أقام جنود لبنانيون نقطة تفتيش لمنع السكان النازحين من العودة إلى منازلهم عند مدخل قرية عيترون في الجنوبن 26 يناير 2025 (أ ف ب) عرب وعالم لبنان أمام أزمة عدم الانسحاب الإسرائيلي وتطبيق القرار 1701 by admin 27 يناير، 2025 written by admin 27 يناير، 2025 26 خريطة انتشار الجيش في الجنوب بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً اندبندنت عربية / كامل جابر صحفي لبناني انتهت عند الرابعة من فجر أمس الأحد المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلي من مناطق جنوب لبنان التي توغلت قواته إليها منذ الـ 30 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن إسرائيل لم تلتزم بالقرار والمهلة ولم تنسحب إلا من نقاط محددة مبقية على إمكان العودة لها على نحو ما حصل في الناقورة عند الساحل الغربي وكفرشوبا في المرتفعات الشرقية. وبناء على اتفاق أبرم بين إسرائيل و”حزب الله” برعاية أميركية وفرنسية وبموافقة الدولة اللبنانية وتوقيعها في الـ 27 وفمبر (تشرين الثاني) 2024، حددت 60 يوماً كمهلة قصوى للانسحاب الإسرائيلي وبدء تطبيق بنود القرار الأممي رقم (1701) في مقابل تفكيك منظومة سلاح الحزب وخروجه من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في جميع القرى والبلدات بمؤازرة قوات “يونيفيل” التابعة للأمم المتحدة، لكن ذلك لم يحدث. قلق الساعات الأخيرة عاش الجنوبيون من أبناء هذه القرى المحتلة ومعهم جميع اللبنانيين والمرجعيات الرسمية والدبلوماسية بقلق شديد مخاض الساعات الأخيرة التي سبقت الموعد المحدد للانسحاب الإسرائيلي وما تخللتها من اتصالات على مختلف المستويات، وفي طليعتها اتصالات رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون لحث الجهات الدولية على إلزام إسرائيل تطبيق بنود الاتفاق. كما تعرض الاتفاق خلال مهلة الـ 60 يوماً إلى نحو 1000 خرق إسرائيلي تمثلت باحتلال مناطق جنوبية جديدة والتوغل في عمق المناطق القريبة من مجرى الليطاني وتفخيخ مزيد من منازلها وأبنيتها المختلفة وتدميرها، وقصف عدد من المواقع واستباحة الأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت من خلال الطائرات الحربية والمسيرة، مما أدى إلى سقوط 32 مواطناً وإصابة أكثر من 45 آخرين في الجهة اللبنانية، وفق إحصاءات رسمية. مشهد العودة لكن المشهد الذي تصدر الصورة مع انتهاء مهلة الانسحاب هو محاولة عودة الجنوبيين أو عبورهم لقراهم واحتشادهم عند مداخلها أو التسلل إليها من معابر خاصة، على رغم جميع التهديدات الإسرائيلية وبيانات التحذير عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من العودة لـ 66 بلدة بين جنوب نهر الليطاني وشماله، رافضاً الانسحاب بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً وإطلاق النار باتجاههم، والذي أدى بحسب إحصاء غير نهائي إلى مقتل أكثر من 20 مواطناً بينهم عنصر من الجيش اللبناني وإصابة 83 مواطناً، واعتقال عدد من العائدين لقراهم. أشعل سكان نازحون يحاولون العودة إلى منازلهم النار في ساتر ترابي أقامته القوات الإسرائيلية لإغلاق مدخل قرية عيترون في جنوب لبنان، 26 يناير 2025 (أ ف ب) وفي بلدة مارون الراس جارة بنت جبيل وصل عدد من المواطنين إلى النقطة صفر بمواجهة دبابات الجيش الإسرائيلي المتمركزة خلف سواتر ترابية ووسط استنفار عسكري وأمني شديدين. وشهدت مارون الراس إطلاق نار من القوات الإسرائيلية على الأهالي عند مداخل البلدة، في حين تمكن سكان من بلدات الخيام وعيتا الشعب وميس الجبل وكفركلا ومارون الراس ويارون من الدخول إلى قراهم على رغم وجود دبابات “ميركافا” إسرائيلية عند مداخل البلدات، بحسب ما أظهرته لقطات ومشاهد مصورة. دعوات إلى ضبط النفس من جهته حث الرئيس اللبناني جوزاف عون “سكان الجنوب على ضبط النفس”، وشدد في بيان على “أن الجيش سيظل ملتزماً بحماية أهل الجنوب وصون أمنهم”، ودعا الأهالي إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة”. وأكد عون أن “سيادة البلاد ووحدة أراضيها غير قابلة للمساومة”، معتبراً أن “هذا اليوم يوم انتصار للبنان واللبنانيين في مواجهة الاحتلال”، ومشيراً إلى أنه يتابع قضية عودة النازحين “على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم”، مضيفاً أن “الجيش اللبناني معكم دائماً حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم”. رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قال بدوره إن “إسرائيل تمعن في خرق اتفاق وقف النار”، ودعا في بيان “المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجنوب”، كما دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الدول التي رعت تفاهم وقف النار إلى تحمل مسؤولياتها في ردع الهجمات الإسرائيلية وإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي التي توغلت فيها، محذراً من أن أي تراجع عن الالتزام بمندرجات الاتفاق وتطبيق القرار رقم (1701) ستكون له عواقب وخيمة”. انتشار الجيش اللبناني نص اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على وجوب سحب إسرائيل قواتها خلال 60 يوماً، أي بحلول الـ 26 من يناير (كانون الثاني) الجاري مقابل سحب “حزب الله” جميع مقاتليه وسلاحه، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل)، وواصل الجيش اللبناني انتشاره في عدد من المناطق المتاحة وآخرها صبيحة أمس الأحد في بلدة عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل، ولم تجدِ محاولاته في عدد من نقاط العبور إلى الجنوب في ثني المواطنين عن التوجه إلى قراهم المدمرة، على رغم بيانات التحذير التي وجهها الجيش وسبقت هذه العودة، إذ جاء في أحد بياناته “ندعو المواطنين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها العدو الإسرائيلي والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية”. واتهم الجيش اللبناني إسرائيل بالمماطلة في سحب قواتها من جنوب لبنان كما نصت بنود اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفاً أن “التأخر الإسرائيلي في الانسحاب يعقد مهمة الانتشار في جنوب لبنان وفق بنود الاتفاق”، مشيراً إلى أنه يحافظ على جهوزيته “لاستكمال انتشاره فور انسحاب الجيش الإسرائيلي”. عرقلة إسرائيلية ويشير العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني حسن بشروش والذي شغل موقع رئيس الفريق اللبناني لترسيم الحدود (2006 – 2017) إلى أن “هناك تعنتاً من العدو الإسرائيلي في وقت تجري فيها مفاوضات بين الجهات الرسمية اللبنانية والدول الراعية للاتفاق المبرم قبل وقف إطلاق النار في الـ 27 من نوفمبر الماضي، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية التي يجب أن تخبرنا لماذا تترك الإسرائيليين يتمادون إلى هذا الحد؟ فالاتفاق كان صريحاً بأن ينسحب الإسرائيليون في خلال 60 يوماً، ويجب أن ينتهي كل شيء، لا أن يأخروا انتشار الجيش اللبناني على جميع الأراضي اللبنانية”. الجيش منتشر منذ عام 2006 يجزم العميد بشروش أن “الجيش اللبناني لم يترك مناطق جنوب نهر الليطاني حتى في المناطق التي وصل إليها الإسرائيليون وفي البلدات التي كانت تتعرض للقصف والتدمير، وقد سقط عدد من ضباطه وأفراده ضحايا هذه الاعتداءات، ونعم تراجع الجيش وسط القصف العشوائي والتدمير المنهجي عن خطوط الحافة الأمامية، لكنه بقي يقوم بدوريات مع قوات الأمم المتحدة”. ويردف أن “لدى الجيش اللبناني مراكز وثكنات ثابتة في القطاع الغربي والأوسط وفي مرجعيون وتبنين وغيرهما من مناطق القطاع الشرقي وصولاً إلى مرتفعات كفرشوبا وشبعا، وهو يحافظ على وجوده في جميع هذه المناطق حتى ولو انكفأ أحياناً لمراكزه وثكناته لضرورات أمنية ولوجستية خلال الـ 66 يوماً من الحرب الشرسة التي مارستها إسرائيل على لبنان”. وبحسب العميد بشروش فإن “دوريات الجيش اللبناني مع قوات ‘يونيفيل’ لم تتوقف منذ عام 2006 تنفيذاً لبنود القرار الأممي رقم (1701) وهذا ما يفعله حالياً إنما بعدد ومعدات أكثر، أما عن مراكز ‘حزب الله’ في جنوب الليطاني فإن الحزب لم يترك مركزاً أو مخزناً جنوب الليطاني وسلم الجيش اللبناني بجميع إحداثياته هناك، ولم يعد من أي انتشار عسكري للحزب جنوب نهر الليطاني”. وانتقد العميد بشروش “الممارسات الإسرائيلية بعد انتهاء مهلة الانسحاب، وهي اليوم تضرب يميناً وشمالاً لتصيب وتقتل عسكريين من الجيش وتردي نحو 15 مواطناً عائدين لقراهم فضلاً عن إصابة أكثر من 80 فرداً، في محاولة لمنع عودة الجنوبيين لبيوتهم، وهم لن يخنعوا للقرارات الإسرائيلية التي تعيد بنا المشهد لما قبل عام 2000 حيث كانت تحتل هذه المناطق وتضرب وتعتقل وتقتل وتشرد الناس خارج بيوتها ومناطقها، وهذا نهج يعاوده ويكرره العدو منذ عام 1948، ولقد جربهم الجنوبيون أكثر من مرة ولذلك لن يقبلوا بغير العودة لبلداتهم وقراهم، وببقاء مواقع أو مراكز للإسرائيليين داخل الأراضي اللبنانية، ويجب أن يحقق الضغط الشعبي والضغد الدولي انسحاباً إسرائيلياً إلى خارج الحدود اللبنانية، والـ 60 يوماً انتهت ويجب على القيادات السياسية اللبنانية أن تضغط بهذا الاتجاه”. نقاط جنوبية إستراتيجية وعن النقاط التي يطرحها الإسرائيليون للبقاء فيها داخل الحدود الجنوبية اللبنانية، فيعددها العميد بشروش في القطاع الغربي “منطقة اللبونة التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 300 متر وتبلغ مساحتها نحو 4 ملايين متر مربع وتتحكم بمشهدية البحر والطريق الساحلي ومنطقة القطاع الغربي وصولاً إلى مدينة صور، ومارون الراس في القطاع الأوسط التي ترتفع في أعلى نقطة لها 944 متراً عن سطح البحر وتتحكم برؤية مناطق واسعة من فلسطين المحتلة ومن المناطق اللبنانية الجنوبية، وهي أعلى تلة في جنوب لبنان”. يرفع راكب سيارة علم حزب الله بينما يتجمع السكان النازحون أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم عند مدخل قرية عيترون في الجنوب، 26 يناير 2025 (أ ف ب) ويضيف العميد بشروش إليها “تل الحمامص جنوب بلدة الخيام -مرجعيون، ويرتفع نحو 800 متر عن سطح البحر ويطل مباشرة على مستوطنة المطلة الإسرائيلية ويكشفها، وتلة العويضة فوق الطيبة والعديسة في منطقة مرجعيون الأعلى في القطاع الشرقي، وهي مشرفة على أودية مثل السلوقي والحجير، وعلى قرى واقعة شمال الليطاني مثل يحمر – الشقيف وزوطر الغربية والشرقية وقاقعية الجسر، فضلاً عن أنها تشرف على كامل القطاع الشرقي”. العميد المتقاعد جورج نادر وفي قراءة لتطورات الأمس ميز بدوره بين أهالي الجنوب و”حزب الله”، موضحًا أن الأهالي هم أصحاب الحق ومن حقهم العودة إلى ديارهم متى شاؤوا، أما الحزب فهو من تسبب بهذا التهجير وتدمير الجنوب. نادر وفي حديث إعلامي رأى أن ثلاثية “الشعب، المقاومة والجيش” تسببت بعزل لبنان عن المجتمع الدولي ومحيطه العربي وتدميره سياسياً، اقتصادياً ومالياً. فيما علق رئيس حزب “القوات اللبنانية” على ما حصل أمس في الجنوب في حديث صحافي، وقال “مرة جديدة تثبت الحكومة الحالية أنها غير موجودة، ويثبت محور الممانعة أنه لا يقيم وزناً لحياة الناس، ففي سبيل الحضور الإعلامي الخادع لا يتورع كل يوم عن افتعال أحداث يريد منها تغطية ما سببه من مآسٍ وخسائر بالأرواح والممتلكات. وبخصوص المشهد المأسوي الذي حصل في الجنوب، أقول إن هناك لجنة مراقبة دولية ولبنان عضو في هذه اللجنة، وكان حري بالحكومة الحالية، لا بل من صلب مسؤولياتها، أن تُطلع أهالي القرى والبلدات على الأماكن التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي والمواقع التي لن ينسحب منها، لا أن تترك بعض الأحزاب تستغل المشهد لأهداف مصلحية كانت نتيجتها سقوط 22 من المواطنين والجيش اللبناني ونحو 125 جريحاً”. “يحظر عليكم الانتقال جنوباً” وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وجه الأحد الماضي رسالة إلى سكان جنوب لبنان عبر منصة “إكس”، دعاهم فيها إلى “الانتظار إلى حين الإعلان عن الأماكن التي يمكن العودة لها”، مؤكداً أن “التعليمات السابقة في شأن حظر العودة لخط القرى المحدد في الخريطة لا تزال سارية المفعول”. وأشار أدرعي في منشوره إلى “أن ‘حزب الله’ يحاول من خلال أبواقه تسخين الوضع”، داعياً السكان إلى “عدم السماح له بالعودة واستغلالهم في محاولة للتستر على التداعيات المدمرة لقراراته غير المسؤولة على حساب أمن دولة لبنان”، وفق تعبيره. وكان الجيش الإسرائيلي وجه “تذكيراً جديداً إلى سكان جنوب لبنان أنه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط القرى ومحيطها، جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة لبيوتكم من هذا الخط جنوباً حتى إشعار آخر، وكل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر”. وأضاف، “كذلك يرجى عدم العودة للقرى التالية: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، أم توته، صليب، أرنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب، مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفرحمام، كفركلا، كفرشوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة”. المزيد عن: لبنانإسرائيلحزب اللهاتفاق لبناناليونيفيلالجيش اللبنانيالجيش الإسرائيليحماسغزة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف نفهم استثمار السعودية 600 مليار دولار في أميركا؟ next post كيف تنظر مصر والأردن وفلسطين لمقترح ترمب نقل سكان غزة؟ You may also like ماذا قالت إسرائيل وإعلامها عن مشاهد العودة في... 28 يناير، 2025 كيف يجري فحص الفلسطينيين العائدين لشمال غزة بحثاً... 28 يناير، 2025 «حزب الله» يرفض تمديد الهدنة مع إسرائيل 28 يناير، 2025 كيف غيّر ترمب السياسة الأميركية خلال أسبوع من... 28 يناير، 2025 “التايمز”: ضابط في الجيش اللبناني سلم “حزب الله”... 28 يناير، 2025 قافلة مهاجرين في المكسيك تقترب من حدود أميركا 28 يناير، 2025 كولومبيا تهدد بفرض رسوم على الواردات الأميركية ردا... 28 يناير، 2025 خليفة هوكشتاين إلى لبنان: تفاصيل الساعات الأخيرة من... 27 يناير، 2025 ليبيا تساوم لبنان: هانيبعل القذافي مقابل الصدر 27 يناير، 2025 بن فرحان يلتقي باسيل وسلام إلى حكومة الأمر... 27 يناير، 2025