ثقافة و فنونعربي كورونا يفتك بالمطرب المغربي الرائد محمود الإدريسي by admin 28 نوفمبر، 2020 written by admin 28 نوفمبر، 2020 29 جمع بين الروح الشرقية والأصالة المغاربية وهاله تراجع الأغنية الشابة اندبندنت عربية / عبد الرحيم الخصار لعلها ساعة حزينة تلك التي غادرنا فيها أول من أمس الفنان المغربي الكبير محمود الإدريسي، هو الذي اشتهر بغنائه لقطعة جميلة عنوانها: “ساعة سعيدة”. فقد توقّف محمود الإدريسي، أحد أجمل الأصوات المغربية، عن الغناء، بعدما شاء القدر أن يأخذه بعيداً من جمهوره الكبير. فارق الإدريسي (مواليد 1948 – الرباط) الحياة في إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، عن عمر يناهز 72 سنة بعد أن استبدّ به وباء كوفيد 19. شأن معظم المطربين الكلاسيكيين بالعالم العربي، تأثر الإدريسي في طفولته بأصوات المقرئين، فقد شدّه باكراً صوت القارئ عبد الرحمن بنموسى الذي يعتبر رائداً في قراءة القرآن على الطريقة المغربية. ثم انتقل منذ بداية شبابه لدراسة الفنّ في المعهد الوطني للموسيقى، وهناك وجد الشاب ما يبحث عنه. فتح أذنيه على الموشحات والأغاني العربية الطربية، هو الذي كان يحلو له ترديد المواويل والموشحات الأندلسية، فضلاً عن أغاني فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب. إلتحق الإدريسي وهو ابن 17 سنة بالمجموعة الصوتية للإذاعة الوطنية بعد اجتيازه مباراة الغناء بنجاح أمام الموسيقار أحمد البيضاوي. وإذا كان قد غنى ضمن الكورال وراء المطرب المعروف عبد الوهاب الدكالي لفترة، فإنه لم يلبث أن خرج من الصف الخلفي ووقف بمفرده أمام المايكروفون ليشرع منذ نهاية الستينيات في تقديم أغانٍ خُصصت له لحناً وكلمة، أبرزها في تلك الحقبة القطع التي قدمها له صالح الشرقي، عازف القانون الذي سبق له أن لحنّ للسيدة أم كلثوم. ومنذ السبعينيات شرع الإدريسي في التجوال الفني بين عدد من البلدان العربية، عاد منها بألحان عراقية وليبية وكويتية. بل إن الملحن المصري محمد الموجي هو الآخر لحّن له أغنيتين. ومنذ الثمانينيات شرع الفنان المغربي في تلحين أغانيه، لتتخذ ذلك الطابع الذي صار معروفاً ومميزاً به، وهو الجمع بين الروح الطربية المشرقية والأصالة المغربية. كان يختار في الغالب أن يفتتح سهراته بمواويل وموشحات، قبل أن يتدرّج في تقديم أغانيه المغربية بأسلوب فريد، هو الذي كان يتميز بخامة صوتيه رفيعة. شركات الإنتاج والمطربون الشباب قبل فترة من رحيله تأسف الرجل على ما آلت إليه الأغنية المغربية، التي نحت، كمعظم الأغاني العربية الجديدة، إلى الإيقاعات السريعة والتقنيات الجديدة على حساب الكلمات والأصوات. ساءه أن تتحكم شركات الإنتاج في الفن، وتتهافت على الأصوات المغربية الشابة والناجحة لجرّها إلى تقديم ألوان غنائية تجارية. بل إنه أعلن أنه سيتوقف عن الغناء نهائياً، ويعتزل عالم الفن مثلما فعل المطرب المعروف عبد الهادي بلخياط. لقد بدا له أن لجان التحكيم التي كانت تقف غربالاً صارماً في المغرب الفني خلال النصف الأخير من القرن الماضي قد تراجعت، بل اختفت كلياً، وتركت التقييم والتحكيم بيد شباب يضغطون على زر الحاسوب أو الهاتف، ليرفعوا عدد اللايكات ونسب المشاهدة، ولتصبح هذه الإحصائيات الجديدة هي معيار نجاح أو فشل أغنية ما. وبرحيل محمود الإدريسي تسقط شجرة عالية من حديقة الغناء المغربي، بعد رحيل أصوات مميزة مثل محمد الحياني وأحمد الغرباوي ورجاء بلمليح، وبعد توقّف، وشبه توقّف، لأصوات أخرى رائدة مثل عبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح وعبد الوهاب الدكالي. للإدريسي أغانٍ عدة جمعت بين الديني والوطني والوجداني بحسب التصنيف المعتاد لرواد الأغنية المغربية المعاصرة، من بينها: ساعة سعيدة، واش نزيدو ما زال الحال، اصبر يا قلبي، يحسن عوان الغريب، يبكي الحمام، عشاق النبي، عيشي يا بلادي، الحب الكبير. غير أن ما سيردده المغاربة كثيراً بعد رحيله، في ما يشبه الوداع، هو أغنيته الشهيرة: محال واش ينسالك البال. المزيد عن: طرب/غناء مغربي/فنان/طرب شرقي/موشحات/مواويل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل دفع الفنان محمد رمضان ضريبة “السلام البارد” مع إسرائيل؟ next post العراق ينوي استحداث عاصمة إدارية على أطراف بغداد You may also like رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: حسام أبو صفية… الرجل... 10 يناير، 2025 كتب يناير الإنجليزية: سيرة هوليوودي واعترافات 3 نساء 9 يناير، 2025 عبده وازن يكتب عن: بثينة العيسى تروي خراب... 9 يناير، 2025 أعظم 20 فيلما في تاريخ سينما الغرب الأميركي 9 يناير، 2025 وليام هوغارث يغزو بيوت لندن بلوحات شكسبيرية 9 يناير، 2025 استعادة الشاعر بول إلويار في الذكرى المئوية للبيان... 9 يناير، 2025 فيلم “ذا اوردر” يواكب صعود التطرف في الغرب 9 يناير، 2025 عندما فقد الروسي غوغول شاعرية “سهرات مزرعة ديكانكا” 9 يناير، 2025 دمشق أقدم مدينة مأهولة… ليست مجرد عاصمة 9 يناير، 2025 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.