البحر بات الطريقة الوحيدة للاستحمام في القطاع (رويترز) عرب وعالم كيف يعيش الرهائن الإسرائيليون في غزة؟ by admin 6 سبتمبر، 2024 written by admin 6 سبتمبر، 2024 84 بعضهم نزح عدة مرات ولم يستحموا إلا مرة في الشهر ويعانون ندرة الصابون والشامبو اندبندنت عربية / عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz في شهادة الرهينة الإسرائيلي فرحان القاضي التي أدلى بها بعد تحريره من قبضة حركة “حماس“، قال “لم أستحم منذ ثلاثة أشهر، العديد من المحتجزين يعانون سوء النظافة والأمراض الجلدية”. وفي الواقع هذه هي حال سكان غزة جميعهم، فالجميع يعيش الظروف المؤلمة نفسها. في عملية خاصة وغامضة، تمكن الجيش الإسرائيلي تحرير الرهينة فرحان القاضي، وهو عربي ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وكان وقع في أسر مقاتلي “حماس” عند هجومهم على البلدات العبرية القريبة من قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. الظروف الصعبة نفسها وبغض النظر من طريقة تحرير الرهينة، فإن القاضي عند التحقيق معه من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” حول ظروف احتجاز الرهائن في أنفاق “حماس”، كشف عن أنه كان يعيش كما حياة سكان غزة ونفس ظروفهم الصعبة والقاسية. يقول القاضي “سمح لي بالاستحمام مرة واحدة في الشهر، وفي بعض الأحيان كنت أستحم مرة في الثلاثة أشهر. كان هناك نقص حاد في إمدادات المياه، ونادراً ما تصل المياه إلى أماكن الاحتجاز، أما المياه الصالحة للشرب فإن الحصول عليها أمر مستحيل غالباً”. ويضيف “كنت محتجزاً بمفردي في نفق في ظلام دامس، لم أكن أعرف الليل من النهار، لا يوجد لديهم كهرباء”. جوع وعطش ونزوح وكما سكان غزة، فإن القاضي جرب الجوع، وهنا يوضح أنه عندما كان يطلب الطعام يمنحه خاطفوه شرائح من الخبز فقط، قائلاً “كان الطعام قليلاً جداً”. تعرض الرهينة المحرر خلال فترة احتجازه لاختبار النزوح والذي أكد أنه تنقل من مكان لآخر عدة مرات بين شقة سكنية وبيت ونفق. منذ بداية الحرب يعيش سكان غزة واقعاً مؤلماً وحياة قاسية جداً، يفتقرون لأبسط الحاجات الأساسية، ويبدو أن هذه الحياة المرة يعيشها أيضاً الرهائن الإسرائيليون الذين تحتجزهم “حماس” على ما يبدو في أنفاقها تحت الأرض. الرهينة فرحان القاضي يتحدث لأحد الجنود الإسرائيلية بعد تحريره (وزارة الدفاع الإسرائيلية) بشكل دوري تصدر إسرائيل أوامر عسكرية تطلب من سكان غزة إخلاء مناطقهم السكنية وتجبرهم على النزوح الفوري تاركين وراءهم مستلزماتهم الأساسية، ويبدو أن الرهائن أيضاً يجربون النزوح مع كل تعليمات يصدرها الجيش في هذا الشأن. وتجربة النزوح ليست سهلة، بل يصفها سكان غزة بأنها أصعب لحظات حياتهم، وعادة ما تكون وسط الغارات الجوية والهجوم البري ومن بين جنازير الدبابات والمدرعات، وهذا يجعل أوامر الإخلاء كأنها مسابقة هرب من الموت. وإلى جانب ذلك، فإن سكان غزة يفتقدون المياه سواء الصالحة للشرب أو متعددة الاستخدام، وتبلغ حصة الفرد الواحد من المياه نصف ليتر فقط يومياً، وهذا يجعل مستوى النظافة الشخصية في أدنى مستوياته، إذ يستحم الأفراد مرة كل أسبوع تقريباً. مواد النظافة محظورة ولكن الاستحمام عادة ما يكون ناقصاً إذ لا يستخدم سكان غزة مواد تنظيف نهائياً، فلا يوجد في القطاع شامبو أو صابون أو معجون أسنان ولا مسحوق غسيل، فمواد التنظيف جميعها محظورة من دخول القطاع، وتتذرع إسرائيل بأن تلك البضائع تحتوي على مواد كيماوية تدخل في الصناعات العسكرية. وبالنسبة إلى الطعام فإن غزة تقترب من مجاعة، ووصلت مستويات انعدام الأمن الغذائي إلى مؤشرات قياسية، فمن بين كل 10 أفراد لا يستطيع تسعة منهم تأمين وجبة طعام واحدة يومياً، ويرجع ذلك إلى أسباب متعددة أبرزها غلاء الأسعار ونقص الغذاء وتحجيم كميات الطعام المسموح في تدفقها إلى القطاع. في أي حال، يبدو أن هذه الظروف الصعبة يجربها الرهائن الإسرائيليون. واشتكى الأسير ألكسندر لوبنوف من ذلك في مقطع فيديو التقطه له عناصر “حماس” قبل أن يتم قتله ويتمكن الجيش من انتشال جثمانه برفقة خمسة رهائن آخرين من نفق في محافظة رفح أقصى جنوب القطاع. شكوى الرهائن خلال المقطع المصور الذي أفرجت عنه “كتائب القسام” الجناح العسكري التابع لحركة “حماس” بعد مقتل لوبنوف وتحرير جثمانه، كان يقول “نحن نعيش ظروفاً صعبة لا نستطيع تحملها ولم نجربها أبداً قبل ذلك، نعاني من ندرة الحاجات الأساسية كالماء والكهرباء والطعام”. وأضاف ألكسندر، “لا تتوافر لدي مواد تنظيف لاستحم، رصيدي صفر من الصابون والشامبو”. ويتابع “نحن خائفون وننام بصعوبة، نقلوني 10 مرات حفاظاً على حياتي” في إشارة إلى تجربته النزوح القسري المتكرر. وفي الموضوع نفسه تقول الرهينة كرمل غات – قبل مقتلها – إنها تعيش ظروفاً صعبة بلا ماء ولا طعام ولا أدوات تنظيف، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بتحسين جودة حياة سكان غزة لينعكس الأمر بشكل تلقائي عليهم. الرهائن الست الذين انتشل الجيش الإسرائيلي جثامينهم من نفق في رفح (أ ف ب) غات هي رهينة إسرائيلية احتجزتها عناصر “حماس” منذ هجوم أكتوبر 2023، وبقيت رهن الاعتقال نحو 11 شهراً، لكن تم قتلها في ظروف غامضة وحرر الجيش الإسرائيلي جثمانها من محافظة رفح. قبل قتل غات كانت سجلت فيديو نشرته “حماس” بعد انتشال جثمانها قالت فيه “لا يتوافر لدي ماء لاستحم، الطعام قليل جداً وهو نوع واحد، أما أدوات النظافة فإنها غير متوافرة لا يوجد صابون ولا شامبو ولا أي نوع من المستلزمات الأساسية للنظافة الشخصية”. تحسين جودة الحياة تحدث جميع الرهائن عن النقص الحاد في مستلزمات النظافة الشخصية، وهي حال سكان غزة، ورصد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان منعاً متعمداً من إسرائيل في إدخال أدوات النظافة إلى القطاع واعتبر ذلك وسيلة إضافية لتكريس “جريمة الإبادة الجماعية”. في أي حال، فإن الظروف القاسية التي أدلى بها الرهائن الإسرائيليون الثلاثة، دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن قرار منع توريد مستلزمات النظافة الشخصية إلى قطاع غزة، ومن أعلى المستويات السياسية سمح بإدخال الشامبو والصابون بكميات محدودة جداً للقطاع. “حماس” واستغلال الرهائن يقول الباحث في علم النفس الاجتماعي محمد اللالا، “لا أعتقد أن حركة حماس بدأت تستخدم الرهائن الإسرائيليين في تحسين جودة حياة سكان القطاع، لأن الرسائل المصورة التي بثتها طول فترة الحرب كانت بهدف دفع صفقة تبادل وليس لأغراض إنسانية في شأن حياة المدنيين”. ويضيف، “من الواضح أن حماس لا تجيد استخدام الأوراق التي بين أيديها في شأن الرهائن، ولكن من طريق تحليل خطاب هؤلاء المحتجزين انعكس الأمر على سكان القطاع وبدأت إسرائيل تحسن جودة حياة الفلسطينيين على أمل أن ينعكس ذلك على محتجزيها في غزة”. الحصول على ماء صالح للشرب أمر صعب المنال في غزة (أ ف ب) وبحسب اللالا فإن “حماس” غير جاهزة للتعامل مع عدد الرهائن الإسرائيليين الكبير الذين تحتجزهم، أو أن بنيتها التحتية تعرضت لأضرار، وهذا ما تسبب في أن يعيش المحتجزون ظروف سكان غزة نفسها، لافتاً إلى أنه لو كانت الحركة الفلسطينية تتمتع بذكاء اجتماعي لاستطاعت استغلال الرهائن بما يخدم المدنيين. أما من حركة “حماس” يقول القيادي عزت الرشق إن الرهائن الإسرائيليين يعيشون ظروف سكان غزة الصعبة نفسها. وفي إسرائيل لا ينفي المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن تحسين جودة حياة المدنيين في غزة الطفيف يأتي لينعكس على ظروف حياة الرهائن. المزيد عن: غزةإسرائيلحرب القطاعالرهائن الإسرائيليونأنفاقالشامبوالصابونحماس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ملف الذاكرة لا يعرف لحملات انتخابات الجزائر سبيلا next post ماذا يبقى من الشعر المترجم عبر لغة وسيطة؟ You may also like صقر الأمن القومي في عهد ترامب.. من هو... 12 نوفمبر، 2024 مصدر سياسي: عدم التوصل لحل في لبنان الآن... 12 نوفمبر، 2024 مستشار بايدن: هناك فرصة لوقف إطلاق النار في... 12 نوفمبر، 2024 كيف تساقط المتورطون في اغتيال الحريري على “طريق... 12 نوفمبر، 2024 إسرائيل تتطلع إلى بناء تحالفات مع الأكراد والدروز 12 نوفمبر، 2024 سفير إيران في لبنان يظهر بأصابع مبتورة وعين... 12 نوفمبر، 2024 من هو “العقرب” العراقي أخطر مجرمي تهريب البشر... 12 نوفمبر، 2024 حملة “حزب الله” ضد الجيش اللبناني: لماذا الآن؟ 12 نوفمبر، 2024 نتنياهو يستعجل تسوية مع لبنان خوفا من قرار... 12 نوفمبر، 2024 إيرانيون يكشفون هوية عالم نووي إسرائيلي 12 نوفمبر، 2024