صحة لدغات العقارب تقتل أطفال الجنوب الليبي مع نقص الأمصال by admin 11 يوليو، 2023 written by admin 11 يوليو، 2023 173 تغيير مصدر اللقاحات يربك الأطباء ومتطوعون يتحايلون على الأزمة بإسعافات تقليدية اندبندنت عربية \ كريمة ناجي صحافية @karimaneji لا يكاد يخرج سكان الجنوب الليبي في تجاوز تلال الأزمات، تارة بحلها، وأخرى بالتحايل عليها، حتى تحاصرهم لدغات العقارب لتضاف إلى قائمة معاناة كل صيف، خصوصاً في بلدة “أوباري”، على رغم من تحصينها برش المساكن بالمبيدات. صرخات الأطفال الليبيين في الجنوب من لدغات العقارب دفعت مجموعات حقوقية إلى إطلاق حملة استنكارات لتكرار الظاهرة في إقليم فزان جنوب البلاد، وتحديداً في غات وأوباري والكفرة وسبها، وسط فشل الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل لهذه الأزمة المتكررة كل صيف. منظمة “ضحايا لحقوق الإنسان” بدورها سبق وانتقدت استمرار وفاة أطفال الجنوب الليبي جراء لدغات العقارب، باعتباره “مؤشراً خطراً إلى خلل قد يؤدي إلى اشتباه جنائي أو سلوك إجرامي يعاقب عليه القانون بسبب استمرار حالة العبث بحياة أطفال الجنوب”. نقص لقاحات لدغات العقارب ليست جديدة على الليبيين من أبناء الجنوب، وإن كان اليأس من دعم حكومي أمراً ضاعف آلامهم، فسبق وهزت صورة الطفل مرعي محمد (أربع سنوات) البلاد بعد ظهوره يصارع الموت جراء تعرضه للدغة عقرب في برك الشاطئ جنوب غربي ليبيا. معاناة الصغار والكبار في جنوب ليبيا يقف خلفها نقص اللقاحات المضادة للدغات العقارب، التي أصبح استيرادها يأخذ وقتاً طويلاً بسبب تغير مصدر التزويد، حيث كانت ليبيا تعتمد في السابق على تونس ومصر وغيرها من دول الجوار، أما الآن فعملية استيراد الأمصال تتم أكثر من الهند. أمام تكرر مأساة موت الأطفال بلدغات العقارب، أخذت المسعفة الطبية خديجة عنديدي زمام المبادرة بفتح عيادة لتقديم الإسعافات الأولية في مدينة أوباري، منذ عام 2016. وقالت عنديدي في حديثها إلى “اندبندنت عربية”، إنها لا يمكنها نسيان مأساة صيف 2021، حيث سجل الجنوب الليبي حتى منتصف يونيو (حزيران) فقط تسع حالات وفاة بسبب اللدغات، علاوة على 450 بلاغاً عن التعرض للدغ. اللجوء إلى الفصد المسعفة الطبية خديجة عنديدي، الشهيرة بـ”قاهرة العقارب”، قالت إنه لم يتم تسجيل حالات وفاة حتى الآن في المستشفيات والمراكز الصحية أو مركز “نور العلم” الذي تشرف فيه على عمليات الإسعافات لإخراج سم العقارب بالطريقة التقليدية المعروفة بـ”الفصد”، والتي أثبتت فاعليتها مقارنة بالمصل المضاد للعقارب. وذكرت أنه “فور وصول المصابين تقوم بعمل جرح بسيط قرب مكان لدغة العقرب ثم تواصل الضغط بيدها لإخراج السم مع الدم الذي يكون لونه مائلاً للسواد، وتنتهي العملية بعودة الدم إلى لونه الطبيعي وتخلصه من الشوائب السوداء التي تحتوي على سم العقرب”. تعود فاعلية طريقة الإسعاف التقليدية، وفق “خديجة”، إلى عدم إجراء دراسات على أنواع العقارب الجديدة التي غزت مدن الجنوب الليبي بحيث تكون الأمصال مطابقة لعقارب الجنوب، علاوة على سوء التخزين وتغير مصدر التزويد بعد أن أصبح الهند بدلاً من مصر. المسعفة خديجة عنديدي تعالج طفلاً مصاباً بلدغة العقرب في منزلها (صفحة مركز سبها الطبي) وقالت إن السبب الرئيس لانتشار العقارب ببلدة أوباري يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة وانتشار القمامة بسبب تراخي المجلس البلدي في الاهتمام بالمحيط قبل دخول الصيف عبر النظافة المستمرة ورش المبيدات الخاصة بالعقارب واتخاذ الأطفال المساحات الفارغة كساحات للعب والتي عادة ما تتحول إلى مكبات عشوائية لتكون بذلك مناخاً مناسباً لنشاط العقارب، الأمر الذي يفسر ارتفاع الإصابات لدى الأطفال. وأوضحت أنها تدير برنامجاً تدريبياً خاصاً بالإسعافات الأولية من لدغات العقارب موجه أساساً للأطفال حتى يتعلم الطفل كيفية إسعاف صديقه في حال الإصابة باللدغات وهم بصدد اللعب بخاصة أن تسجيل الإصابات هذا الصيف بدأت مبكراً وتحديداً، منذ أبريل (نيسان) الماضي، حيث يتم تسجيل خمس حالات لدغ على كل أسبوع دون تسجيل وفيات إلى حد اللحظة وفق تأكيدها. مشاريع لم ترَ النور المتطوعة الليبية نواسة محمد، وهي خريجة كلية التقنية الطبية، وتتحدر من الجنوب، سبق وأطلقت نداءً عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية لمساعدتها في إنهاء دراسة بدأتها بجهود ذاتية لتعقب العقارب والقضاء عليها. تعتمد طريقة نواسة على مصايد بدائية وضعت في 15 بيتاً بشكل عشوائي في منطقة “وادي عتبة” بالجنوب الليبي، إذ تمكنت المتطوعة على أثرها من اصطياد 173 عقرباً بهدف التعرف على خصائصها لدراسة الاستفادة من الترياق الخاص بها في صناعة اللقاحات، لكن الجهات المتخصصة لم تعر مشروعها أي اهتمام. ارتفاع درجات الحرارة وانتشار القمامة وراء انتشار العقارب في بلدة أوباري (أ ف ب) ولم تسجل المراكز الطبية بالجنوب الليبي أي حالة وفاة جراء لدغات العقارب حتى الآن مقارنة بالسنة الماضية حين سجلت مدينة سبها وحدها 10 وفيات في صفوف الأطفال، وفق مركز سبها الطبي. وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة لم تعلن من جهتها هذه السنة عن توجيه أي كميات من الأمصال المضادة للدغات العقارب إلى الجنوب الليبي على خلاف السنوات الماضية التي وصلت فيها الكمية إلى خمسة آلاف جرعة خاصة بمركز الإمداد الطبي في فزان. المزيد عن: ليبياأطفالالجنوب الليبيعقاربالصيفعبدالحميد الدبيبة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post متحولة جنسيا تفوز بلقب ملكة جمال هولندا next post كيم سنغوبتا يكتب عن : ما التداعيات التكنولوجية والعسكرية لـ “حرب الرقائق” بين أميركا والصين؟ You may also like اكتشاف مركب كيماوي “سام” في مياه الشرب الأميركية 28 نوفمبر، 2024 مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء» 27 نوفمبر، 2024 كيف تتغلب على مشاعر القلق؟ 27 نوفمبر، 2024 التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة 27 نوفمبر، 2024 كيف مارست التوائم الملتصقة حياتها الخاصة قديماً؟ 25 نوفمبر، 2024 الزواج يبطئ شيخوخة الرجال 24 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024