ثقافة و فنونعربي في ذكرى الشاعر المجدد مؤيد الراوي (1939 – 2015) by admin 23 سبتمبر، 2019 written by admin 23 سبتمبر، 2019 37 قبل نحو اربع سنوات، وبعد يومين فقط من صدور مجموعته الشعرية الجديدة “سرد المفرد” (منشورات الجمل)، رحل الشاعر العراقي المجدد مؤيد الراوي (1939 – 2015) عن 76 عاماً في برلين، بعد صراع مع المرض ومعاناة حياتية قاسية. ومؤيد الراوي الذي لم يصدر سوى ثلاث مجموعات شعرية، هو بلاريب أحد أبرز الشعراء العراقيين في فترة الستينات فضلا عن مكانته كأحد مؤسّسي “جماعة كركوك الشعرية” في العراق، عام 1964، والتي اشتهرت في ستينات القرن الماضي كجماعة أدبية طليعية الحداثة ، والمنهج الابداعي، وضمّت، إلى جانبه، شعراء مبدعون لامعون ابرزهم سركون بولص (1944 – 2007) وصلاح فائق وفاضل العزاوي وأنور الغساني وجان دمّو (1942 – 2003). والصديق مؤيد الراوي الذي التقيته لأول مرة عام 1969 خلال زيارة قام بها لمطبعة ثنيان في الباب المعظم حيث كنت اعمل مصححا في مجلتي (العاملون في النفط) و(الاخبار السوفييتية)، كما التقيته مرارا لاحقا في برلين ولندن، لم يكن مُكثراً في إنتاجه لا سيما خلال سنوات المنفى القاسية ككثير من شعراء ومبدعي العراق خلال العقود الاربعة الاخيرة. وفي “سرد مفرد”، كما لاحظ احد النقاد، ظل الراوي يتحسّس رحيله في سنواته الاخيرة مستقبلا ومحاورا في إحدى قصائده ابا العلاء المعرّي: “بعكازهِ طرقَ المعرّيُ بابي/ أنا المُنطفئ المنتظرُ نهاية اللعبةـ قال لي: يا صنوي ويا نقيضي/ تراني في الثلاثة من سجوني/ لفقر ناظري/ ولزوم بيتي/ وكون الجسد في المرض الخبيث. أتعبَتكَ الرحلةُ في الظلمة وأحاطت بك الشكوك، تعال آخذك بيدي إلى معَرَّة النعمانِ فنتجادل”. وفي قصيدةٍ أخرى، بعنوان “تشخيص”، يتأمّل وحشيّة العالم: “الشجرُ يحيل الغيم إلى غابة/ تجول فيها أسودٌ وضباعٌ وذئاب، دماءٌ تغطي لحاء الأشجار/ وطيورٌ تفزّ هلعاً من طلقة الصيادين. أنت ترى دوماً في الليل والمدن والغابة/ ثلاث جثثٍ موشومة ببقع حمراء، في الجبين والصدغ وفي الصدر حيث القلب، الصحافة، مشاركا في الحياة الثقافية، واعتبر أحد رموز التجديد في الشعر العراقي الحديث بقصائده التي نشرها وبآرائه النقدية في مجال الأدب والفن. ولد مؤيد الراوي في مدينة الأنبار، وعاش شبابه في كركوك. اعتقل مرات كثيرة وسجن في عام 1963 إثر الانقلاب البعثي مدة عامين ثم فصل من الخدمة. غادر كركوك وعاش في العاصمة بغداد حتى عام 1969 حيث عمل في التي صدرت قبل يومين من رحيله. وغادر الراوي العراق بعد الانقلاب العسكري الثاني لحزب البعث إلى عمّان ثم إلى بيروت ومكث فيها حتى عام 1980، ثم غادر إلى برلين التي استقر فيها حتى رحيله مع زوجته واطفاله. من مجموعاته الشعرية: «احتمالات الوضوح» 1974 و(الممالك) 2011، وآخرها مجموعته الشعرية «سرد المفرد» سرعان ما يحطُ عليها طائرٌ يردّد نحيب المقابر”. وكان رئيس الجمهورية السابق د. فؤاد معصوم قد بعث في 14/10/2015 رسالة تعزية إلى عقيلة الشاعر الراحل، السيدة فخرية صالح البرزنجي وعائلته اعرب فيها عن ألم وحزن العراق العميقين حيال نبأ وفاة الشاعر والناقد مؤيد الراوي في العاصمة الالمانية برلين مضيفا ” اننا أمام هذه الخسارة الجسيمة للعراق ولمدينة كركوك خاصة التي رفع اسمها في كل المحافل الادبية، لا يسعنا إلا الاعراب عن الاعتزاز البالغ بالمكانة الكبيرة التي احتلها هذا الشاعر المجدد، وعبر عنها دوره الرائد في تأسيس قصيدة النثر في العراق والعالم العربي فضلا عن تأسيس جماعة كركوك الأدبية، وجرأته في معارضة النظام الدكتاتوري البائد، ما أرغمه على مغادرة العراق اثر ملاحقته من قبل أجهزته القمعية”. Hussain Hindawi 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مضمار عالم الأعمال طريق بعوائق مجتمعية أمام العراقيات الكرديات next post قصيدتان للشاعر المناضل مؤيد الراوي في ذكرى رحيله . له الخلود والذكر الطيب You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.