الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » كل 6 ساعات لبنان يسجل محاولة انتحار

كل 6 ساعات لبنان يسجل محاولة انتحار

by admin

الضائقة الإقتصادية وانعدام أفق الحل يزيدان عدد المنتحرين

اندبندنت عربية/ كارين اليان ضاهر  صحافية لبنانية @eliane_carine

ما حصل في الأيام الأخيرة من تزايد حالات الانتحار، تسبب بصدمة للبنانيين كافة لاعتباره إنذاراً يدعو إلى دق ناقوس الخطر. وقد بلغت الأمور حداً لا يحتمل السكوت عنه بعدما أصبح وجع اللبنانيين خانقاً إلى درجة بات فيها الموت الملجأ الوحيد لهم، والقهر تغلّب على رغبة العيش. تتوالى الأخبار الصادمة عن لبنانيين لم يقتلهم الجوع إنما القهر الناتج من الضائقة المالية الخانقة وضيق سبل الحياة. فهل يهدد الواقع الاقتصادي حياة اللبنانيين أيضاً، بعد أن حرمهم من لقمة العيش؟

يقدم لبناني على الانتحار كل ثلاثة أيام بينما يحاول أحدهم الانتحار كل ست ساعات في البلاد، بحسب جمعية embrace للوقاية من الانتحار. هذه الأرقام قد لا تبدو مرتفعة، إنما هي لا تنقل الصورة الحقيقية للواقع اللبناني. فللأسف، حتى اليوم لا تتوافر الأرقام والتقارير الحقيقية عن حالات الانتحار في لبنان، بما يسمح بتكوين صورة واقعية تساعد بتصنيف الوضع ومدى خطورته لأسباب دينية واجتماعية وغيرها. حتى أن آخر الأرقام الصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تشير إلى 100 حالة انتحار في لبنان خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2018. أما بعدها فما من إحصاءات دقيقة، على الرغم من تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وبلوغ مراحل تدعو للقلق لما شهدناه من ارتفاع مخيف في معدلات الانتحار في الأشهر الأخيرة.

أكثر من 130 ألف شخص فقدوا وظائفهم من بداية العام الحالي إلى اليوم، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية ثمة توقعات ببلوغ أكثر من مليوني لبناني حد الفقر. عوامل عدة تشير إلى تأزم الوضع بشكل يزيد من الضغوط النفسية على اللبنانيين فيما تبدو الآفاق مسدودة أمامهم.

حالات انتحار صدمت اللبنانيين

حملت كل حالات الانتحار الكثير من الألم والقهر، خصوصاً أن اللبنانيين كافة يعيشون في ظروف اقتصادية قاهرة، ويدركون حجم الضغوط المرافقة للوضع المعيشي المتردي. فلكل حالة انتحار آثارها الموجعة في المواطنين. إنما يبدو واضحاً أن انتحار علي، بشكل خاص، في شارع الحمرا في بيروت بعد أن وضع ورقة كتب عليها “أنا مش كافر…” (اقتباس من اغنية لزياد الرحباني: انا مش كافر بس الجوع كافر)، هزّت المجتمع اللبناني بشكل كبير. هذه الحادثة استفزت الكل لما تحمله من وجع يشعر به كل لبناني في ظروف يجد فيها نفسه عاجزاً عن تأمين لقمة العيش لعائلته. ثمة جدال في علم النفس حول ما إذا كانت عوامل من هذا النوع يمكن أن تؤدي إلى الانتحار أم أنه ثمة اضطراب نفسي لا بد من أن يكون موجوداً.

وبحسب رئيس برنامج الصحة النفسية في وزارة الصحة العامة ربيع شمّاعي، تظهر الدراسات أن الاضطراب النفسي هو السبب الأساسي للانتحار عندما تضاف إليه ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة. فالأزمات تزيد من هذه الاضطرابات. إنما في الوقت نفسه، تبيّن أيضاً أن الأزمات الاقتصادية بذاتها يمكن أن تؤدي إلى قتل النفس بغض النظر عن الاضطراب الذي يمكن أن لا يعانيه الشخص أصلاً.

في المقابل، تؤكد الاختصاصية في المعالجة النفسية نور واكيم، أن ثمة عوامل حماية للحفاظ على الصحة النفسية، وهي عبارة عن الصحة الجيدة والشعور بالأمان والوظيفة من جهة، وعوامل خطر تؤثر سلباً في الصحة النفسية، وهي عبارة عن الفقر والبطالة والحرمان. وتتراجع حدة الأولى في الظروف الاقتصادية الصعبة وتزيد عوامل الخطر حدةً بشكل ملحوظ، ما يزيد من معدلات التوتر، ومن الطبيعي أن يكون الأشخاص الذين يعانون اضطراباً نفسياً ويجدون أنفسهم في حالة من العجز عن تأمين لقمة العيش، أكثر ميلاً إلى الأفكار الانتحارية. وتظهر دراسات أن معظم الذين يقدمون على هكذا فعل هم ممن كانوا يعانون حالة اكتئاب. مع الإشارة إلى أن الإنتحار قد يكون الأثر الظاهر الأكثر وضوحاً للأزمة الاقتصادية. لكن هذا لا يعني أنه النتيجة الوحيدة لها، بل ثمة اضطرابات نفسية عدة غير ظاهرة وليدة الأزمة، وهي منتشرة في المجتمع. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، في مقابل كل شخص يقدم على الانتحار، ثمة 20 آخرون يقومون بمحاولات قتل النفس. والأخطر ما تبيّن في الدراسات التي أجريت في لبنان، أن الأفكار الانتحارية تبدأ بالظهور بين الطلاب اللبنانيين. فنسبة 16 في المئة ممن هم بين سن 12 سنة و14 قد فكرت جدّياً بالإقدام على هذا الفعل، وهي النسبة الأعلى في مختلف الدول العربية، فيما تبين في الدراسة التي قامت بها Embrace أن نسبة 13.5 من الطلاب الذين تناولتهم حاولوا الانتحار.

الرجل أكثر ميلاً إلى الانتحار

وتظهر الأرقام والدراسات أن الرجل قد يكون أكثر ميلاً إلى الانتحار، وهذا ما يكشفه الواقع، إذ يبدو واضحاً أن معدلات الرجال الذين يقدمون على الانتحار أعلى بشكل واضح مقارنةً بمعدلاته بين النساء. وقد يكون السبب وراء ذلك أن مجتمعاتنا وثقافتنا تعتبر الرجل مسؤولاً عن إعالة العائلة، ما يزيد من الضغوط النفسية عليه. وبالتالي يقوده العجز عن تأمين حاجات عائلته إلى التوتر والشعور بالفشل والخجل، ما قد يرفع خطر تفكيره بالانتحار، خصوصاً إذا كان يعاني اضطراباً نفسياً معيناً أصلاً. وبالتالي تتخطى الضغوط على الرجل في مجتمعاتنا إلى حد كبير تلك التي تعانيها المرأة، ما يفسر أن يكون أكثر ميلاً إلى الأفكار السلبية، وإنهاء حياته.

هل يحكم على اللبنانيين بهذا المصير؟

مع تزايد حالات الانتحار في الفترة الأخيرة بشكل مخيف، يبدو وكأن نقل هذه الأخبار وارتفاع وتيرتها يزيدان من الضغوط على اللبنانيين، وخوفهم من أن يقودهم الوضع إلى هذا المصير بعد عجزهم عن تحمل الضغوط. فالوضع صعب ووجدت شريحة كبيرة من اللبنانيين في حالة من العجز عن تحمل الأعباء المعيشية الصعبة وسط الأزمة التي تمر بها البلاد. المشهد مؤلم ووجع الآلاف واضح، ولكلٍ وسائله الدفاعية الخاصة للتعامل مع الوضع. لكن مما لا شك فيه أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بتسليطها الضوء على وقائع حالات الانتحار بكل ما فيها من تفاصيل، تزيد الأعباء على اللبنانيين وتجعل الوضع أكثر سوءاً.

وفي الوقت ذاته، لا يُعتبر التعتيم على هذه الوقائع مقبولاً، إنما المطلوب تسليط الضوء عليها بالشكل المناسب والصحيح، فهي قد تكون السلاح للوقاية من هذه الظاهرة، التي ثمة توقعات بأن ترتفع معدلاتها بين اللبنانيين بسبب الضغوط الزائدة.

لكن ثمة حداً فاصلاً هنا يجب التقيّد به تجنباً للوقوع بالخطأ الذي يهدد المجتمع بخطر قاتل. فبحسب واكيم، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في التوعية ونقل الرسائل إلى العدد الأكبر من الناس، من خلال تأمين سبل التواصل مع الجمعيات التي تساعد الأشخاص الذين لديهم أفكار ميالة نحو الانتحار، وللتوعية حول هذا الموضوع. في المقابل ثمة خطأ فادح تقع فيه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بنقل كل التفاصيل المتعلقة بحالات هؤلاء الذين أنهوا حياتهم، فيما يجب الامتناع عن نشر اسم الشخص بالكامل وسنه وتفاصيل عن عائلته. هي أمور شخصية لا يمكن نشرها وتوزيعها لأن الأذى ينطلق من هنا. فثمة شريحة كبيرة من اللبنانيين اليوم تعاني ضغوطاً نفسية لا يستهان بها، والمطلوب المساعدة من قبل كل من يملك القدرة على ذلك بدلاً من زيادة الوضع سوءاً وتهديد حياة كثيرين.

لذلك المطلوب، تحلّي الكل بقدر من المسؤولية، ويمكن التركيز على الحادثة من دون الدخول في تفاصيل غير مجدية تتطرق إلى حياة عائلة المنتحر الخاصة.

في المقابل يمكن أن يتدخل الإعلام بإيجابية بالتذكير بالوقاية والاتصال طلباً للمساعدة.

المزيد عن: لبنان/الانتحار/الضائقة المالية/الأزمة الاقتصادية/جوع/لقمة العيش

 

 

You may also like

27 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 9:14 م

Good post. I am going through some of these issues as well..

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 11 أبريل، 2024 - 7:55 م

Great post.

Reply
cs gamble sites 8 مايو، 2024 - 9:01 ص

Wow, that’s what I was searching for, what a stuff! present here at this webpage, thanks admin of this site.

Reply
F. Skorina Gomel State University 17 مايو، 2024 - 9:54 م

ГГУ имени Ф.Скорины

Reply
Francisk Skorina Gomel state University 18 مايو، 2024 - 7:10 م

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 26 مايو، 2024 - 2:46 ص

I do agree with all the concepts you have presented for your post. They are very convincing and will definitely work. Still, the posts are too quick for novices. May you please prolong them a bit from next time? Thank you for the post.

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 26 مايو، 2024 - 2:06 م

It’s awesome to visit this site and reading the views of all friends concerning this article, while I am also keen of getting familiarity.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 27 مايو، 2024 - 1:26 ص

Hi! I’m at work browsing your blog from my new iphone 3gs! Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts! Keep up the outstanding work!

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 27 مايو، 2024 - 12:39 م

I was able to find good info from your blog posts.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 28 مايو، 2024 - 8:15 ص

Pretty component of content. I simply stumbled upon your website and in accession capital to say that I acquire in fact enjoyed account your blog posts. Any way I’ll be subscribing on your augment or even I fulfillment you get entry to persistently rapidly.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 29 مايو، 2024 - 2:55 م

Hey this is somewhat of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding experience so I wanted to get advice from someone with experience. Any help would be greatly appreciated!

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 30 مايو، 2024 - 1:47 ص

Nice post. I learn something new and challenging on blogs I stumbleupon everyday. It will always be helpful to read content from other writers and practice a little something from their websites.

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 6:38 ص

I was wondering if you ever considered changing the page layout of your site? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two images. Maybe you could space it out better?

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 6:05 ص

We are a group of volunteers and starting a new scheme in our community. Your site provided us with helpful information to work on. You have performed an impressive process and our whole community will probably be grateful to you.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 2 يونيو، 2024 - 5:51 م

What i do not realize is in reality how you’re now not really a lot more smartly-appreciated than you may be right now. You are so intelligent. You understand therefore significantly when it comes to this topic, produced me individually believe it from so many numerous angles. Its like men and women aren’t interested unless it’s something to accomplish with Lady gaga! Your own stuffs great. Always deal with it up!

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 3 يونيو، 2024 - 5:29 ص

With havin so much written content do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My website has a lot of completely unique content I’ve either created myself or outsourced but it appears a lot of it is popping it up all over the web without my authorization. Do you know any solutions to help protect against content from being ripped off? I’d truly appreciate it.

Reply
www.russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 7:54 ص

What’s up, yeah this piece of writing is actually nice and I have learned lot of things from it about blogging. thanks.

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 11:07 ص

Hi, i think that i saw you visited my web site so i got here to go back the want?.I am trying to in finding things to improve my site!I assume its ok to use some of your ideas!!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 12:28 ص

Why users still use to read news papers when in this technological world all is available on net?

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 1:54 ص

We are a gaggle of volunteers and starting a new scheme in our community. Your web site provided us with helpful information to work on. You have performed an impressive process and our whole community can be grateful to you.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 8:21 م

fantastic publish, very informative. I’m wondering why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already!

Reply
Jac Амур 20 أغسطس، 2024 - 10:37 ص

This piece of writing is actually a good one it helps new internet viewers, who are wishing for blogging.

Reply
Jac Амур 20 أغسطس، 2024 - 9:12 م

Hurrah! Finally I got a blog from where I be able to in fact get useful data regarding my study and knowledge.

Reply
Jac Благовещенск 21 أغسطس، 2024 - 7:30 ص

Wow that was strange. I just wrote an very long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyways, just wanted to say wonderful blog!

Reply
купить JAC 22 أغسطس، 2024 - 8:21 ص

Does your website have a contact page? I’m having problems locating it but, I’d like to send you an e-mail. I’ve got some suggestions for your blog you might be interested in hearing. Either way, great website and I look forward to seeing it develop over time.

Reply
theguardian 23 أغسطس، 2024 - 10:57 ص

After looking at a few of the blog articles on your website, I honestly like your way of blogging. I saved it to my bookmark website list and will be checking back soon. Please check out my web site as well and let me know what you think.

Reply
theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 6:10 م

This website was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Thanks!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00