ثقافة و فنونعربي “في البدء كانت أرمينيا”… فيلم عربي يحكي 100 عام من الألم by admin 19 مارس، 2020 written by admin 19 مارس، 2020 153 مصور مصري يوثق قصة شعب قوي تعرض للإبادة… وصناع العمل يستهدفون تسويقه عبر “نتفليكس” اندبندنت عربية /إنجي مجدي لأرمينيا تاريخ غني يبدأ ذكره مع قصة الطوفان، حيث رسا فلك نوح فوق جبل أرارات، بحسب الاعتقاد المسيحي، فكل الأراضي المحيطة بهذا الجبل هي أرض أرمينيا الكبرى، وهناك بدأ المصور الشاب عصام ناجي، رحلة البحث عن تاريخ قديم يقطن الذاكرة والوجدان لينطلق منه بملحمة شعب صدق في تاريخه وثقافته وهويته وتمسك بالحياة رغم ذبح الملايين على يد العثمانيين وهدم الكنائس على يد الشيوعيين، فتضاءلت أراضيه، لكن في النهاية نجت بلاده ونهضت صارخة “في البدء كانت أرمينيا”، وهو عنوان فيلم وثائقي من إنتاج شركة “لايت هاوس أراب وورلد”، يأخذنا في رحلة قديمة قِدم التاريخ، تبدأ من العم ليون صاحب محل لبيع أدوات التصوير في حي العباسية وسط القاهرة، ذلك الأرمني الذي فرت عائلته إلى مصر، على غرار العائلة المقدسة، لتتخذها ملجأ من اضطهاد وجرائم الدولة العثمانية، وقد تأثر ناجي بجاره الأرمني الذي لم تنته حكاياته عن بلده طوال سنوات حياته في القاهرة، ويقول ناجي إن ليون أخبره أن أرمينيا هي أجمل مكان رأته عيناه. بداية المذابح ينتقل الشاب المصري في فيلمه المكوّن من ثلاثة أجزاء، بين تاريخ أرمينيا وتراثها، فيبدأ من صناع “الخاتشكار”، وهو الصليب الحجري الذي يتم نحته ويمثل جزءاً أصيلاً من التراث الفني للأرمن، ويقول “الهوية والتاريخ ونزعة البقاء، كلها حاضرة بقوة في هذا التكوين الحجري”. وينتقل بين عوالم الفن والموسيقى ومناحي الحياة الأرمنية، ففي كل جزء يتوقف عند مرحلة مؤلمة من تاريخ هذا الشعب، فيبدأ من غدر العثمانيين بحلفائهم من الجنود الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى، لكن غدر الإمبراطورية بهم بدأ مبكراً وتحديداً في عام 1895 عندما دعت الأقليات العرقية في تركيا إلى الحرية والتغيير، فجاء الرد بالبطش وقضى العديد من الأرمن ذبحاً. وفي الحرب العالمية الأولى، وبينما تحالف جيش العثمانيين مع الألمان، قام الأول بتطهير صفوفه من الجنود الأرمن بإعدامهم خشية تحالفهم مع روسيا التي كان يقاتل في صفوفها أيضاً بعض الأرمن، وكان أنور وطلعت باشا وزيرا الحربية والداخلية في ذلك الوقت، هما من خططا لهذه السياسة ليتم إعدام 600 من القيادات والشخصيات الأرمنية البارزة في 24 أبريل (نيسان) عام 1915 لتبدأ حلقة من المذابح الشنيعة للأرمن. في رصده لهذه الحلقة من التاريخ المر، التقى ناجي العديد من القادة الأرمن وزار أماكن شاهدة على العصر ومن بينها متحف الإبادة الأرمنية، فقابل هايك ديمويان، مدير المتحف، حيث حصل على برقية أصيلة أرسل بها طلعت باشا إلى كل خلايا جيش “تركيا الفتاة”، ذلك التنظيم القومي العنيف، يأمر فيها بالتخلص من كل المواطنين الأرمن على الأراض التركية مهما كلف الأمر، وتحمل البرقية توقيع وزير الداخلية ويتفق الجميع على صحتها، لكن الأتراك ينفون صحتها إلى هذا اليوم. وبموجب هذه البرقية، انطلقت المذابح الممنهجة لمواطنين آمنين شملت أرمنيين ويونانيين وسريان، وثق بعضاً من هذه الجرائم المصور أرمن ليجنر، الضابط في الجيش الألماني في ذلك الوقت. نشيد المصالحة يتجلى التاريخ المؤلم لأرمينيا في تعداد أبنائها في الشتات، والذي يزيد على عدد سكانها، ففي حين يتوزع 8 ملايين أرمني حول العالم، يقطن البلاد 3 ملايين يحيون تاريخهم ويحافظون على ثقافتهم ولغتهم. ويرصد ناجي في فيمله العديد من اللقطات التاريخية الموثقة للمذابح التي قضي فيها أكثر من 1.5 مليون أرمني وفرار آخرين إلى الشتات ممن تحدثت عنهم هرانوش هاكوبيان، وزيرة الهجرة والشتات الأرمنية، والتي أكدت أن الكثير من المواطنين الأتراك حاولوا حماية مواطنيهم من الأرمن لأن “سياسة الإبادة كانت تخص السلطة وليس الشعب”. واحدة من المحطات الهامة في الفيلم تتعلق بـ”المصالحة”، فيلتقي صناع العمل مع العديد من المواطنين الأرمن ممن تحدثوا عن أصدقاء أتراك طلبوا منهم الغفران، بل ينقل بالصورة قيام واعظة مسيحية تركية بغسل رجل صديقتها الأرمنية في مسعاها نحو الغفران، ويقول جون شاباغليان، الذي قتل جده الأكبر رمياً بالرصاص على يد العثمانيين، إنه التقى عازفاً تركياً يُدعى “أورهان” في مؤتمر عن الفنون في ناشفيل بالولايات المتحدة قبل ستة أعوام، وبعدما تعارفا للمرة الأولى ألفا نشيداً عن المصالحة. المصور المصري عصام ناجي (اندبندنت عربية) السوفيات فصل آخر من الآلم لم يكد يمر عامان على هزيمة العثمانيين والتخلص من كابوسهم عام 1918 في معركة “سارداراباد” حيث استعاد الأرمن جزءاً من أراضيهم المسلوبة، حتى بدأ فصل جديد من الألم والاضطهاد، فينتقل صناع الفيلم إلى الحقبة السوفياتية وحكم الشيوعية، حيث أصبحت أرمينيا جزءاً من الاتحاد السوفيتي في مطلع عشرينيات القرن الماضي تحت اسم “أرمينسكايا”. وهنا يقول ناجي “عندما اجتاحت الشيوعية بلداناً عدة في منتصف القرن الماضي، اختفت العديد من ملامح تلك البلاد، فكانت الأشياء تتشابه، وكذا الأماكن والمباني والشوارع، وحتى وجوه البشر بدت كأنها نسخ مقلدة من بعضها البعض”. ولأكثر من 70 عاماً انتهت بسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، عاش الأرمن المسيحيون والأقليات الدينية تحت وطأة الاضطهاد الشيوعي، والذي تجلى في هدم كنائس ومقتل 4 آلاف شخص بسبب عقيدتهم، حتى أن المسيحيين الروس أنفسهم ممن زاروا أرمينيا كان الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين يقوم بنفيهم إلى سيبيريا، ففي سنوات الشيوعية كان اضطهاد كل ما هو ديني هو القاعدة، وخلال تلك السنوات تم تدمير مسجدين و10 كنائس، والتي كان يعود بعضها إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي. وجرى نفي مئات الكهنة والعديد منهم قُتل في سيبيريا، وتم اغتيال الكاثوليكوس (الكاهن الأكبر للكنيسة الأرمنية) في عام 1938 وبعدها أُغلقت الكنيسة. وتقول وزيرة الهجرة إنه في عام 1943 تعرض جدها للاضطهاد بسبب قيامه ببناء الكنائس، وتم وقف أي محاولة بناء، كما يذكر الأب رافايل ميناسيان، مطران الأرمن الكاثوليك، أن أبيه رأى ذبح والده أمام عينه، ويؤكد “للغفران غفرنا ولكن للتاريخ لا ننسى”. ويكشف الفيلم الكثير عن تلك الحقبة التي لم يتحدث عنها الكثيرون، وينقل صوراً للعديد من الأماكن التاريخية الشاهدة على قوة عقيدة البقاء لدى شعب سطر تاريخه على مدار قرن من الألم بين جرائم العثمانيين ووطأة اضطهاد الشيوعيين. واحدة من هذه الأماكن والتي تعتبر مقصداً سياحياً، هي قرية “ليرناميدز” في الريف الأرمني، التي يُطلق عليها كوبا الحمراء أو كوبا الصغيرة، ولا يزال يعيش سكانها الـ500 نسمة تحت تأثير الفكر الاشتراكي. تجربة الاضطهاد… وتقبُل الآخر ولم يتوقف صناع الفيلم عند رصد عقود المعاناة والألم، لكنهم نقلوا صورة حية للجوانب الفنية الثرية والتراث الأرمني، وللشعب الذي يعيش في سلام ووئام مع الأقليات الدينية من المسلمين واليهود واليزيديين، فقد علمتهم تجربة الاضطهاد والألم كيفية تقبل الآخر وفضل حياة السلام. وتنقل الفيلم بين عشرات الأماكن والأشخاص، فمن جبل أرارات ومتحف سارداراباد بالقرب من الحدود التركية الأرمنية مروراً بالأديرة القديمة والمساجد والمعابد اليهودية وصولاً إلى المواقع الثقافية وغيرها، ينقل هذا الشريط التوثيقي بانوراما تتجاوز تلك الشاشة الصغيرة التي نشاهده من خلالها. وفي تعليقات لـ”اندبنت عربية” أوضح ناجي، صاحب فكرة الفيلم والراوي أيضاً، أن صنّاع هذا العمل يستهدفون تسويقه عبر “نتفليكس” وقنوات ترغب في عرض محتوى عربي أصيل ليس منقولاً عن آخرين، لأن صنّاع الفيلم جميعهم عرب من تونس ومصر ولبنان، ممن قاموا بجهد كبير وبحث جاد، بالإضافة إلى جودة الصورة والقصص التي يتضمنها. وفيما قد يفسر البعض الفيلم من منظور سياسي، أكد أن ذلك بالتأكيد لم يكن هدفه، وأشار إلى أنه ذهب إلى العراق في عام 2014 وقت تهجير الأسر وفرارها من تنظيم “داعش”، بهدف نقل مأساة إنسانية وليس بدافع سياسي، كما زار سوريا قبل أشهر قليلة لدعم الشباب الذين فقدوا الكثير بسبب سنوات الحرب. ويضيف “إذا تم تفسير الفيلم من زاوية سياسية فإن مضمونه قادر على دحر ذلك، لأنه يتضمن رسائل إنسانية بحتة”. ولفت إلى أن الفيلم يأتي ضمن حلقات سلسلة وثائقية جرى تصويرها في رواندا وجنوب أفريقيا والبرازيل، تنقل تجارب شعوب عانت من اضطهاد ومذابح، وتكشف حقائق عديدة لم يتعرف عليها الكثيرون حول العالم بعد. المزيد عن: أرمينيا/مذابح الأرمن/الاتحاد السوفياتي/الاضطهاد الشيوعي/العثمانيون 46 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Iran : pour en finir avec le mythe de la révolution islamique next post العلاج بداخلك.. كيف تعمل المناعة على مكافحة فيروس كورونا؟ You may also like أول ترشيحات “القلم الذهبي” تحتفي بالرعب والفانتازيا 17 نوفمبر، 2024 شعراء فلسطينيون في الشتات… تفكيك المنفى والغضب والألم 17 نوفمبر، 2024 “بيدرو بارامو” رواية خوان رولفو السحرية تتجلى سينمائيا 16 نوفمبر، 2024 دانيال كريغ لا يكترث من يخلفه في دور... 16 نوفمبر، 2024 جاكسون بولوك جسد التعبيرية التجريدية قبل أن يطلق... 16 نوفمبر، 2024 المخرج والتر ساليس ينبش الماضي البرازيلي الديكتاتوري 16 نوفمبر، 2024 الحقيقة المزعجة حول العمل الفائز بجائزة “بوكر” لهذا... 16 نوفمبر، 2024 فرويد الذي لم يحب السينما كان لافتا في... 16 نوفمبر، 2024 يونس البستي لـ”المجلة”: شكري فتح السرد العربي على... 15 نوفمبر، 2024 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 نوفمبر، 2024 46 comments cannabis 23 يوليو، 2023 - 6:21 ص Hello, just wanted to mention, I enjoyed this post. It was funny. Keep on posting! Reply зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 1:05 ص It’s truly very complex in this busy life to listen news on TV, so I simply use web for that purpose, and get the newest news. Reply глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 9:51 ص Simply wish to say your article is as astonishing. The clearness on your post is simply nice and i can assume you are a professional in this subject. Well together with your permission allow me to clutch your RSS feed to stay up to date with forthcoming post. Thank you one million and please continue the rewarding work. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 11:07 م With havin so much content and articles do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My website has a lot of completely unique content I’ve either authored myself or outsourced but it appears a lot of it is popping it up all over the web without my authorization. Do you know any methods to help protect against content from being ripped off? I’d genuinely appreciate it. Reply new cs2 casino site 2024 8 مايو، 2024 - 1:53 ص This design is steller! You most certainly know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Fantastic job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool! Reply университет 16 مايو، 2024 - 2:46 ص ГГУ имени Ф.Скорины Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 6:31 م Thanks to my father who shared with me concerning this webpage, this website is in fact awesome. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 9:05 م Hello! This is kind of off topic but I need some advice from an established blog. Is it tough to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things out pretty fast. I’m thinking about creating my own but I’m not sure where to start. Do you have any points or suggestions? Appreciate it Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 7:43 م Simply wish to say your article is as astonishing. The clearness in your post is simply excellent and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please continue the gratifying work. Reply hot fiesta казино 13 يونيو، 2024 - 1:58 ص My brother suggested I might like this website. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine just how much time I had spent for this information! Thanks! Reply hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 6:58 م An impressive share! I have just forwarded this onto a colleague who had been doing a little research on this. And he in fact bought me breakfast simply because I found it for him… lol. So let me reword this…. Thank YOU for the meal!! But yeah, thanx for spending time to discuss this matter here on your internet site. Reply хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 5:22 ص This is the right site for anyone who wants to find out about this topic. You realize so much its almost hard to argue with you (not that I actually would want toHaHa). You definitely put a new spin on a topic that’s been written about for years. Great stuff, just excellent! Reply hot fiesta игровой автомат 14 يونيو، 2024 - 5:03 م I think this is one of the such a lot significant information for me. And i’m glad reading your article. However wanna observation on few common things, The site taste is ideal, the articles is in point of fact excellent : D. Just right task, cheers Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:38 ص At this time I am going to do my breakfast, when having my breakfast coming yet again to read additional news. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 8:03 م I truly love your site.. Pleasant colors & theme. Did you make this web site yourself? Please reply back as I’m wanting to create my own website and would like to know where you got this from or exactly what the theme is called. Thanks! Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 9:30 ص Sweet blog! I found it while surfing around on Yahoo News. Do you have any tips on how to get listed in Yahoo News? I’ve been trying for a while but I never seem to get there! Cheers Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 12:27 ص Wonderful beat ! I wish to apprentice even as you amend your site, how can i subscribe for a blog site? The account aided me a appropriate deal. I were tiny bit familiar of this your broadcast provided bright transparent concept Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 4:44 م Right now it looks like Movable Type is the top blogging platform out there right now. (from what I’ve read) Is that what you’re using on your blog? Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 6:38 ص What’s up friends, how is all, and what you wish for to say about this piece of writing, in my view its truly remarkable in favor of me. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 9:49 م Hmm it appears like your site ate my first comment (it was extremely long) so I guess I’ll just sum it up what I submitted and say, I’m thoroughly enjoying your blog. I as well am an aspiring blog blogger but I’m still new to the whole thing. Do you have any helpful hints for inexperienced blog writers? I’d definitely appreciate it. Reply мойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 1:58 ص Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь. Reply строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 8:04 م Мойка самообслуживания под ключ – это модернизированный и клиентоориентированный подход к организации моечного сервиса, где каждый может быстро и эффективно очистить свое авто. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:35 ص Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса. Reply строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 10:01 م Франшиза автомойки – отличная возможность войти в готовый бизнес с мощной поддержкой нашей команды. Присоединяйтесь и растите вместе с нами! Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 9:31 ص Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 9:17 م Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply строительство автомойки 9 يوليو، 2024 - 8:49 ص Заказав автомойку под ключ, вы получите полностью готовый и оснащённый бизнес. Ваша мойка будет работать безупречно! Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 8:19 م wonderful post, very informative. I’m wondering why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 1:19 م I visited multiple sites except the audio quality for audio songs present at this site is really wonderful. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:04 ص Excellent blog here! Also your site loads up fast! What host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my website loaded up as fast as yours lol Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:27 ص Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 11:58 ص Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 8:32 م Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 5:03 ص Строительство автомойки – сложный процесс. Мы обеспечиваем профессиональный подход на каждом этапе, чтобы ваш бизнес процветал. Reply строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 1:37 م “Франшиза автомойки” от нашей сети – это готовое решение для старта вашего бизнеса. Мы предлагаем полную поддержку и профессионализм. Reply автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 10:31 م Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках! Reply мойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 7:32 ص При строительстве автомоек под ключ особое внимание уделяется экологичности и экономии ресурсов. Все работы выполняются в соответствии с последними трендами в области моечного бизнеса. Reply Ferrai 27 يوليو، 2024 - 9:17 م I appreciate the balanced perspective you provided here. Reply Lamborghini top speed 28 يوليو، 2024 - 9:24 م This was a really insightful post, thank you for sharing! Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 6:36 ص Ahaa, its pleasant conversation about this piece of writing here at this webpage, I have read all that, so now me also commenting here. Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 4:02 ص You really make it seem so easy with your presentation however I in finding this topic to be really something which I think I would never understand. It kind of feels too complicated and very extensive for me. I am looking forward on your next publish, I will try to get the cling of it! Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 3:18 م Hey there! I could have sworn I’ve been to this blog before but after reading through some of the post I realized it’s new to me. Nonetheless, I’m definitely happy I found it and I’ll be bookmarking and checking back often! Reply theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 1:10 م The other day, while I was at work, my sister stole my iphone and tested to see if it can survive a thirty foot drop, just so she can be a youtube sensation. My iPad is now broken and she has 83 views. I know this is entirely off topic but I had to share it with someone! Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 10:47 ص I am really loving the theme/design of your weblog. Do you ever run into any web browser compatibility problems? A couple of my blog audience have complained about my website not operating correctly in Explorer but looks great in Safari. Do you have any tips to help fix this issue? Reply theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 12:05 ص Do you mind if I quote a couple of your posts as long as I provide credit and sources back to your site? My website is in the very same area of interest as yours and my visitors would truly benefit from a lot of the information you present here. Please let me know if this alright with you. Thank you! Reply theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 1:40 م It’s very simple to find out any topic on net as compared to books, as I found this article at this site. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.