مشاركة طفل والده أحد مسؤولي “حماس” وضع هيئة الإذاعة البريطانية محط انتقاد واتهام
اندبندنت عربية / بهاء العوام محرر في اندبندنت عربية BahaaAlawam@
قصة البقاء على قيد الحياة في قطاع غزة لا يجب أن تروى على لسان أي طفل كان، فصحيح أن الأطفال يتشابهون في الهيئات والأحلام والمخاوف لكن الراوي الصغير لا يجب أن يكون ابناً لأحد المنتمين إلى حركة “حماس”، وهكذا يمكن تلخيص سبب اعتذار هيئة الإذاعة البريطانية عن فيلم أنتجته حول الحياة في زمن الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وعرضته قبل أيام تحت اسم “غزة: كيف تنجو بحياتك في منطقة حرب”؟
المفارقة أن الاعتذار وحده لا يبدو كافياً من وجهة نظر الحكومة البريطانية ولا يبرر للهيئة العريقة جهلها بهوية أحد الأطفال الذين كشفوا أمام الكاميرات عن أسرار عيشهم تحت النار والموت منذ أكثر من 500 يوم حتى الآن، فوزيرة الثقافة ليزا ناندي قالت إنها ستناقش الخطأ مع القائمين على أمر “بي بي سي”، ولا يستغرب أن ينتهي الأمر بالتغريم أو لفت نظر رسمي بعدما اتضح أن سحب الفيلم من منصات الهيئة ليس كافياً ولا بد من معاقبة المذنبين.
وقالت “بي بي سي” إنها كانت تجهل وجود طفل لأب حمساوي بين الأطفال الذين تحدثوا أمام الكاميرات، فالشركة المعنية بمثل هذه التفاصيل لم تخبرها بأن أولاد قادة الحركة ومسؤوليها هم أيضاً يعيشون تلك الحرب في قطاع غزة.
وعبدالله أيمن اليازوري الذي عمل والده نائباً لوزير الزراعة في حكومة “حماس” التي أدارت القطاع قبل الحرب، هو أساس مشكلة فيلم “بي بي سي” الذي بات ممنوعاً من العرض الآن، فقد تجرأ وقص على الناس باللغة الإنجليزية كيف يحاول ورفاقه البقاء على قيد الحياة وسط كل الموت والدمار الذي يحيط بهم هناك.
وتلقت “بي بي سي” رسائل من شخصيات معروفة مثل الممثلة تريسي آن أوبرمان ومنتج “سترايك” نيل بلير والمدير السابق فيها داني كوهين، تطالبها بفتح تحقيق فوري في الحادثة، قائلين إنه “نظراً إلى خطورة المخاوف التي تحيط بها فيجب وقف الفيلم وإزالته من منصتها iPlayer ووسائل التواصل”.
من جهتها قالت صحيفة “غارديان” أيضاً إن 45 صحافياً وإعلاميا ًيهودياً بارزاً، بما في ذلك موظفو هيئة الإذاعة البريطانية الحاليون والسابقون، وقعوا على رسالة إلى المدير العام للهيئة تيم ديفي يطالبونه فيها بإزالة الفيلم ووقف بثه.
وفي بيان هيئة الإذاعة البريطانية قالت إنها “وعدت مشاهديها بالتزام أعلى معايير الشفافية، ولذا لابد من إضافة تفاصيل إلى الفيلم قبل إعادة بثه نتيجة المعلومات الجديدة التي وصلتها والتي لم تبلغ بها سابقاً من الشركة المنتجة للفيلم”.
وفيلم “غزة: كيف تنجو في منطقة حرب؟” من إنتاج شركة هويو التي أنجزت سابقا لـ “بي بي سي” فيلماً باسم “أوكرانيا: العدو في الغابة”، لكن الفارق أن الخصم في ذلك المكان لا يحتمل لبساً ولا يقبل التأويل ليصبح معادياً للسامية.
المزيد عن: حرب غزةبي بي سيإسرائيلمعاداة الساميةأفلامبريطانيا