أطلق تايلر شيريدان، كاتب "يلوستون"، في الصورة مع زوجته أكثر من نصف دزينة من العروض الأخرى منذ إطلاق المسلسل عام 2018، إذ بنى علامة تجارية شخصية إضافة إلى إدارة المزارع وغيرها من المصالح التجارية (غيتي لمصلحة باراماونت) ثقافة و فنون كاتب مسلسل “يلوستون” أبدع قصة ويسترن معاصرة وصنع ثروة by admin 24 ديسمبر، 2024 written by admin 24 ديسمبر، 2024 13 تايلر شيريدان: راعي البقر الذي غزا هوليوود ليبني إمبراطورية من الإبداع والقيم الريفية اندبندنت عربية / شيلا فلين لم تمض سوى 28 دقيقة على الحلقة المنتظرة من الموسم الخامس لمسلسل “يلوستون” Yellowstone حتى يذكر ترافيس ويتلي، راعي البقر وتاجر الخيول من ولاية تكساس الذي ظهر بشكل متكرر في السلسلة، بلدة ويذرفورد الواقعة في قلب الولاية الملقبة بالنجمة الوحيدة. كان ويتلي يتحدث عبر الهاتف مع نجم المسلسل ريب، الجندي المخلص لعائلة داتون التي تدير مزرعة شاسعة، أثناء قيادته مقطورة خيول من مونتانا إلى تكساس، وخلال ثوان فقط تتنقل الكاميرات لتصور المقطورة وهي تعبر من المدخل الفخم لمزرعة “6666”. شخصية ويتلي التي ظهرت للمرة الأولى في الحلقة الخامسة من الموسم الأول للمسلسل الناجح من إنتاج باراماونت، يجسدها تايلر شيريدان الكاتب والمخرج والممثل الذي يقف خلف هذا العمل الضخم وسلسلة من الأعمال المتفرعة عنه وقائمة متزايدة بشكل استثنائي من المشاريع. في الواقع يمتلك شيريدان مزرعة في ويذرفورد، كما أنه صاحب مزرعة “6666” الأسطورية في تكساس التي أدرجها في أحداث المسلسل واستلهم بعض عناصره منها حتى قبل أن يشتري هذه العزبة التي تمتد على مساحة 266 ألف فدان (حوالى 1076 كيلومتراً مربعاً). لكن هذا ليس كل شيء، فسرعان ما تذكر الشخصية التي يجسدها شيريدان في المسلسل اسم كوري باوندز، بطل منازلات الخيول في الواقع، والذي، إضافة إلى ظهوره في “يلوستون” بدور صغير شارك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مسابقة أقيمت في المزرعة الكائنة في ويذرفورد، حيث قاد حصاناً يعود لمزرعة بوسك التي يمتلكها شيريدان. تُنتج هذه المزرعة لحم بوسك البقري Bosque Beef، بينما تروج إعلانات سينمائية عالية الجودة للحم “6666 البقري” الآتي من واحدة من أكبر وأشهر المزارع في البلاد، والتي خصصت الآن صفحة كاملة على موقعها الإلكتروني لمقابلة أجراها شيريدان عام 2020 مع مجلة “كاوبويز أند إنديانز” Cowboys & Indians. ليس شيريدان ابن تكساس البالغ 55 سنة صاحب تأثير ضخم فقط على السلسلة التي أطلقها، بل نجح أيضاً في اختراق عالم الترفيه والتوغل في الثقافة الأميركية بصورة لا تضاهى، وإضافة إلى “يلوستون” يقف شيريدان وشركته الإنتاجية التي تحمل اسم “بوسك كاونتي” Bosque County وراء سلسلة من الأعمال التي لا يمكن عدها بسهولة، ومن المرجح أنكم شاهدتم إحداها من دون أن تدركوا ذلك. مثل: 1883، 1923، “عمليات خاصة: لبؤة” Special Ops: Lioness، “ملك تولسا” Tulsa King، “عمدة كينغزتاون” Mayor of Kingstown، “رجال القانون” Lawmen: Bass Reeves، “الراعي البقر الأخير” The Last Cowboy، و”لاندمان” Landman الذي بدأ عرضه الشهر الماضي. لقد كان النجاح الهائل الذي حققته أعمال شيريدان متوازياً مع انتشار ثقافة رعاة البقر في الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع صعود التيار المحافظ الشعبي على الطريقة الأميركية، فكل ما يحتاجه المرء من دليل هو النظر إلى فترتي رئاسة دونالد ترمب لتأكيد هذا الاستنتاج، وعلامة شيريدان التجارية وشخصيته تروجان بلا هوادة للقيم المرتبطة بالحياة على الجبهة: التركيز الشديد والاعتماد على الذات، وما قد يسميه كثيرون العناد، مرفقاً بقدر كبير من الثقة المتعالية بالنفس. هذا الأسبوع وخلال حفل تكريمه في قاعة مشاهير الأعمال في تكساس بعد ثلاثة أعوام من دخوله قاعة مشاهير رعاة البقر في تكساس، قال شيريدان “وجدت نجاحي في ثلاثة مجالات مميزة: صناعة السينما وتجارة الماشية وصناعة المطاعم، وهي ثلاث صناعات سيخبرك أي واحد من رواد الأعمال المحترمين في هذه القاعة بأنك يجب أن تتجنبها بشدة”. تايلر شيريدان في صورة عام 2018 مع نجم مسلسل “يلوستون” كيفن كوستنر الذي جرى استبعاده من العرض الذي عاد للشاشات الشهر الماضي (غيتي) وتابع قائلاً “جاء النجاح في صناعة السينما من خلال تطبيق شيء لا يوجد في لوس أنجليس على الإطلاق وهو المنطق، وكنت أتمنى لو كان الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، ولكن في أرض العميان يكون الأعور ملكاً”، ثم أضاف ضاحكاً “هذا هو أنا”! تلك هي الثقة الحقيقية لرعاة البقر والتي لا تصدر إلا عن شاب كان في الماضي مهتماً بالمسرح، نشأ في مدينة فورت وورث وكان ابناً لطبيب قلب محترم يحمل حينها اسمه الحقيقي: تايلر غيبلر، وُلد في يوليو (تموز) عام 1970 لـسوزان ودكتور شيريدان تايلر غيبلر الذي كان يمتلك سيرة ذاتية مرموقة لدرجة أن نعيه عام 2022 كتب بأسلوب سردي فني من غير المستبعد أن ابنه المؤلف قد قام بكتابته. ورد في النعي أن غيبلر كان “يهوى جمع الأسلحة والسكاكين وأقلام الحبر محدودة الإصدار، وكان معروفاً بثقافته الواسعة وذاكرته القوية وفكاهته الجافة، وكثيراً ما كان يضيف لمسة من الفخر التكساسي إلى تعلمه، مثل عبارة ’شخص أكثر غباء من أن يصبّ بولاً دافئاً من حذاء‘”. (ظهرت نسخة من هذه العبارة في حوار في الموسم الثاني من “يلوستون” حيث استخدمتها شخصية لويد، راعي البقر المخضرم والمحبوب، كإهانة تعكس كامل بهاء حكمته وفكاهته وشاربه الكث). أما والدة شيريدان فكانت من مدينة واكو، وكانت تحب قضاء الوقت في طفولتها في مزرعة جديها القريبة، وقالت لمجلة “تكساس هايويز” Texas Highways إنها كانت ترغب في أن “يتمكن أطفالها من التعلم بصورة مباشرة عن الشعور بالسلام والحرية في الطبيعة”، وقد اشترت عائلة غيبلر مزرعتها الخاصة عام 1978 على بعد 85 ميلاً (135 كيلومتراً) جنوب فورت وورث في بلدة كرانفيلز غاب الصغيرة، حيث كان أفرادها يقضون معظم عطلات نهاية الأسبوع في تلك العزبة طوال فترة نشأة شيريدان. قال شيريدان في حديثه للمجلة “لم نكن نعتمد على مزرعتنا كمصدر دخل”، مشيراً إلى أن أول وظيفة له في سن الـ 14 كانت العمل في مزرعة مواش قريبة في مقابل 400 دولار شهرياً ومكان للنوم، موضحاً “لكنها كانت المكان الذي تعلمت فيه كيف أكون راعي بقر”. وكانت بلدة كرانفيلز غاب في تلك الأيام، بحسب قوله، “تحوي متجراً للأدوات ومتجراً للبقالة ومتجراً للأعلاف ومحطة وقود، وهذا كل شيء، كنا معزولين إلى حد كبير في المزرعة وكنا نشعر بالحماسة عندما يأتي الرجل الذي ينقل الوقود لملء الخزان”. نشأ شيريدان وهو يبالغ في منح صبغة رومانسية على تلك المزرعة وأسلوب حياة رعاة البقر، إذ كان يستوعب كل ذلك من خلال عيني قاص مستقبلي في الوقت الذي كان يطور مسيرته التمثيلية، وكانت المزرعة ملاذاً بعيداً من الحياة اليومية، ففي فورت وورث كان شيريدان يؤدي دور “كنيكي” في مسرحية “غريس” Grease الغنائية في مدرسة باسكال الثانوية، إضافة إلى أنه كان يعتلي خشبة مسرح “ستيج ويست” في المدينة في سن الـ 16، كما ذكر في حديثه للمجلة. بعد تخرجه من مدرسة باسكال الثانوية التحق بجامعة ولاية تكساس في سان ماركوس لكنه تركها وانتقل إلى أوستن حيث بدأ في العمل “في جز العشب وطلاء المنازل محاولاً اكتشاف ما الذي يجب أن يفعله”، كما قال في حديثه لصحيفة “أوستن أميركان ستيتسمان” Austin American-Statesman عام 2017، وكان أيضاً يواجه صعوبة في تقبل فقدان مزرعته العائلية المحبوبة التي باعتها والدته عام 1991 بعد طلاق والديه. قالت والدته في حديثها لمجلة تكساس هايويز “أعتقد أن تايلر لم يتحدث إلي لمدة عام كامل”، بينما أضاف بارنيل مكنامارا، ابن خال شيريدان وشريف مقاطعة ماكلينان، أن الكاتب “وُلد ليكون في تلك المزرعة وغضب جداً عندما باعتها والدته”. لكن شيريدان لم يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يترك حياة الرعي وكذلك تكساس وراءه ليطارد شغفه الآخر وهو التمثيل، وقال في حديثه لصحيفة “ستيتسمان” إن أحد مستكشفي المواهب اقترب منه في أحد مراكز التسوق في أوستن ليدعوه إلى شيكاغو، وهو ما أوصله لاحقاً إلى لوس أنجليس. نشأ شيريدان في فورت وورث، وهو ابن طبيب قلب وقضى عطلات نهاية الأسبوع والعطلات في مزرعة العائلة في تكساس، ثم سعى إلى مهنة التمثيل بعد ترك الكلية وبعدها تحول إلى الكتابة (غيتي لمصلحة إسكواير) قال شيريدان لمجلة “هوليوود ريبورتر” The Hollywood Reporter العام الماضي “كنت ممثلاً متوسط القدرات لكن هذا كان أقصى مستوى كنت سأصل إليه”، وعلى رغم حصوله على أدوار في مسلسلات مثل “فيرونيكا مارس” Veronica Mars و”أبناء الفوضى” Sons of Anarchy، لكنه لم يكن يحقق مكاسب كبيرة، فبدأ في العمل كمدرب تمثيل ليحقق دخلاً إضافياً، وكان التدريب هو ما أدخله إلى عالم نيكول ميربروك، العارضة والممثلة التي ظهرت في مسلسلات مثل “كيف قابلت أمك” How I Met Your Mother، لكنها كانت تشاركه حبه لكل ما يتعلق بالويسترن الأميركي، فقد نشأت في ولاية يوتا وكانت تستمتع بوقت العائلة في مزرعة جديها في وايومنغ. بدأ الثنائي الخروج في مواعيد غرامية ثم أحب أحدهما الآخر وانتقلا للعيش معاً في سان فرناندو فالي حيث ولد ابنهما غاس وتزوجا عام 2013، وقالت نيكول في مقابلة مع مجلة “كاوغيرل” Cowgirl Magazine عام 2021 “في ذلك الوقت كنا نقول ’لنكسب ما يكفي من المال لدفع القرض العقاري أو الإيجار أو الطعام‘ وكنا حرفياً جائعين، وفي تلك الفترة بدأ تايلر في الكتابة، وبعد عامين كنا في حفل الأوسكار… ما زلت لا أصدق ذلك”. ويؤكد شيريدان “ستخبرك هوليوود بما يجب عليك فعله إذا استمعت إليها”، وقال لمجلة “هوليوود ريبورتر”، “إذا كنت تضرب رأسك بالحائط لمدة 20 عاماً محاولاً أن تصبح ممثلاً فربما ليس من المفروض أن تصبح واحداً، لكن أول شيء كتبته [وهو حلقة تجريبية لمسلسل ’عمدة كينغستاون‘عام 2011] جلب لي اجتماعات مع كل الشبكات الكبرى وكل الوكالات الفنية، وكان هناك عدد من الأشخاص الراغبين في شرائها”. لم يُنتج مسلسل “عمدة كينغستاون” إلا بعد عقد من الزمن، لكن اسم شيريدان ككاتب سيناريو كان في صعود سريع، فقد حقق فيلمه “سيكاريو” Sicario الصادر عام 2015 نجاحاً كبيراً، تلاه فيلم “مهما كلّف الأمر” Hell or High Water في 2016، ثم “ويند ريفر” Wind River بعد عام، ومع ذلك كانت الدراما التلفزيونية وظهور “يلوستون” عام 2018 مما جلب عمل شيريدان وفلسفته إلى منازل الأميركيين وعقلية المجتمع بصورة أوسع (على رغم اعتراف شيريدان عام 2020 أنه لم يكن يعرف ألف باء التلفزيون، مضيفاً أنه ’بالنسبة إليّ فإنني كنت أصور فيلماً مدته 70 ساعة مقسماً إلى أجزاء تبلغ مدة الواحد منها ساعة، وكنت أتعامل معه بهذه الطريقة وكانت باراماونت تسمح لي بذلك‘). شيريدان يصل إلى العرض الأول لفيلم “أبناء الفوضى” عام 2008 ويقول إنه كان “ممثلاً متوسطاً”، لكنه وجد نجاحاً أسرع وأسهل عندما تحول إلى كتابة السيناريو (غيتي) وقال شيريدان لمجلة “كاوبويز أند إنديانز”، “أعتقد أن الشيء الذي غير وجهة نظري في شأن مسيرتي حقاً هو الزواج وإنجاب طفل”، إذ يميل هو وزوجته التي عاشت معه فترة من الوقت في وايومنغ قبل أن ينتقلا إلى تكساس بعد نجاحه، إلى تقديم أعمق المقابلات الصحافية مع المجلات المتخصصة في قضايا الويسترن الأميركي، مما يعزز علامته التجارية التي تظل وفية لجذوره. وأضاف، “ثم بدأت أفكر حقاً في كيفية تربية ذلك الطفل وإذا كان سيتطلع إليّ فما الذي سيتطلع إليه فيّ؟ جعلني ذلك أفكر في مسيرتي بصورة عميقة جداً، كما أنني أردت أن أروي القصص التي تهمني أنا شخصياً لا أن أروي قصص الآخرين، وكنت أرغب في سرد قصص عن حياتي ونمط الحياة الذي نشأت فيه وعن العالم الذي أتيت منه، وأردت أن أفهم قيمة التربية التي تلقيتها، ولهذا السبب توقفت عن التمثيل، وفي تلك اللحظة بدأت بسرد القصص التي شعرت أنها تهمني”. يُعرف شيريدان أيضاً بتفانيه الشديد في الحفاظ على السيطرة الكاملة على كل تفاصيل قصصه ويقول “بالنسبة إليّ فإن غرف الكتابة الجماعية لم تنجح أبداً”، مضيفاً “قضيت أول 37 سنة من حياتي وأنا أتنازل وأساوم، وعندما توقفت عن التمثيل قررت أنني سأروي قصصي بطريقتي ولا نقاش في هذا، وإذا لم ترغبوا في أن أرويها فلا بأس، يمكنكم إعادتها وسأجد من سيرغب في ذلك أو ربما لن أجد، وعندها سأقرؤها على منصة خلال حفل عشاء متواضع، لكنني لن أتنازل ولا مكان للمساومة”. ومن السهل أن نتخيل من خلال لمحة عن موقف شيريدان، كيف حصل في نهاية المطاف على مبلغ 50 ألف دولار أسبوعياً من شركة باراماونت ليتولى إنتاج مسلسله الخاص في على أرض عزبته الخاصة في تكساس، و25 دولاراً في مقابل استئجار كل رأس من مواشيه، وفقاً لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال”، وعلى رغم بناء علامته التجارية وإمبراطوريته الخاصة فيبدو أن شيريدان لا يزال مفتوناً بأفكاره الطفولية المثالية عن حياة تكساس وثقافة رعاة البقر، ولا يحتاج الأمر إلى دليل أكبر من ارتباطه بمزرعة “6666”. التقى شيريدان زوجته عارضة الأزياء نيكول أثناء عملهما معاً كممثلين في لوس أنجليس، ولدت في يوتا لعائلة كانت لديها مزرعة في وايومنغ وتشاركه حبه للرعاة البقر (غيتي لمصلحة باراماونت) قال شيريدان لمجلة “فورت وورث” عام 2022 عن تلك المزرعة الضخمة الشهيرة إنه “عندما تفكر في أفضل رعاة البقر والخيول تفكر في 6666″، مشيراً إلى أنه “أراد أن يروي قصة مزرعة حقيقية منتجة وليس نسخة متخيلة من أجل الدراما”. وفي عام 2019 أقنع شيريدان مالكة المزرعة التي كانت في الثمانينات من عمرها وكانت عائلتها تدير المزرعة على مدار أجيال، ، آن ماريون، بالسماح له بإدراج المزرعة واسمها الحقيقي في مسلسل “يلوستون”، وبعد أشهر من ذلك توفيت ماريون وتلقى شيريدان اتصالاً من الأوصياء على التركة في شأن شراء “6666” بحسب ما أفادت “هوليوود ريبورتر”، وكان السعر المطلوب 350 مليون دولار. لذلك وعلى رغم ادعائه السابق بأنه يطمح إلى التقاعد في سن باكرة، وقع شيريدان عقداً جديداً يُقال إنه يقدر بـ 200 مليون دولار، وبدلاً من التعامل مع الخيول بدأ في التعامل مع المستثمرين، وفي فبراير (شباط) 2022 نشرت زوجته صورة للعائلة المكونة من ثلاثة أفراد وهم يقفون على درجات مكان الإقامة الرئيس في مزرعة “6666” مرفقة بتعليق “تكريم الإرث الويسترن الحقيقي والحفاظ عليه. #المنزل” إلى جانب رقم “6666” بين رمزي قلب. ويبدو أن شيريدان عازم على ألا يقتصر هدفه على زيادة الوعي بعالم المزارع فقط بل بالحفاظ عليه أيضاً، كما كتبت زوجته حيث قال لمجلة “فورت وورث”، “كنت سأعتقد أنني أحلم لو لم أكن على دراية كاملة بحجم المسؤولية الضخمة التي تحملتها للتو، إنها 150 عاماً من بناء الإرث في 6666”. ومن المؤكد أنه يبني إرثه الخاص في الوقت نفسه، ففي ملف عن زوجته ذكرت مجلة “كاوغيرل” كيف أن ممتلكات الزوجين في “ويذرفورد” تضم حانة “نيك” الفخمة التي صممها شيريدان وزوجته لتعكس علامتهما الشخصية، مع لافتات ضوئية ساطعة تروج لمشاريعهما التلفزيونية الناجحة، وعلى رأسها اللافتة المضيئة التي تحمل اسم المكان ’نيك‘”، وإضافة إلى شركته الإنتاجية وعلامتيّ لحوم الأبقار ومزارعه، تشمل مساعي شيريدان المتعددة أيضاً تجارة القهوة، مما أدى إلى تقارير إضافية عن طبيعة شخصيته المثيرة للجدل، فقد رفع دعوى قضائية العام الماضي ضد نجم “يلوستون” كول هوزر، ومن الطريف أن الممثل عينه هو من كان يتحدث مع الشخصية التي يجسدها شيريدان في آخر حلقة من المسلسل خلال نزاع حول شعاري شركتي قهوة متنافستين، قبل أن تُسقط القضية لاحقاً. يقول شيريدان إن منظور حياته تغير بعد الزواج والأبوة، وتنشر نيكول بشكل روتيني منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم عمل زوجها (غيتي) وقد اتُهم شيريدان من بين أمور أخرى بامتلاكه “عقدة الإله” [اعتقاد راسخ يتصف بشعور متضخم حول القدرات الشخصية والنجاح المؤكد والعصمة]، ولم تساعد ردوده على هذه الانتقادات في التخفيف من هذه الصورة. متفاخراً بأنه “استطاع أن يجذب 20 مليون شخص نحو شاشات التلفزة والتفوق على مباراة كرة القدم الأميركية ليلة الأحد بصورة منتظمة”، قال الكاتب بنبرة متعالية “قاعدتي الوحيدة مع منظمي الإنتاج والمنتجين هي أنه لا يحق لكم أن تقولوا لي ’لا‘ بل عليكم أن تخبروني كم سيكلف قول ’نعم‘ ثم أقرر أنا من أين سأحصل على هذا المال”، مضيفاً “من السهل أن تقولوا لي ’تايلر لا يمكنك استئجار طائرة مروحية لمدة يومين‘ لكن الأمر لن ينتهي هنا، فأنا سأستأجر مروحية لمدة يومين وسأغير موقع التصوير هذا إلى ذاك، ثم سأصور تلك المشاهد هناك ثم سأختصر تلك المشاهد هكذا، وفي النهاية سيكلف العمل المبلغ نفسه، لذا إذا أردتم أن تطلقوا على ذلك ’عقدة الإله‘ فمرحباً”. وبينما كان شيريدان يخاطب قادة الأعمال في تكساس الشهر الماضي قائلاً “الرجل الأعور هو ملك في أرض العميان”، مضيفاً أنه “حقق كل هذا بفضل مبالغ مالية من أشخاص يتبعون النظام الغذائي الخضري في هوليوود”، كان على وعي تام بجمهوره الذي رد عليه بتقدير مناسب، كما أنه مدرك تماماً لأن صعوده السريع وإمبراطوريته المتوسعة بدأت تعكس بعض الشخصيات المالكة للسلطة في عروضه، وقد أخبر “هوليوود ريبورتر” العام الماضي “لم يكن الفن الذي يحاكي الحياة هدفي أبداً”، ثم أضاف مازحاً “بدلاً من ذلك كانت خطتي دائماً أن أصبح نجماً سينمائياً كبيراً ثم أعود إلى مزرعتي وأصور أفلاماً مع مارتن سكورسيزي عندما أريد”، وقد يكون الآن قريباً من تحقيق هدفه الأصلي أكثر مما كان يتخيل، وأقرب إلى الشخصيات اللامعة التي ابتكرها في أعماله. وتابع في حديثه مع “هوليوود ريبورتر” أنه “كثيراً ما كان الدافع الحقيقي وراء ’يلوستون‘ أنك إذا كنت مالكاً لقطعة أرض بهذا الحجم فأنت ملك بطريقة ما ولا تنطبق عليك القيم الأخلاقية”، مضيفاً “فوجئت بكمية التأثير السياسي الذي لدينا [من خلال المزرعة] ولا أعرف لماذا فوجئت فقد كتبت هذا في ’يلوستون‘ لكن ما نفعله أو لا نفعله يمكن أن يؤثر في السوق، ولذلك فعلى رغم أنني كتبت عن امتلاك جون داتون هذا النوع من التأثير لكني لم أتخيل أبداً أنني سأمتلكه بنفسي”. © The Independent المزيد عن: تايلر شيريدانيلوستونأفلام الويسترنالغرب الأميركيرعاة البقر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الشرع يتفق مع قادة الفصائل السورية على الاندماج في وزارة الدفاع next post رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل حقه You may also like “الحياة الفاوستية” رحلة في عوالم غوته السرية 25 ديسمبر، 2024 “أن تملك أو لا تملك” تلك هي قضية... 25 ديسمبر، 2024 أضواء جديدة على مسار فيكتور هوغو السياسي المتقلب 24 ديسمبر، 2024 صبحي حديدي يقارب شعر محمود درويش بشموليته 24 ديسمبر، 2024 الثنائي هتلر – ستالين في ما هو أبعد... 24 ديسمبر، 2024 رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل... 24 ديسمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: القدس عاصمة الروح ومدينة... 24 ديسمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: وجوه مجرّدة من موقع... 24 ديسمبر، 2024 “الذراري الحمر” يحصد جائزة “أيام قرطاج” وضجة حول... 23 ديسمبر، 2024 أوديب: الأسطورة المتجددة عبر العصور 23 ديسمبر، 2024