مشهد من المسرحية الغنائية _كلو ممسموح_ (خدمة الفرقة) ثقافة و فنون “كلو مسموح” عرض غنائي اميركي في صيغة لبنانية by admin 15 مايو، 2025 written by admin 15 مايو، 2025 6 روي الخوري العائد من برودواي يقدم كارول سماحة في مغامرة جديدة اندبندنت عربية / كاتيا الطويل @katiatawil بعد سنوات من الدراسة والعمل على خشبات مسارح برودواي النيويوركية العريقة، يعود روي الخوري إلى لبنان ويقدم مجدداً للجمهور اللبناني ومن بعده للجمهور العربي (في الأشهر المقبلة) مسرحية غنائية بعنوان “كلو مسموح”، The Musical المقتبسة والمترجمة عن العمل العالمي Anything Goes، التي عُرضت للمرة الأولى على مسرح برودواي في ثلاثينيات القرن الماضي. بعد أقل من عامين على عمله الأخير، يعود روي الخوري إلى جمهوره من عشاق المسرح الغنائي ليقدم عمله الأحدث على خشبة مسرح كازينو لبنان (حتى17 مايو/ أيار)، وبطلته هذه المرة الفنانة اللبنانية كارول سماحة التي غابت عن المسرح الاستعراضي لما يقارب السبعة عشر عاماً. فبعد One Night on Broadway (عام 2015)؛ وAnother Night on Broadway (عام 2016)؛ وFor the Love of Broadway (عام 2017)؛ وMajnoun Leila (2019)؛ وأخيراً CHICAGO The Musical بالعربي (2023)؛ يحبس روي الخوري الأنفاس بعمل جديد يوظف فيه وجوهاً بارزة من عالم الغناء والرقص والتمثيل. كارول سماحة في العرض الغنائي (خدمة العرض) وفي حوار أجريناه مع الخوري حول عشقه للمسرح الغنائي وعلاقته ببرودواي وتصميمه على نقل فضاءاته إلى الجمهور اللبناني والعربي، يشرح قائلاً: “بدأت علاقتي بالمسرح الغنائي منذ طفولتي، فأنا متحدر من عائلة تعشق الفنون وتمارسها سواء أكانت رقصاً أو غناءً أو عزفاً، وأذكر أن المسرحية الغنائية الأولى التي شاهدتها وأنا صغير كانت “شبح الأوبرا” The Phantom of the Opera التي أثارت ذهولي ودهشتي وحُفِرت في ذاكرتي. أردتُ في البداية أن أتخصص في مجال إخراج الأفلام في جامعة “الألبا” إنما سرعان ما تجلى عشقي الواضح للمسرح الغنائي. كنت في حينها أعتبر أنه ليس لهذا الفن مستقبل في لبنان فقررت الهجرة لإكمال تخصصي بصناعة الأفلام في نيويورك. وفيما أنا في خضم التسجيل في جامعة أميركية لفتني مجال المسرح الغنائي وقررت التقديم لدراسته. شعرتُ حينها أن حظوظ قبولي في نيويورك ضئيلة جداً لكنني قُبلت وكان هذا أفضل ما حدث لي في حياتي”. العودة من برودواي ويضيف الخوري عن تجربته في مسارح برودواي: “عملتُ في برودواي على عروض كثيرة منها Lion King وWicked وSister Act، لكنني في نهاية المطاف عدتُ إلى لبنان فالعيش في نيويورك صعب جداً وشاق سواء من ناحية التواصل مع العائلة أو من ناحية الحياة العملية، فالمنافسة شديدة وشرسة والمجال صعب والحياة غالية غلاء لا مثيل له. كانت إقامتي في نيويورك صعبة لكنني تعلمت منها الكثير وعدت إلى لبنان لأبدأ فيه مسيرتي”. مشهد من المسرحية (خدمة الفرقة) ويدرك روي الخوري الفارق بين مسارح برودواي والمسرح اللبناني، فيقول في هذا الشأن: “أنتمي إلى مدرسة مختلفة عن المدارس التي عرفها الجمهور اللبناني سواء مع جورج خباز أو الرحابنة أو ما يُعرض من مسرح غنائي معاصر. فن صناعة مسرح البرودواي قائم على الإمتاع وليس على الوعظ أو التعليم أو حتى الانتقاد. ليس الهدف هو الإشارة إلى الأخطاء الموجودة في المجتمع ولا التوعية ولا أي شيء من هذا القبيل، ونحن في مسرحنا اللبناني نشهد في معظم أعمالنا وجود قضايا وأهداف معنوية. طبعاً هناك مرسلة في كل قصة وفي كل نص لكن الهدف الأكبر من مسرح برودواي والمسرح الغنائي الاستعراضي والمدرسة التي أنتمي إليها هو التسلية والإمتاع وخروج الجمهور من المسرح بفرح وراحة وتفاؤل. نعيش اليوم في عالم نتلقى فيه الصفعة تلو الأخرى، وبالتالي أجد أن هذا الفن المسرحي ليس موجوداً ليعلم المتلقي بل ليُشبع حواسه ويثريها من حيث النظر والسمع والاستمتاع بما يُعرض أمامه. هذا المسرح اليوم موجه للجمهور كله بمختلف أنواعه وأطيافه وطبقاته وفئاته، للمثقف كما للإنسان العامل أو الإنسان الذي يريد أن يمضي الوقت الجميل والممتع فقط من دون أن يضطر إلى تعلم شيء أو تلقي موعظة في أي شيء. الهدف من المسرح الغنائي هو التسلية إنما من يجد مرسلة يقتنصها فهنيئاً له”. في ما يتعلق بأبرز مصادر إلهامه يتحدث الخوري عن عشقه لمسرح الرحابنيين وفيروز بعظمته وبالعوالم التي يخلقها كما يتوقف عند شغفه بأعمال روب مارشال (Rob Marshall, 1960) مخرج “شيكاغو” لعام 2002 وبوب فوسي (Bob Fosse, 1927-1987)، الممثل والراقص والموسيقِي المسرحي ومصمم الرقصات والمخرج الأميركي الذي قدم “شيكاغو” عام 1975. أفكار مشتركة بوستر المسرحية (خدمة الفرقة) أما عن سبب اختياره مسرحية “كلو مسموح” المأخوذة عن Anything goes فيقول الخوري: “من بعد عرضي لمسرحية “شيكاغو بالعربي” تم التواصل مع الفنانة كارول سماحة وحدث أن التقينا ووجدنا أننا نجتمع حول أفكار ورؤى مشتركة ورغبنا في تجسيد ذلك في عمل مبدع يجمعنا. وقد أعربت كارول سماحة عن رغبتها في العودة إلى المسرح الغنائي لكون آخر عمل قدمته يعود إلى نحو سبعة عشر عاماً. تلقت كارول سماحة في السنوات الماضية عروضاً لا عد لها ولا حصر لكنها أرادت أن تعود للمسرح الغنائي بعمل مميز وهو أمر طبيعي ومنطقي بالنظر إلى مسيرتها والمسرحيات الضخمة التي أدتها. أن تعود كارول سماحة إلى المسرح الغنائي عبر عمل من إخراجي أمر جلل بنظري. أردت عملاً يليق بنا كلينا ويشبهنا ويكون على المستوى المطلوب فالتقينا حول هذا النص”. تدور أحداث مسرحية “كلو مسموح” حول قصة حب تخلق بين شاب فقير وفتاة تنتمي للطبقة المخملية من المجتمع، فيلتقي الاثنان على متن سفينة وتروح تدور الأحداث بينهما بتدخل شخصيات كثيرة. وتختلف شخصية كارول سماحة في هذا العمل عما اعتادت تأديته وتقديمه لجمهورها اللبناني والعربي، فبطلة “كلو مسموح” أو Anything Goes ، ياسمينا، شخصية ظريفة خفيفة مضحكة فيها الكثير من الهزل والحنكة والمكر. تعود هذه المسرحية بجمهورها إلى ثلاثينيات القرن الماضي بظرف وفكاهة والكثير من الكوميديا مع تغييرات بسيطة عن النص الأول نظراً لأن أموراً كثيرة على صعيد المضمون والموضوعات الأولى لم تعد تشبه المجتمع المعاصر ولا المجتمع العربي، وقد ارتأى روي الخوري أن يحذف موضوعات كالعنصرية العرقية والشؤون الدينية العتيقة لعدم تآلفها مع عالمنا العربي ولبعدها عن المتلقين وبخاصة العرب منهم. وفي ما يتعلق بتحديات إنجاز هذا العمل يقول الخوري: “المشكلة الأبرز والأهم هي المشكلة المادية، فلا دعم من الدولة ولا من جهات رسمية وبالتالي توجب علينا أن نعتمد على أنفسنا وعلى علاقاتنا ومواردنا لنتمكن من إنجاز العمل وتقديمه، على أمل أن تتوسع صناعة المسرح الغنائي في لبنان وتتوجه إلى جمهور أوسع فيكثر محبوها وممولوها. إنها صناعة صعبة فهذا النوع من المسرح مكلف ومتطلب ودقيق ولا يمكن الاكتفاء بالقليل أو الرخيص وإلا فلن ينجح. القدرة المادية هي التي تحدد قدرات صنع هذا المسرح، وكلما كبرت القدرات كبر الإنتاج وازداد وهجه ووقعه وحجمه. العقبة الثانية كانت إيجاد الممثلين المناسبين. يزخر لبنان بالمواهب الشابة المبدعة إنما ينقص هؤلاء الانضباط والانتظام من حيث نمط العيش والأكل والشرب واللياقة البدنية. المسرح الغنائي هو نوع صعب من المسرح يتطلب من الممثل أن يكون قادراً على التمثيل والرقص والغناء والتحرك على المسرح بأريحية ولياقة عالية. على المؤدي في المسرح الغنائي أن يعتمد نمط عيش صارم من حيث ما يتناوله ومن حيث تمارينه الرياضية والتنفسية، لكننا للأسف لا يمكن أن نطلب ذلك من ممثلينا فالمسرحيات الغنائية قليلة وعروضها قليلة ولذلك فأن يلتزم الممثل بنمط عيش صارم طيلة الوقت من أجل عمل واحد أمر لا يمكن توقعه من أحد. تأدية دور في مسرحية غنائية يتطلب مجهوداً جباراً من الناحية النفسية والبدنية وكذلك من ناحية الوقت المكرس للتمارين وتطوير المهارات. ممثل برودواي مثلاً لديه فرص تأدية عروض طيلة العام وعلى خشبات تربو على المئة وفي عروض تتخطى الثمانية في الأسبوع الواحد، بينما في لبنان فالأمر مختلف ولذلك لا يمكن أن نلوم الممثل ولا أن نطلب منه البقاء جاهزاً دوماً لصناعة قليلة ومتواضعة”. يقدم الخوري عمله مع مجموعة بارزة من الممثلين اللبنانيين، فإلى جانب كارول سماحة التي تؤدي دور “ياسمينا” البطلة الخفيفة المضحكة القوية الجذابة، يظهر الخوري بدور كريم الشاب الرومانسي العاشق لأمل والمعذب لكونها تنتمي إلى الطبقة المخملية من المجتمع التي لا ينتمي إليها هو. أما أمل التي تؤدي دورها نور حلو بصوتها الملائكي الملائم لدورها تماماً، فهي فتاة من المجتمع الراقي تضطر لقبول عرض زواج من رجل أرستقراطي لتحافظ على مكانة عائلتها وثروتها الآيلة إلى التلاشي على رغم حبها الواضح لكريم. يظهر كذلك فؤاد يمين بدور مجاعص، رئيس عصابة خطر يصبح صديق كريم ويروح يحاول مساعدته لنيل الفتاة التي يحبها على رغم الفروقات الطبقية بينهما وعلى رغم وجود العريس الثري الذي يؤدي دوره الممثل دوري السمراني. تساعد فؤاد يمين الممثلة جوي كرم (شقيقة سينتيا كرم) بدور ألمازة المساعدة لقصة الحب والممهدة لها. المزيد عن: مسرح غنائيميوزيكالمسرح استعراضيممثلونغناءكوميديابرودوايإقتباسرقصمشهدية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post يجب التفكير مليا قبل استعمال “أوزمبيك” next post عشرات النسخ من حكاية فاوست أفضلها بطل غوته المدهش You may also like “حربنا” فيلم وثائقي سجالي يطلق شعلة مهرجان كانّ 15 مايو، 2025 فلاسفة العصور القديمة عاشوا وفق ما تقتضيه أفكارهم 15 مايو، 2025 عشرات النسخ من حكاية فاوست أفضلها بطل غوته... 15 مايو، 2025 رحيل كافون صوت الشباب المهمش في تونس 14 مايو، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: شاهدان جنائزيان من البحرين... 13 مايو، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: تريستان وإيزولد يرسمان للعشق... 13 مايو، 2025 هل من المسلمات أن الإيطالي روسيني تفوق على... 13 مايو، 2025 “حي بن يقظان” ما زال يعاصرنا بعد 850... 13 مايو، 2025 يوم زاوج بلزاك في “الجلد المسحور” بين الفانتازيا... 13 مايو، 2025 “بيبي جيرل” الانتصار للرغبة ولو بكسر القواعد 13 مايو، 2025