السبت, نوفمبر 16, 2024
السبت, نوفمبر 16, 2024
Home » “كنّ بريئات وكان وحشاً”: كيف أخطأ التاريخ في تصوير هنري الثامن؟

“كنّ بريئات وكان وحشاً”: كيف أخطأ التاريخ في تصوير هنري الثامن؟

by admin

 

BBC / , إيما جونز –  بي بي سي

في الفيلم الجديد “فايربراند” أو المُتقدة، يلعب جود لو وأليشيا فيكاندر دور الملك هنري الثامن وزوجته السادسة، كاثرين بار، في إعادة صياغة للطريقة التي قدم بها التاريخ والثقافة الملكية صورة الملك هنري الثامن.

ولا شك أن هنري الثامن هو أشهر ملوك بريطانيا الذكور، ويمكن التعرّف عليه من خلال صورة شهيرة رسمها هانز هولباين الأصغر.

وفي تلك الصورة يبدو هنري ضخم البنية ومغطى بالجواهر، وكان يحدق في المشاهد بعينيه البنيتين الثاقبتين. لكن الرجل الذي كان وراء تلك العيون، والذي تخلى عن زوجتين وأمر بإعدام اثنتين أخريين، كان من الصعب فك رموزه رغم أن الكتب والأفلام والتلفزيون حاولت تفسيره.

وأحدث الأعمال حوله هو فيلم “فايربراند”، بطولة جود لو في دور هنري الثامن، وأليشيا فيكاندر في دور زوجته السادسة كاثرين بار.

والفيلم مبني على كتاب إليزابيث فريمانتل الصادر في عام 2013 بعنوان “حيل الملكة”، الذي يقصّ حكاية هنري الثامن من وجهة نظر زوجته السادسة كاثرين بار. وفي الفيلم، هنري بدين، بالكاد يستطيع المشي دون مساعدة، ولديه ساق متعفنة بسبب جرح في مبارزة عانى منه قبل 10 سنوات (حقيقة تاريخية).

كما أنه يسيء لزوجته السادسة جسدياً وعاطفياً، ويقحم أصابعه في أفواه النساء، ويفحصهن كلما شعر برغبة في ذلك. والفيلم، الذي يعكس وجهة نظر كاثرين بار، مبني بشكل فضفاض على حقيقة تاريخية أخرى: في مرحلة ما، وع هنري على مذكرة اعتقال كاثرين بار.

ويقول جود لو لبي بي سي: “أعتقد أن الوهم والجنون أصابه عندما كان شاباً، عندما قيل له إنه لا يعلى عليه إلا الرب نفسه، أنا لا أحاول أن أجد له مبررات، ولكن إذا كان الجميع يقولون لك نعم لمدة 50 عاماً، فإن ذلك يؤدي إلى حالة ذهنية غير صحية لأي شخص، ناهيك عن شخص لديه القدرة على ممارسة العنف ضد أولئك الذين يختلفون معه”.

ويقول المخرج البرازيلي كريم عينوز إنه أراد أن تكون هذه النسخة من هنري مستوحاة من العصر الحديث. ويقول عينوز لبي بي سي: “كان دونالد ترامب أحدهم، لكن الأمر لا يقتصر على ترامب فقط، كان هنري قد قضى فترة طويلة في الحكم وقد حاولت تشريح شخصيته، وكان من المهم للغاية بالنسبة لي أن أفهم أن الناس لا يولدون هكذا، بل يصبحون مثل هنري. كانت عملية مثيرة للاهتمام لأنه لم يكن مجرد ملك ضخم، بل شبيه هنري أيضاً بزعيم مافيا، وأعتقد أن الطريقة التي تم بها تنظيم الملكيات في تلك اللحظة من التاريخ كانت تشبه المافيا”.

إن هذه الصورة ليست صورة هنري الثامن الذي كان يشار إليه في التاريخ أحياناً باسم “الملك هال المحتال”، الذي كان يحكم إنجلترا التيودورية “المبهجة”.

Larry Horricks /  يروي فيلم فايربراند القصة من وجهة نظر زوجة هنري السادسة، كاثرين بار (أليشيا فيكاندر)

ومن بين أقدم الصور التي قدمت هذا الملك في الأفلام، فيلم “الحياة الخاصة لهنري الثامن” الذي أنتج عام 1933، والذي جسد فيه تشارلز لوتون دور الملك، والذي يظهر فيه وهو يمضغ بحماس ساق ديك رومي، في إشارة إلى أسطورة شعبية أخرى عن كيفية وصوله إلى هذا الحجم.

ويقول لو: “لقد انعكس في التاريخ على هيئة صورة ظلية، تقريباً مثل سانتا كلوز، سانتا كلوز وضيع. وحتى زيجاته كانت محل استخفاف في الأغاني الشعبية: “طلق، وقطع رأسها، وماتت، طلق، وقطع رأسها، وعاشت”.

كما أن أقدم تصوير على الشاشة لهنري وزوجاته ينغمس في الصور النمطية الجنسانية. فزوجة هنري الرابعة، آن كليفز، تجعل نفسها تبدو غير جذابة حتى يتخلص منها، بينما تظهر الزوجة الخامسة كاثرين هوارد، التي كانت مراهقة عندما أعدمها، على أنها طموحة. كما ظهرت كاثرين بار، الزوجة السادسة التي عاشت بعده، وهي تهيمن على الملك.

قد تظهر تفسيرات أخرى معروفة على الشاشة لهنري الثامن، مثل روبرت شو في فيلم “رجل لكل العصور” في عام 1966 أو كيث ميتشيل في مسلسل تلفزيوني على بي بي سي في السبعينيات من القرن الماضي بعنوان “هنري الثامن وزوجاته الست”. في حالة ميتشيل، تم تقديم هنري الثامن كشخصية ضخمة وقاسية في وقت لاحق من حياته، ولكن دون الشعور بالخوف الشديد الذي يصوره فيلم “فايربراند”.

رؤيته من خلال مرشح مختلف

وتقول إليزابيث فريمانتل، مؤلفة كتاب “حيل الملكة”، إن إعادة صياغة هنري الثامن يرجع إلى إعادة تقييم النساء في التاريخ.

وتقول فريمانتل لبي بي سي: “على الرغم من أننا نعلم ما حدث لبعض هؤلاء النساء، إلا أنني أعتقد أنه كان هناك اتفاق صامت على أننا سنعتبرهنّ مذنبات بطريقة ما. عندما كنت أبحث عنه، نظرت إلى جميع الصور التي تصوره، لكن كان هناك بريق مرتبط به أعتقد أنه اختفى الآن. أعتقد أننا نراه من خلال مرشح مختلف لأنه يناسب الطريقة التي ننظر بها إلى معاملة الرجال للنساء، لقد تغيرت صورته مع تغير ثقافتنا”.

ومضت تقول: “والآن يقوم العديد من المؤرخين بعمل رائع، في استكشاف تلك القصص والنظر في محاكمات آن بولين وكاثرين هوارد، ويرون أنهما واجهتا اتهامات ملفقة. كانت هاتان المرأتان بريئتين، وكان هو وحشًا”.

لقد تم عرض العنف الذي مارسه هنري الثامن تجاه زوجاته على الشاشة من قبل: ففي فيلم “آن ذات الألف يوم” عام 1969، قام ريتشارد بيرتون، الذي مثل دور هنري الثامن، بصفع جينفييف بوغولد، التي لعبت دور آن بولين. ولكن نبرة الفيلم تعكس كيف تغيرت المواقف منذ ذلك الحين. وعلى النقيض من ذلك، فإن الإيذاء الجسدي الذي تم تصويره في فيلم “فايربراند” مصمم لإثارة استجابة عاطفية أكثر، وهي المشاهد التي يقول لو وأليشيا فيكاندر إنها كانت ضرورية.

Columbia Pictures/Getty Images /  قام روبرت شو بدور الملك في فيلم “رجل لكل العصور” عام 1966

ويقول لو: “أعتقد أنه من المهم أن نقول إن الفيلم يدور حول علاقة زواج تتضمن عنفاً منزلياً نفسياً وجسدياً، وأن هنري هو مرتكب هذا العنف، ولا يمكن تجنّب ذلك، ولا يمكن تغليف ذلك بأي شيء آخر”.

وتقول فيكاندر لبي بي سي: “من الصعب فهم موقف كاثرين وخوفها من فقدان عقلها في أي لحظة، فهي تحتاج إلى تكوين صداقات، والحب، والتلاعب بالملك، وكل شيء حتى تتمكن من الاستيقاظ في صباح اليوم التالي، وأعتقد أننا كنا متناغمين للغاية مع كريم، كمخرج، لدرجة أننا لم نتمكن من التهرب من الواقع الوحشي لما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة والتي غالبا ما كانت النساء في ذلك الوقت تتعرض لمثلها، لأكون صادقة”.

رواية قصص الزوجات

كانت زوجة هنري الثانية، آن بولين، الأكثر شهرة بين الزوجات (حتى أن هناك أوبرا من القرن التاسع عشر تحمل اسمها)، وربما يرجع ذلك جزئياً إلى الاهتمام الشديد بوفاتها (أعدمها هنري في عام 1536). ولكن أصبحت الزوجات كلهن أيقونات مؤخراً، ويرجع ذلك جزئياً إلى المسرحية الموسيقية الناجحة “ستة”، والتي لا تظهر شخصية هنري الثامن على المسرح حتى.

كما يتضّح أن هناك شهية جديدة لقصصهن، على عكس قصته، من خلال معرض في المعرض الوطني للصور في لندن بعنوان “ست حيوات”، والذي يضم تفسيرات فوتوغرافية حديثة لهن بالإضافة إلى صورهن التي تعود إلى العصر التيودوري.

ولكن كأفراد، بما في ذلك كاثرين بار، فإنهنّ ما زلن مجهولات نسبياً، كما اكتشفت فيكاندر عندما بدأت البحث في حياة بار. وتقول فيكاندر: “كانت أول امرأة في التاريخ البريطاني ينشر كتاب باسمها، وهو كتاب رثاء الخاطئ، ولكن حتى أصدقائي البريطانيين، وقد سألت الكثير منهم، لم يعرفوا حقا أنها فعلت ذلك، وهذه نقطة في التاريخ اخترنا أن ننساها”.

Larry Horricks /  يقدم فايربراند نسخة جديدة من هنري الثامن (جود لو) وهي نسخة وحشية، ولكنها لا تخلو من الشفقة

يمنح فايربراند الملكة كاثرين صوتاً، ويقدّم نسخة جديدة من الملك هنري الثامن، ربما في ضوء سلوكه المسيء تجاه النساء. إنه يثير الاشمئزاز، ويجعل المقرّبين منه ينفرون منه في رعب، وهو الأمر الذي خطط له عينوز في موقع التصوير من خلال ابتكار رائحة كريهة ليرتديها لو لتمثيل رائحة ساق الملك المتقيحة. ويقول لو: “إنه يتعفن حرفيًا، ومن الناحية العاطفية أيضاً، فهو محروم لأنه غير محبوب نوعًا ما، وهو يعلم أن الموت على وشك الحدوث”.

ولكن هناك أيضاً بعض الشفقة، كما يعتقد لو، وذلك لأن جزءاً من المأساة الشخصية التي عاشها الملك تتلخّص في أنه كان يُنظَر إليه ذات يوم باعتباره رجلاً مرغوباً. ولا يزال من الممكن رؤية هذه النسخة الأصغر والأكثر جاذبية من هنري في أعمال مثل مسلسل “وولف هول” التلفزيوني، حيث لعب داميان لويس دوره، أو في مسلسل “تيودورز”، الذي جسده جوناثان رايس مايرز، أو في فيلم “فتاة بولين الأخرى” الذي أخرجه إريك بانا في عام 2008. والواقع أن مؤرخي العصر التيودوري لاحظوا أن الملك الشاب الذي تولى العرش الإنجليزي في سن الثامنة عشرة كان ذكياً ورياضياً وموهوباً.

ويقول لو :”دون أن نستعين بأي شخص أو نحاول أن نحظى بأي تعاطف معه، فهو لا يزال ذلك الشاب، ولا يزال ذلك الفتى الذهبي الذي يتمتع بقدرات هائلة، وكان موهوبًا في الموسيقى والرياضات والرقص، وكان واسع الاطلاع، وكان زواجه الأول من كاثرين أوف أراغون سعيدًا للغاية إلى أن أصبح مهووسًا بفكرة وجود وريث ذكر للعرش”.

ويضيف لو قائلاً :”ولذلك، عندما ينظر إلى تلك الصور وهو أصغر سنًا، يشعر بالحسرة وكراهية الذات، عندما ينظر إلى الوراء ويفكر، ما كنت عليه، أعتقد أنني أردت أن أخرج ذلك من داخله وأجعله ثلاثي الأبعاد، فلم أكن أريد أن ألعب دور الرجل الشرير الذي يحمل ساق دجاجة في يده فقط”.

المزيد عن: فنالتاريخالسينماالعائلة المالكة في بريطانياالمملكة المتحدة

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00