الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » “كلنا غرباء”: هل تستطيع السينما التصدي للوحدة والعزلة؟

“كلنا غرباء”: هل تستطيع السينما التصدي للوحدة والعزلة؟

by admin

 

في هذه الدراما المظلمة الجديدة للمخرج أندرو هاي يلعب بول ماسكال وأندرو سكوت دوري رجلين مثليين يجتمعان في لندن الانعزالية. نتحدث إلى هاي وإلى الكاتبة أوليفيا لينغ حول سبب انجذاب الفنانين الدائم إلى الأفراد المنعزلين على هامش المجتمع

اندبندنت عربية / صوفي مونكس كوفمان

كتبت أوليفيا لينغ كتاباً عن الوحدة. قبل أكثر من عقد من الزمن، انتقلت الكاتبة البريطانية إلى مدينة نيويورك لتكون مع رجل أحبته لكنه تخلى عنها لاحقاً. واصلت العيش هناك وبحثت عن فنانين ساعدوها في الانتماء إلى المدينة على رغم عزلتها. يرد في كتابها “المدينة الوحيدة” الصادر عام 2016: “كنت مهووسة بالرغبة في العثور على روابط. على أدلة مادية أن أشخاصاً آخرين سكنوا الولاية التي أعيش فيها”. كان الكتاب عبارة عن مذكرات وسيرة ذاتية مدروسة بعمق لفناني القرن الـ20، ومن بينهم إدوارد هوبر وآندي وارهول، الذين ألهبوا الشعور بالوحدة.

هناك تناقض في العمل الفني الذي ينشأ من شعور الفنان بالاغتراب أو عدم الانتماء – إذ يمكن أن يكون هذا العمل ترحيباً بالعائدين من العزلة المؤلمة إلى الحياة الاجتماعية. وكما قال الفنان ديفيد فويناروفيتش، وهو أحد الأسماء التي تتناولها لينغ، للمصور نان غولدين في لقاء مع مجلة “إنترفيو”: “يمكننا جميعاً أن نؤثر في بعضنا بعضاً من خلال انفتاحنا بما يكفي لجعل الآخرين يشعرون بقدر أقل من الغربة”.

آخر فنان قرر التحدث بصراحة عن الوحدة هو أندرو هاي، المخرج الذي أخرج أعمالاً درامية هادئة ولكنها عميقة حول الحميمية – بما فيها فيلمه الرائد الذي يدور حول قصة علاقة حميمة لليلة واحدة فقط غير تقليدية هو “اتكل على بيت” Lean on Pete الصادر عام 2017 ويحكي قصة بحث مراهق عن الانتماء على الأراضي الأميركية.

فيلمه الجديد “كلنا غرباء” All of Us Strangers المقتبس من رواية يابانية بعنوان “غرباء” للكاتب تايتشي يامادا – يتخلله شعور يثير الخجل لدى كثيرين منا، على رغم أنه في الواقع جزء من تجربة مشتركة بيننا. على سبيل المثال، أظهر استطلاع أجراه موقع “يوغوف” عام 2023 لآراء طلاب الجامعات أن 43 في المئة من المشاركين يخشون أن تطلق عليهم أحكاماً إذا اعترفوا بوحدتهم، في حين أقر 92 في المئة أنهم اختبروا الوحدة، بينما قال 87 في المئة إنهم لن يصدروا أحكاماً مسبقة على الآخرين إذا عبروا عن عزلتهم.

“كلنا غرباء” مليء بالصور عن الوحدة في المدن. إنها تعكس الاغتراب الموجود في أضواء النيون المبهرة في أعمال الفنان إدوارد هوبر، الذي يصور عمله الأكثر شهرة “صقور الليل” أربعة أشخاص يظهرون بمفردهم بشكل لافت للنظر على رغم وجود آخرين حولهم في مطعم في مدينة نيويورك. على كل حال، كان المرجع الرئيس للمخرج هو الفنان فرانسيس بيكون، الذي يصور في لوحاته الألم البشع لأشخاص يحاولون بيأس الهرب من قيودهم الجسدية.

يقول في حديثه معي من غرفة في أحد فنادق لندن بعد يوم من فوز عمله ضمن سبع فئات في حفلة توزيع جوائز الأفلام المستقلة البريطانية: “في تلك الصور يبدو الأشخاص وكأنهم محاصرون وتائهون داخل شيء ما. هناك حركة تقريبية في كثير من لوحاته، شبيهة بالسقوط في الفراغ. كما لو كنت وحيدة للغاية لدرجة أنك لست موجودة في أي واقع”.

في الواقع الذي يتناوله الفيلم، يكون آدم (يجسده أندرو سكوت) كاتب سيناريو يتيماً مثلي الجنس في الأربعينيات من العمر، يعيش في شرق لندن في برج سكني مهجور لا يسكنه إلا مقيم آخر. يظهر المخرج هاي ومدير التصوير جيمي رامزي سكوت بمفرده في الفيلم، إذ نراه وحيداً أمام الأفق، محاصراً بنوافذ تمتد من الأرض حتى السقف، أو مغموراً بضوء الثلاجة الأبيض وهو يأخذ بقايا الطعام غير الشهية. لطالما عرف هاي أنه أراد أن تدور أحداث قصته هذه في برج سكني، إذ بحث أولاً في منطقة فوكسول ثم قرر، لأسباب عملية، اختيار ستراتفورد.

يقول هاي: “أردت أن أحاول التعبير، بطريقة الظواهر تقريباً، عن ماهية الشعور بالوحدة. هكذا نرى [سكوت] في هذا البرج السكني. لا يبدو أن أحداً يعيش هناك. في الواقع، من الممكن أن يكون البناء ممتلئاً بالسكان، لكنه يشعر وكأنه الشخص الوحيد، لأن هذه هي الوحدة – لا يهم إذا كان هناك 10 آلاف أو ألفا شخص حولك، أنت فقط تشعر بالوحدة بشكل عميق”.

جرب هاي العيش في المدينة والضواحي، ويعتقد (مثل لينغ) أن وحدة المدن تمتلك صفة غريبة، ويقول: “في بعض الأحيان، يكون الأمر ممتعاً. يمكنني الاستمتاع بالتجول في المدينة وأن أكون في عالمي الخاص”.

قام بتعبئة “كلنا غرباء” بلقطات لأسطح عاكسة ويوضح سبب اختياره هذا بالقول: “تتراكب صورتك المنعكسة باستمرار مع صور الأشخاص الآخرين عندما تتحرك في المدينة – حين تكون واقفاً على الرصيف في محطة قطار الأنفاق وترى الأشخاص يمرون بالقطار وانعكاس صورتك في الزجاج المتحرك إلى جانب الأشخاص الراكبين داخل العربات. أو عندما تلقي نظرة على واجهات المحال أو عندما تمر حافلة أمامك. يوجد هذا الانعكاس الفاصل دائماً بينك وبين البيئة المحيطة ويكون له تأثير غريب”.

مع أن هاي لم يعد يشعر بالوحدة بشكل مؤذ – ويشير إلى ارتباطه بعلاقة طويلة وينوه إلى أنه “لا يزال بإمكانك الشعور بالوحدة الشديدة ضمن العلاقات، دعونا لا نتظاهر بأن هذا غير وارد” – لكن ما ترك انطباعاً في ذهنه هو الشعور بالوحدة الأليمة التي عاشها في شبابه. يتناسب هذا مع استبيان أجرته منصة “ميتا غالاب” عام 2023 وجد أن أعلى معدلات الشعور بالوحدة تكون لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و29 سنة.

صدمة غير معالجة: بول ميسكال في فيلم “كلنا غرباء” (كريس هاريس/سيرتش لايت)

 

يقول هاي:” كنت وحيداً للغاية في سنوات مراهقتي، وكذلك في العشرينيات من عمري، كان الشعور يزداد أحياناً ضمن مجموعات كبيرة من الناس في نوادي المثليين. عندما تعيش في لندن، تشعر فجأة أنه لا بد من وجود أمل كبير. هناك أشخاص كثيرون يعيشون حياتهم، ومع ذلك يبدو أنك غير قادر على التواصل معهم، ويكاد هذ الشعور يكون أسوأ من أن تكون عالقاً في الريف بمفردك حيث لا يوجد إمكان للاتصال في الأقل”.

في الواقع، طرق إمكان هذا الاتصال باب آدم في إحدى الليالي على هيئة الساكن الوحيد الآخر في البرج، هاري. وعلى رغم أنه يبدو جريئاًـ وأن اختيار الممثل المحبوب بول ميسكال لتجسيده يزيد انطباعنا عنه بأنه شخص واثق – فإنه تائه أكثر من آدم حتى.

وبينما قام الثنائي بتشكيل رابط عميق بينهما في نهاية المطاف، إذ يتشاركان جسديهما وقصصهما، إلا أن آدم رفضه في البداية، إذ لم يكن مستعداً للسماح لأي شخص بالدخول سواء بالمعنى الحرفي أو المجازي. قال ميسكال في جلسة حوارية أجراها أخيراً مع الجمهور حول الفيلم في صالة كرزون بمنطقة مايفير في لندن: “لطالما رأيت آدم وهاري مثل جزيرتين كبيرتين وقديمتين من الوحدة. في بعض الأحيان، ينحسر المد وبإمكانهما الوصول إلى بعضهما بعضاً”.

يرى هاي “كلنا غرباء” كقصة حب واقعية، ويقول: “أن تحب شخصاً ما لا يعني أن جميع مشكلاتك تختفي. أتمنى لو يكون هذا هو الحال، لكن الأمر ليس كذلك. هذان الشخصان هما مرشحان رئيسان للتلاشي، ومع ذلك يواصلان النضال من أجل أن يكونا سوية”.

آدم وهاري رجلان مثليان فرا من الأوضاع الاجتماعية التي تفرض هيمنة أصحاب الميول غير متوافقة الجنس ليجدا فقط أن الصمت في الملاذات التي لجآ إليها عن قصد لا يطاق مثل صخب يصم الآذان. في المقابل، ينجذب كتاب “المدينة الوحيدة” نحو الفنانين المثليين و/أو المصابين بصدمات نفسية، ويقدم دراسة حالة مؤثرة للغاية عن الفنان المنبوذ هنري دراغر. عام 1953، شهد وفاة صديقه الوحيد، ويلي، وكتب دارغر في يومياته: “ومنذ حدوث ذلك وأنا وحيد، ولم أشارك أحداً من حينها على الإطلاق”.

من الضروري أن نميز بين الوحدة التي تنشأ خلال فترات التحول والخسائر الشخصية وتلك الناجمة عن التهميش المزمن الذي يعانيه أشخاص مثل دارغر. يوضح كتاب لينغ بالتفصيل كيف تعرض للإهمال والتمييز خلال سنوات تكوينه، مما أدى إلى إصابته بصدمة متراكمة لم تعالج. ولأن أكثر عامل يشعر المرء بالاغتراب ليس العزلة الجسدية بل السجن العقلي. وغالباً ما يعاني المهمشون تجاهل احتياجاتهم أو سوء فهمها لأن الناس حولهم لا يستطيعون (أو لا يريدون) إدراك مدى إلحاح وضعهم.

لا تعرف الصدمة غير المعالجة كيف تقدم نفسها بشكل مقبول، ويمكن أن تظهر في سلوكيات تردع الرفاق المحتملين. هل نتحمل المسؤولية تجاه الأشخاص الذين يعيشون في حال الوحدة الشديدة التي يبدو أن التقرب منها غير ممكن؟

تقول لينغ: “أعتقد حقاً أننا جميعاً مسؤولون. لكنني لا أظن أن الأمر يتعلق فقط بتكوين صداقة مع الشخص الوحيد، بل بإزالة جميع الطرق التي تجعل الناس معزولين ومغتربين”. تحدثني لينغ عبر الهاتف من المنزل الذي تتقاسمه مع زوجها في سافولك. لقد كانت – بالصدفة – تنظر إلى صور تعود للفترة التي قضتها في نيويورك من أجل أحد مشاريعها. تضيف: “الشيء الوحيد الذي أذهلني حقاً هو أنني كنت غير سعيدة تماماً في تلك الفترة. يمكنني رؤية ذلك بوضوح في وجهي بطريقة لم أستطع أن أراه بها حينها”.

غير مرئي: عروس كايلي سبايني المراهقة في فيلم “بريسيلا” الأخير (صابرينا لينغتوس/موبي)

 

ومع أن تلك الفترة تبدو وكأنها “حياة مختلفة”، وأن لينغ تقدمت في حياتها المهنية، إلا أن ارتباط تلك الفترة بالوحدة يتجدد باستمرار، لأن كتابها شكل رابطاً مع جمهور شغوف ومتزايد العدد يتواصل معها بطرق مختلفة.

أفكارها حول الوحدة المزمنة، مستمرة ومتجسدة بشكل كامل. تقول: “بالنسبة إلى الأشخاص مثل دارغر، كانت هناك طبقات من الصدمات الأسرية والتمييز المنهجي. ثم يتعلق الأمر أيضاً بكيفية تعرض الناس للتنمر والإهمال والدفع إلى الهوامش. هذه عملية يمتلك كل شخص حرية اختيار المشاركة فيها أو رفض ذلك. يرى جميعنا هذه الأشياء تحدث كل يوم، ويمكننا جميعاً التواصل البصري، ونستطيع جميعاً تبادل الكلمات، ويمكننا تخفيف العبء عن بعضنا بعضاً”.

لكن هذا لا يعني إعفاء حكومتنا من المسؤولية، لأنها أهملت بناء البنية التحتية الاجتماعية المنقذة للأرواح. تعتقد لينغ أننا بحاجة إلى خدمات تمولها الدولة، بدءاً من العلاج النفسي والأنشطة ما بعد المدرسية وصولاً إلى فرص التعليم للبالغين. تقول: “كل تلك الأشياء التي أوقفت الحكومة المحافظة تمويلها بشكل منهجي خلال العقد ونصف العقد الماضيين من التقشف. نحن بحاجة إلى طرق مختلفة تسمح للناس، إذا تم تهميشهم ذات مرة، بالعودة لبيئة اجتماعية أو إبداعية، أو شبكة داعمة. إن وجود أكبر عدد ممكن من الفرص أمر ضروري”.

يجادل كتاب “المدينة الوحيدة” بأن أولئك الذين يعانون الوحدة بشدة ليسوا فاشلين على الصعيد الشخصي، بل ضحايا لضائقة اجتماعية وسياسية على نطاق أوسع. وتقول لينغ: “نظر الكتاب في نوع التجارب التي مر بها الناس وجعلتهم يشعرون بالوحدة، وأثارت غضبي الشديد. أشعر أنني أقف في صف الوحيدين، حقاً”.

ليس “كلنا غرباء” الفيلم الجديد الوحيد الذي يتبنى وجهة نظر الأشخاص الوحيدين. منمنمة صوفيا كوبولا العائلية الأخيرة “بريسيلا” Priscilla تظهر عروساً مراهقة تتجول بصمت في أرجاء غرايسلاند. إنها غير مرئية، لأن لقبها الذي كانت تحلم به “زوجة إلفيس بريسلي” يلغي واقعها في نظر المتفرجين. في فيلم “تكديس” Hoard، أول فيلم للمخرجة لونا كارمون البالغة من العمر 26 سنة، الذي من المقرر أن يعرض في المملكة المتحدة في الـ10 من مايو (أيار)، تقوم فتاة مراهقة قضت طفولتها مع أمها التي كانت تكدس الأشياء بملء الفراغ بعد حصولها على الشهادة الثانوية عن طريق جمع القمامة. تتعارض مع عائلتها الحاضنة وتقيم علاقة غرامية مع رجل يتقبل اضطرابها الفوضوي المرتبط بجمع الأشياء بشكل قهري.

هناك عمل أول آخر عرض للمرة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي العام الماضي إلى جانب “تكديس” هو فيلم “انعكاس السماء” Sky Peals للمخرج معين حسين. نشأ العمل من العزلة خلال فترة الإغلاق المرافق لجائحة كورونا، ويحكي قصة رجل يعاني التحول العصبي ويعمل في الواقع الظلامي لمحطة خدمة على الطرقات السريعة. بعد وفاة والده، ينجرف بعيداً من البشر ويتجه نحو الكائنات الفضائية.

عندما سألت هاري حول ما إذا كانت هناك فوائد يمكن أن نجنيها من مواجهة وحدتنا، يجيب باقتباس من كارل يونغ: “لا يأتي التحرر الحقيقي من إخفاء أو قمع حالات المشاعر المؤلمة، ولكن فقط من خلال عيشها بشكل كامل”. مع ذلك، من دون وجود دليل على أن آخرين عاشوا هذه الحالة، فإن احتمال مواجهتها قد يبدو وكأنه قدر مغو – كما لو أنها ستجعلنا غرباء أكثر.

في المشهد الأخير من “كلنا غرباء” يقول هاري متحدثاً عن موقف تعرفه على آدم عند باب شقته: “كنت خائفاً جداً تلك الليلة. كنت فقط بحاجة إلى ألا أكون وحيداً”. يغص وهو يقول تلك الكلمات حيث يفعل شيئاً لا يقوم به إلا أشجع الفنانين. إنه يكشف عن القوة المذلة لوحدته، ويتخلص من صفاتها الغريبة ويمنحها وجهاً إنسانياً جميلاً. عندما يرد آدم، يبدو وكأنه يخاطبنا جميعاً: “أنت هنا معي”.

يعرض “كلنا غرباء” أمام الجمهور في دور السينما في بريطانيا منذ الـ26 من يناير

© The Independent

المزيد عن: العزلةالوحدةالعزلة الاجتماعيةأفلام سينمائية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00