يروج النظام الإيراني دائماً أن قدراته العسكرية تعد وسيلة لردع تهديدات أعدائه (أ ف ب) عرب وعالم لماذا تخشى إيران من المواجهة العسكرية المباشرة؟ by admin 2 أكتوبر، 2024 written by admin 2 أكتوبر، 2024 61 يبدو النظام ضعيفاً بسبب المخاوف من استهداف المنشآت النووية أو الموانئ التجارية اندبندنت عربية / داريوش معمار صحافي في اندبندنت فارسية يكشف استمرار التجمعات والتظاهرات، التي ينظمها الداعمون للنظام الإيراني خلال الأيام الماضية وبعد الهجوم الإسرائيلي على مقر قيادة “حزب الله” اللبناني، عن مدى حدة التوتر في الشرق الأوسط. هؤلاء المناصرون يطالبون برد عسكري على إسرائيل وينتقدون لجوء المسؤولين الإيرانيين إلى موقف الدفاع، ويطالبون النظام بالعمل بوعوده باتخاذ خطوات عملية ورد عسكري بعد الهجوم الإسرائيلي. يبدو أن هذه المطالب لم تلق اهتماماً لدى القادة الإيرانيين، ومنهم مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، إذ إنهم مطلعون على آثار هذا الرد ولم يخاطروا باتخاذ خطوات عملية. انفعال النظام الإيراني أمام التهديدات يروج النظام الإيراني دائماً أن قدراته العسكرية تعد وسيلة لردع تهديدات أعدائه، في حين إننا شهدنا تطورات مختلفة عن عدم جدوى هذه المكانة أمام التهديدات الخارجية، وعلى سبيل المثال لم نشهد تنفيذاً لأي من الادعاءات الإيرانية التي تعتبر أنها قادرة على توجيه ضربات ضد إسرائيل وأميركا، فلم نشهد أي معالم للردع الذي يروج إليه النظام. العمليات التي نفذتها إسرائيل خلال السنوات الماضية، منها الاغتيالات التي طاولت عدداً من قادة الحرس الثوري الإيراني والتغلغل في المنشآت العسكرية والأمنية لإيران، تكشف عن أن القوة الرادعة التي يتحدث عنها النظام ليس لها أي معنى. يعتقد غالبية المحللين أن الحديث عن القوة الرادعة لم يعد إلا شعارات ودعايات للاستهلاك المحلي، وأنها تستخدم هذه الادعاءات لمخاطبة المناصرين لها، وفي الواقع ليس للنظام قدرة على ترجمتها إلى هجوم أو حتى دفاع عن مصالح النظام. سقوط القدرة العسكرية والدبلوماسية وكان القضاء على قادة المجموعات التابعة للنظام الإيراني الذين يعملون كأياد تابعة لإيران في الحرب غير المباشرة مع إسرائيل تحول إلى إحدى علامات ضعف القوة العسكرية الإيرانية، كما أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران كشف عن زيف الادعاءات التي يروج لها النظام في شأن الصواريخ بعيدة المدى والمسيرات وأنها تستطيع الوصول إلى نقاط حساسة في إسرائيل، وهذه العمليات كشفت عن ضعف الإمكانات الهجومية للنظام أكثر من أي وقت مضى. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سينقل هجماته من دمشق وغزة وبيروت إلى داخل الأراضي الإيرانية، إذا ما أقدمت إيران على أية خطوة عسكرية. هذه التهديدات لم تكشف عن استمرار الضغوط على النظام الإيراني فحسب، بل تثبت مدى الضعف الأمني والعسكري الذي يعانيه النظام الإيراني. لم يكن الضعف العسكري الإيراني أمام إسرائيل وحلفائها الغربين خافياً عن كثير من الإيرانيين، إذ يعبر كثيرون عن دعوات علي خامنئي وقادة الحرس الثوري بما يسمونه بـ”الصبر الاستراتيجي” على أنه اعتراف من المسؤولين الإيرانيين بمدى الضعف الذي يعانيه النظام. قبل ذلك أشار عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، منهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، إلى القدرات العسكرية الهائلة التي يتمتع بها الطرف المقابل لإيران خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية في حال وقوع مواجهة عسكرية ضد إيران. خطر الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية يعتبر النظام الإيراني المنشآت النووية والمصادر الطبيعية بأنها حيوية بالنسبة إلى اقتصاد البلاد، وأن استهداف هذه المنشآت من شأنه أن يخل بتوفير مصادر الوقود التي تحتاج إليها إيران في المجالات الصناعية، وكذلك لاستهلاك المواطنين. كما أن لإيران موانئ تجارية مهمة منها جابهار ومكران وميناء الخميني، وتضطلع بمهمات أساسية لاقتصاد البلاد، وكذلك هناك مناطق اقتصادية خاصة ومنشآت بتروكيماوية يمكن أن تكون عرضة للتوتر والمواجهة المباشرة. هذه الموانئ والمراكز الصناعية تتولى مهمات حيوية، منها الإنتاج والتجارة وشحن البضائع، وهي سهلة الوصول إذا ما تقرر استهدافها من أعداء النظام ووقتها سيحدث خلل في عجلة الاقتصاد الإيراني. لكن الموضوع الأهم هو أنه مع المقاطعات الحالية إذا ما تعرضت المرافق الاقتصادية الحيوية إلى هجوم، سيعجز النظام عن إعادة بناءها على المديين القريب والبعيد. الهجوم على المنشآت العسكرية إذا ما حدثت مواجهة عسكرية بين إيران وأعدائها فإن القواعد العسكرية والمنشآت النووية، ومنها نطنز وفوردو، ستكون حتماً عرضة للهجوم، وإذا ما وقع هجوم على هذه المنشآت فإنه ينسف مستقبل النظام الإيراني، ويضع المسؤولين أمام تحد كبير لإعادة العمل بتخصيب اليورانيوم الذي دفعت أثماناً كبيرة للحفاظ عليه. يبدو أن الهجوم على المراكز الصاروخية للنظام سيرافق خطراً على المنشآت المدنية التي تكتظ بالسكان، كما يترك آثاراً سلبية في البيئة، ويؤدي إلى وقوع كوارث إنسانية من شأنها أن تتعدى حدود إيران وتشمل البلدان المجاورة. ارتفاع حدة التهديدات وانعدام الأمن في إيران تغيير الأسلوب الذي تتخذه إسرائيل في هجماتها الجوية التي تستهدف نقاطاً معينة بدقة كبيرة يثير قلقاً كبيراً لدى المسؤولين الإيرانيين، وهذا القلق ارتفع بشكل كبير خصوصاً بعد عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات كبيرة منها رئيس حركة “حماس” السابق إسماعيل هنية. هذا الأمر يكشف بصورة لا تحتمل الشك أن إسرائيل لديها إمكانات لتنفيذ عمليات دقيقة في داخل إيران، وسبق ونفذت عمليات مختلفة في البلد، منها اغتيالات استهدفت مسؤولين عسكريين وأمنيين داخل الأراضي الإيرانية. الضعف الأمني للنظام الإيراني واجه النظام الإيراني خلال السنوات الماضية ضعفاً ملاحظاً في المجال الأمني، وتحدث كثير من المسؤولين، منهم وزراء الاستخبارات السابقون، عن مدى خطورة التغلغل الأمني في الهيكل الأمني والعسكري في إيران، وشهدت البلاد حملات قرصنة إلكترونية واستهداف منشآت حساسة تكشف عن الأزمة التي تواجهها البلاد في المجال الأمني. هذا الضعف يضع النظام في موقع لا يمكنه من خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وقد تؤدي المواجهة إلى انهيار مقومات القوة النووية والسلطة في إيران. الحاجة إلى الثقة الوطنية يعرف النظام جيداً أنه بحاجة إلى ثقة وطنية ودعم شعبي في حال قرر خوض مواجهة عسكرية مباشرة ضد طرف أجنبي، وعدم وجود هذه الثقة يؤدي إلى سقوط القبول الشعبي ويعرض مستقبل النظام إلى خطر. في الوقت الحاضر من شأن الحرب أن تخلف أزمات اجتماعية واقتصادية كبيرة في البلاد وتنتهي بانفلات غير قابل للسيطرة يصعب فيه إعادة الأوضاع لنصابها، لذلك تبين التجمعات التي يقوم بها أنصار النظام مدى خوفهم من هذه التحديديات التي ستحل بالبلاد في حال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل. تواجه إيران ضغوطاً كبيرة من الناحية العسكرية والدبلوماسية بسبب التهديدات الإسرائيلية، كما أن المواجهة العسكرية يمكن أن تؤدي إلى تحدي بقاء النظام بسبب الهواجس الأمنية والاقتصادية التي سترافق الهجوم. في الختام يبدو أن مجموعة هذه الأسباب والإخفاقات المتتالية التي مني بها النظام تعقد من طبيعة الرد الإيراني على التهديدات الخارجية والتوتر في المنطقة، ويبدو أن النظام الإيراني في مثل هذه الظروف يدفع باتجاه عدم المواجهة مع إسرائيل وتجنب المواجهة المباشرة والاهتمام بحل من أجل التخلص من العقوبات الغربية، وكذلك معالجة سقوط رصيده الشعبي في الداخل. نقلاً عن “اندبندنت فارسية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “وصم النساء” وسيلة لتصفية الخلافات بين مغاربة وجزائريين next post إسرائيل شنت 70 عملية سرية في لبنان مهدت لدخول بري You may also like لبنان في عام 2024: الحرب الأفظع والمجهول المستمر 26 ديسمبر، 2024 طرطوس: القبض على محمد كنجو..مصدر أحكام الإعدام بحق... 26 ديسمبر، 2024 لبنان يتمسك بتحييد شمال الليطاني عن جنوبه والكلمة... 26 ديسمبر، 2024 «حزب الله» يطالب باستراتيجية دفاعية تبرّر احتفاظه بسلاحه 26 ديسمبر، 2024 هاجس إنهاء «المقاومة» يسكن «حزب الله» 26 ديسمبر، 2024 لماذا تجاهلت “حماس” حديث الشرع بأنه لن يقاتل... 26 ديسمبر، 2024 تقرير: أسماء الأسد «مريضة بشدة ومعزولة» بعد عودة... 26 ديسمبر، 2024 رجال المال والتكنولوجيا دشنوا عصر الاستحواذ على الشأن... 26 ديسمبر، 2024 مكافحة التزوير تتصدر المشهد في الكويت خلال عام... 26 ديسمبر، 2024 هل ينهي ترمب حق الجنسية بالولادة في أميركا... 26 ديسمبر، 2024