الخميس, فبراير 13, 2025
الخميس, فبراير 13, 2025
Home » لماذا تأجل اجتماع السيسي وترمب في واشنطن؟

لماذا تأجل اجتماع السيسي وترمب في واشنطن؟

by admin

 

الزيارة أجلت لـ”أجل غير مسمى” لحين تقديم القاهرة “خطة مدعومة عربياً” لإعمار غزة والتوافق مع الرئيس الأميركي بشأنها

اندبندنت عربية / أحمد عبد الحكيم صحافي @a7medhakim

الخميس 13 فبراير 2025 21:24

بعد أيام من تضارب المعلومات حول زيارة مرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الأميركية واشنطن، للقاء الرئيس دونالد ترمب، كان مرجحاً توقيتها في الـ18 من الشهر الجاري، يبدو أن القاهرة آثرت عدم المضي قدماً في إتمام الزيارة في ضوء تمسك الأخير بموقفه الساعي لتهجير سكان غزة من “القطاع المدمر” باتجاه مصر والأردن، وهو الأمر الذي يرفضه البلدان.

وبحسب روايات متطابقة، نقلتها تقارير غربية، وأكدتها مصادر مصرية مطلعة في حديث لـ”اندبندنت عربية” فإن الزيارة “أجلت إلى أجل غير مسمى”، من دون تحديد موعد لها في المدى القريب، لما استشعرته القاهرة من إصرار أميركي على المضي قدماً في خطتها للسيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، فضلاً عن التهديد الأميركي بسحب المساعدات عن الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة (مصر والأردن) في حال رفضت ذلك، وذلك في انتظار إكمال القاهرة بلورة “خطة متكاملة ومدعومة عربياً” بشأن التعاطي المستقبلي مع غزة.

وحتى اللحظة، تحاول القاهرة لملمة خياراتها للتعاطي مع جموح سياسات الرئيس العائد إلى البيت الأبيض، والمغايرة لما استقرت عليه السياسة الأميركية طوال عقود ماضية، وعينها على مخاطر توتر العلاقات مع واشنطن، وذلك في وقت تتشدد فيه برفض أي خطة لتهجير أو نقل الفلسطينيين من غزة، إذ تعتبر القاهرة ذلك تهديداً خطيراً لأمنها القومي، بما يتضمنه من احتمالات لتفشي التطرف وتوفير ذريعة لهجمات إسرائيلية مستقبلية، فضلاً عن كونه “ظلماً تاريخياً” للفلسطينيين، لن تشارك فيه، وينذر بتصفية قضيتهم للأبد.

كيف “أطاح” التهجير بالزيارة؟

قبل نحو أسبوع، وفي أعقاب الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، تبادل فيه الزعيمان الدعوة لزيارة بلدي كل منهما.

وبحسب مصدر دبلوماسي مطلع، تحدث بشكل مقتضب لـ”اندبندنت عربية”، “كانت هناك ترتيبات بخصوص سفر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن للقاء الرئيس ترمب في أعقاب زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني وذلك لبحث ملفات عدة، منها ما يشمل العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقطاع غزة”، مشيراً إلى أن “التصريحات المتتالية الصادرة من الجانب الأميركي بخصوص قطاع غزة والتلويح بقطع المساعدات عن مصر عقدت احتمالات إتمام تلك الزيارة، لا سيما وأن موعدها النهائي لم يكن قد تحدد بشكل حاسم”.

ومن دون الدخول في أسباب “إرجاء الزيارة”، ذكر المصدر المصري أنها “أجلت إلى أجل غير مسمى، وفي الأغلب لن تتم على المدى المنظور”. في الأثناء، وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر مصرية لم تسمها، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي، لن يسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات في البيت الأبيض ما دام جدول الأعمال يتضمن خطة الرئيس ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة. مشيرة إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى واشنطن هذا الأسبوع، كان أحد أهدافها “تفادي زيارة رئاسية قد تكون محرجة”.

ووفق المصادر فقد تبين لعبد العاطي خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن خطة التهجير ستكون على الطاولة في حال قام السيسي بزيارة، وردَّ عبد العاطي بأن مثل هذا الاجتماع لن يجدي نفعاً، وأن أي نقاش يجب أن يكون حول خطة مصر الخاصة لإعادة إعمار غزة، وأوضحت مصر أن خطتها ستضمن “بقاء الفلسطينيين على أرضهم”.

وزير الخارجية الأميركي لدى استقابله نظيره المصري بالعاصمة واشنطن في وقت سابق من الأسبوع الحالي (أ ف ب)

 

وأفادت المصادر المصرية بأن ماركو روبيو لم يكرر لعبد العاطي التهديدات السابقة التي وجهها ترمب بسحب المساعدات العسكرية وغيرها، على رغم أنه حث مصر على النظر في خطة الرئيس الأميركي.

من جانبها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن مسؤولين مصريين قولهم إن “السيسي قلق بشأن الصورة العامة إذا ما زار واشنطن والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد دعوته مصر والأردن لاستقبال أهالي غزة”، وأضاف المسؤولون أن السيسي يشعر بالقلق أيضاً من المخاطر المترتبة على تعرضه لضغوط أميركية علنية، مع مواصلة ترمب الترويج لخطته التي أكدت القاهرة رفضها القاطع لها كما يرفضها الشعب المصري، وقد تعد مشكلة أمنية بالنسبة للقاهرة.

وفي الأول من فبراير (شباط)، قالت الرئاسة المصرية في بيان لها حول المكالمة الهاتفية التي جمعت بين ترمب والسيسي، أن الرئيس الأميركي “وجَّه دعوة مفتوحة إلى الرئيس المصري لزيارة واشنطن ولقائه بالبيت الأبيض”، وأن السيسي وجه كذلك “الدعوة إلى ترمب لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والبحث في القضايا والأزمات المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ما يسهم في دعم استقرار المنطقة، وكذا للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد”.

وبعدها بأيام، أعلن الرئيس الأميركي في أحد المؤتمرات الصحافية، أنه ينوى لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى أهمية هذه الاجتماعات في مناقشة قضايا إقليمية حيوية، إلا أنه في الوقت ذاته لم يحدد لا البيت الأبيض ولا رئاسة الجمهورية المصرية الموعد المحدد للقاء.

احتمال “فتور العلاقات”

يحمل تأجيل زيارة السيسي إلى واشنطن “إلى أجل غير مسمي”، إلى احتمالات توتر العلاقات بين الرئيس المصري ونظيره الأميركي، التي لطالما وصفها ترمب بـ”المميزة”.

وتحت عنوان “هل يصبح الرئيس المصري الأقل تفضيلاً لدى ترمب؟”، قالت مجلة “نيوزويك” الأميركية، أن الرفض المصري الصارم لخطة الرئيس الأميركي بشأن قطاع غزة، تحمل تبعات على العلاقة بين السيسي وترمب، غير مستبعدة أن تتحول العلاقة التي كانت “قوية” في السابق، إلى علاقات فاترة.

وبحسب تحليل “نيوزويك” الذي كتبه كل من جوناثان شانزر ومريم وهبة، فقد كانت العلاقة بين السيسي وترمب خلال فترة حكم الأخير الأول (2017/2021) “عصراً ذهبياً للعلاقات بين الولايات المتحدة ومصر”، مشيراً إلى مدح ترمب “المفرط” للسيسي باعتباره “رجلاً رائعاً”، وهو ما ترجم طوال سنوات ترمب الأربع في البيت الأبيض السابقة إلى دعم مالي، مع استمرار القاهرة في تلقي حزمة مساعدات كبيرة.

وتقول “نيوزويك”، في ذلك الوقت، نظر ترمب إلى زعامة السيسي القوية باعتبارها تشكل رصيداً في جهود مكافحة الإرهاب، وبخاصة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم “داعش” في سيناء، ورأى في مصر السيسي حصناً ضد “الإسلام السياسي”، إلا أنه ومع ولاية ترمب الثانية في الحكم، بدت الأمور تتغير مع اختلاف وجهات النظر في ما يتعلق بقضية غزة والحرب الإسرائيلية على القطاع.

وتوضح “نيوزويك”، تشير دعوة ترمب لمصر لاستقبال اللاجئين إلى تغيير في الاستراتيجية من جانب الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن تبعات مرتقبة على مستوى العلاقات بين البلدين، مضيفة أنه “مع رفض مصر لخطة ترمب لإعادة توطين سكان غزة خارج القطاع، يتعين على القاهرة أن تشرح موقفها”، ما يعني أن احتمالات تباعد وجهات النظر قد تنذر بتوتر في العلاقات بين الرجلين.

وكان ترمب صرح قبل أيام لصحافيين بأنه قد يفرض عقوبات على مصر والأردن في حال عدم دعم خطته للتهجير، لكنه لاحقاً قال في وجود العاهل الأردني بالبيت الأبيض “لست مضطراً للتهديد بالمساعدات المالية، نحن نقدم مساعدات مالية كبيرة لمصر والأردن، ولا أريد التهديد بذلك، أظن أننا أكبر من ذلك”، وعلى رغم ذلك عادت القاهرة لتؤكد مرة أخرى عقب لقاء الرئيس الأميركي وعاهل الأردن، رفض توطين سكان غزة أو تخصيص أرض للغزيين، وتؤكد تمسكها بعدم إخراج الفلسطينيين من أراضيهم أو توطينهم في أي مكان آخر، مشددة على أن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة، داعية إلى تعزيز الجهود الدولية لدعم هذا المسار بما يضمن إحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.

وكان التعاون الوثيق بين مصر والولايات المتحدة حجر الزاوية في سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط لعقود. فمنذ توقيع معاهدة سلام بوساطة أميركية بين إسرائيل ومصر قبل أكثر من أربعة عقود، ظلت مصر باستمرار واحدة من أكبر متلقي المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة نحو 1.3 مليار دولار أميركي، إلى جانب إسرائيل.

المزيد عن: مصرالولايات المتحدة الأميركيةالرئيس المصري عبد الفتاح السيسيدونالد ترمبالبيت الأبيضالرئاسة المصريةغزةحرب غزةتهجير الغزاويينالتهجير القسريإسرائيلالقضية الفلسطينيةالدول العربيةإعمار غزة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili