الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » كيف حاول صدام حسين غزو هوليوود؟

كيف حاول صدام حسين غزو هوليوود؟

by admin

BBC/ في عام 1980 حاول صدام حسين رجل العراق القوي آنذاك أن يدخل بلاده إلى عالم صناعة الأفلام. وقد أنفق الرئيس العراقي السابق ملايين الدولارات على فيلم ملحمي بعنوان “المسألة الكبرى” وحمل بالانجليزية عنوانا آخر هو “صراع الولاءات” تم تصويره بالكامل في العراق، وهو من بطولة بعض الممثلين البريطانيين البارزين من بينهم أوليفر ريد.

لكن بعد وقت قصير من بدء تصوير الفيلم اندلعت الحرب بين العراق وإيران. ويتذكر لطيف جريفاني منتج الفيلم البريطاني الجنسية الذي ولد في العراق ما حدث بعد ذلك.

بوليوود على نهر دجلة

قال جريفاني لبي بي سي: “كان صدام حسين متحمساً جداً لجعل العراق مركزاً عالميا للإنتاج السينمائي، وقال له صديقنا في بغداد إن لغة المال هي السبيل لتحقيق ذلك، فكان رد الرئيس العراق السابق أنفق مهما تكلف الأمر، فربما كان صدام يعتقد أن بغداد يمكن تصبح ذات يوم بوليوود على نهر دجلة”.

وأضاف قائلا: “إن صراع الولاءات كان أول فيلم في قائمة ضمت مجموعة أفلام كبيرة كان من المزمع إنتاجها في العراق”.

وأشار إلى أن أحداث فيلم صراع الولاءات تدور في العراق في عشرينيات القرن الماضي عندما لقي ضابط بريطاني حتفه.

ومضى يقول: “أدى دور الشخصية البريطانية الرئيسية في الفيلم أوليفر ريد وجميع أدوار البريطانيين أداها ممثلون بريطانيون، في حين أدى كل أدوار العراقيين ممثلون عراقيون”.

وقال لطيف جريفاني إنه بدأ تصوير الفليم في العراق في أوائل عام 1980 وسار الإنتاج على نحو جيد حتى اندلعت الحرب العراقية الإيرانية.

وتابع قائلا إن زوجتي كانت قلقة جداً وهي تتابع مشاهد الحرب في التليفزيون في لندن قائلة: “زوجي هناك أريد عودته”.

GETTY IMAGES

وأضاف جريفاني قائلا: “ومن ثم أوقفنا التصوير ولم يكن مطار بغداد متاحا بسبب حرب الصواريخ لذلك أرسلنا الفريق إلى العاصمة الأردنية عمان للسفر جوا من هناك، وكان ذلك يتطلب السفر مسافة طويلة في عربات الأجرة عبر الصحراء”.

ومضى يقول لكن بعد التوقف عدة أسابيع عدنا للتصوير مجدداً، ولكنني أصبت بالإحباط لأنه تم استدعاء كل أفراد الطاقم العراقيين للحرب.

ويقول جريفاني إن الحرب لم تكن المشكلة الوحيدة فقد كان أوليفر ريد معاقرا للخمور من العيار الثقيل، وقد سبب لي سلوك أوليفر صداعا كبيرا، فقد تلقيت برقيات من وزراء عراقيين يطلبون فيها استبعاده، وقد بذلت جهودا كبيرة للضغط على الجميع من أجل استمراره.

وانتهى الفيلم أخيرا وعرض في العديد من المهرجانات السينمائية.

ويقول جريفاني إنه من سوء الحظ توقفت مشروعات الإنتاج بعد غزو العراق للكويت عام 1990 بل وبات من غير المشروع التعامل مع العراق.

ولم يوزع الفيلم أبدا في الغرب، ولم يصنع لطيف فيلما آخر لصدام حسين.

حكاية فيلم

في عام 2016 بثت القناة الرابعة البريطانية الفيلم الوثائقي “صدام يذهب إلى هوليوود” الذي تحدث فيه فريق العمل في هذا الفيلم. وقالت صحيفة التلغراف البريطانية إن صدام حسين أشرف بنفسه على إنتاج هذا الفيلم.

إن قصة فيلم “المسألة الكبرى” أو “صراع الولاءات” في نسخته الإنجليزية، هي حكاية غريبة من البداية إلى النهاية.

فبحسب جيمس بولام، أحد أبطال الفيلم “فإنه نسخة صدام من لورنس العرب”.

GETTY IMAGES ، بحسب جيمس بولام، أحد أبطال الفيلم “فإنه نسخة صدام من لورنس العرب”.

ولا شك أن وجود أشهر سكير في العالم في دور الممثل الرئيسي أمر سيؤدي إلى حدوث مضاعفات، وقد حدث ذلك بالتأكيد لكن التصوير في بغداد والصحراء العراقية واجه مشكلات أكبر من ذلك بكثير.

فبعد بضعة أشهر من توقيع العقود وقبل أن يتم تصوير مشهد واحد اندلعت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لمدة 8 سنوات.

لكن الرئيس العراقي السابق لم يكن ليدع الحرب تمنع تصوير فيلمه، فقد استثمر الملايين في المشروع.

ونتيجة لذلك عندما بدأ التصوير في عام 1981 كان على الممثلين وطاقم العمل أن يشقوا طريقهم حول حرب حقيقية كانت مستعرة على بعد أميال قليلة، فكانت الطائرات المقاتلة تطير في سماء موقع التصوير في طريقها إلى الجبهة، فيما كانت الدبابات تتحرك في الشوارع.

ويتذكر المنتج لطيف جريفاني قائلا: “كان لدي 140 شخصاً في العراق خلال الحرب، وقد اعتاد هؤلاء الأشخاص على إنتاج أفلام في شيبرتون وباينوود وهوليوود، وليس التواجد في وسط الصواريخ والقنابل الحقيقية تنفجر في كل مكان”.

وقال ستيفان تشيس، الذي لعب دور ضابط في الجيش البريطاني في الفيلم، إنه حتى مغادرته للعراق لم يكن منتبها إلى حقيقة أن العراق كان في حالة حرب.

لكنه أدرك أن الأمور لم تكن طبيعية بينما كان على متن الطائرة التي كانت تقلّه هو وريد وأعضاء آخرون من فريق التمثيل إلى العراق.

وقال: “كان هناك الكثير من الخمور ولم يكن هناك شيء غير طبيعي ولكن عندما نظرنا من النافذة ورأينا أن طائرة مقاتلة كانت ترافقنا.. فكرت.. إنهم سوف يضعون طائرة مقاتلة فقط إذا كانوا قلقين للغاية من احتمال إسقاطنا، هبطنا في منتصف الليل في ظلام دامس ومخيف”.

تعقيدات أخرى

وفي موقع التصوير، جلبت الحرب تعقيدات أخرى حيث كان لا بد من إعادة تصوير بعض المشاهد بعد اختفاء ممثلين محليين فجأة.

وقال روجر ماكدونالد، الذي شارك في تصوير الفيلم: “بدأنا مشهدا مع ممثل عراقي وفي اليوم الثاني أو الثالث اختفى فجأة فقد تم استدعاؤه الجيش”.

وأضاف قائلا: “ثم بعد 3 أو 4 أسابيع تلقينا رسالة تفيد بأن الممثل المسكين قد قُتل”.

وفي تلك الأثناء كان أوليفر ريد قد سافر إلى العراق مع صديقته البالغة من العمر 17 عاما، والتي أصبحت زوجته الثانية، فضلا عن مشكلته مع معاقرة الخمر.

ويتذكر ستيفان تشيس كيف كان “أولي” يستلقي في كثير من الأحيان مخمورا بجوار حمام سباحة الفندق، أو كيف كان يتدلى من شرفة الفندق أو ببساطة يفتعل مشاجرة.

GETTY IMAGES ، ريد وزوجته جوزفين

ويتذكر جريفاني قائلا: “ذات يوم كان أولي في المطعم حيث حصل على زجاجة نبيذ فارغة وقام بالتبول فيها، ثم طلب من النادل إرسال الزجاجة إلى الطاولة المجاورة مرفقة بتحياته، فكيف كانت النتائج؟ طاولة مقلوبة ولكمات كثيرة، وأمر من الحكومة العراقية بطرد ريد وقد تم التراجع عن الأمر لاحقاً”.

ويقول أحد زملائه: “كان أولي سلاح دمار شامل”. لكن ريد لم يكن الممثل الوحيد الذي أثار المشاكل.

لقد كان هناك زميله في الفيلم مارك سيندن، نجل الممثل دونالد، الذي كان في أوائل العشرينات من عمره عندما لعب دورا في الفيلم.

فقبل أن يسافر إلى العراق قال إن مسؤولا حكوميا بريطانيا اتصل به وأخبره أن الأجهزة الأمنية ستكون “مهتمة للغاية برؤية صور أجازته”.

فرد على ذلك المسؤول قائلا: “بالطبع، ما نوع الصور التي تهتم بها؟”، فرد المسؤول:”أبراج الاتصالات اللاسلكية، والقصور”.

وقد أدت لقطات سيندن إلى لكزة حادة على كتفه من قبل رجل أمن، وقضى 3 أيام في زنزانة مظلمة.

ولم يتم الإفراج عنه إلا عندما أخبر سجانيه كيف كان هو وأولي ريد يتناولان العشاء مع الرئيس العراقي قبل 10 أيام فقط.

وعلى ذكر العشاء مع صدام حسين، يتذكر سندين عندما شرع صدام فجأة في حديث صاخب.

ويقول:”لم يكن لدي أي فكرة عن موضوع الحديث لأنه كان يتحدث باللغة العربية، لكنه كان أشبهه بمشاهدة غوبلز، القوة المطلقة للخطابة التي انجذبنا إليها، ربما كان يطلب المزيد من الطعام، لكننا كنا جميعا مفتونين به”.

ومع ذلك، كان هناك رجل واحد لم يتأثر إنه أوليفر ريد الذي كان يريد العودة إلى فندقه وصديقته الشابة.

ويقول سندين: “كان أولي جالسا بجواري ومن الواضح عليه الضيق والتبرم”.

انتهى العشاء، فقام صدام وبعد أن صافح جنرالاته اقترب من ريد قائلا بلغة إنجليزية سليمة: “سيد ريد، أتمنى ألا أكون تسببت لك بالكثير من الملل”.

ماذا عن الفيلم نفسه؟

الكثير من الدراما خارج الشاشة، لكن ماذا حدث للفيلم في النهاية؟ لقد تم عرضه في العديد من المهرجانات السينمائية لكنه لم يبرم أي اتفاق لتوزيعه.

ومن المحتمل جدا ألا يكون قد شاهده أكثر من بضع مئات من الأشخاص، ثم عندما غزا صدام الكويت عام 1990 مات أي أمل في توزيعه.

واليوم توجد النسخة الوحيدة المعروفة للفيلم في مرآب جريفاني في منطقة سَري البريطانية.

هل هي جيدة؟ يقول جريفاني: “كان من الممكن أن يكون الأمر كذلك، كان فندق أولي رائعا للغاية، وكان جيمس بولام عظيما، لكن المخرج لم يكن من ذوي الخبرة في تصوير الأفلام وللأسف، كان من الممكن أن يكون أفضل بكثير”.

وبعد كل هذه السنوات كيف ينظر جريفاني لتجربة صناعة فيلم لصدام حسين؟ يقول جريفاني: “اليوم، وبعد كل هذه السنوات يمكن للمرء أن يجلس ويقول إنه كان هناك قدر كبير من المرح، ولكن في الواقع لم يكن الأمر كذلك”.

وتقول صحيفة التلغراف البريطانية إن الهدف من ذلك الفيلم كان إثارة الشعور القومي وربط حزب البعث العراقي بثورة عام 1920 ضد الحكم البريطاني على العراق.

 

 

You may also like

15 comments

zortilonrel 2 يناير، 2021 - 9:22 م

Enjoyed reading through this, very good stuff, thankyou. “We swallow greedily any lie that flatters us, but we sip little by little at a truth we find bitter.” by Denis Diderot.

http://www.zortilonrel.com/

Reply
zortilo nrel 19 يناير، 2021 - 1:49 ص

There is noticeably a bundle to know about this. I assume you made certain nice points in features also.

http://www.zortilonrel.com/

Reply
zortilonrel 28 يناير، 2021 - 7:04 ص

What i don’t realize is in fact how you are not actually a lot more neatly-liked than you may be right now. You are very intelligent. You know thus significantly relating to this subject, made me in my view believe it from numerous numerous angles. Its like women and men aren’t fascinated except it is one thing to accomplish with Girl gaga! Your individual stuffs outstanding. Always care for it up!

http://www.zortilonrel.com/

Reply
zortilonrel 15 فبراير، 2021 - 6:21 م

Excellent blog here! Also your web site loads up very fast! What web host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my website loaded up as quickly as yours lol

http://www.zortilonrel.com/

Reply
stornobrzinol 14 مايو، 2021 - 12:52 م

Hey very nice blog!! Guy .. Beautiful .. Superb .. I will bookmark your web site and take the feeds additionally…I’m satisfied to seek out so many useful information here in the put up, we need work out more strategies in this regard, thank you for sharing. . . . . .

http://www.stornobrzinol.com/

Reply
косачки 18 يونيو، 2021 - 7:53 ص

I have been surfing online more than 3 hours today, yet I never found any interesting article like yours. It is pretty worth enough for me. In my opinion, if all website owners and bloggers made good content as you did, the web will be a lot more useful than ever before.

https://arva.bg/sawshop/kosachki

Reply
acim videos 14 فبراير، 2022 - 12:08 ص

Great write-up, I am regular visitor of one’s site, maintain up the excellent operate, and It is going to be a regular visitor for a long time.

https://www.youtube.com/channel/UCTleG6-484F7WHZD0hAjRRw

Reply
un cours en miracles france 14 فبراير، 2022 - 4:04 ص

I think you have observed some very interesting points, appreciate it for the post.

https://un-cours-en-miracles.org/

Reply
fit c9 17 مارس، 2022 - 12:21 م

I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was great. I do not know who you are but definitely you’re going to a famous blogger if you aren’t already 😉 Cheers!

https://www.aloeveraproductsshop.eu/

Reply
zomeno feridov 22 مارس، 2022 - 4:23 م

I would like to thnkx for the efforts you’ve put in writing this blog. I’m hoping the same high-grade web site post from you in the upcoming as well. In fact your creative writing skills has encouraged me to get my own web site now. Actually the blogging is spreading its wings quickly. Your write up is a good example of it.

http://www.zomenoferidov.com/

Reply
Excursiones a Marruecos 13 أبريل، 2022 - 3:46 ص

Enjoyed reading this, very good stuff, appreciate it.

https://www.excursionesamarruecos.com

Reply
Auto361.it 17 أبريل، 2022 - 10:49 م

I love your blog.. very nice colors & theme. Did you create this website yourself? Plz reply back as I’m looking to create my own blog and would like to know wheere u got this from. thanks

https://www.auto361.it

Reply
zorivare worilon 30 يونيو، 2022 - 2:56 م

I’d have to verify with you here. Which is not one thing I usually do! I get pleasure from studying a submit that may make individuals think. Additionally, thanks for allowing me to remark!

http://www.zorivareworilon.com/

Reply
zmozero teriloren 23 نوفمبر، 2022 - 8:51 ص

I like this post, enjoyed this one thanks for putting up. “Fear not for the future, weep not for the past.” by Percy Bysshe Shelley.

http:/www.zmozeroteriloren.com

Reply
zmozeroteriloren 30 نوفمبر، 2022 - 1:03 ص

Wonderful blog! I found it while searching on Yahoo News. Do you have any suggestions on how to get listed in Yahoo News? I’ve been trying for a while but I never seem to get there! Thank you

http:/www.zmozeroteriloren.com

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00