انتشرت كنائس سرية غير مرخص لها تتخذ مكاناً لها في أقبية ومرائب داخل أحياء شعبية في مدن المغرب الكبرى (وكالة الأنباء المغربية) منوعات لماذا تنتشر “كنائس سرية” في الأحياء الشعبية بالمغرب؟ by admin 8 أبريل، 2025 written by admin 8 أبريل، 2025 12 تفيد أرقام غير رسمية بأن أكثر من 90 في المئة من المسيحيين الذين يقيمون بالمملكة يتحدرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء اندبندنت عربية / حسن الأشرف صحافي وكاتب “لا أجد مكاناً لممارسة طقوسي الدينية سوى في مرأب أحد المنازل بحي شعبي في مدينة الدار البيضاء برفقة عدد من أصدقائي المهاجرين الأفارقة”… بهذه الكلمات يعبر إيسا، وهو مهاجر وافد من نيجيريا إلى المغرب، عن ارتياده أحد “الكنائس السرية” غير المرخص لها من طرف السلطات المغربية. وانتشرت كنائس سرية غير مرخص لها تتخذ مكاناً لها في أقبية ومرائب داخل أحياء شعبية في المدن الكبرى بالمغرب، بخاصة في الدار البيضاء، الشيء الذي شكل قضية رأي عام أثارت كثيراً من السجال والجدل بالبلاد فيما يخص مدى أحقية هؤلاء المهاجرين الأفارقة في ممارسة طقوسهم المسيحية بعيداً من أعين السلطات المغربية. خيوط القصة بدأت خيوط قصة “الكنائس السرية” في الظهور علناً عندما قدم سكان بعض أحياء الدار البيضاء شكوى إلى السلطات المعنية ضد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، كانوا يحدثون ضوضاء في أحد الأقبية كل يوم، وخصوصاً كل نهار أحد. وورد في شكوى السكان المرفوعة إلى سلطات الدار البيضاء، التذمر من “سوء الجوار والضوضاء الليلية وتنظيم احتفالات وتظاهرات من دون رخصة وعرقلة المرور ومخالفة النظام العام”. وبينت التحريات أن الأمر يتعلق بكنيسة سرية غير مرخص لها جرى ترتيبها في أحد أقبية أحد المنازل التي يقطنها مهاجرون أفارقة، والتي يقيمون فيها القداس الأسبوعي كل يوم أحد، الشيء الذي أثار امتعاض الجيران ودفعهم إلى اللجوء إلى السلطات المعنية. وكان يفد إلى هذا القبو السري أكثر من 100 مهاجر أفريقي من دول أفريقيا جنوب الصحراء، خصوصاً كل يوم أحد لأداء للمشاركة في القداديس والصلاة والترانيم التي تشارك فيها أحياناً أوركسترا كاملة. وتفجرت بذلك قضية “الكنائس السرية” في عدد من أحياء الدار البيضاء وفي مدن كبرى أخرى، خصوصاً التي تحتضن الجاليات القادمة من دول أفريقيا جنوب الصحراء للعبور لاحقاً نحو الضفة الإسبانية. وإذا كانت الكنائس السرية الجديدة ظهرت حديثاً في الأقبية والمرائب، فإن الصحيفة الفرنسية “لاكروا” سبق لها أن تطرقت قبل بضعة أعوام إلى وجود “كنائس داخل بيوت سرية”، وقالت إن المملكة احتضنت مجتمعات إنجيلية صغيرة بفضل موجة من المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء الذين اختاروا الاستقرار في البلاد. ووفق الصحيفة الفرنسية توجد مئات الكنائس البيتية في شقق ومنازل بالمدن الكبرى في المغرب، إضافة إلى الكنائس الرسمية التي توجد في البلاد منذ عهد “الاستعمار الفرنسي”. التعايش والتقنين إيسا، مهاجر مسيحي نيجيري يقيم في المغرب بطريقة غير شرعية، يقر بأنه يؤدي صلاته المسيحية كل أحد في مرأب فارغ تابع لأحد الشقق بمدينة الدار البيضاء لأنه لا يجد أين يقيم قداسه الأسبوعي، وهو مؤمن ملتزم بديانته المسيحية. وبالنسبة إلى هذا المهاجر الذي يعيش في المغرب منذ أربعة أعوام، فإن أكثر الذين يفدون إلى هذه “الكنائس السرية” هم مهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وقلة من المغاربة المسيحيين الذين يجدون في هذه الكنائس غير المرخصة فرصة لهم لتأدية طقوسهم الدينية بعيداً من الأعين”. من جهته أفاد القس المغربي ورئيس اتحاد المسيحيين المغاربة آدم الرباطي بأن “المغرب يتميز بكونه يؤوي صوت الأذان متعانقاً مع صوت الكنائس باعتباره بلداً يتعايش على أرضه الديانات الإسلامية واليهودية والمسيحية”. وأورد الرباطي في فيديو على “يوتيوب” أن “جالية المهاجرين الأفارقة كبيرة تؤدي طقوسها الدينية بصورة سرية وغير مرخص لها، ما يشكل خطراً على السكان والمسيحيين والسلطات أيضاً”. ووفق القس المغربي المذكور قد تنجم عن هذه الكنائس السرية أخطار اجتماعية وقد تتسبب التظاهرات باختناق بسبب الازدحام، وغيرها من الأحداث التي يمكن أن تحصل لسبب أو لآخر، مستدلاً بما وقع في كنائس سرية خارج المغرب مثل مصر وغانا. وشدد الرباطي على ضرورة تقنين عبادة المسيحيين لأن الحل لا يكمن في منع هؤلاء المهاجرين من عبادتهم، بل الحل في التنظيم والترتيب وتقنين هذه العبادة حتى لا يضطروا إلى ممارستها بها سراً”، مردفاً بالقول “نحن لدينا كنائس بيتية في منازلنا ولا نقوم بطقوسنا بكل حرية، مخافة الإضرار براحة الجيران”، وفق تعبيره. وفي السياق تفيد أرقام غير رسمية بأن أكثر من 90 في المئة من المسيحيين الذين يقيمون في المغرب يتحدرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وهم إما طلبة يدرسون في الجامعات، أو مهاجرون يتحينون فرصة العبور إلى إسبانيا. وبعدما كان المغرب يضم ما يزيد على 200 كنيسة كاثوليكية في أعوام خلت تقلص العدد في الوقت الراهن ليصل العدد إلى 44 كنيسة يترأسها 57 كاهناً، وذلك بسبب عوائد الزمن أو تحول بعضها إلى مراكز ثقافية أو حتى إلى مساجد. اكتساح المهاجرين من جهته يقول الباحث المهتم بالشأن المجتمعي محمد شقير إنه منذ تحول المغرب من بلد عبور إلى بلد استقبال واستقرار لفئات مختلفة من المهاجرين الأفارقة، مستغلين سياسة الحكومة في منح أوراق الإقامة والسماح بولوج بعض المرافق العمومية من مدارس ومستشفيات عمومية، أصبح المغاربة يعانون ممارسات غير مألوفة في الأحياء الشعبية. وأوضح شقير أن تحويل مرائب وأقبية إلى كنائس سرية يندرج في إطار هذا الاكتساح الذي عرفته أحياء شعبية من طرف مهاجرين يعتنقون المسيحية ويمارسون بطقوسهم الدينية في وقت كان فيه يمكن ذهاب هؤلاء المهاجرين إلى كنائس كبرى لأداء صلواتهم بصورة منظمة كل أحد مع باقي المقيمين المسيحيين من أوروبا وغيرها. واسترسل المتحدث ذاته بأن حرية المعتقد مكفولة على غرار الحق المكفول لليهود، غير أن التركيبة الاجتماعية لهؤلاء المهاجرين الأفارقة، وربما الروح القبلية وعدم تشبعهم بمنطق القانون، كلها عوامل تدفعهم إلى التمادي في هذا السلوك، مستغلين تغاضي السلطة، مما قد يشجع آخرين على نهج السلوك ذاته، وما قد تترتب عنه من مناكفات قد تتخذ أبعاداً عنصرية. وذهب شقير إلى أن “العنصرية تتولد ليس فقط بسبب أفكار ومعتقدات، بل بالأساس بسبب الاصطدام القيمي والسلوكي حول المجال المشترك، بالتالي قد تشهد بعض المدن المغربية ما تعيشه الأحياء الشعبية في بعض الدول الأوروبية كفرنسا وإيطاليا وغيرها”. المزيد عن: المغربالكنائسالمسيحيونقداس الأحدصلواتتراتيلترانيمالأحياء الشعبيةالدار البيضاء 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كتاب غير منشور لغونتر غراس عن الجمال الأنثوي next post رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: علينا الاستعداد للحرب مع روسيا You may also like جيل “زد” المصري وسوق الوظائف… من يهزم الآخر؟ 8 أبريل، 2025 السياح يلغون رحلاتهم إلى الولايات المتحدة… إليكم وجهاتهم... 6 أبريل، 2025 باميلا أندرسون تذهل الجميع في فيلم “فتاة الاستعراض... 5 أبريل، 2025 فرح فاوست: مأساة موهبة درامية لم تنل حقها... 5 أبريل، 2025 توائم “رقمية” لعارضات أزياء تثير سؤال “الحماية” 5 أبريل، 2025 ميلندا فرينش غيتس تتحدث عن “الغدر” خلال زواجها... 5 أبريل، 2025 الموضة بألوانها وصيحاتها… من يقف وراءها؟ 2 أبريل، 2025 “أسواق بيروت” تعود للحياة: رسالة أمل جديدة للبنانيين 20 مارس، 2025 سقوط الإمبراطورية البشرية: هل نحن حقاً في طريقنا... 18 مارس، 2025 “سليبماكسينغ”… رحلة خطيرة بحثا عن نوم هانئ 15 مارس، 2025