الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » كيف تحولت الصين إلى دولة تجسس؟

كيف تحولت الصين إلى دولة تجسس؟

by admin

تشديد قوانين حماية الخصوصية والمعلومات الشخصية لم تردع تكنولوجيا التنصت

اندبندنت عربية \ أحمد مصطفى صحافي متخصص في الشؤون الدولية

رغم جهود الحكومة الصينية، عبر تشريع قوانين جديدة للأمن الإلكتروني وحماية البيانات الشخصية وإجراءات بكين لإجبار الشركات الكبرى على أن يكون تخزين المعلومات لديها في الصين وليس في الخارج، لم يتوقف سوق تجسس الصينيين على بعضهم عن النمو. ونشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تحقيقاً مطولاً حول تحول الصين إلى دولة تجسس استند إلى مقابلة مع مخبر خاص تركز عمله على كشف خيانات الأزواج والزوجات وملاحقة المتهربين من سداد ما عليهم.

كان هي تشيوي يعمل كضابط استطلاع عندما خدم في الجيش الصيني، ومطلع القرن بدأ العمل كمخبر خاص يعتمد في عمله على ما هو متوفر بشدة من أدوات تنصت تتطور بسرعة وتباع في المحلات في مدن الصين الرئيسية. يقول هي إن الأمر لم يكن يقلقه حين كان يزرع كاميرات تجسس دقيقة يشتريها من السوق أو يستخدم أجهزة تنصت على الهواتف وغير ذلك من منتجات تكنولوجيا التجسس.

كانت القوانين الصينية مطلع الألفية الثالثة غامضة بشأن حقوق الحرية الشخصية، وبالتالي لم يجد أي مشكلة في استخدام تلك المنتجات من دون أي خشية من كونه يخالف القانون. مع مرور العقد الأول من الألفية، كثرت حالات انتهاك الخصوصية وانتشرت في آسيا الكاميرات الدقيقة التي يستخدمها الشباب في الشارع لتصوير ما تحت ملابس النساء من دون أن يلاحظ أحد. وفي عام 2010 كانت واقعة تصوير بطلة الغوص الأولمبية الصينية غوه جينغ جينغ وهي تتدرب في حمام سباحة خاص ونشر الفيديو على مواقع التواصل وانتشر بشكل رهيب.

حملة على أدوات التجسس

قبل صدور قانون الأمن السيبراني القومي في عام 2017، كانت هناك فقط فقرة في القانون الصيني تتعلق باستخدام تكنولوجيات التجسس التي يفترض أن تستخدمها الدولة من قبل الأفراد والشركات. وكان نص تلك المادة الوحيدة في القانون: “من يسرق أو يحتفظ بمعلومات شخصية عن مواطن بشكل غير قانوني يمكن أن يواجه الحكم عليه بالسجن 3 سنوات مع الغرامة، أو بغرامة”. والشكل القانوني للتجسس على المواطنين هو ذلك المتاح للدولة وسلطاتها فقط.

وفي عام 2010، داهمت الشرطة مكتب هي تشيوي وبتفتيش جهاز الكمبيوتر الخاص به عثرت على تفريغ مكالمات هاتفية ومواد أخرى حصل عليها بالتنصت والتجسس. وقبض على المخبر الخاص وحكم عليه بالسجن 7 أشهر. وخرج بعدها ليعمل في مجال مكافحة التجسس وكشف الكاميرات المخفية وأجهزة التنصت الدقيقة.

ويقول هي إنه رغم حملة الحكومة على مدى السنوات الأخيرة لملاحقة منتجي وبائعي تلك الأجهزة إلا أنها تظل متوفرة في السوق، بل وتتطور ويصدر منها ما هو جديد باستمرار. لكن مهمته الآن أصبحت أن يتعرف على جديد تلك الأجهزة لكشفها لصالح الشركات التي تخشى تجسس منافسيها عليها أو للأزواج والزوجات أيضاً الذين يخشون مراقبة الشريك لسلوكهم.

مجال جديد في العمل أصبح متاحاً الآن لهي وأمثاله، وهو تدريب العاملين في الفنادق والمنشآت التجرية على كشف أجهزة التنصت والكاميرات الدقيقة – تلك التي كان هو يزرعها بنفسه في مجال عمله السابق.

تشير قصة هي التي نشرتها “التايمز” إلى أن التطور التكنولوجي والانتشار الرهيب لاستخدام الإنترنت ومواقع الدردشة والتواصل جعل الصينيون يتجسسون على بعضهم بشكل يكاد يفوق تنصت الدول على المواطنين، كما يعلق بعض الصينيين في مدونات على الإنترنت.

سوق هائلة

ومع سياسة الرئيس الصيني شي جين بينغ الهادفة إلى ضبط قطاع تكنولوجيا المعلومات وسن تشريعات تهدف إلى حماية الأمن القومي المعلوماتي الصيني، تنشط سوق جديدة بالمليارات للأمن الإلكتروني ولخوادم تخزين البيانات في الصين. فمن بين القوانين التي صدرت مؤخراً قانون يفرض على شركات التكنولوجيا في قطاعات مختلفة، من التكنولوجيا المالية إلى السوق الإلكتروني، أن تحتفظ بالبيانات والمعلومات عن عملائها الصينيين داخل الصين وليس خارجها. وكانت الشركات الكبرى تلجأ لاستئجار خوادم خارج الصين، لكن بعد هذا القانون الذي دخل حيز التنفيذ هذا العام لم يعد ذلك ممكناً.

وبحسب البيانات الصادرة هذا الأسبوع عن “هيئة المعلومات الدولية” (آي دي سي) فإن قطاع تخزين المعلومات وتأمينها في الصين يعد الأسرع نمواً في العالم. وبلغ معدل النمو في القطاع في الربع الثاني من العام نسبة 33.5 في المئة، مقابل معدل نمو عالمي عند نسبة 9.7 في المئة.

ينمو هذا القطاع منذ 2019 بوتيرة هي الأسرع في العالم، خاصة ما يتعلق بالأمن السيبراني وتأمين الشبكات والبيانات والمعلومات. وفي النصف الأول من هذا العام 2021 زادت عائدات شركات الأمن الإلكتروني في الصين بنسبة 110 في المئة لتصل إلى أكثر من مليار دولار (1.1 مليار دولار).

كما حققت شركات الاستشارات في مجال تأمين المعلومات نمواً بنسبة 172 في النصف الأول من هذا العام. وبدأت سوق خوادم تخزين البيانات في الصين في النمو الهائل، لتزيد بنسبة 85.1 في النصف الأول من العام بعائدات وصلت إلى 2.19 مليار دولار.

المزيد عن: الصين\التجسس\حماية الخصوصية\شي جين بينغ\التجسس الإلكتروني

 

 

You may also like

1 comment

custom law enforcement badges 5 أغسطس، 2024 - 2:23 م

Thanks for the comprehensive overview. Very helpful!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00