ثقافة و فنونعربي “قلعة آكسل” لإدموند ويلسون: أجمل النقد ما كان تهكميا by admin 5 يوليو، 2020 written by admin 5 يوليو، 2020 449 الناقد الأميركي يعزو إلى الرمزية كل أدب كبير في زمانه اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب يمكن القول دون الكثير من التردد أن الحياة الأدبية العربية عرفت النقد الغربي الحديث من خلال عدد من الكتب المترجمة عن الإنجليزية، بريطانية كانت أو أميركية، التي ظهرت في أواسط القرن العشرين. وكان ذلك ما خلّص قراءها من طغيان صنوف النقد التقليدي ولا سيما الفرنسي منه التي كانت قد وصلتهم من خلال مجلة “الكاتب المصري” والعميد طه حسين على سبيل المثال. ولا ريب أن كتاب “قلعة آكسل” للأميركي إدموند ويلسون كان في مقدمة تلك الكتب. وذلك منذ ترجمه إلى العربية حينها الناقد والكاتب جبرا ابراهيم جبرا ما اعتبر فتحاً جديداً في عالم النقد. والطريف أن سمعة إدموند ويلسون العالمية كانت قد سبقت ذلك من خلال جملة واحدة اختصر فيها وعلى شكل سؤال عميق متهكم، كل ما كان يريد أن يقوله في مجال انتقاد الأدب البوليسي. كانت الجملة: “وهل ثمة من يهتم حقّا بمن قتل روجيه آكرويد؟” ويعرف قراء آغاثا كريستي أن السهم إنما كان موجهاً إلى واحدة من أشهر رواياتها “من قتل روجيه آكرويد”… بيد أن هذا ليس موضوعنا هنا، موضوعنا هو الإطلالة على ويلسون من خلال كتابه الأشهر “قلعة آكسلّ” بالنظر إلى أنه أحدث تجديدا لا في التذوّق النقدي العربي وحسب، منذ أوصله جبرا إلى القراء العرب، بل على صعيد حركة النقد في العالم. حول حفنة من مبدعين وضع ويلسون لكتابه هذا عنواناً ثانوياً يكاد يبدو أكاديمياً هو “دراسة في الأدب الإبداعي الذي ظهر بين عامي 1870 و1930”. ولئن كانت الدراسة قد اقتصرت على سبعة كتاب اعتبر ويلسون أنهم ينتمون إلى الأدب الرمزي بصورة أو بأخرى، فإنه عمد إلى تحليل الحياة الإبداعية الأدبية برمتها من خلالهم باعتبار أن معظمهم كانوا من أبرز المبدعين ولكن أيضاً من الذين حذا حذوهم العدد الأكبر من مبدعي الأجيال التالية لهم. ويلفت جبرا النظر إلى أن ويلسون حين وضع دراسات الكتاب كان لا يزال زمنياً شديد القرب من موضوعه حيث أن خمسة من الأدباء الذين جعلهم محور البحث الرئيس كانوا لا يزالون على قيد الحياة “فيما لم تكن قد مرت سوى سنوات قليلة على موت مارسيل بروست” بينما كان إليوت لا يزال في مطلع أربعيناته و”لم يكن قد كتب بعد أياً من رباعياته الأربع وأيا من مسرحياته فضلاً عن بعض نقده المتأخر”. أما الذين تناولهم ويلسون في فصول كتابه فهم وليم بطلر ييتس وبول فاليري وجيمس جويس وغرترود شتاين ناهيك ببروست وإليوت وفصل بعنوان “آكسل ورامبو”. ولنضف إلى ذلك ملحقين بعنوان “سهرة فينيغان” و”ذكريات عن الدادائية”. وكل هذا في أقل من 250 صفحة علماً أن ويلسون اعتاد في كتاباته استخدام جمل قصيرة ومكثفة. “الرمزية خلقت أدبنا المعاصر” منذ الصفحات الأولى يحدد ويلسون أنه إنما أراد بكتابه هذا أن يرسم “ما الذي يجب أن يكون عليه النقد: تاريخ أفكار الإنسان وخيالاته في إطار الظروف التي أسبغت عليه أشكالها”. وما يهم ويلسون هنا خاصة في نهاية المطاف هو أن يصوّر كيف ورثت الرمزية في بدايات القرن العشرين مجمل التيارات التي سبقتها (ولا سيما الرومانسية والطبيعية) وتجلّت في كتابات الأدباء الذين يدرسهم شارحاً كيف أتت الرمزية موروثة من مالارميه الفرنسي علناً بأن “هناك أمور كثيرة استجدت في الأدب الإنجليزي يصعب علينا فهمها دون الإطلاع على المدرسة الرمزية” مؤكّداً أنه “إذا كان أكثر النقد الإنجليزي والأميركي يقف حائراً إزاء أعمال بعض الأدباء المحدثين فإن بعض ذلك يعود إلى أن أعمال هؤلاء الأدباء اتت نتيجة ثورة وقعت خارج الأدب الإنكليزي”. وهنا يخلص ويلسون في مقدمته إلى أن “تاريخ الأدب في عصرنا إن هو في معظمه إلا تاريخ نطور الرمزية واندماجها في النزعة الطبيعية أو صراعها معها”. اقرأ المزيد يا لجحيم المدينة! في “تحية لأوسكار بانيتزا” لجورج غروس شكسبير مصابا بحمّى الغرام في “لا شيء مثل الشمس” لأنطوني بارغس إنطلاقا من هذه النظرة التي بدت شديدة الغرابة حينها، تناول ويلسون إذاً بعض أشهر الأعمال الأدبية في الثلث الأول من القرن العشرين، ما جعله يعتبر في نظر الكثيرين، أفضل ناقد أدبي معاصر. ولئن كان إدموند ويلسون قد عرف بالجدية في نقده، فإنه كذلك عرف باللؤم الشديد وباستخدامه العبارات الجارحة حين لا تنفع حجة مع “خصومه” ولا ينفع جدال. ومهما يكن، إذا كان إدموند ويلسون قد برز كناقد كبير، فإنه لم يكن ناقداً وحسب، بل كان روائياً وباحثاً ومؤرخاً ايضاً، كما أصبح واحداً من كبار أقطاب الحركة الأدبية الأميركية بعيد الحرب العالمية الأولى، واشتهر بمعاركه الأدبية الصاخبة، تماماً كما اشتهر بزيجاته المتعددة، وكان من أشهر زوجاته الكاتبة التقدمية ماري ماكارتي، التي رغم طلاقهما السريع ظلت صديقة له، ولسان حالها يقول: “الإبقاء على صداقته خير، في نهاية الأمر، من اكتساب عداوته”، وهو حافظ على تلك الصداقة ودافع عن أدب السيدة دفاعاً شديداً. اللامنتمي في كل مكان ولد إدموند ويلسون العام 1895 في ردبانك بولاية نيو جيرزي الأميركية، وتخرج العام 1916 من جامعة برنستون حيث كان رفيقاً لسكوت فيتزجيرالد. خاض ويلسون الحرب العالمية الأولى مع الجيش الأميركي المحارب في فرنسا، وبعد عودته عمل أولاً في الصحافة حيث راح يكتب المقالات النقدية لمجلة “فانيتي فير” ثم لمجلة “نيو ريبابلك” وبعد ذلك لمجلة “نيويوركر”. وكانت كلها من أهم مجلات النخبة التقدمية في الولايات المتحدة في ذلك الحين. غير أن ويلسون، خلال كتابته في تلك المجالات، لم يشعر بأدنى انتماء إلى أي منها، على أي حال، بل كان يشعر باستقلاله التام، وهذا ما جعله، في الوقت نفسه، محل غضب الشلل المتحكمة في الأدب الأميركي، كما محل رضا أنواع الكتاب المستقلين والطليعيين كافة. طوال الفترة الفاصلة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، أصدر إدموند ويلسون روايته الوحيدة “فكرت بديزي” (1929)، كما نشر عدة قصص قصيرة جمعها لاحقاً في مجموعة وحيدة حملت عنوان “مذكرات مقاطعة هيكات” (1946) وخمس مسرحيات جُمعت في مجلد واحد عام 1954، كما نشر العديد من القصائد والأفكار في كتابين حملا عنواني “دفاتر الليل” (1942) و”أفكار ليلية” (1961). غلاف كتاب “قلعة آكسل” لإدموند ويلسون غير أن هذا كله لم يكن ما صنع مجد إدموند ويلسون، كما لم تصنعه نصوص أدب الرحلات التي كان يتفنن في كتابتها. ما صنع سمعة ويلسون ومكانته كان دراساته النقدية، ولكن خصوصاً عمله كـ “مؤرخ للأفكار” في هذا الإطار يبرز مثلا كتابه الفذ “محطة فنلندا” الذي رسم فيه فصولاً رائعة لا تخلو من طرافة وتهكم مع شيء من الحنان، لتاريخ الحركة الإشتراكية وحياة بعض مؤسسيها من ماركس إلى لينين. وفي نصوصه النقدية كان ويلسون يبدو كرجل موسوعي من طراز رفيع، يستخدم كل مهاراته المعرفية وأسلوبه الجزل لتوجيه سهام النقد. والنقد بالنسبة إليه كان عليه دائماً أن يكون نقداً بناء، كما هو حال دراسته المتميزة حول الأدب الرمزي “قلعة آكسل” التي نتناولها هنا، ودراسته حول العلاقة بين العصاب والإبداع الأدبي، وهي الدراسة التي لا تزال تعتبر مرجعاً أساسياً في موضوعها حتى يومنا هذا، وعنوانها “القوس والجرح” (1951)، ناهيك عن دراسته الموسوعية حول الأدب الأميركي في القرن التاسع عشر بعنوان “صدمة الاعتراف” (1952). في أعماله جميعاً كان ويلسون حاذقاً هادئاً ثابتاً، بحيث أن كاتبي سيرة حياته والباحثين في أدبه قالوا عنه على الدوام إنه الرجل الذي أعاد اختراع ما يطلق عليه في الأدب الأميركي اسم “مراجعة الكتب” إذ لولاه لما كان لهذا النوع من النقد المكانة التي يحتلها الآن. كل هذا على رغم أن ويلسون يكاد يكون شبه منسي اليوم، بعد مرور نحو نصف قرن على موته، هو الذي رحل عالمنا عام 1972. المزيد عن: بريطانيا/أميركا/إدموند ويلسون/قلعة آكسل/طه حسين/فرنسا 38 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post إيران.. تسجيل يكشف التكتيك الكارثي في ليلة الانتقام لسليماني next post اِيزابيل الليندي تسترجع الحرب التشيلية في رواية حب You may also like رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: حسام أبو صفية… الرجل... 10 يناير، 2025 كتب يناير الإنجليزية: سيرة هوليوودي واعترافات 3 نساء 9 يناير، 2025 عبده وازن يكتب عن: بثينة العيسى تروي خراب... 9 يناير، 2025 أعظم 20 فيلما في تاريخ سينما الغرب الأميركي 9 يناير، 2025 وليام هوغارث يغزو بيوت لندن بلوحات شكسبيرية 9 يناير، 2025 استعادة الشاعر بول إلويار في الذكرى المئوية للبيان... 9 يناير، 2025 فيلم “ذا اوردر” يواكب صعود التطرف في الغرب 9 يناير، 2025 عندما فقد الروسي غوغول شاعرية “سهرات مزرعة ديكانكا” 9 يناير، 2025 دمشق أقدم مدينة مأهولة… ليست مجرد عاصمة 9 يناير، 2025 38 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 6:56 م Hurrah! After all I got a website from where I be able to actually get helpful information regarding my study and knowledge. Reply бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 1:06 ص Hi there, I enjoy reading all of your article. I like to write a little comment to support you. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 2:22 م Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply steam csgo gambling websites 2024 7 مايو، 2024 - 5:18 م Can you tell us more about this? I’d like to find out more details. Reply F. Skorina Gomel State University 15 مايو، 2024 - 6:12 م Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 9:49 ص I feel this is one of the so much significant information for me. And i’m glad reading your article. However want to observation on few common things, The website taste is great, the articles is really excellent : D. Good activity, cheers Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 12:19 م I got this site from my friend who informed me regarding this web site and now this time I am visiting this web site and reading very informative posts here. Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 10:39 ص fantastic post, very informative. I wonder why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply hot fiesta игра 12 يونيو، 2024 - 5:24 م Can you tell us more about this? I’d care to find out more details. Reply hot fiesta играть 13 يونيو، 2024 - 1:20 م Hi there! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to take a look. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Terrific blog and brilliant design and style. Reply хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 12:52 ص Greetings! I know this is kinda off topic nevertheless I’d figured I’d ask. Would you be interested in exchanging links or maybe guest writing a blog article or vice-versa? My site addresses a lot of the same subjects as yours and I feel we could greatly benefit from each other. If you might be interested feel free to send me an e-mail. I look forward to hearing from you! Excellent blog by the way! Reply hot fiesta игра 14 يونيو، 2024 - 12:33 م What’s Taking place i’m new to this, I stumbled upon this I have found It positively helpful and it has helped me out loads. I hope to give a contribution & aid other users like its helped me. Good job. Reply hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 11:50 م Hey! I realize this is kind of off-topic but I had to ask. Does building a well-established blog like yours take a massive amount work? I’m completely new to blogging but I do write in my diary daily. I’d like to start a blog so I will be able to share my own experience and thoughts online. Please let me know if you have any suggestions or tips for new aspiring bloggers. Appreciate it! Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 6:03 م Great web site you’ve got here.. It’s hard to find quality writing like yours these days. I seriously appreciate people like you! Take care!! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:13 م Great delivery. Great arguments. Keep up the amazing effort. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 4:18 ص hi!,I really like your writing so so much! proportion we keep up a correspondence more approximately your post on AOL? I need an expert in this space to unravel my problem. May be that is you! Taking a look forward to peer you. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 5:25 م I am regular reader, how are you everybody? This article posted at this site is really good. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 6:16 ص Hi, Neat post. There is a problem with your web site in internet explorer, could check this? IE still is the marketplace leader and a big component to other folks will leave out your fantastic writing due to this problem. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 7:14 م Spot on with this write-up, I truly believe this website needs far more attention. I’ll probably be back again to read through more, thanks for the information! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 7:56 ص Hello there, simply turned into aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate when you continue this in future. Lots of other people can be benefited from your writing. Cheers! Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 2:32 م Wow, marvelous blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging glance easy. The entire glance of your site is wonderful, let alonesmartly as the content! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 10:51 ص I like the valuable information you supply in your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am slightly certain I will be told a lot of new stuff right here! Good luck for the following! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 1:13 ص Why viewers still use to read news papers when in this technological world everything is available on net? Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 2:52 م Hi there to all, how is all, I think every one is getting more from this web site, and your views are pleasant in favor of new viewers. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 5:09 ص Its like you read my mind! You seem to understand so much approximately this, like you wrote the e-book in it or something. I feel that you could do with some % to force the message house a bit, however other than that, this is great blog. A great read. I’ll definitely be back. Reply автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 1:43 م Заказывая автомойку под ключ, вы получаете полный комплекс услуг, который включает выбор местоположения, проектирование, строительство и установку оборудования для качественной мойки авто. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 4:24 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 5:08 م Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 4:53 ص Строительство автомойки – это наша страсть. Мы гарантируем высокое качество работы и стремимся обеспечить ваш комфорт и удовлетворенность. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 4:23 م “Франшиза автомойки” от нашей сети – это готовое решение для старта вашего бизнеса. Мы предлагаем полную поддержку и профессионализм. Reply автомойка под ключ 9 يوليو، 2024 - 4:11 ص Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 11:52 ص Appreciate the recommendation. Will try it out. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 7:51 ص I seriously love your blog.. Pleasant colors & theme. Did you create this website yourself? Please reply back as I’m trying to create my very own website and want to know where you got this from or exactly what the theme is called. Thanks! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 10:48 ص This website was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Many thanks! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 11:41 م I’m not sure where you are getting your info, but good topic. I needs to spend some time learning more or understanding more. Thanks for wonderful information I was looking for this information for my mission. Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 12:02 ص “Строительство автомойки” возлагает на нас полную ответственность за проект, включая выбор оборудования, стандарты безопасности и управление проектом. Reply Jac Благовещенск 15 أغسطس، 2024 - 12:34 م Good post. I’m facing a few of these issues as well.. Reply theguardian.com 22 أغسطس، 2024 - 7:36 م Hello! I could have sworn I’ve been to this website before but after browsing through some of the posts I realized it’s new to me. Anyhow, I’m definitely pleased I discovered it and I’ll be bookmarking it and checking back regularly! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.