الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » كيف يؤثر صعود اليمين المتطرف على النظام التعليمي في فرنسا؟

كيف يؤثر صعود اليمين المتطرف على النظام التعليمي في فرنسا؟

by admin

 

تعديلات محتملة في البرامج والمناهج التربوية تؤدي إلى تقييد حرية التعبير

اندبندنت عربية / أمل قارة صحفية تونسية

تنامت المخاوف بين المهاجرين في فرنسا مع زيادة احتمال تولي اليمين المتطرف السلطة، وامتدت هذه المخاوف لتشمل مجال التعليم إضافة إلى قضايا الهجرة. إذ يلعب الفكر السياسي المتطرف دوراً بارزاً في تشكيل السياسات التعليمية والثقافية داخل المدارس.

وفي الأثناء أسفر خطاب اليمين المتطرف عن تغييرات جذرية داخل الفصول الدراسية وبين الطلاب، مما أثار قلقاً وسط المعلمين بسبب التأثير الذي ينتج من تولي اليمين المتطرف الحكم على نظام التعليم في البلاد.

ويظهر هذا التأثير في صياغة السياسات التعليمية بأساليب تقيد حرية التعبير وتزيد من التمييز والعنصرية داخل المدارس، مما يؤثر سلباً في التلاميذ والمدرسين على حد سواء. إضافة إلى ذلك، فإن الفكر اليميني المتطرف يؤثر في التنوع الثقافي ويخلق بيئة تعليمية غير متكاملة وغير محفزة للتعلم الشامل، بحسب ناشطين تربويين.

لذا فقد أثار احتمال فوز اليمين كثيراً التساؤلات حول حجم تأثير خطاب اليمين المتطرف على البيئة التعليمية والمناهج الدراسية وبرامج الأحزاب المحتملة؟

وبحسب استطلاعات، فإن “التجمع الوطني” برئاسة جوردان بارديلا وبقيادة زعيمته التاريخية مارين لوبن سيكون في طليعة الأحزاب المتنافسة، بينما تحتل كتلة اليسار التي اتحدت إثر الصعود المفاجئ لتيار اليمين المركز الثاني، ويأتي ائتلاف ماكرون المنتمي إلى الوسط ثالثاً وفق الاستطلاعات.

يشعر المعلمون بقلق بالغ نتيجة انتشار الأفكار اليمينية المتطرفة في المدارس (أ ب)

 

آثار صعود اليمين على التعليم

أوضح المتخصص في القضايا الأوروبية من بروكسل محمد بركات لـ”اندبندنت عربية”، أنه في حال فوز اليمين المتطرف وتوليه الحكم في فرنسا يتوقع عودة سياسات سابقة تتضمن إلغاء ومنع الحجاب في المدارس، وما يتعلق بحقوق ممارسة الشعائر الدينية مما يعزز من الانقسامات والتوترات الاجتماعية داخل المجتمع الفرنسي. وهذه التطورات قد تتفاقم بصورة كبيرة في حال تولي اليمين المتطرف السلطة.

ويؤكد بركات تأثير خطابات الكراهية واحتمال ارتفاع نسبة التمييز والعنصرية داخل البيئات التعليمية والمدرسية، إذ يشير إلى أن الأجواء الانتخابية والنقاش حول نمو اليمين المتطرف أثرت بصورة كبيرة على المجتمع الفرنسي، مما أسهم في زيادة حالات التمييز وبخاصة بين الطلاب الذين ينتمون إلى عائلات تدعم اليمين المتطرف، مما يعكس تأثير نسب التصويت العالية التي وصلت على حد قوله إلى أكثر من 33 في المئة في بعض المناطق في فرنسا.

إضافة إلى ذلك يتوقع بركات أن تقوم حكومة اليمين المتطرف برئاسة فرديناندو ومارين لوبن بسن وتشريع قوانين وتطبيق سياسات تزيد من المضايقات التي يتعرض لها الطلاب المسلمون في المدارس الفرنسية، مما يؤثر بصورة كبيرة جداً على الأجواء التعليمية والاجتماعية في البلاد عامة.

تصاعد الأفكار اليمينية

وقبل الانتخابات التشريعية يشعر المعلمون بقلق بالغ نتيجة انتشار الأفكار اليمينية المتطرفة في المدرسة، إذ يتحدثون عن تجربتهم مع تصاعد العنصرية والفكر اليميني المتطرف داخل البيئة المدرسية.

وتعبر رانيا معلمة مدرسة ثانوية في فرنسا من أصول تونسية عن قلقها إزاء التزايد الملحوظ للعنصرية وتعمق الأفكار اليمينية المتطرفة بين زملائها وطلاب المدرسة. وترى أن هذا التحول يمكن أن يؤثر سلباً في الطلاب وبخاصة في حال وصول “التجمع الوطني” إلى السلطة.

وترفض تبني التربويين أفكاراً تعزز التمييز والعنف مؤكدة أن من مسؤولية المعلمين أن يكونوا قدوة إيجابية وأن يشجعوا على الفكر والاحترام والتعايش بين الثقافات المختلفة داخل المدرسة.

إضافة إلى مخاوفها المتعلقة بالطلاب والمدرسة، تعبر رانيا عن قلقها الشخصي إذ تشير إلى أنها لا تستطيع أن تتخيل ممارسة مهنتها في حال تولي حكومة يمينية متطرفة السلطة. وهذا الشعور يعكس تأثير السياسات والأيديولوجيات على الأفراد داخل المجتمع التعليمي، مما يجعلها تسعى جاهدة إلى حماية قيم الاحترام والتعددية في بيئة التعلم.

منع رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ارتداء العباءة في المدارس (أ ب)

 

برامج غابرييل أتال وجوردان بارديلا

برامج رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال وجوردان بارديلا تتضمن إجراءات متشابهة في التعليم، ويهدف كلاهما إلى إصلاح النظام التعليمي الفرنسي من خلال فرض عقوبات صارمة على الطلاب الذين يتصرفون بصورة غير لائقة، مع تأكيد أهمية استعادة الانضباط والتركيز على الأساسات.

وبالنسبة إلى إيمانويل ماكرون فإنه يدعم حظر حمل الهواتف المحمولة قبل سن الـ11 واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي قبل عمر 15 سنة. أما جوردان بارديلا فيستلهم من برنامج مارين لوبن ويسعى إلى السيطرة على المعرفة الأساس في المدارس الابتدائية، مع التركيز على الانضباط والمعرفة الأكاديمية بما في ذلك تعلم اللغة الفرنسية والرياضيات.

ومن جهة أخرى، يدعو اليسار إلى تطبيق “المجانية الكاملة” في المدارس بدءاً من المقاصف وصولاً إلى حافلات المدرسة، وبما يتضمن القرطاسية والأنشطة خارج إطار الدراسة.

وتشمل برامج اليمين المتطرف والحكومة الحالية أيضاً استخدام الزي المدرسي كجزء من الجهود لتعزيز الهوية المدرسية، وعلى رغم ذلك يعتزم اليمين المتطرف تنفيذ إجراءات أكثر صرامة في حال توليه السلطة.

ويخطط جوردان بارديلا لإنشاء “مراكز متخصصة” للطلاب المشاغبين وهو مقترح يشبه مبادرة سابقة أطلقها غابرييل أتال في أبريل (نيسان) الماضي، والتي تهدف إلى إيواء الطلاب في دور النوم للوقاية من الجريمة. ويسعى اليمين المتطرف إلى جعل استخدام “التكرم” إلزامياً من قبل الطلاب تجاه المعلمين، مما يعكس رمزية إضافية في التعامل مع السلطة داخل المدارس.

اختلافات البرامج

وعلى رغم وجود نقاط مشتركة بارزة في برامجهما يشير مؤرخ التعليم الفرنسي كلود ليليفر إلى اختلافات عميقة بين الحكومة الحالية واليمين المتطرف، الذي يتميز بأيديولوجيته المرتكزة على “الهوية والقومية”. ويسعى اليمين المتطرف إلى التقدم أكثر من الحكومة الحالية في مجال العلمانية، ومنع غابرييل أتال هذا العام ارتداء العباءة في المدارس من قبل بعض الطالبات المسلمات، بينما يخطط جوردان بارديلا لتشديد القواعد لمرافقات الرحلات المدرسية بمنع ارتداء الحجاب، وهو ما لم تدعمه سياسة الحكومة الحالية.

ويوضح مؤرخ التعليم كلود ليليفر أن رئيس الوزراء الفرنسي يسعى إلى تحميل الطلاب وأولياء أمورهم المسؤولية من خلال توقيع “عقد الحقوق والواجبات”. وفي حالة عدم الامتثال للقواعد، يعتزم إضافة تنبيه على ملف خاص للطلاب المشاغبين وسحب نقاط منهم في الاختبارات. وفي المقابل يدعو اليمين المتطرف إلى عقوبات أكثر صرامة مثل عودة “قانون سيوتي”، الذي يشمل تعليق المنح العائلية والمنح المدرسية في حال تكرار المخالفات.

وتكشف هذه السياسات التباين الواضح بين الحكومة الحالية واليمين المتطرف في النهج التعليمي والرؤية العلمانية، مما يبرز الاختلافات العميقة في النهج السياسي والأيديولوجي بين الطرفين.

مستقبل المدارس

بينما يشعر المجتمع التعليمي الفرنسي بالقلق بصورة عامة إزاء تقدم اليمين المتطرف نحو السلطة، يسعى غابرييل أتال جاهداً لإحباط محاولات اليمين المتطرف في هذا الشأن. وأعلن نحو 700 رئيس مدرسة ومفتش تربوي وعسكري متقاعد مسبقاً رفضهم تطبيق “تدابير تتعارض مع قيم الجمهورية”، معربين عن قلقهم من استخدام المدارس في مشاريع وتوجهات سياسية.

المزيد عن: فرنسااليمين المتطرفمارين لوبنالمدارسالنظام التعليميالمناهج التربويةغابرييل أتالالمسلمونالحجاب

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00