الأربعاء, يناير 1, 2025
الأربعاء, يناير 1, 2025
Home » كيف عبر فنانو الكاريكاتير عن سقوط الأسد؟

كيف عبر فنانو الكاريكاتير عن سقوط الأسد؟

by admin

 

قدمت الصحافة العربية والعالمية أعمالاً تناولت الوضع السوري برؤى مختلفة

اندبندنت عربية مي إبراهيم صحافية

بالتواكب مع أي حدث سياسي كبير يشهده العالم أو تشهده دولة من الدول، يتبارى رسامو الكاريكاتير في العالم للتعبير عنه بريشتهم الساخرة، فدائماً ما كان هذا الفن حاضراً في الصحافة العربية والعالمية وحالياً على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع التطورات الكبيرة في المشهد السوري أخيراً وانهيار نظام بشار الأسد ظهر كثير من الرسوم الكاريكاتيرية التي عبرت عن الحدث بتوجهات مختلفة بحسب أيديولوجيات أصحابها سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات صحافية.

حفلت رسوم الكاريكاتير بعدد من الرسوم لبشار الأسد وغالبيتها صورته كطاغية وديكتاتور، فظهرت الرموز البصرية مثل الدماء والجماجم، كما عبّر الفنانين عن أنواع مختلفة للقمع مارسها نظام الرئيس السوري المخلوع وفي مقدمتها سجن صيدنايا.

ملهم للسخرية والتهكم

حال الخوف والقمع التي سيطر بها نظام الأسد على الناس في سوريا كانت من أهم مسببات الفرح بسقوطه عند جموع السوريين، وعلى المستوى الفني منع فنانون من التعبير عن حال البلاد وواقعها المتردي، وفي الوقت ذاته فإن الهرب المفاجئ لبشار الأسد جاء بصورة غير متوقعة مع تسارع الأحداث مما كان نقطة محورية ركز عليها الرسامون باعتبارها لحظة فارقة في تاريخ سوريا.

ويصف فنان الكاريكاتير السوري علاء رستم فرار الأسد بأنه “لحظة مفاجئة وصادمة بهذه الطريقة المذلة التي لم يخبر بها أحداً ولجوئه الإنساني إلى موسكو”، رابطاً بين المشهد وفن الكاريكاتير بأن “كل شيء في هذه القصة (الهرب) كاريكاتيري وملهم للسخرية والتهكم من رأس نظام تلطخت أيديه بدماء الأبرياء وكان هدفه الأول والأخير الكرسي والمال”.

رسمة للرئيس المخلوع بشار الأسد وزوجته وهما يهربان بأموال سوريا (الفنان علاء رستم) ​​​​​​​

 

ويقول رستم “من اللافت أن غالب رسامي الكاريكاتير حول العالم رسموا الرئيس المخلوع بشار الأسد وهو يهرب مع أموال سوريا المنهوبة والتخلي الإيراني والروسي عنه خلال اللحظات الأخيرة، ورسم آخرون لحظة سقوط تمثال الأسد بحبال تلف رقبته الطويلة صورة رمزية لسقوط نظام الحكم”.

ويضيف رستم “خلال 54 عاماً كان الحديث في سوريا عن السياسة وعن الرئيس الهارب بشار وأبيه يُدار بصوت منخفض أو بالإيحاء والتمتمة وحتى في بيوت السوريين، وغالباً ما ينهي أحدهم الحديث بإشارته إلى جدران البيت قائلاً المصطلح الشهير (الحيطان لها آذان) للدلالة عن سطوة الاستخبارات في سوريا، وحين سقط الأسد كانت لحظة فارقة في حياة وتاريخ الشعب السوري، فقد سقطت معه الأسطورة الشعبية المنسوجة من الخوف والرعب من أجهزة الأسد الاستخباراتية المسلطة على أعناق السوريين ورقابهم وأفواههم، فالجدران لم يعد لها آذان بعد اليوم”.

قضايا مختلفة

الدعم الروسي لبشار الأسد ونظامه على مدى أعوام وحتى بعد سقوطه كان حاضراً في رسوم الكاريكاتير، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان عاملاً رئيساً في كثير من الأعمال التي رسمها الفنانون تزامناً مع سقوط الأسد. مجلة “ذا إيكونوميست” مثلاً نشرت كاريكاتير لبوتين والأسد وهما في طريقهما إلى العناق بعد وصول الثاني إلى موسكو فيما أيديهما ملطخة بالدماء. بينما اعتمدت صحيفة “دالاس مورنينغ” الأميركية كاريكاتير يستقبل فيه بوتين الأسد بعد وصوله إلى روسيا ويداه ملطختان بالدماء لكنه يدعوه إلى أن يهدأ ويذهب للاغتسال من أثر الدماء.

مستقبل سوريا والتخوفات القائمة على مصيرها وتنازع دول عدة عليها كانت من أهم الاتجاهات التي ظهرت في كثير من رسوم الكاريكاتير، إذ نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” كاريكاتير يعكس الوضع الحالي والقلق على مصير هذا البلد، فصور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهما يتجاذبان الخريطة السورية وكل منهما يرغب في الحصول عليها.

كاريكاتير لحصان من دون قائد يمتطيه في إشارة إلى حرية سوريا (الفنان عماد حجاج)

 

وفي السياق ذاته، رسم أيضاً فنان الكاريكاتير المهتم دائماً بالشأن العربي كارلوس لاتوف فنان رسماً يحمل فيه أحمد الشرع خريطة سوريا ككعكة تقوم بتقطيعها ثلاث سكاكين متمثلة في تركيا وإسرائيل وأميركا.

وعرضت صحيفة “ذا غارديان” أكثر من رسم كاريكاتيري متعلق بالأزمة السورية، من بينها رسم يصور بشار الأسد في موسكو يجلس في غرفة معيشته الجديدة على الأريكة محاطاً بصناديق وحقائب تم شحنها من دمشق إلى العاصمة الروسية بعضها ملطخ بالدماء. ونشرت الصحيفة البريطانية أيضاً الأسد وهو مهزوم ويجر قارباً للنجاة ملطخاً بالدم.

وكان مشهد إسقاط تماثيل بشار الأسد حاضراً في كثير من أعمال الكاريكاتير التي نشرتها الصحافة العالمية، فقدمت “واشنطن بوست” مع الأيام الأولى لسقوط دمشق كاريكاتير يصور إسقاط تمثاله في إشارة إلى انتهاء حكمه، أما صحيفة “لوموند” الفرنسية فاعتمدت الفكرة نفسها مع ظهور لعدد كبير من الجماجم تحت قاعدة التمثال الذي تسقطه الجماهير في إشارة إلى الوحشية والجرائم التي ارتكبها نظامه.

ولم تنفصل الصحافة الإسرائيلية عن الحدث، إذ نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية كاريكاتير يصور إيران بعد انهيار نظام الأسد يشير أبطاله إلى أن حركة “حماس” انتهت و”حزب الله” انتهى والنظام السوري سقط.

اعتماد اللقطات الأيقونية

تعليقاً على الرسوم التي عبرت عن سقوط نظام الأسد، يقول رسام الكاريكاتير الأردني عماد حجاج، “كمتابع للمشهد الكاريكاتيري المتعلق بالشأن السوري من جوانبه كافة، كان التركيز على الرئيس المخلوع بشار الأسد، تحديداً اللقطات الأيقونية لانهيار التماثيل باعتبارها دلالة على زوال الحكم وهي تذكر بمشاهد مماثلة لانهيار تماثيل زعماء آخرين”.

وأضاف أن “بعض الرسامين اعتبر أن الوضع في سوريا استتباع أو إفاقة للربيع العربي وأنه استمرار لدومينو الرؤساء المتساقطين المتواصل على مدى عقد كامل استمرت فيه معاناة الشعب السوري”.

وأشار حجاج إلى أن “هناك أيضاً تركيزاً على البعد الإنساني ومعاناة السوريين الممتدة من تهجير قسري ومعاناة في السجون وتعذيب وكل أصناف القمع التي عايشوها. وما زال المشهد متحركاً وعلى مستوى الكاريكاتير لا يزال الرسامون سواء في الوطن العربي أو عالمياً يركزوا على المشاهد المتوالية من دمشق، ربما المشهد الاحتفالي الذي بدت له الغالبية والكل يحتفي بهذا الانتقال الثوري ونهاية عصر ديكتاتورية الأسد وفي الوقت نفسه يرسم أسئلة استفهام كثيرة حول مستقبل سوريا في الأيام المقبلة”.

مناخ الحرية

مثله مثل بقية الفنون، يحتاج فن الكاريكاتير إلى مناخ يتسم بالحرية والقدرة على التعبير، مما كان يفتقده كثير من المبدعين في سوريا ليس في فن الكاريكاتير وحده وإنما في الفنون كافة، فالقبضة الأمنية والقمع كانت لهما سطوة كبيرة على المنتج الثقافي والفني بصورة عامة ودفعا كثيراً من المبدعين ومن بينهم رسامو الكاريكاتير أثماناً باهظة نتيجة لمواقفهم وتعبيرهم عن الواقع الذي كانت تشهده البلاد ومن بينهم أكرم رسلان رسام الكاريكاتير السوري الذي قتل تحت التعذيب في سجون بشار الأسد ودفع حياته ثمناً للتعبير عن الرأي .

وآخرون غير رسلان من فناني الكاريكاتير قتلوا واعتقلوا وتعرضوا لأنواع التضييقات الأمنية كافة، ومن بينهم رسام الكاريكاتير السوري فهد البحادي الذي أوضح أن “رسامي الكاريكاتير السوريين برعوا في استخدام السخرية اللاذعة لفضح جرائم نظام الأسد والميليشيات المتحالفة معه، فمن بينهم من استخدم الطريقة المباشرة ودفع الثمن الكبير لذلك، وآخرون استخدموا الرمزية لحماية أنفسهم وعائلاتهم. كل كان يقاتل بريشته بطريقته الخاصة وبسقوط نظام الأسد انكسر جدار الخوف الذي كان يمنع الرسامين من التعبير عن آرائهم بصورة حرّة، ومع السقوط الدراماتيكي للنظام وخروج المحتجزين من سجن صيدنايا المرعب وفرحة الناس في الشوارع، انطلق الرسامون في داخل سوريا وخارجها للتعبير عن الحدث وبالنسبة لي رسمت للمرة الأولى بحياتي عن بشار الأسد باسمي الحقيقي بعد أن كنت أرسم باسم مستعار لمدة 13 عاماً”.

كاريكاتيرلسجن صيدنايا على وجه نظام بشار الأسد (الفنان فهد البحادي)

 

وقال “لأني لم أترك الوطن ولم أهاجر عايشت الأحداث عياناً، ورصدت الانتهاكات والجرائم بحق الشعب السوري وبما أنني اعتقلت في بداية الثورة وتنقلت بين سجون النظام وأفرعه الأمنية، استطعت أن أعيش الواقع السوري بكل تجلياته وآلامه في الزنازين والشوارع، عشت هذه المرحلة بصورة حقيقية ورسمت ما يمليه علي ضميري وتعرضت لمضايقات كثيرة وتهديدات لكن كان عندي أمل في أن ينتهي هذا الظلام وأن نرى بعيوننا فجراً جديداً”.

وأردف أن “لوحاتي انتقدت الصمت الدولي المريع والمعارضة السياسية والواقع الاقتصادي المتردي بسبب الحرب، وبعضها ركز على تنظيم ’داعش‘ الإرهابي، ولكن نصيب الأسد من لوحاتي كان عن جرائم النظام وحلفائه مثل البراميل المتفجرة والكيماوي والقتل في المعتقلات. لم ننقل الصورة على نحو جيد بسبب القبضة الأمنية لكننا استطعنا تسليط الضوء على حقيقة ما جرى في بلدي”.

الحرية لإبداع فناني سوريا

انطلاقة كبيرة لفناني الكاريكاتير في سوريا تواكبت مع انهيار نظام الأسد، فمنذ الأيام الأولى تتابعت أعمال فناني الكاريكاتير العرب، خصوصاً السوريين في التعبير عن الحدث، فرسم فنان الكاريكاتير السوري نضال ديب، بشار الأسد كجزار يُعِدّ لزوجته وجبة عشاء من لحوم المعتقلين.

كما رسم الفنان السوري كاميران شمدين سجن صيدنايا على شكل معلبات معدنية، لكنها مكتظة ومكدسة بجثث المعتقلين. فيما رسم فراس باشي خريطة سوريا وعليها زر إعادة التشغيل في إشارة إلى حاجة البلاد لإعادة إعمار والأمثلة عدة وإن كان معظمها يراوح ما بين تصوير طغيان الأسد والقلق على مصير سوريا في المرحلة المقبلة.

وهنا يرى الفنان السوري فهد البحادي أن أعماله المرتبطة بالأحداث الأخيرة “لوحات تنبض بالفرح وبالنصر الممزوج بالحزن على مشاهد المعتقلين والمفقودين والمقابر الجماعية. كنا نريد أن نخرج في رسومنا القهر المكبوت طوال أعوام الحرب والدمار، فجميع اللوحات عبرت بإبداع عما يختلج في صدور السوريين في ذلك اليوم العظيم، يوم سقوط الطاغية”.

كاريكاتير يعبر عن أم تحتفي مع طفلها حاملا علم الثورة بسقوط الأسد (الفنان عماد حجاج)

 

وقال البحادي، “أعتقد بأن الفترة المقبلة ستكون أفضل مع وعود الحكومة الجديدة بالعمل على إفساح المجال للتعبير الكامل عن الرأي والأفكار. هناك تفاؤل حذر من قبلنا لأن الأمور السياسية والعسكرية لم تستتب بصورة كاملة، لكننا نسعى ونأمل في أن تكون سوريا الجديدة منبراً للديمقراطية وحرية الفكر ونعمل لأن تستعيد دورها الثقافي والحضاري”.

بينما أكد الفنان الأردني عماد حجاج أن “الموضوع السوري حاضر بصورة دائمة عندي ودائماً ما كنت منحازاً إلى الثورة السورية منذ بداياتها وربما أصابتها انتكاسة لمرورها بمراحل من بينها الانتقال إلى المربع الدموي نهاية بسقوط نظام الأسد. رسمت كثيراً من الرسوم من بينها المشهد الأيقوني للفرس الذي كان يمتطيه باسل الأسد كرمز للنظام الحاكم في حينها ورسمت المشهد الحالي بوجود الفرس من دون الفارس كرمز لأن سوريا حرة الآن، فالفرس حر ولا يوجد أي ديكتاتور يمتطيه”.

وختم حديثه بالقول، “جسدت هروب بشار الأسد هذا الديكتاتور الذي فر بين ليلة وضحاها، فصورته وهو يجر رأس أبيه ويهرول لطائرة أشبه بصندوق النفايات في دلالة على أنهم سيكونون في مزبلة التاريخ. رسمت الأسد مهرولاً يحمل نقوده هارباً من بلاده تلاحقه موجة حمراء تريد أن تطاوله تعبر عن دماء السوريين فحتى لو فر ستلاحقه دماؤهم. أحاول أن ألتقط هذه اللحظة التي يعيشها الشعب السوري، فنحن لا نعرف المستقبل ولكننا فرحون بانهيار هذا النظام الدموي القمعي”.

المزيد عن: سوريافن الكاريكاتيرسقوط نظام الأسدحرية التعبيربشار الأسدحافظ الأسدسجن صيدناياالثورة السورية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00