دونالد ترمب يرغب بأن يظهر عالمياً بمظهر المؤسس للسلام (أ ف ب) بأقلامهم كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: دلالات “نقطة النهاية” لإيران في رسالة ترمب إلى خامنئي by admin 9 مارس، 2025 written by admin 9 مارس، 2025 24 السعودية يمكن أن تكون أفضل خيار محتمل للوساطة بين واشنطن وطهران بهدف الخروج من المأزق الحالي اندبندنت عربية / كاميليا انتخابي فرد رئيس تحرير اندبندنت فارسية @CameliaFard فوجئ الشعب الإيراني الجمعة الماضي بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أرسل إلى مرشد النظام علي خامنئي رسالة، إذ قال ترمب إنه اقترح على النظام الإيراني البدء بمفاوضات مباشرة في شأن البرنامج النووي، وسأله مراسل قناة “فوكس نيوز” متى أرسلت الرسالة إلى طهران فرد عليه الرئيس الأميركي “أمس الخميس”. هذه الرسالة تفاعل معها الشعب الإيراني، إذ يتابع الاقتراح الذي يسعى ترمب إلى تنفيذه من خلال التواصل مع نظام الملالي، وكان الرئيس الأميركي يرد في مكتبه على أسئلة الصحافيين عندما أعلن موضوع الرسالة. يبدو أننا سنشهد قريباً وقوع حدث كبير في إيران، إذ اقتربت اللحظات الحاسمة في شأن مصير البلد، أتمنى أن تكون هذه النتيجة مرافقة للسلام، لكن يجب أن نعترف أن هنالك طرقاً أخرى لحل الخلافات، فيبدو أن الإدارة الأميركية تريد التأكيد أنها وصلت إلى “نقطة النهاية” في التعامل مع النظام الإيراني. وما يقصده ترمب من “نقطة النهاية” مع إيران هو في الواقع النظام الإيراني الذي يمثل البلاد رسمياً في المجتمع الدولي، وفي أول رد على تصريح ترمب قال وزير خارجية النظام عباس عراقجي الذي كان في زيارة إلى مدينة جدة السعودية إنه “في ظل الضغوط الأميركية وسياسة العقوبات القصوى لا تخوض إيران أية مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية”. لكن السيد عراقجي أغفل ما تطرق إليه ترمب في البيت الأبيض عندما تحدث عن “نقطة النهاية”. كنت قد كتبت سابقاً أن أولويات ترمب الخارجية ستكون أولاً موضوع الرهائن الإسرائيليين في غزة وبعدها الحرب الروسية – الأوكرانية ثم البرنامج النووي الإيراني. استطاع ترمب في أقل من 50 يوماً العمل على التمهيد لتبادل الرهائن الإسرائيليين مع السجناء الفلسطينيين، وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض في مؤتمره الصحافي مع المراسلين الأربعاء الخامس من مارس (آذار) 2025 أن إدارة ترمب تتفاوض مع “حماس” بشكل مباشر. وفي الأسلوب نفسه جرى التعامل مع موضوع الحرب الروسية – الأوكرانية، إذ بدأت الإدارة الأميركية فتح قنوات خلفية بشكل صريح. أما قطع المساعدات المالية والعسكرية والاستخباراتية لأوكرانيا فسيصل إلى نتيجة، والأوروبيون سيخضعون لإدارة ترمب أو بالأحرى إلى الناخب الأميركي الذي اختار هذه الإدارة. ترمب الرئيس المؤسس للسلام ترمب أتى إلى الإدارة الأميركية ليخدم الشعب الأميركي وليقدم نتيجة مقبولة، كذلك فإنه يرغب بأن يظهر عالمياً بمظهر المؤسس للسلام والمتسبب في إغلاق الملفات الأمنية الغامضة. أما الآن وبعد أن أخذ موضوع الرهائن الإسرائيليين والحرب الأوكرانية مسارهما في التفاعل لإنهاء الأزمتين فإن دور إيران قد أتى. كان المشروع النووي قد بدأ عام 2000 ورافق سلسة عقوبات وتهديدات ومفاوضات، والآن حتى الشعب الإيراني لا يعرف هل تنتهي الأمور بامتلاك بلادهم قنبلة نووية أم لا. المنطق الغامض في الدفاع عن البرنامج النووي الذي يدعي النظام أنه غير عسكري يتناقض مع التصرفات الغريبة في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة وهذا الأمر يثير الشك لدى المواطن الإيراني، فضلاً عن أنه قد حول شك المجتمع الدولي بانحراف النشاط النووي صوب إنتاج أسلحة نووية، إلى يقين. في مثل هذه الأحوال لا تجد إيران داعماً لبرنامجها وتأكيدها سلميته إلا البلدان الصديقة لها مثل بوركينافاسو وغانا وكوبا وفي بعض الأحيان فنزويلا، ولا يوجد مبرر لإصرار القائمين على المشروع على استمرار هذا البرنامج وإلحاق الضرر والخسائر المالية والأمنية بالبلاد. وفي أجواء متناقضة وغامضة مثل هذه وضع الرئيس الأميركي خيارين على الطاولة: التفاوض أو العمل العسكري. والأمر اللافت في هذا المجال هو صراحة ترمب وهي تمثل النهج نفسه الذي سار عليه في موضوع المفاوضات في شأن أوكرانيا ووقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل في غزة، فهو لم يصدر عنه أي موقف غامض أو مراوغة. أما في ما إذا كانت تصرفاته صائبة أو خاطئة فهذا الموضوع يندرج ضمن المصالح الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية والأسباب التي جعلت الناخب الأميركي يختاره رئيساً للبلاد، لذلك فإن رأي الأفراد خارج الحدود الأميركية والمعارضين لترمب لا يمكن طرحه في التعامل مع مثل هذه الأمور. بعد يوم من إرسال الرسالة إلى مرشد النظام علي خامنئي أعلن ذلك أمام الصحافيين لدى رده على سؤال مراسل “فوكس نيوز” حتى لا تكون المفاوضات سرية ومتوقفة على تنازلات غير معلنة. تكبيل أيادي النظام في بيع النفط عند كتابة هذا التحليل لم تنشر بعد تفاصيل عن فحوى الرسالة، لكن نظراً إلى تصريحات ترمب يمكن القول إنه إذا رفضت إيران المفاوضات المباشرة والمعلنة فإن الإدارة الأميركية ستتخذ إجراءات مثل تكبيل أيادي النظام في موضوع بيع النفط. يبدو أنه في المرحلة الأولى سيطلب ترمب وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم حتى تخوض الإدارة الأميركية مفاوضات حول أمور مثل تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم إلى نسبة أقل من أربعة في المئة. وإذا لم تحدث مثل هذه المفاوضات أتصور أننا سنشهد هجوماً خاطفاً وغير مسبوق يقوده تحالف ضد النظام الإيراني، كذلك سنشهد تدمير الحوثيين بصفتهم أكبر تهديد للملاحة البحرية في البحر الأحمر وبحر عمان كهدف إستراتيجي للقضاء على آخر المجموعات الموالية لإيران. وسيرافق ذلك عقوبات مشددة تشمل حتى البنوك الصينية التي تعمل في التبادلات النفطية لمصلحة إيران، حتى تؤدي هذه الضغوط الاقتصادية إلى شلل الهيكل الاقتصادي للنظام من أجل إرغامه على التفاوض وقبول الواقع الجديد في المنطقة. لذلك يمكن فهم تحذير ترمب بأنه سيكون آخر خيار لهجوم عسكري قد يكون محدوداً ويستهدف تدمير المنشآت النووية العسكرية والنووية الإيرانية. وبما أن الهجوم العسكري ترافقه أخطار كثيرة، فمن البدهي والطبيعي أن تعارضه بلدان المنطقة وأن تعبر عن رغبتها بالبحث عن سبل مسالمة من أجل إنهاء القضايا العالقة في شأن البرنامج النووي. لقد عملت السعودية على إيجاد أرضية في الشرق الأوسط لتستضيف كثيراً من المؤتمرات من أجل تسوية الخلافات أو التأثير في السياسات العامة في العالم، وفي هذا الإطار شهدنا اجتماع وزيري الخارجية الأميركي والروسي في الرياض من أجل البحث عن طرق سلمية للوصول إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا. لذلك فإن السعودية يمكن أن تكون أفضل خيار محتمل للوساطة بين أميركا وإيران من أجل الخروج من المأزق الحالي. لقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيتوجه إلى السعودية وهذه الزيارة ستشكل فرصة من أجل تبادل وجهات النظر حول الشأن الإيراني. إن تصفير النفط الإيراني كما قاله ترمب سيحمل إيران أضراراً لا تحدث في أية حرب ضد النظام الإيراني وأن مثل هذه الإجراءات إذا ما رافقت دعماً دولياً ستؤدي إلى القضاء على النظام. إننا لدينا شعب يواجه ضغوطاً كبيرة، وفي الجانب الآخر نظام فاسد ومستبد يصر على الحفاظ على قيم لا يعترف بها الشعب الإيراني ولا يعرف تفاصيلها أساساً. أسلوب الصراحة لدى ترمب مع أقرب شركائه وحلفائه في الاتحاد الأوروبي في موضوع الضرائب والحرب الأوكرانية والأمن الأوروبي بواسطة الأموال الأميركية يجب أن يشكل عبرة للنظام الإيراني، ليقبل الواقع الجديد في العالم والمنطقة ويخضع لمطالب الشعب الإيراني. يمر النظام الإيراني بفترة لا يجد فيها سبيلاً إلا الخضوع لإرادة ترمب، وهذا خبر جيد بالنسبة إلى الشعب الإيراني ويعد مفتاحاً للسلام في الشرق الأوسط، إذ إننا نقترب من انتهاء الاستبداد الديني الذي ينتهك حقوق الشعب والقانون الدولي. نقلاً عن “اندبندنت فارسية” المزيد عن: الولايات المتحدةإيرانالبرنامج النوويدوالد ترمبواشنطنطهراننظام الملاليالمرشد الإيرانيخامنئي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لبنان أمام خطر كبير: هل تنتقل أحداث سوريا إلى شماله؟ next post ستيفن مارش يكتب عن: الولايات المتحدة لم تعد زعيمة العالم الحر وكندا تستعد للمواجهة You may also like حازم صاغية يكتب عن: … لماذا لا يُقرّ... 10 مارس، 2025 رضوان السيد يكتب عن: القمة العربية واليوم التالي... 10 مارس، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ما خطة ترمب... 10 مارس، 2025 ستيفن مارش يكتب عن: الولايات المتحدة لم تعد... 9 مارس، 2025 دلال البزري تكتب عن: العرب في قمّة تهيمن... 6 مارس، 2025 غسان شربل يكتب عن: ليلة القيصر 3 مارس، 2025 حازم صاغية يكتب عن:السؤال الذي يتحاشى الكثيرون طرحه! 3 مارس، 2025 وليد الحسيني يكتب عن: أمة التغيير..”ما فيش فايدة” 3 مارس، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل يسير ترمب... 2 مارس، 2025 سكوت أتران – أنخيل غوميز: ما تطلعات أهل... 28 فبراير، 2025