تلو الأخرى منفردة ومجتمعة تحت إشراف المايسترو الموسيقار الفذ، وعبرت عنه أجساد الراقصين التي تمايلت في حركات تعبيرية مدهشة بتوقيع مصممة الرقص الكندية الغوريغراف أودري غوسيران (Audrey Gaussiran). يأخذنا نصير شمّا إلى القعر ويسكت فجأة وترُه، ليرتقي نغمه ويرتفع ثانية محدثا جعجعة وضجيجا منظمَين وكأن حالة من السكر والنشوة والهذيان حلّت في المكان فأصابت كل من فيه من العازف إلى الراقص إلى المشاهد. بلغ الانسجام ذروته مع القصيدة، نغما وجسدا، الأوتار المشتعلة تصيبك في الصميم فتشفى روحك وينبض قلبك بمشاعر الحرية والعدالة والاستقلال التي طالما دافع عنها السياب ولوركا ودرويش وشمّا وغيرهم من الفنانين النخبويين الذين حفر التاريخ أسماؤهم بالبنط العريض. لم تمر لوحتا التعبير الجسدي المرافق للموسيقى مرور الكرام في هذا العرض غير المسبوق، ورافق رقص الفلامنكو على وقع الحب والفرح معزوفة لوركا. أما اللوحة الأولى من التراث الفلسطيني فلم يعبر فيها الرقص عن الفرح البتة، بل عن المآسي والوجع والآه المريرة، وكأن الراقصون يرسمون بأجسادهم ملحمة شعب قاوم وناضل منذ حدوث النكبة قبل 76 عاما ولا يزال. Colette Dargham 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post بري لـ«الشرق الأوسط»: ضمان موقف الإسرائيليين على عاتق الأميركيين… ووضع المفاوضات جيد next post مجلس العموم يدين بالإجماع مؤامرة إيرانية مزعومة لاغتيال إروين كوتلر You may also like ترامب يحثّ لاعب الهوكي واين غريتسكي للترشح لرئاسة... 26 ديسمبر، 2024 سمر ماكنتوش، أفضل رياضية كندية لِعام 2024 26 ديسمبر، 2024 مقاطعة كيبيك تنجح في الحفاظ على المهاجرين الجدد... 26 ديسمبر، 2024 إعانات عائلية تصل إلى 360 دولاراً في جزيرة... 26 ديسمبر، 2024 تعيين أول نائبة من إقليم نونافوت في مجلس... 26 ديسمبر، 2024 What to do in and around Halifax this... 26 ديسمبر، 2024 Buoyed by election win, Nova Scotia premier tones... 26 ديسمبر، 2024 Mother and baby plush toys recalled due to... 26 ديسمبر، 2024 Police seeking information in two deaths ruled as... 26 ديسمبر، 2024 ترودو يدعو الكنديين إلى ترك السياسة جانباً في... 25 ديسمبر، 2024