قتيلان في استهداف إسرائيلي جنوب لبنان وألمانيا لمواطنيها: غادروا

خرقت طائرات إسرئيلية جدار الصوت مرة جديدة فوق العاصمة بيروت مما أثار حالاً من الرعب والخوف بين المواطنين

“اندبندنت عربية”

لا تزال التطورات الميدانية بين إسرائيل و”حزب الله” على سخونتها، وسط ترقب لرد الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر قبل أيام في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، الذي اعتبر صيداً ثميناً لتل أبيب، بخاصة بعدما تبين أنه كان المخطط والمتابع الأول لجبهة الإسناد التي أطلقها الحزب دعماً لحركة “حماس” في غزة منذ 10 أشهر.

وفي جديد الميدان استهدفت غارة إسرائيلية بصاروخ دراجة نارية في بلدة جويا جنوب لبنان، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن شخصين قتلا في الغارة وأصيب آخرون.

كذلك تعرضت أطراف بلدة زبقين والأودية المجاورة لقصف مدفعي متقطع، كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي انشطاري منطقة وادي حسن التي تربط أطراف قرى طيرحرفا والجبين وشيحين ومجدلزون، “حزب الله” أعلن بدوره استهداف موقع الراهب بالقذائف المدفعية.

جنوباً أيضاً، استهدفت غارة جوية إسرائيلية أطراف بلدة كونين وأخرى بلدة يارون، في حين استهدف قصف مدفعي ساحة بلدة محيبيب والمنازل المجاورة.

استهدفت غارة إسرائيلية بصاروخ دراجة نارية في بلدة جويا جنوب لبنان مما أدى إلى سقوط قتيلين (صورة متداولة)

خرق جدار الصوت

وقبل ساعات خرق الطيران الإسرائيلي جدار الصوت بشكل عنيف على علو منخفض فوق بيروت، ليعود ويخرقه اليوم أيضاً على دفعتين فوق بيروت وجبل لبنان وبشامون وعرمون وخلدة والشويفات وإقليم الخروب، وهو ما أثار هلعاً كبيراً في صفوف المواطنين لا سيما في العاصمة.

ويقول الخبراء العسركيون إن خرق جدار الصوت يعني عندما تتجاوز سرعة الطائرة العسكرية سرعة الصوت، وهو أشبه بالانفجار الصوتي الذي يتسبب في ارتدادات قوية، وفي الغالب يكون الهدف منه إثارة الخوف والقلق لدى المواطنين، ضمن الحرب النفسية.

يضع الخبير في الشؤون العسكرية خالد حمادة خرق جدار الصوت المتكرر، بخاصة أنه أتى قبل دقائق من كلمة أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، في إطار إرسال رسالة مفادها بأن بيروت وأجواءها ليسا بمنأى عن العمليات العسركية، بخاصة أن تصريحات لقيادات إسرائيلية تصاعدت في الأيام الماضية وتطالب باتخاد قرار بعمل عسكري بري في لبنان وضرب البنية التحتية.

وفي سياق أوسع يعتبر حمادة أن التطورات الميدانية في الجنوب تأتي في سياق ازدياد التوتر الأمني، بخاصة بعد اغتيال شكر وإسماعيل هنية، ويقول “الكل ينتظر الهجوم الإيراني، إسرائيل في غاية الاستنفار، وكل المعطيات والعوامل تدفع إلى هذا التصعيد. فيما الحزب زاد من هجماته، ومن كلام نصر الله قبل ساعات استشعرنا أن الرد الرئيس قد يكون من لبنان بشكل أساس، وكل هذا يضع الأمور في حال قصوى من الحرج الأمني والقلق”.

10 دول

ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، قوله “إننا تلقينا طلبات من أكثر من 10 دول للمساعدة بإجلاء مواطنيها من لبنان في حالة تصاعد الصراع” مع إسرائيل.

ألمانيا لمواطنيها: غادروا فوراً

في الأثناء قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الأربعاء إن الإشاعات عن عملية إجلاء محتملة من لبنان أعطت المواطنين الألمان هناك شعوراً زائفاً بالأمن، وحثهم على مغادرة البلاد فوراً. وطالب المواطنين بتنظيم رحلات المغادرة بأنفسهم، حتى لو كان هذا يعني السفر عبر تركيا أو حجز رحلات طيران بأسعار أعلى ثمناً.

صحيفة “التايمز” البريطانية كشفت بدورها اليوم الأربعاء عن أن لندن وضعت أكثر من 1000 جندي بريطاني على أهبة الاستعداد لإجلاء الرعايا البريطانيين من لبنان، وسط تزايد دعوات الدول الكبرى رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً، وإيقاف شركات طيران أجنبية عن تسيير رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال قبل ساعات إن على إسرائيل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سموتريتش قوله “على إسرائيل ألا ترد على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بل أن تغتاله”.

“الكل في مأزق”

وعن الوضع في لبنان والمنطقة يقول الكاتب السياسي جورج علم إن “الكل في مأزق، الحزب وإيران إسرائيل وأميركا، والرد لم يحصل بعد، لأن السؤال هو ماذا بعد الرد واليوم التالي للرد؟ هل تتدرج المنطقة نحو حرب شاملة تشارك فيها أميركا عن طريق دعم إسرائيل؟ وإلى أين ستنتهي هذه الحرب وتقود المنطقة؟ الكل في أعلى الشجرة، وعالق في هذه الحرب”.

ويعتبر علم أن تأخر الرد يعود لحسابات داخلية، إن كان داخل قيادة “حزب الله” أو داخل القيادة الإيرانية، ويضيف “في إيران هناك رئيس إصلاحي انتخب لكي يفتح حواراً مع الغرب، لكن إن كانت المواجهة قائمة وحتمية فهذا يعني أن الكلمة ليست للإصلاحيين بل للحرس الثوري، مما سيضع الرئيس الإصلاحي في مآزق”.

واعتبر أن القلق قائم عند كل الشعوب المتورطة في هذا الصراع، مرجحاً كفة أن يكون هناك رد مدروس لا يؤدي إلى حرب شاملة لكن ينعش القنوات الدبلوماسية للبحث عن مخارج تنهي الصراع القائم.

حراك ديبلوماسي

في التحركات، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبناني عبدالله بوحبيب سفير أستراليا لدى لبنان أندرو بارنز الذي نقل رسالة من الحكومة الاوسترالية، بشأن تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، تتمنى فيها “تجنب التصعيد العسكري وحل النزاعات والخلافات بين كل الجهات بالطرق السلمية”.

وشدد بو حبيب على “أن لبنان لا يسعى الى الحرب وهو متمسك بتطبيق القرار 1701 لإرساء الهدوء على حدوده الجنوبية، لكن على المجتمع الدولي إلزام اسرائيل بوقف عدوانها على لبنان وغزة”.

واستقبل الوزير اللبناني أيضاً سفير كوريا الجنوبية لدى لبنان إيل بارك، الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن، وشدد أمامه على “أن الضغط الدولي يجب أن ينصب على إسرائيل لكي توقف عدوانها باعتبارها الجهة التي ترفض وقف إطلاق النار”.

أما السفير الكوري فدعا الى “التهدئة وضبط النفس”، وأكد “دعم بلاده التطبيق الكامل للقرار 1701 وتمديد ولاية اليونيفيل”.

المزيد عن: لبنانإسرائيلجنوب لبنانحزب اللهألمانياحسن نصرللهجدار الصوت