صحيح أن اعتراض الجنوبيين دوريات من _يونيفيل_ لا علاقة لإسرائيل به لكن الأمر يسر تل أبيب لأكثر من سبب (اندبندنت عربية) عرب وعالم قوات “اليونيفيل” جنوب لبنان: تضييق “مزدوج” والهدف واحد by admin 25 مايو، 2025 written by admin 25 مايو، 2025 9 يطرح السؤال القديم الجديد مع كل استهداف تتعرض له هذه القوات، هل تبقى أم تنتهي مهامها بعد نصف قرن على وجودها؟ “اندبندنت عربية” ووكالات لم يعد خبر اعتراض معدة تابعة لقوات حفظ السلام الدائمة أو منعها من التحرك جنوب لبنان خبراً جديداً أو مفاجئاً، بل باتت هذه الحوادث شائعة وازدادت وتيرتها في الفترة الماضية، إضافة إلى اشتباكات أو مناوشات تسجل بين الحين والآخر بين أهالي بلدات جنوبية وعناصر من “اليونيفيل”، بعضها بقي محدوداً وبعضها الآخر تطور بصورة كبرى سقط خلالها جرحى. قبل نحو أسبوع وأثناء قيام دورية تابعة لـ”اليونيفيل” بنشاط عملياتي بين قريتي الجميجمة وخربة سلم، واجهت مجموعة من المواطنين بلباس مدني الدورية، وفق المتحدث باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، الذي قال إن هؤلاء الأفراد حاولوا إيقاف الدورية باستخدام وسائل عنيفة، شملت استخدام العصي المعدنية والفؤوس، مما أدى إلى إلحاق أضرار بآليات الدورية. ولحسن الحظ، لم تسجل أي إصابات. رداً على ذلك استخدمت الدورية وسائل غير فتاكة لضمان سلامتهم وسلامة جميع الموجودين في المكان. ويضيف بيان صادر عن قوات حفظ السلام الدائمة جنوب لبنان أنه وخلال انسحاب الدورية من الموقع أطلقت أعيرة نارية على الدورية فرد حفظة السلام بإطلاق النار، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وذكرت البعثة أنها أبلغت على الفور القوات المسلحة اللبنانية بالحادثة، ورافقت الأخيرة دورية “اليونيفيل” بأمان إلى القاعدة. القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة منتشرة جنوب لبنان منذ نحو نصف قرن (ا ف ب) في المقابل تؤكد أوساط أهالي المنطقة أن هذه الدورية، المؤلفة من الكتائب الفرنسية والنرويجية والفنلندية والاسكتلندية، دخلت من دون مؤازرة من الجيش اللبناني إلى أملاك خاصة ما استدعى رد فعل منهم، تطورت لاحقاً إلى إشكال مباشر، وهو ما رد عليه تيننتي بالقول “قواتنا تستطيع التحرك في جنوب لبنان مع الجيش ومن دونه”. هذا التطور أثار تساؤلات كثيرة في توقيته ومستوى التصعيد الذي شهده، وسأل متابعون عن الهدف من خلف هذه التحركات، وما إذا كانت بقرار فردي من الأهالي نفسهم أم أن “حزب الله” هو من يقف وراءها بصورة غير مباشرة من خلال دفع مواطني بعض البلدات الجنوبية إلى الواجهة مع قوات “يونيفيل”، بهدف إيصال مجموعة رسائل داخلية وخارجية. دور “اليونيفيل” في العثور على مراكز للحزب القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة منتشرة جنوب لبنان منذ نحو نصف قرن وتحديداً بعد “عملية الليطاني”، التي نفذتها إسرائيل عام 1978 جنوب لبنان. كذلك فإن قوات “اليونيفيل” هي أحد أعضاء لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وتضطلع بدور مهم في العثور على مراكز ومخابئ أسلحة تابعة لـ”حزب الله” جنوب نهر الليطاني، وتسليمها للجيش اللبناني. وكانت أعلنت قبل أيام في بيان أنها عثرت على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة (جنوب الليطاني) وأحالتها إلى الجيش اللبناني، مضيفة أن الجيش “لم يتمكن بعد من الانتشار الكامل قرب الحدود… مع استمرار وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية”، في إشارة إلى المرتفعات الخمس الاستراتيجية التي لا تزال توجد فيها. وبالتوقف عند هذا البيان، يقول كثر إن التعرض الكبير لقوات “اليونيفيل” بين قريتي الجميجمة وخربة سلم، ما هو إلا رد واضح وصريح على ما تقوم به ودورها في مساعدة الجيش تسلم زمام الأمور جنوب لبنان. “حزب الله”، وعلى رغم الاتهامات المباشرة التي طاولته بالوقوف وراء استهداف “اليونيفيل”، لم يصدر أي بيان نفي أو توضيح. في المقابل يرى الكاتب الصحافي قاسم قصير، المقرب من الحزب، أن كل شيء وارد على الأرض، وتطور الأحداث مرتبط بآلية عمل قوات الطوارئ الدولية واستمرار الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية وعدم قيام هذه القوات الأممية بدورها في وقف العدوان الإسرائيلي ودخولها إلى القرى الحدودية والمناطق المجاورة، مضيفاً “الأهالي يتحركون كرد فعل والحزب حريص على دور قوات الطوارئ الدولية”. مصلحة إسرائيلية في التعرض لـ”اليونيفيل” صحيح أن اعتراض الجنوبيين دوريات من “اليونيفيل” لا علاقة لإسرائيل به بشكل مباشر، لكن الأمر يسر تل أبيب لأكثر من سبب، فهي كثيراً ما انتقدت القوات الأممية بأنها لم تقم بدورها إن في الحرب الأخيرة أو خلال العقود الماضية، ناهيك بتكرر المطالبات الإسرائيلية بإنهاء عمل هذه القوات جنوب لبنان، مبررة هذه المطالبات بأن الأخيرة تعمل بما يصب في مصلحة المسلحين، من الفدائيين الفلسطينيين منذ أيام الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990) وصولاً إلى عناصر الحزب اليوم. ناهيك بتعرض جنود هذه القوات وأيضاً جنود الجيش اللبناني ومراكزهما لاستهدافات إسرائيلية على مدى أشهر الحرب الأخيرة بين عامي 2023 و2024. وحتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تعرضت دوريات تابعة لليونيفيل لأكثر من استهداف، مما أدى إلى إصابة عناصر تابعة لها بجروح. الأهالي واجهة لـ”حزب الله” يقرأ المتخصص العسكري الجنرال سعيد قزح في التطورات الأخيرة والتعرض المستمر لقوات حفظ السلام جنوب لبنان، ويقول إنه دائماً ما يستعمل “حزب الله” الأهالي كواجهة لتحقيق أهداف خاصة به، بحجة أن من يعترض على أي عمل تقوم به الدولة أو قوات الطوارئ الدولية، هم من الأهالي المدنيين، والنساء والأطفال الذين يدفع بهم إلى الواجهة، ويتابع أن هذه الحوادث المتكررة تأتي لتغطي عن حدث ما أو مهمة ما يقوم بها الحزب ولا يريد لقوات الطوارئ أن تكتشفه أو تكون شاهدة على ذلك، فيحرك ما سماه “قوات الاحتياط” الذين هم الأهالي، على حد قوله، لقطع الطريق على الدوريات، مرة بحجة أن الجيش لا يرافقها، ومرة بحجة أن عسكرياً من “اليونيفيل” صور النساء أو المنازل، حتى يتدخل الجيش اللبناني لفض الإشكال، كسباً للوقت حتى يكون الحزب قد انتهى من العمل الذي يقوم به. يشدد قزح على أن الإشكالات تبعث رسائل إلى قوات الطوارئ وإلى الدول المنتمية إليها، بأن عناصرها يعملون في بيئة غير صديقة لهم، وعليهم “الانصياع” وعدم تخطي الحدود التي تحددها هذه البيئة، في عرقلة واضحة لتطبيق القرارات الدولية. ويضيف “منذ عام 2006 نشهد على هذه الأعمال، وقد رأينا كيف أن الحزب قد استطاع إعادة بناء نفسه منذ ذلك العام وحتى حرب الإسناد من دون أن تكتشف قوات الطوارئ الأعمال التي كان ينفذها على مقربة منها لا تتعدى في بعض الأحيان عشرات الأمتار، باستعانة من الأهالي للتغطية على ما كان يقوم به من أعمال تحصين وبناء مراكز ومخابئ عسكرية”. بدورها تستبعد مصادر عسكرية أن يقوم أي شخص في الجنوب وبالتحديد في مناطق نفوذ “حزب الله” بأي خطوة لمنع دورية “اليونيفيل” من التقدم أو التحرك وأيضاً التهجم عليها بشكل مباشر من دون علم القيادات الميدانية في الحزب، وتؤكد أن بعض الحوادث الفردية قد يحصل ولكن تكرارها يؤكد أن خلفها رسائل متعددة الاتجاهات، داخلياً وخارجياً، وتضيف “لا يمكن للأهالي أن يتصرفوا جنوباً من دون ضوء أخضر من الحزب”. استحقاق التمديد للقوات الدولية وتأتي هذه التطورات الميدانية عشية استحقاق التمديد للقوات الدولية، في نهاية أغسطس (أب) المقبل، وفي هذا السياق كثرت التقارير التي تجزم أن لا موافقة أميركية بعد على التمديد لقوات “اليونيفيل” ووقف تمويلها، بخاصة أن الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب تشكك في دورها على الأرض كرادع حقيقي أو فعلي بوجه الخروق الكبرى التي تحصل، فيما لا تعتبر هذه الإدارة أن الإنفاق على عمل القوات الدولية ضرورياً إذا لم تتحقق الغاية المنشودة من عملها وبخاصة أن واشنطن تتحمل العبء الأكبر من هذا التمويل منذ عام 2006. كذلك يضع محللون الاستهدافات التي تتعرض لها الدوريات الأممية جنوب لبنان في إطار التضييق عليها، فيما تبحث عواصم غربية ومنها باريس إمكان توسيع صلاحيات هذه القوات، مما سيضيق الخناق أكثر على “حزب الله” ميدانياً، ولن يسر بالطبع تل أبيب. وفي هذا السياق كشف العميد المتقاعد حسن جوني في حديث صحافي عن أن “المهام التي تقوم بها قوات الطوارئ الدولية تدخل في إطار الصلاحيات الإضافية التي أعطيت لها بموجب التعديل الصادر عام 2024 بقرار من مجلس الأمن ولم تمارسها في حينه بسبب الظروف التي كانت قائمة”، في إشارة إلى إعلانها بصورة متكررة العثور على مخابئ أسلحة ومخازن تابعة للحزب جنوب نهر الليطاني. وهنا يطرح السؤال القديم الجديد في لبنان مع كل استهداف تتعرض له هذه القوات، هل تبقى أم تنتهي مهامها بعد نصف قرن على وجودها؟ لتأتي الإجابة من غالبية المتابعين بأن عمل قوات “اليونيفيل” سيستمر جنوباً ما دامت هناك حاجة إلى ذلك، على رغم كل الأخطار الأمنية المستمرة. المزيد عن: قوات اليونيفيلجنوب لبنانحزب اللهالحرب الإسرائيلية اللبنانيةالأمم المتحدة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “ذكاء السرب” يقود جيوش المسيرات القادمة next post توقيف 4 أشخاص ضمن تحقيق في شبكة تهريب بين مصر وأميركا You may also like لييبا على حافة “حرب أهلية دموية”… جديدة 25 مايو، 2025 توقيف 4 أشخاص ضمن تحقيق في شبكة تهريب... 25 مايو، 2025 “بركان الفرات” انفجار مسلح في وجه الروس بسوريا 25 مايو، 2025 مبعوث ترمب يشيد بخطوات الشرع بشأن المقاتلين الأجانب... 25 مايو، 2025 «حماس» تواجه واقعاً معقداً هو الأصعب منذ تأسيسها 25 مايو، 2025 إسرائيل مستعدة لضرب مواقع نووية إيرانية إذا فشلت... 25 مايو، 2025 رفع العقوبات عن سوريا و”تقدم بلا حسم” بين... 25 مايو، 2025 بدء تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان الشهر المقبل…... 24 مايو، 2025 السلاح الفلسطيني في لبنان… مِن «اتفاق القاهرة» إلى... 24 مايو، 2025 فرصة تاريخية أمام لبنان لدفن “اتفاق القاهرة” بعد... 24 مايو، 2025