Uncategorized كيف قتل أول قيصر روسي ابنَه ولُقب بالرهيب؟ by admin 20 مارس، 2022 written by admin 20 مارس، 2022 10 BBC \ في مثل هذا الشهر من عام 1584 توفي أول قياصرة روسيا المُلقب بإيفان الرهيب، الذي كان أول من أعلن نفسه قيصرا على روسيا. وقد شهد عهده الانتهاء من بناء دولة روسية ذات إدارة مركزية وإنشاء إمبراطورية شملت دولا غير سلافية. ولُقب أيضا بإيفان الرابع وهو من مواليد 1530 في كولومينسكوي ، بالقرب من موسكو، وتوفي في عام 1584. وشارك في حروب طويلة وغير ناجحة إلى حد كبير ضد السويد وبولندا، وفي سعيه لفرض الانضباط العسكري والإدارة المركزية، أقام عهدا من الرعب ضد النبلاء. حياته المبكرة كان إيفان نجل أمير موسكو الكبير، فاسيلي الثالث، وزوجته الثانية يلينا غلينسكايا. وفي عام 1533 أي بعد وفاة والده مباشرة أُعلن إيفان، البالغ من العمر 3 سنوات، أميرا كبيرا لموسكو، وحكمت والدته باسمه حتى وفاتها (بالسم كما يُزعم) في عام 1538. وقد أدت وفاة والدي إيفان إلى إحياء صراعات مختلف فصائل النبلاء للسيطرة على شخص الأمير الصغير. وهكذا كانت فترة 1538و1547 فترة صراع قاتل بين عشائر المحاربين الإقطاعيين التي يطلق عليها عادة “البويار”، وهو ما أدى إلى كراهية إيفان وشبعه لهم. الإصلاحات المبكرة في عام 1547، تُوج إيفان “قيصرا وأميرا أكبر لروسيا كلها”. واشتق لقبه من الكلمة اللاتينية قيصر وترجمه معاصرو إيفان إلى”إمبراطور”. وتزوج إيفان من أناستاسيا رومانوفنا عمة القيصر الأول المستقبلي لسلالة رومانوف. و تأثر إيفان بشكل كبير بآراء رجل الدين مكاري، الذي كان يتخذ من موسكو مقرا له، وهو الذي شجع رغبة القيصر الشاب في إقامة دولة مسيحية على أساس مبادئ العدالة. وسرعان ما شرعت حكومة إيفان في برنامج واسع للإصلاحات وإعادة تنظيم كل من الإدارة المركزية والمحلية. كما قدمت الحكومة أيضا حكما ذاتيا واسع النطاق لبعض المناطق مع انتخاب مديري المقاطعات من قبل طبقة النبلاء المحلية. وكان أحد أهداف الإصلاحات هو الحد من سلطات الأرستقراطية الوراثية للأمراء والبويار (الذين حصلوا على ممتلكاتهم على أساس وراثي) وتعزيز مصالح طبقة النبلاء الخدمية، الذين احتفظوا بممتلكاتهم من الأراضي فقط كتعويض عن خدمتهم للحكومة والذين كانوا بالتالي معتمدين على القيصر. ومن الواضح أن إيفان كان يهدف إلى تكوين طبقة من النبلاء تدين بكل شيء له. وقد تمت جميع الإصلاحات تحت رعاية ما يسمى بـ “المجلس المختار”، وهي هيئة استشارية غير رسمية كانت الشخصيات البارزة فيها مُفضلة للقيصر. وقد تضاءل تأثير المجلس ثم اختفى في أوائل ستينيات القرن السادس عشر بعد وفاة زوجة إيفان الأولى ومكاري، وفي ذلك الوقت تغيرت آراء إيفان وحاشيته تجاه المجلس. كانت روسيا في حالة حرب خلال فترة طويلة من حكم إيفان. وكان حكام موسكو يخشون منذ فترة طويلة من توغل التتار.وقد شنت روسيا في بين عامي 1547و1550 حملات فاشلة ضد خانية قازان المعادية على نهر الفولغا. في عام 1552، وبعد استعدادات مطولة انطلق القيصر إلى قازان وقد نجح الجيش الروسي بعد ذلك في الاستيلاء على المدينة. في عام 1556، تم ضم خانية أستراخان، الواقعة عند مصب نهر الفولغا، دون قتال. ومنذ تلك اللحظة فصاعدا، أصبح نهر الفولغا نهرا روسيا، وأصبح الطريق التجاري المؤدي إلى بحر قزوين آمنا. الحرب الليفونية مع تأمين ضفتي نهر الفولغا، استعد إيفان لحملة لشق طريق إلى البحر، وهو أمر مثل مصدر قلق تقليدي لروسيا غير الساحلية. لقد شعر إيفان آنذاك أن التجارة مع أوروبا تعتمد على حرية الوصول إلى بحر البلطيق وقرر تحويل انتباهه غربا. وفي عام 1558 خاض الحرب في محاولة لتأسيس الحكم الروسي في ليفونيا (لاتفيا وإستونيا حاليا). وقد انتصرت روسيا في البداية ونجحت في تدمير الفرسان الليفونيين، لكن حليفتهم ليتوانيا أصبحت جزءا لا يتجزأ من بولندا في عام 1569. واتسع نطاق الحرب عندما دعم السويديون بولندا ضد روسيا وهاجم تتار القرم أستراخان وقاموا بتوغل واسع النطاق في روسيا عام 1571 حيث أحرقوا موسكو تاركين الكرملين فقط. وعندما أصبح ستيفن باتوري من ترانسيلفانيا ملكا لبولندا في عام 1575 تمكنت الجيوش البولندية المعاد تنظيمها تحت قيادته من شن الحرب على روسيا بينما استعاد السويديون أجزاء من ليفونيا. وطلب إيفان أخيرا من البابا غريغوري الثالث عشر التدخل حيث تم إبرام هدنة مع بولندا وبموجب شروط تلك الهدنة خسرت روسيا جميع مكاسبها في ليفونيا. كما أجبرت هدنة مع السويد في عام 1583 روسيا على التخلي عن مدن على خليج فنلندا. وهكذا، أثبتت الحرب الليفونية التي استمرت 24 عاما أنها غير مثمرة بالنسبة لروسيا، التي أنهكها الصراع الطويل. “إيفان الرهيب” يبدو أن أولى عمليات الإعدام التي نفذها إيفان نتجت عن خيبة أمله خلال الحرب الليفونية والخيانة المشتبه بها للعديد من البويار الروس. وقد أذهل انشقاق الأمير أندريه كوربسكي، أحد القادة الميدانيين البارزين لإيفان، وانحيازه إلى بولندا في عام 1564 القيصر إلى حد كبير والذي أعلن في وقت لاحق من ذلك العام عن نيته في التنازل عن العرش بسبب خيانة البويار. ومع ذلك ، ناشده سكان موسكو، بقيادة رجال الدين، أن يستمر في الحكم. وفي عام 1565 وافق على طلبهم بشرط السماح له بالتعامل مع الخونة كما يشاء وأن يشكل أوبريتشنينا، أي الأراضي التي سيتم إدارتها بشكل منفصل عن بقية الدولة ووضعها تحت سيطرته المباشرة كأرض تابعة للتاج. كما تشكل حرس شخصي للقيصر تراوح بين ألف و6 آلاف رجل، عُرف باسم أوبريتشنيكي. ومنذ ذلك الحين، عاش إيفان حصريا في وسط حاشيته وانسحب من الإدارة اليومية للجهاز الإداري لروسيا والتي تركها في أيدي البويار والبيروقراطيين البارزين. وقد قطع إيفان نفسه عن جميع الاتصالات معهم تقريبا ، بينما قام حرسه بفرض سطوتهم على كل شخص خارج دائرة إيفان المباشرة، وهم في مأمن من العقاب. ونظرا لأنه تم تدمير جميع الوثائق المتعلقة بهذه الحقبة تقريبا في إحدى الحرائق التي شهدتها موسكو، يميل المؤرخون إلى تقديم تفسيرات مختلفة لأفعال إيفان خلال هذه الفترة من حكمه. وتميل الغالبية إلى وجهة النظر القائلة بأن الصراع كان بين القيصر والنبلاء الذين قاوموا إصلاحاته الداخلية ومشاريعه العسكرية. وهكذا، ربما كانت سياسة أوبريتشنينا هي محاولة إيفان إنشاء دولة شديدة المركزية وتدمير القوة الاقتصادية والسلطة السياسية للأمراء والنبلاء. ولقد عارض البويار المستاؤون بشكل متزايد إيفان وتآمروا ضده في بعض الأحيان، لكن عهد الإرهاب الذي أطلقه إيفان أثبت أنه أكثر خطورة بكثير على استقرار البلاد من الخطر الذي مثله هؤلاء. بحسب دائرة المعارف البريطانية. في عام 1570، على سبيل المثال، قاد إيفان بنفسه قوات حرسه ضد نوفغورود حيث دمر تلك المدينة وأعدم عدة آلاف من سكانها. وقد لقي العديد من النبلاء حتفهم خلال تلك الفترة، وأُعدم بعضهم علنا بقسوة محسوبة ورمزية. وأرسل إيفان لاحقا إلى العديد من الأديرة تذكارات من أكثر من 3 آلاف من ضحاياه الذين تم إعدام معظمهم. وقد استمرت سياسة أوبريتشنينا 7 سنوات فقط، من عام 1565 إلى عام 1572، عندما أُلغيت نتيجة للفشل في الدفاع عن موسكو من هجوم تتار القرم. وقد أٌعيد دمج حرسه مع الجيش الروسي، وأُعيدت بعض العقارات التي صادرها أتباع إيفان إلى أصحابها. وتترك فترة تطبيق سياسة أوبريتشنينا بصمة دموية على عهد إيفان، مما تسبب في بعض الشكوك حول استقراره العقلي، كما تترك تلك الفترة المؤرخين مع انطباع بأنه حاكم منتقم ومثير للريبة. GETTY IMAGESرسم لإيفان الرهيب يعرض كنوزه على سفير ملكة انجلترا إليزابيث الأولى الأعوام اللاحقة في الأعوام اللاحقة، أعرب إيفان عن اهتمامه بإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع إنجلترا حتى أنه أشار إلى استعداده للزواج من نبيلة إنجليزية. ويبدو أنه تنازل عن العرش لمدة عام تقريبا في عام 1575 لصالح أمير تتري هو سيميون بكبولاتوفيتش. وخلال سبعينيات القرن السادس عشر، تزوج 5 زوجات على التوالي في 9 سنوات فقط. وأخيرا، قام في نوبة من الغضب بقتل إيفان وريثه الوحيد في عام 1581. وقد اختلفت آراء المؤرخين حول سبب إقدامه على ذلك، فهناك رأي يقول إنه قام بضرب زوجة ابنه الحامل لارتدائها ملابس غير محتشمة مما أدى إلى إجهاض الجنين، فدخل الابن في جدال ساخن مع والده انتهى بأن قام إيفان بضرب ابنه على رأسه مخلفا جروحا بليغة أدت إلى وفاته. وهناك رأي آخر يقول إن إيفان اتهم ابنه الأكبر بالتحريض على التمرد ضده، وقد قام الأب وهو غاضب بضرب نجله على رأسه بصولجانه فقتله. وقد أدى ذلك للأزمة السياسية، المعروفة باسم زمن الاضطرابات، التي بدأت مع انقراض سلالة روريك بوفاة فيودور عام 1598. GETTY IMAGES،رسم لإيفان الرهيب في ليفونيا خلال الحرب الليفونية الإرث لقد فعل إيفان الكثير. في السياسة الخارجية، كانت جميع أفعاله موجهة نحو إجبار روسيا على الدخول إلى أوروبا، وهو الخط الذي استمر عليه بطرس الأكبر. وداخليا، أدى حكم الإرهاب لإيفان في النهاية إلى إضعاف الطبقة الأرستقراطية. وقد أدت الحرب الليفونية الطويلة وغير الناجحة إلى دفع روسيا إلى حافة الانهيار الاقتصادي. وأفضت تلك العوامل مجتمعة، جنبا إلى جنب مع غزوات التتار، إلى إخلاء عدد من المقاطعات الروسية بحلول وقت وفاة إيفان عام 1584. ومع ذلك، فقد ترك مملكته أكثر مركزية من الناحية الإدارية والثقافية مما كانت عليه في السابق. كما شجع إيفان التطور الثقافي لروسيا، وخاصة من خلال الطباعة. وكان هو نفسه كاتبا جيدا، وعلى الرغم من أن كتاباته المتبقية هي في الأساس ذات طبيعة سياسية، فإن إتقانه للكتابة وسخريته اللاذعة واضحة جدا. وكان إيفان من المؤمنين المتدينين بالكنيسة الأرثوذكسية، وكانت حججه حول المسائل الدينية مدهشة في قوتها، لكنه ركز أكثر على الدفاع عن الحق الإلهي للحاكم في سلطة غير محدودة، وهي وجهة نظر كان معظم الملوك الآخرين في ذلك الوقت يوافقون عليها. بحسب دائرة المعارف البريطانية. المزيد عن : أوروبا\روسيا وأوكرانيا\التاريخ\سياسة\روسيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مصر.. اكتشاف مقابر لـ”موظفين كبار” في الدولة الفرعونية next post New research affirms possibility of a 3rd Atlantic bluefin tuna spawning ground You may also like «نيويورك تايمز»: ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة... 15 نوفمبر، 2024 نتنياهو ينسف الاتفاق المرتقب لوقف حرب لبنان 2 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: صناعة أسطورة جاكسون بولوك... 29 أكتوبر، 2024 العمليات الخارجية الإيرانية في أوروبا: العلاقة الإجرامية 23 أكتوبر، 2024 الذكاء الاصطناعي يذكر بما أحدثته الثورة الصناعية قبل... 21 أكتوبر، 2024 تقرير اندبندنت عربية / ميدان لبنان مشتعل وتل... 13 أكتوبر، 2024 عام من القتال غيّر خطاب “حماس” وتفكيرها السياسي 7 أكتوبر، 2024 ماذا تعني الكتابة في زمن الاضطراب الذاتي؟ 7 أكتوبر، 2024 هكذا خططت شبكة مقرها إيران لضرب هدف يهودي... 6 أكتوبر، 2024 فيلم “المادة”… الرعب الذي لم يحتمله الجمهور 4 أكتوبر، 2024