ثقافة و فنونعربي كتّاب إيطاليون يعيشون تراجيديا كورونا… ماذا لو طال عزلنا؟ by admin 2 أبريل، 2020 written by admin 2 أبريل، 2020 136 قلق وريبة والوباء نزع القناع عن وجوهنا… السياسيون عندنا بلا رؤية بعيدة اندبندنت عربية / عبده وازن لا يصدّق، من زار إيطاليا قبل انتشار وباء كورونا، ما يشاهده الآن على الشاشات من مآس يومية تحل على الشعب الإيطالي، بل من خراب متوالٍ يطاول المدن وناسها، الشوراع والساحات التي كانت دوماً تعج بحياة فريدة، إيطالية صرفة. هذه ليست روما، هذه ليست نابولي، هذه ليست البندقية، هذه ليست فلورنسا… أما ساحة الفاتيكان المقفرة فهي ليست الساحة التي لم تخلُ يوماً من الزائرين حتى في ساعات الليل. الوباء يفتك بالناس والمدن في وقت واحد، يفتك بالحياة اليومية وما تخفي وراءها من أفراح وأحزان، يفتك بالحدائق والشواطئ والروابي… يقول الشاعر الإيطالي فاليريو مانيلي: “كشف لنا الوباء بلداً آخر”. فعلاً هذه إيطاليا أخرى، غير متوقعة، غريبة، مملوءة خوفاً وموتاً وعدوى. لعل الكتّاب من روائيين وشعراء وسواهم، هم الأكثر قدرة على وصف هذه اللحظة الرهيبة التي تجتازها إيطاليا، وعلى عيشها كحادثة قدرية تراجيدية رهيبة، والتعبير عنها وعن أبعادها وآثارها العميقة. طلب ملحق الكتب في صحيفة “لوموند” الفرنسية الشهيرة في عدده الأخير من كتّاب وكاتبات إيطاليين أن يكتبوا عن المأساة التي تشهدها إيطاليا، كل من وجهة نظره وبحسب عيشه هذه المأساة. هنا آراء عشرة من الكتاب والكاتبات الذين شاركوا في الملف. في شهادة الكاتب ماركو أميرغي: “الانعزال أمر مالوف لدي. ولطالما بحثت عنه كي أنصرف إلى التفكير والكتابة. بضعة أيام، أسبوع، ثم أخرج وأعود إلى الحياة. اليوم بعد الحجر الصحي الذي حصل في إيطاليا وفي ألمانيا ليست الاستراحة الإلزامية هي ما يثقل علي، إنما انتفاء المصير. ما الذي سيحصل لنا إذا دام هذا الانعزال طويلاً؟ هل نبقى قادرين على أن نرجع إلى الحياة بين الناس، بعدما ذقنا الثمار المسممة لحياة العزل؟علينا أن ننتظر، ليس في وسعنا أن نفعل شيئاً آخر. أصبحنا سريعي العطب أما الكاتبة سيلفيا أفاللوني فتقول: “حل فيروس كورونا وكسح كل شيء: مستشفياتنا، اقتصادنا، حياتنا اليومية، عاداتنا، عناقاتنا، عملنا، كبرياءنا. وبدا أنه يهاجم بعنف أكبر العجائز والبالغين، لكن الشباب والأطفال ليسوا في منجى منه. لقد أصبحنا جميعاً سريعي العطب: مبلبلين، مرعوبين وقلقين. ولكن في الحقيقة طالما كنا هكذا. الفيروس نزع القناع عن وجوهنا ويحسن بنا أن نستخلص منه كيف نتحرر: عدم السعي إلى إثبات أي أمر لأي شخص كان، ولكن مساعدته. هذا الفيروس مجهول، وما زلنا نجهل كم من الوقت سيعيث خراباً، وكيف سيغيرنا. لكننا نستطيع منذ الآن، بين الجدران الأربعة، أن نبدأ في اختبار كل ما لم نتصور أن نفعله من قبل. كلمة أخيرة: خصوصاً إلى جدتي التي تدعى “بيس”. كنت سأقول لها: “هل رأيت ماذا يحصل لنا، يا جدتي؟ هل كان بوسعك أن تتخيلي أمراً كهذا؟”. أحفظ في قلبي فراغ جوابها”. تقول الكاتبة جينفرا بومبياني: “العيش في زمن الطاعون الجديد يكتسي طابعين: أحدهما ليّن ما يكفي والآخر شرس جداً. حل الصمت من حولنا، إننا نسمع زقزقة العصافير، والجميع ينصحون بالقراءة، بمشاهدة المسلسلات التلفزيونية، أن يغنوا من النوافذ وعلى الشرفات… الجميع يفكرون بقضية واحدة، يعطون نصائح حول قضية واحدة، يخبرون ويستعلمون عن القضية الوحيدة نفسها دوماً. ولكن عندما يلتقي الناس في الشارع، تبدو الابتسامات نادرة، أما النظرات فتكون عدائية ومرتابة. يبدو العالم المادي كأنه ابتُلع بلقمة واحدة، وفي مقدم الذين يسقطون كيفما كان في هذا “الحلقوم” الضخم هم العجائز، الذين لن يلقوا علاجاً، والذين بسبب وحدتهم ينتهون لا أحد يعلم أين، ثم أولئك الذين نسميهم المشردين الذين لا سقف يؤويهم، المهاجرين والفقراء، الذين سيقضي الجوع عليهم قريباً. الثقافة تزهر بينما الحضارة تنهار… أهذا ما نسميه عالماً افتراضياً؟” اختراع أوقات سعيدة الكاتبة كاترينا بونفينشيني تقول في شهادتها: “إنني أقيم في ميلانو، معزولة في منزلي مع زوجي منذ 22 فبراير (شباط). من حسن حظنا أننا نحب بعضناً بعضاً كثيراً. العالم، مثل بقية إيطاليا وروما حتى الجنوب، يعاملنا وكأننا مصابان بحال من البارانويا. إننا نطرح على أنفسنا فقط كمّاً من الأسئلة. وفي أيام لم يكن قد تم الاشتباه فيها، ألغينا كل التزاماتنا ولم نخرج من بيتنا، هذا قبل أن يصدر أي قرار. اليوم تبدو الحياة هنا قاسية: الفيروس يتطور، ليس من أمكنة في غرف العناية الفائقة، وزوجي عمره 70 سنة. على الرغم من ذلك فنحن لم نندم على هذا الخيار. منذ البداية فهمنا المشكلة بوضوح. كان يكفي أن نستمع إلى علماء الأوبئة. ولئلا نذرف الدموع متقطعة بغزارة، كلما قرأنا بيان الحماية المدنية، لا يسعنا إلا أن نخترع أوقاتاً سعيدة. نمارس الرياضة على آلة المشي. وعند الساعة السادسة مساء، نغني كل يوم، على الشرفة مع الجيران الذين يفتحون أيضاً نوافذهم. نحضّر مشهّيات من خلال الفيديو. ومنذ بضعة أيام، صرنا زوجي وأنا ، وكأننا اكتشفنا جديداً، نرقص كل مساء على وقع أغنية معينة. أما في ما تبقى، فالأيام تمضي بسرعة قصوى. بين التدبير المنزلي، غسالة الثياب، غسالة الأواني، المطبخ. البندقية… لا غوندول ولا ناس (رويترز) عندما تفجّر كل شيء في إيطاليا، كنا زوجي وأنا، في ميلانو. كان في وسعنا أن نغادر. لكننا فضلنا أن نبقى هنا. المهاجرون لا يختارون شيئاً، فهم ليس لديهم هذا الحظ. كانت أمامنا خيارات عدة يمكننا القيام بها. ولا أعلم إن قمت بالخيار الصحيح، لأحمي زوجي. لا أدري. إلا بعدما أغلقت الحدود، نملك الفرصة الملائمة لنفكر معاً”. هشاشة الوضع البشري يقول الكاتب ريكاردو كاليماني: “مدينة البندقية، من نافذتي، تبدو مقفرة تماماً: الشوارع والساحات فارغة. لا مركب آلياً كي يحرك ماء القناة الكبيرة، لا جلبة لراكب غوندول. حتى لا ضجة عادية لأي عابرين. لا صوت بشرياً. اليوم، السماء الزرقاء اللازوردية، الصافية كما في النادر، وشمس الربيع، تناقضان الأفكار القاتمة التي تساور أهل البندقية المحبوسين في منازلهم. ومن بين التجار القليلين، باعة علب السجائر ما زالوا يفتحون محالهم، حتى لو رفعوا شعاراً يقول: “التدخين يضر بالصحة كثيراً”. كثيرون من أصدقائي لا يحتملون هذا الانعزال الجبري. ويواصلون اندهاشهم إزاء هشاشة الوضع البشري وتعرضه لتقلبات الرياح والثروة. تُحوّل أوقات الأزمة رؤيتنا إلى العالم وحياتنا اليومية، وتستخرج منا بقوة شعوراً قديماً، هو الخوف، الذي يفاقم بدوره الريبة واللايقين ويُحدث فينا قلقاً يستحيل تبديده. هذا الوباء يفيدنا بأن كل السياسيين، كلهم، يحكمون وهم ناسون كل النسيان، الرؤية ذات المدى البعيد، ذاك أن السياسة هي فن الطارئ أو المحتمل في المدى القريب. هل هو الوقت المناسب لاستخلاص أمثولات للمستقبل؟ لا أعتقد. الذاكرة هي نبتة يصعب زرعها، بينما تجعل سرعةُ التكنولوجيات الحديثة كل شيء عارضاً ومتحركاً برهبة. هل يقي مثل هذا الكلام؟ القراءة، التأمل والتفكير: إنها ما يصارع الخوف ويمنح الأمل”. جمال الفراغ الكاتبة كريستينا كومنشيني تقول: “شوارع روما مقفرة في شكل لا يصدق، مثلها مثل شوارع باريس ونيويورك … لا شيء مثل المدن يمكنه أن يُظهر عمل البشر: أشكال متوازنة، فضاءات، ارتفاعات، مملوءة أو فارغة. لكننا كبشر لا نتمكن من الفهم التام لجمال ما بنيناه إلا عندما نفرغه منا نحن. تصبح هذه المدن آنذاك أثراً لحياتنا وعملنا. ثم فجأة، نعي هذا فيها، ونتلقى فيها المعجزة. إنها تكشف اللامرئي. حتى ميلانو نفسها، المدينة المقفرة والصامتة، تذرع سيارات الإسعاف شوارعها، ذاهبة وعائدة”. فلورنسا مدينة الفراغ الجميل (يونيسف) تقول الكاتبة ميلينا أغوس:”في هذه الأيام التي تقفل فيها المكتبات، يبقى لنا منفذ وحيد: أن نعيد قراءة الكتب التي لدينا والتي قرأناها منذ زمن بعيد. في هذه الحكايات، نبحث عما اعتدنا البحث عنه دوماً في كتاب جديد: شيء ما يحدّثنا عن حياتنا، شيء يبدو كأنه كتب خصوصاً لنا، الآن. هكذا وجدت مقطعاً من رواية “الدكتور جيفاكو” للروسي باسترناك، أكاد أحفظه غيباً، ما دمت قد قلت لنفسي غالباً، إن بطل الرواية يوري هو على حق”. يقول الكاتب موريزيو دو جيوفاني: “هنا في نابولي، إنني محظوظ بأن لدي شرفة أرى منها كل المدينة. امتداد هائل من قصور، قديمة وحديثة، متعددة العلو والألوان، مع شوراع أيضاً وسماء تعج بالحياة، وتزخر بالسيارات والطائرات والقطارات والشاحنات والدراجات النارية وأناس هم في حركة ذهاب وإياب في كل الوجهات. اليوم كل شيء مغلق، غارق في الصمت. ولكن نشعر كأنّ ثمة تخبطاً، ثمة ضجة تأتي من العمق. إنها إرادة مواصلة الحياة. الرجاء. مدينتي تنتظر. مدنيتي ما زالت حية”. نظرات مرتابة وستائر مرفوعة تقول الكاتبة ناديا تيرانوفا: “ما يتغير هو برأيي، النظرات التي يتبادلها الجيران، طريقتنا في تقاسم مكان عام كنا نعيش فيه سابقاً بحال من اللامبالاة. ستائر النوافذ التي كانت دائماً مسدلة، رفعت الآن: عند الغروب نتبادل السلام، نبتسم بعضاً لبعض، وأحياناً نغني معاً، أو نرفع أنخابنا بين نافذة وأخرى. في البناية التي أسكنها، كتب بعض الجيران أسماءهم على درابزين الشرفات، وكأنهم يبغون التعريف بأنفسهم. وهذا يهم خصوصاً الأشخاص المتقدمين في السن والأولاد، كي يشعروا بأنهم أقل وحدة. من يعلم إذا كنا سنتذكر هذه الأمور عندما تعود المياه إلى مجاريها”. أنام كثيراً يقول الشاعر غويزي توريغروسا: “إنني أنام كثيراً، وهذا لم يحصل لي منذ سنوات. أكتب قليلاً، مقاطع من أربعين أو خمسين كلمة، ولا حتى “تويت”. آكل قليلاً، وأخاف أن تنقص المؤن وأن يؤثر انخفاض سكر الدم سلباً على جسدي. أقرأ قليلاً، فقط روايات ضخمة وذات وزن، العواصف في فنجان ماء، كما يقال، ولو كانت مكتوبة جيداً، لم تعد تغريني. أترك مسافة بيني وبين وسائل التواصل الاجتماعية، لأتحاشى كل جرعة مميتة من التوصيات، وكذلك أفلام الفيديو المباشرة، الصور، والموسيقى الركيكة التذكارية والمعزية والتي تشد العزم. أنتظر بقلق نهاية الحظر لأقوم بما كان علي أن أقوم به منذ سنوات: أن أحطم بضربات مطرقة، المثوى الزجاجي الرهيب، الذي كانت بنته ابنة عمّ لي مجنونة، فوق مقبرة أجدادي. ستكون لهم حرية الخروج الآن ماداموا قد ماتوا”. المزيد عن: كورونا فيروس/ايطاليا/روما/البندقية/الإنعزال/كتّاب إيطاليون 35 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “الخيّال فوق السطح” لجيونو… مصير الفرد في عالم مضطرب next post كورونا حجة إيران لأزمتها الاقتصادية والمالية (1 ـ 2) You may also like بول شاوول يكتب عن: أمير القصة العربية يوسف... 25 ديسمبر، 2024 محمد أبي سمرا يكتب عن.. جولان حاجي: الكتابة... 25 ديسمبر، 2024 (20 رواية) تصدّرت المشهد الأدبي العربي في 2024 25 ديسمبر، 2024 “الحياة الفاوستية” رحلة في عوالم غوته السرية 25 ديسمبر، 2024 “أن تملك أو لا تملك” تلك هي قضية... 25 ديسمبر، 2024 أضواء جديدة على مسار فيكتور هوغو السياسي المتقلب 24 ديسمبر، 2024 صبحي حديدي يقارب شعر محمود درويش بشموليته 24 ديسمبر، 2024 الثنائي هتلر – ستالين في ما هو أبعد... 24 ديسمبر، 2024 رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل... 24 ديسمبر، 2024 كاتب مسلسل “يلوستون” أبدع قصة ويسترن معاصرة وصنع... 24 ديسمبر، 2024 35 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 23 مارس، 2024 - 6:39 م I constantly emailed this blog post page to all my associates, as if like to read it next my links will too. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 6:40 م This is the right blog for anyone who wants to find out about this topic. You understand so much its almost hard to argue with you (not that I actually would want toHaHa). You definitely put a new spin on a topic that’s been written about for many years. Great stuff, just great! Reply steam cs:go gamble websites 7 مايو، 2024 - 9:39 م I was wondering if you ever considered changing the layout of your site? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two images. Maybe you could space it out better? Reply университет 16 مايو، 2024 - 4:46 م One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities. Reply Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 8:10 ص Thanks for a marvelous posting! I truly enjoyed reading it, you could be a great author. I will always bookmark your blog and will come back very soon. I want to encourage you to definitely continue your great writing, have a nice weekend! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 1 يونيو، 2024 - 12:08 م Great post however , I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Bless you! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 11:25 م You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it! Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 3:15 م This article gives clear idea for the new users of blogging, that actually how to do blogging. Reply 国产线播放免费人成视频播放 4 يونيو، 2024 - 10:00 ص Thank you a bunch for sharing this with all people you really realize what you are talking approximately! Bookmarked. Please also discuss with my web site =). We may have a link exchange agreement among us Reply hot fiesta 12 يونيو، 2024 - 9:43 م Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards Reply hot fiesta slot 13 يونيو، 2024 - 4:09 م Keep this going please, great job! Reply hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 3:06 ص Hi there are using Wordpress for your blog platform? I’m new to the blog world but I’m trying to get started and create my own. Do you need any coding knowledge to make your own blog? Any help would be greatly appreciated! Reply хот фиеста игра 14 يونيو، 2024 - 2:47 م Hi, i feel that i saw you visited my blog so i got here to go back the prefer?.I am trying to find things to improve my site!I assume its ok to use some of your concepts!! Reply хот фиеста game 15 يونيو، 2024 - 2:07 ص Good day! This is kind of off topic but I need some advice from an established blog. Is it tough to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things out pretty fast. I’m thinking about setting up my own but I’m not sure where to start. Do you have any points or suggestions? Thanks Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 10:22 م Sweet blog! I found it while surfing around on Yahoo News. Do you have any tips on how to get listed in Yahoo News? I’ve been trying for a while but I never seem to get there! Thanks Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 5:05 م I am regular reader, how are you everybody? This piece of writing posted at this web site is in fact pleasant. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 6:55 ص I take pleasure in, cause I found exactly what I used to be looking for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 3:56 ص I think this is one of the most important information for me. And i’m glad reading your article. But want to remark on few general things, The website style is perfect, the articles is really nice : D. Good job, cheers Reply строительство автомоек под ключ 8 يوليو، 2024 - 7:13 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 6:50 م 1Франшиза автомойки от нашей команды – это успешный бизнес с минимальными инвестициями. Давайте станем партнерами! Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 4:00 م This design is wicked! You obviously know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Fantastic job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 10:35 ص We are a gaggle of volunteers and starting a new scheme in our community. Your web site provided us with helpful information to work on. You have performed an impressive process and our whole group might be grateful to you. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:29 ص I love your blog.. very nice colors & theme. Did you create this website yourself or did you hire someone to do it for you? Plz answer back as I’m looking to create my own blog and would like to know where u got this from. cheers Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 1:27 م There is definately a lot to know about this subject. I like all the points you made. Reply Прогнозы на футбол 12 يوليو، 2024 - 2:10 ص Incredible points. Solid arguments. Keep up the good work. Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 1:46 ص Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 10:16 ص Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска. Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 6:49 م Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 3:22 ص 1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 11:51 ص Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках! Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 8:45 م Строительство автомойки требует тщательного планирования и учета всех нормативов. Опытные специалисты помогут реализовать проект любой сложности с гарантией качества. Reply автомойка под ключ 17 يوليو، 2024 - 5:47 ص 1Хотите собственное дело с низкими инвестициями? Попробуйте автомойку самообслуживания под ключ – новый формат быстрой очистки автомобилей. Reply Ferrari Miami 27 يوليو، 2024 - 9:55 م I love how you addressed this issue. Very insightful! Reply Jac Амур 19 أغسطس، 2024 - 3:27 ص Quality articles or reviews is the key to attract the viewers to pay a visit the site, that’s what this website is providing. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 12:07 م Thank you for sharing your info. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thank you once again. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.