طائرات إسرائيلية مسيرة تستعرض قدراتها (أ ف ب) عرب وعالم لغز الحرب الإسرائيلية على قيادات “حزب الله” by admin 26 مارس، 2024 written by admin 26 مارس، 2024 192 رجح مراقبون عسكريون أن تكون كلمة السر في هذا التفوق عائدة لجيش متنوع من المسيرات اندبندنت عربية / طوني بولس @TonyBouloss منذ بدء هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، واشتعال المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل في جنوب لبنان، توقع معظم المراقبين سيناريو شبيه بحرب يونيو (تموز) 2006، إلا أن الأسلوب الذي اعتمدته إسرائيل كان مفاجئاً كونه ارتكز على الحرب الأمنية وملاحقة قياديين في الحزب والحركة الفلسطينية، إضافة إلى استهداف بنى تحتية عسكرية. وأثارت دقة الاستهدافات الجوية للسيارات جدلاً حول الأسلحة المستخدمة، إذ كان لافتاً من خلال عدد كبير منها أن الصواريخ المستخدمة تؤدي إلى إصابة الهدف بدقة عالية مع محدودية الأضرار المحيطة بالهدف، لدرجة أنه يعتقد أن باستطاعتها قتل شخص ما داخل سيارته مع إمكان نجاة من يرافقه. طائرات “الكوادكوبتر” في رأي مصدر أمني لبناني، هناك سببين رئيسين يسهلان تنفيذ إسرائيل لهذا النوع من الاستهدافات الدقيقة، أولاً قدرتها على اختراق الهيكلية التنظيمية لـ”حزب الله” وتتبع مسؤوليه، والثانية عدم امتلاك لبنان منظومة دفاع ضد المسيرات (anti-drones)، وهي منظومة قادرة على اكتشاف المسيرات والتصدي لها. وأشار إلى أن إسرائيل تدير أسطولاً كبيراً من الطائرات المسيرة، بعضها بحجم طائرات “إف-16” تحلق على ارتفاع 45 ألف قدم وتمكث بالجو لنحو 36 ساعة، وغيرها صغيرة بما يكفي لحملها على ظهر جندي تحلق على ارتفاع أمتار قليلة لحدود 5 آلاف قدم، وتؤدي مزيجاً من المراقبة والاستطلاع والغارات الجوية. ورجح أن تكون إسرائيل تستخدم طائرات “الكوادكوبتر” في المناطق الحدودية، إذ شكلت الحرب الروسية – الأوكرانية ميدان اختبار وتجريب واسع لهذه التقنيات، وتستخدمها إسرائيل في غزة لمهمات قتالية وتجسسية وعمليات قصف واستهداف معقدة، ولعبت دوراً أساسياً في تقليل الخسائر البشرية أثناء التقدم البري في مناطق مكتظة بالسكان. واعتبر أن تكون الصواريخ المستخدمة في عمليات الاغتيال واستهداف السيارات هي عبارة عن قنابل موجهة بالليزر من نوع “GBU-12 Five way” أو قنابل “جدام” (JDAM) تستخدم عادة في استهداف المواقع وشن هجمات وتنفيذ اشتباكات واغتيالات وعمليات نوعية، إضافة إلى صواريخ “هيلفاير”. مسيرة “هيرميس 450” وفي السياق، أوضح قائد العمليات السابق في الجيش اللبناني العميد الركن مارون حتّي، أن هناك نوعين من المسيرات، الأولى تعرف بـ UCAV (Unmanned Combat Aerial Vehicle)، وهي المسيرة القتالية التي تستخدم أيضاً للمراقبة والتجسس والتحقق من الأهداف، وتحمل صواريخ متفجرة وكذلك مضادة للدروع (Anti-Tank Guided Missiles)، وقنابل من الحجم الكبير وأيضاً القنابل الذكية “Quadcopter” التي تستطيع التحليق فوق الدبابات واستهداف فتحة غرفة الجنود واستعملت بكثرة في الحرب الأوكرانية. ولفت الانتباه إلى أن فكرة المسيرات قديمة، إذ عمدت إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 إلى إطلاق نسخات بدائية منها في الأجواء المصرية ليلتقطها رادار صواريخ “سام 6” المضادة للطائرات بهدف استنزاف الدفاعات الجوية واستهلاك مخزونها، مما حققها حينها التفوق الجوي للطيران الإسرائيلي وقلب مقايس المعركة، وأيضاً استخدمت الاستراتيجية نفسها عام 1982 أثناء اجتياح لبنان لتحييد القدرات الجوية السورية. وأشار حتّي إلى أن حجم الصواريخ التي تحملها مرتبط بحجم المسيرات، لافتاً إلى أن التطور التكنولوجي السريعة في مجال “الدرون” جعلها تعبر مسافات قد تصل إلى 13 ألف كيلومتر، أي ما يعادل 26 ألف كيلومتر ذهاباً وإياباً، ما يعني أن الدول التي تمتلك الوصول إلى الأقمار الاصطناعية قادرة على إرسال تلك المسيرات إلى أهداف في أي دولة من العالم. وأكد أن إسرائيل تستخدم في ضرب أهداف “حزب الله” وتنفيذ اغتيالات لقادته عبر مسيرة “هيرميس 450” وهي طائرة متعددة الاستعمالات، ومصممة للمهمات التكتيكية الطويلة، ولديها القدرة على العمل المتواصل والتحمل لأكثر من 20 ساعة، وصممت في الأساس لأداء مهمة رئيسة هي الاستطلاع والمراقبة وتتابع الاتصالات، وتحمل أنواعاً مختلفة من الصواريخ والقنابل لا يزيد وزنها على 180 كيلوغراماً. وكشف حتى عن أن الصواريخ التي تستخدمها إسرائيل حالياً هي “هيلفاير”، وهو صاروخ أميركي موجه من الممكن إطلاقه من منصات عدة لإصابة أنواع مختلفة من الأهداف. صواريخ “هيلفاير” بحسب قائد العمليات السابق العميد الركن مارون حتّي فإن أميركا زودت الجيش اللبناني بصواريخ “هيلفاير” خلال معركة “فجر الجرود” في عام 2017، وحينها كان يتم إطلاقهم من قاعدتي “رياق” و”حامات” العسكرية بعد تحديد الأهداف عبر مسيرات “سكان إيغل” (scan eagle)، مشيراً إلى أن النوع التي تستخدمه حالياً إسرائيل أكثر تقدماً وفتكاً. ولفت إلى أن أميركا استخدمت تلك الصواريخ باستهداف قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني ببغداد في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020، وأضاف أن اغتيال القيادي في “حماس” صالح العاروري في الثاني من يناير 2024 كان عبر استخدام أحد أنواع تلك الصواريخ التي لديها إمكان اختراق عدة طبقات قبل أن تنفجر في الطابق المحدد لها كونها مزودة بفراشات لإحداث الثقوب. وبرأيه هناك 10 أنواع من صواريخ “هيلفاير” ولكل استخداماتها، لكن ميزتها أنها تستهدف هدفاً معيناً ولا تتسبب بأضرار كبيرة في المحيط، مؤكداً أن أميركا تزود إسرائيل بتلك الأنواع وهي تستخدمها على مسيرات “هيرميس 450” إلى جانب نوع آخر من الصواريخ الذي تصنعه شركة “رافايل” الإسرائيلية. الحروب المستقبلية ولفت إلى أن اتجاه الدول المصنعة لـ”الدرون” هو نحو مسيرات كبيرة بحجم طائرة قتالية، وهي قيد الدرس تستطيع حمل لحدود ستة أطنان، مما يعني أنها قادرة على حمل 24 قنبلة من وزن 250 كلغ، ويمكن تتبعها عن بعد، متوقعاً أن تكون الحروب المقبلة كلها حرب مسيرات، إذ يكون العامل الإنساني والخوف الإنساني مخفض إلى أقصى درجاته. موظف يفحص مسيرة في مصنع بإسرائيل (رويترز) وأشار إلى أن عامل “الذكاء الاصطناعي” دخل أيضاً في حرب المسيرات، إذ يستطيع المتحكم بالطائرة برمجتها على أهداف معينة، لتنفذ المهمة والعودة لقاعدتها بشكل تلقائي، وكذلك تكون قادرة على أن تدافع عن نفسها لمواجهة أي تهديد قد تتعرض له، كونها تحمل قنابل متنوعة من القنابل الصغيرة إلى الصواريخ الكبيرة والموجهة بالليزر من عيار 70 و67 ملم وقادرة بواسطة (combat management system) أن تأخذ المبادرة وترد على أي تهديد. الجيل الخامس بدوره تحدث العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني يعرب صخر، عن التطور الهائل لتكنولوجيا الحروب، الذي يتميز في تقليص الكلفة مع زيادة الفعالية، وهو ما أطلق عليه نموذج حروب “الجيل الخامس”، أي الاستعاضة كلما أمكن عن حروب الجيل الرابع (القوة الماحقة) ذات الكلفة العالية، عبر ابتكار أسلحة الدمار الشامل والدقة العالية العابرة للحدود والقارات، التي لا تستلزم حشد الجيوش ومستلزماتها اللوجيستية المكلفة بأعداد كبيرة، “وتوفر في الوقت نفسه في أرواحهم وإصاباتهم، وبالتوازي تكبيد الخصم الخسائر المهمة في منظوماته القيادية وتشتيت جهده وانتباهه وإرباكه، فيتلقى الضربات على رأسه ولا يعرف من أين وكيف ومتى”. وأوضح أن وسائط الجيل الخامس من الحروب ترتكز على التضييق الاقتصادي والعقوبات وسد منافذ السيولة والتداول، الهجمات السيبرانية وترتكز على تسخير الأقمار الاصطناعية وملحقاتها الإلكترونية لمراقبة ورصد وتتبع أهداف محددة والتشويش عليها وعكس برامجها وحرف وجهتها، المسيرات لعمليات الرصد والاغتيال لأهداف مهمة ومؤثرة، والسيطرة على المحيطات والبحار وطرق التجارة والمنافذ والمفاصل البحرية، عبر نشر الأساطيل والسفن والمدمرات البحرية، الجاسوسية التقنية النشطة وسرقة المعلومات والتخريب من الداخل. الحرب واللا حرب وفقاً للعميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني يعرب صخر فإن ما تقوم به إسرائيل في سوريا ولبنان ضد الفصائل الإيرانية، ما هو إلا التطبيق الحرفي لنموذج “الجيل الخامس” للحروب، عبر اصطياد رؤوس مهمة وأهداف قيادية ذات تأثير ومراكز قيادة وسيطرة للخصم بانتقائية دقيقة، تؤدي ذات الغرض وأكثر بدل حشد الجيوش والترسانات وتسخير القدرات العسكرية العالية. وبرأيه هذا الأسلوب وضع “حزب الله” ما بين الحرب واللاحرب، وطمأن إسرائيل لتتفرغ لـ”حماس” في غزة، وساعدها في أن مواجهته مع بقية أذرع إيران بحروب قليلة الكلفة تتركز على الاصطياد والاستنزاف والشل والإنهاك وتشتيت تركيزه وإبقائه في حال الخوف والترقب الدائم، لدرجة أن ما جرى على مدى خمسة أشهر في الجنوب اللبناني دمار شامل يكاد يقارب دمار غزة، وقتلى للحزب ناهز 300 من دون أن تتكبد إسرائيل أية خسائر. “اصطياد الرؤوس” ورأى أن الدقة الانتقائية في “اصطياد الرؤوس”، مردها لنوعية أسلحة الرصد والقتل والاغتيال ذات الخفة والدقة العالية والتأثير المهم، وهي كثيرة وعديدة ومختلفة من الأعيرة كافة من خفيفة ومتوسطة، تتراوح بين قذائف محملة في مسيرات طائرة أو مقذوفات ذكية موجهة، أو مفخخات بتوقيتات محددة، ومنها ما ينفجر فوق الهدف بأمتار إذا كان الهدف أشخاصاً عدة، ومنها ما ينفجر على رأس الشخص الواحد المستهدف ضمن مساحة محددة بالمتر أو نصف المتر بحيث تقتله وهو في السيارة وحيداً ولا يتضرر غير نصف السيارة إذا كانت حشوة المتفجرة أو المقذوف خفيفة، وتطيح كامل الهدف الشخص ومن معه وبكامل المكان (وسيلة النقل) إذا كانت الحشوة أكبر من ذلك. تصميم صواريخ R9X-hellfire من قبل الحكومة الأميركية كوسيلة لاستهداف الإرهابيين (udefence) وكشف عن أن القادة الإيرانيين في “المزة” بسوريا اغتيلوا في غرف النوم بمقذوفات من مسيرة، وكذلك عديد من قادة “حزب الله” في سياراتهم المتنقلة بدقة متناهية، مما يؤكد التقنية العالية في أجهزة الرصد والمراقبة التي تتبع أدق تحركاتهم. مجموعة متنوعة ويمتلك سلاح الجو الإسرائيلي مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة بأحجام مختلفة وهي تصنع ويتم تطويرها محلياً وأبرزها: مسيرة “هيرمس 450” وهي مسيرة تصنعها شركة “إلبيت” الإسرائيلية، وهي عبارة عن طائرة تكتيكية مزودة بصواريخ تعمل عن بعد وقادرة على التحليق والبقاء في الجو 20 ساعة متواصلة، ويمكن أن تحمل صواريخ متفجرة تزن 180 كلغ، وتستخدمها في مهمات الهجوم والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية. وهي ثالث أكبر طائرة مسيرة في جيش الطائرات المسيرة، ويجري تشغيلها من “سرب 161” من سلاح الجو، المعروف باسم “سرب الأفعى السوداء”. مسيرة “هيرمس 900” وهي من صناعة وتطوير شركة الطيران الإسرائيلية، وتستطيع البقاء في الهواء والتحليق في الجو لمدة 40 ساعة متواصلة، واستخدمت في الحرب على غزة عام 2014، من خلال العملية العسكرية التي سمتها إسرائيل “الجرف الصامد”. وبإمكان تلك الطائرة أن تحمل ما يصل إلى أربع صواريخ جو-أرض من طراز “إيه جي إم-114 هيلفاير”، أو صواريخ جو – جو لاعتراض الطائرات والمسيرات. المسيرة “إيتان” وتعرف أيضاً بأسماء أخرى مثل “هارون” وهي من صناعة وتطوير شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهي أكبر طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، قادرة على البقاء في الهواء والتحليق في الجو لمدة 36 ساعة متواصلة، ويصل طولها إلى 15 متراً بينما يقدر وزنها بنحو 5 أطنان، وبمقدورها أن تحمل طناً من الصواريخ المتفجرة. المسيرة الصغيرة “نيتسوس” وأخيراً دشن سلاح الجو الإسرائيلي سرباً جديداً للطائرات المسيرة من نوع “نيتسوس”، وكذلك طائرة مسيرة صغيرة من طراز “أوروبيتر” من صنع شركة “أيروناوتكس”، وهي شركة إسرائيلية مملوكة لشركة “رافايل”. ويمكن تحديث هذه الطائرات وتكييفها مع ساحة المعركة، وذلك بحسب التطورات الميدانية خلال المعارك، علماً أن إحدى الخصائص الفريدة للسرب هي توثيق والتقاط التحركات بالميدان في مرحلة مبكرة. المزيد عن: إسرائيلحرب القطاعحماسمسيراتحزب الله 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما العلاج الكيماوي الوقائي الذي تخضع له كيت ميدلتون؟ next post سيدة تروي قصتها مع السرطان: لهذا سيكون الأمر صعبا على كيت You may also like هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024