عرب وعالمعربي “كوادكوبتر” طائرة الاغتيال والتجسس by admin 9 مايو، 2023 written by admin 9 مايو، 2023 21 تعتبر سلاح المهمات الخاصة في المعارك باعتبار أنها ترصد وتنفذ وتنقل المعدات اندبندنت عربية \ عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz مع اشتداد الصراع في المناطق الساخنة باتت الجيوش تعتمد على استخدام طائرات “كوادكوبتر” المسيرة كوسيلة مهمة للقيام بطلعات خاصة يصعب على قوات المشاة وسلاح الجو تنفيذها، بخاصة إذا كانت العملية في منطقة سكانية عالية الكثافة. وعلى رغم أن طائرة “كوادكوبتر” استخدمت للمرة الأولى لأغراض مدنية ومنها التصوير الإعلامي وتوصيل الطلبات، وظهر ذلك خلال انتشار جائحة كورونا، إلا أنها دخلت في الأغراض العسكرية وباتت وسيلة ذات استخدام مزدوج. ما هي؟ وكثفت شركات تصنيع السلاح صناعة الطائرات المسيرة من نوع “كوادكوبتر”، وطورت مهماتها بشكل ملحوظ، وتعد إسرائيل وروسيا وأوكرانيا من أكثر الدول استخداماً لها لأغراض قتالية. وتعد “كوادكوبتر” أحد أنواع الطائرات المسيرة لكنها بأربع مراوح أفقية تستخدم لدفعها في الهواء وتمكنها من الإقلاع والهبوط بشكل عمودي، وعادة ما تحلق الطائرة عن بعد بواسطة لوحة التحكم، ويمكن أن تطير بشكل ذاتي بعد برمجتها وتحديد مسارها، وتستطيع التحكم في اتجاه الكاميرات المزودة بها وتعتمد على طاقة مخزنة عبر بطارية مزودة بها تمكنها من التحليق في الجو مدة 40 ساعة متواصلة، فيما تبلغ سرعتها القصوى 60 كيلومتراً في الساعة. الاستخدامات وتستخدم “كوادكوبتر” في الشق العسكري لأغراض المراقبة والاستطلاع وبعثات البحث والإنقاذ وتزويد الجيوش بالمواد التموينية، كما يمكنها الدخول إلى الممرات الضيقة والأنفاق، فضلاً عن حمل مواد متفجرة والقيام بعمليات اغتيال أو تفجير بدقة عالية جداً تفوق نظيراتها من الطائرات المسيرة التي تحمل ذخائر. ونتيجة لهذه المميزات فقد عملت إسرائيل على تصنيعها لأغراض عسكرية وأدخلت فيها عدداً من المميزات الأخرى مثل أدوات تنصت دقيقة جداً وإطلاق النار، وتعد من أبرز المسيرات التي يستخدمها الجيش. وتنتج شركات التصنيع العسكري الإسرائيلية أنواعاً عدة من هذه الحوامات، ومن أبرزها مسيرة “لانيوس” التي تم تصميمها بحجم كف اليد لتنفيذ مهمات الهجوم المباشر، وتطير بسرعة 72 كيلومتراً في الساعة بينما يصل وزنها إلى 1.25 كيلوغرام. المهمات واستخدمت إسرائيل نوع “كوادكوبتر” من الطائرات المسيرة للمرة الأولى في الأغراض العسكرية ضد الفلسطينيين عام 2018، وكانت بهدف تفريق المتظاهرين في الاحتجاجات الشعبية الأسبوعية على حدود غزة “مسيْرات العودة”، ووقتها أرسلت للاستطلاع من خلال تصوير المشاركين في المسيرات. وخلال الاحتجاجات نفسها تطور استخدام “كوادكوبتر” وبات يعتمد عليها الجيش في إطلاق النار وإلقاء قنابل الغاز. بعد ذلك جربها الجيش في عملية التفجير، إذ ارتطمت بقارب للصيادين في عرض البحر وفجرته مما أدى إلى مقتل عدد ممن كانوا على متنه، مما يعني أنها طائرات انتحارية تنفذ عمليات معينة. وفي عام 2019 دخلت في مهمات أكثر تعقيداً إذ استخدمت لاغتيال قيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” الذي كان في غرفة نومه وسط منزله، ونفذت مهمتها هذه بعد أن قامت بتصوير بيته بدقة ثم اقتربت من شرفة شقته واخترقتها باتجاه الغرفة واستطاعت التقاط صورته ليعلن بعدها عن مقتله. وفي أعقاب قتال عام 2021 دخلت أسراب منظمة من “كوادكوبتر” سماء غزة لأغراض الاستطلاع وتحديد بنك الأهداف، ووقتها اكتشفت وأطلقت عليها النيران، كما أكدت الفصائل الفلسطينية أنها تمكنت من إسقاط عدد منها. وإلى جانب ذلك استخدمت في الضفة الغربية لأغراض مماثلة لما جرى عليه في القطاع، ولاحقاً استخدمتها إسرائيل لتوجيه ضربات خارج منطقتها في سوريا وإيران والسودان وعدد آخر من المناطق التي تشهد صراعات. السر الذائع وكان استخدام “كوادكوبتر” سراً في إسرائيل لمدة عقدين، واعترفت باللجوء إليه كسلاح إستراتيجي نهاية عام 2022 بعد أن وافقت الرقابة العسكرية في المؤسسة الأمنية على رفع الحظر عما يسمى “السر الذائع”، وقال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) رونين بار إنه “بفضل هذا الجهاز نستطيع الوصول إلى أية غرفة أو سرداب ونهاجم الأهداف بسهولة وفي أماكن معقدة”. من جانبه قال قائد سلاح المدفعية نيري هورويتس الذي يتولى تشغيل الطائرات المسيرة، إن “كوادكوبتر” المسلحة تطلق النار وتكشف بسرعة عن الأهداف، وباتت تمثل 80 في المئة من ساعات الطيران في عمليات الجيش، إذ تدير النساء ثلث هذه الطلعات. وأفصح هورويتس أن حوامات إسرائيل تستخدم في أكثر من دولة، كما عرض لقطات للقوات الأوكرانية وهي تستخدم طائرات مسيرة لتوجيه عمليات قصف ضد القوات الروسية. وأضاف، “لدى إسرائيل أحد أكبر أسراب الطائرات المسيرة في الشرق الأوسط، وهي أيضاً من بين أكبر المصدرين في المنطقة لتكنولوجيا الطائرات المسيرة”. بدوره قال وزير الاقتصاد نير بركات إن صادرات الطائرات المسيرة الإسرائيلية رائجة في الخارج، وفي حين لم يفصح عن حجم وعائدات هذه الصادرات إلا أن تقريراً لاتحاد الصناعات الإسرائيلي كشف عن أن قيمة الصادرات الإسرائيلية للطائرات من دون طيار على اختلافها بلغت خلال السنوات الثماني الأخيرة 4.6 مليار دولار، معظمها لاستخدامات عسكرية. ويقول الباحث في الشؤون الأمنية محمد أبو هربيد إن “كوادكوبتر” تختلف عن طائرات الاستطلاع من حيث الحجم الذي قد يقل عن 50 سنتيمتراً ويدخل في المناطق الضيقة من دون لفت الأنظار، كما أنها تستطيع تنفيذ مهمتها ثم تنسحب من المكان بكل هدوء ومن دون أن يعرف أحد. ويضيف، “الجيش الإسرائيلي صغير من حيث العدد لكنه يعتمد على القدرات التكنولوجية التي تمكنه من اختصار الجهود البشرية، بخاصة في عمليات الرصد وجمع المعلومات في جبهة ملتهبة كقطاع غزة، ولذلك بات يعتمد على ’كوادكوبتر‘”. جيش خاص بها في أوكرانيا ولا يقتصر استخدام “كوادكوبتر” على إسرائيل بل نجده في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، إذ يستخدم الطرفان الحوامات القتالية لتنفيذ مهمات معقدة، وقد نشرت مقاطع عن أبرز الهجمات التي نفذتها قوات كييف في روسيا باستخدام المسيرات، فيما لم يتم تحديد ما إذا كانت تعتمد على الطائرات المسيرة المصنوعة في إسرائيل أو من مناطق أخرى. وكان نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخائيلو فيدوروف أعلن إنشاء أول جيش مسيرات، ولم يخف بأنه لاستخدام عسكري كما في “كوادكوبتر”، وقال إنها تساعد في القتال وتنقذ الأرواح، “هي أعيننا يمكننا أن نرى المحتل جيداً من فوق حتى نتمكن من استهداف المدفعية والعثور على العدو وتحييده”. وقال مساعد رئيس أركان القوات الأوكرانية أوليكسي نوسكوف إن “كوادكوبتر المسيرة ستسمح بمراقبة مستمرة لخط الجبهة، كما أنها توفر إمكان الرد الفعال على هجمات العدو باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومن خلالها نفذنا مهمات مهمة ضد الروس”. ومنذ اندلاع الصراع الروسي – الأوكراني اتهمت موسكو مراراً كييف باستخدام طائرات مسيرة لاستهداف منشآت للطاقة وأخرى لوجستية وعسكرية روسية. وفي الجانب الروسي أكد رئيس مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين أنه يستخدم مسيرات “كوادكوبتر” في القتال، كاشفاً عن تعهد الجيش الروسي بإمداده بسرب حوامات وذخيرة لمواصلة العمليات. المزيد عن: إسرائيل\كوادكوبتر\الطائرات المسيرة\روسيا\أوكرانيا\غزة\الدرون\الاستطلاع الجوي\المراقب\ةعمليات اغتيال 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post واقعة استغلال جنسي لأطفال تصدم المصريين next post صحيفة “الشرق الأوسط” تطلق هويتها الجديدة وتعزز منتجاتها الرقمية You may also like ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024