ثقافة و فنونعربي فيلم مغربي بين 10 أفلام لا يمكن تخيل 2022 من دونها by admin 5 يناير، 2023 written by admin 5 يناير، 2023 264 من الحمار “إيو” إلى سحر مارلين مونرو وسيرة سبيلبرغ والخطر النووي اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان 2022 كان عاماً باهراً في ميدان الفن السابع، وهذه الحقيقة يدركها جيداً مَن تابع المهرجانات السينمائية التي ضمت العديد من الأفلام الكبيرة والتحف التي ستصمد في الذاكرة لأطول فترة ممكنة. في الآتي، عشرة أفلام صنعت أهمية العام المنصرم، وما عاد ممكناً تخيله من دونها. “إيو” ليرجي سكوليموفسكي الحمار بطل الفيلم (ملف الفيلم) ورد الفيلم على قائمة معظم النقاد في العالم، لدرجة يصعب الحديث عن عام 2022 من دون ذكره. عُرض بدايةً في مهرجان “كان” السينمائي ونال جائزة لجنة التحكيم، قبل أن يقوم بجولة عالمية جعلته يحصد المزيد من الإعجاب. يمكن فهم هذا الاحتفاء بالفيلم لأنه يتحدث لغة كونية من خلال إعطاء البطولة لحمار. سكوليموفسكي استلهم من فيلم “أو أزار بالتازار” لروبير بروسون، الذي قال عنه مراراً بأنه فيلمه المفضل عبر التاريخ. الحمار هو البطل الأوحد مع شخصيات ثانوية من حوله، يتعقبه الفيلم منذ لحظة مغادرته سيركاً في بولندا وإلى حيث ستأخذه الأحداث التي سيعيشها. نرى العالم من وجهة نظر حيوان لنشهد قسوة الإنسان ومجانية أفعاله. “إيو” فيلم عن الطبيعة من دون أن يكون فيلماً بيئياً بالضرورة، وهو فيلم بطله حمار من دون أن يكون فيلماً عن عالم الحيوانات. نحن إزاء عمل إنسانوي، يحفر في داخلنا، حيث الحيوان يساعدنا في فهم البشر وفهم أنفسنا، وساعد المخرج على المحافظة على آخر ذرة براءة صامدة في داخله. “شقراء” لأندرو دومينيك استعادة مارلين مونرو (ملف الفيلم) فيلم آخر أسال الكثير من الحبر وأحدث ضجة عالمية وأغضب عشاق النجمة الهوليوودية مارلين مونرو الذين وجدوا في هذه النسخة من سيرة أيقونة الجمال والسحر تزويراً وافتعالاً، علماً أن الفيلم مقتبس من رواية شبه خيالية كتبتها جويس كارول أوتس. يقدم الفيلم بورتريهاً شديد السوداوية لنجمة عاشت وماتت في زمن مختلف عن زمننا الحالي وعياً ومفاهيم. يصر الفيلم على إظهار الفرق بين صورتها الجماهيرية وصورتها في الكواليس أو حتى صورتها عن نفسها. وإذا كانت الحصيلة التي يأتي بها الفيلم عن هوليوود باعتبارها تخنق الحريات الشخصية وتنمّط النساء وتصنع من المواهب أجساداً لإثارة الغرائز، فهي محل جدال كبير، في المقابل لا غبار على قدرة أندرو دومينيك على إثبات أنه مخرج يعرف ما يريده وما يفعله. “مثلث الحزن” لروبن أوستلوند المخرج السويدي الفائز بـ”سعفة” مهرجان “كان” قبل خمس سنوات عن “الميدان”، عاد واقتنص الجائزة نفسها في المهرجان نفسه مع هذا الفيلم الإشكالي الذي لا شك في أنه واحد من أهم الإنتاجات، على رغم التحفظ على الفصل الأخير منه. بنبرة استفزازية وطموح تخريبي لطالما تميز بهما، يواصل أوستلوند الفضح والكشف والتعليق على عالمنا المعاصر وآفاته وتجاوزاته، بيد أن الأسلوب هذه المرة أكثر مباشرةً، يضع الإصبع على الأمراض التي يعاني منها العالم، وذلك عبر التعرض لأصحاب الجاه والمكانة الاجتماعية، فنصعد وإياهم على سفينة سياحية تأخذهم في رحلة فاخرة، وعلى متنها سيعيشون الأمرين. تتطور الأحداث صعوداً حتى الانفجار الكبير. “مثلث الحزن” تفكيك لخطاب الليبرالية والفروق الاجتماعية والنفاق الغربي بطريقة خاصة جداً، تحقق على يد فنان جريء لا يخشى المبالغات والنقد الهدام. “بانشيات إينشرين” لمارتن ماكدونا صداقة منفصلة (ملف الفيلم) إذا أخذنا في الاعتبار الآراء المنشورة في وسائط التواصل الاجتماعي، فهذا الفيلم قد ينال، بسهولة شديدة، جائزة فيلم العام، على رغم أنه عُرض في مسابقة مهرجان البندقية وخرج منها بخفيّ حنين. لكن لحسن الحظ، فإن الآراء تلك ليست بالضرورة معياراً للجودة. صحيح، الفيلم جميل، ولكن لا يمكن رفعه إلى مصاف الأفضل على الإطلاق. مارتن ماكدونا أنجز فيلماً معتبراً، جماله في بساطته وفي نقله للعلاقات الإنسانية على نحو مختلف يبعث روحاً جديدة في السينما، قوامها النص والتمثيل والإخراج. يبدأ الفيلم مع قرار يتخذه رجل يقضي بعدم الحديث مع صديق عمره، لا بل يقاطعه تماماً، وهذا سيوّلد مجموعة مفارقات وإشكاليات وأسئلة وهواجس ذات دلالات. داخل الجو الكئيب لجزيرة تلقي بظلالها على القصة، يرمي الفيلم نظرة مغايرة على الطبيعة البشرية، مقترحاً مفهوماً جديداً عن الخير والشر في ظل الصداقة. “باردو” لأليخاندرو غونزاليث إينياريتو كاميرا متحركة (ملف الفيلم) يقدم المخرج المكسيكي المجدد وليمة سينمائية فيها عدد هائل من الأطباق، نتغذى منها ولا نشبع. منذ اللقطة الافتتاحية، يذكرنا الفيلم بفيللني، من دون أن يصل إلى مستواه، لكن المخرج الإيطالي يبقى الحاضر الغائب الأكبر. بطل الفيلم هو صحافي وصانع أفلام وثائقية على شفا الهاوية، يعاني بصمت، يكابر على الألم، لا يريد أن يعترف لنفسه ببعض الحقائق التي نكرها طويلاً. هواجسه ستتحول إلى تساؤلات عند إينياريتو الذي سينقل بحركات كاميرا معقّدة وجميلة وديكورات “خطيرة”، ما يعتمل في وجدانه. هذا أكثر فيلم شخصي للمخرج الذي عاد إلى وطنه المكسيك ليروي نفسه والآخرين. “أزرق القفطان” لمريم التوزاني عرض في 2022 عدد معتبر من الأفلام العربية، فيها نسبة غير قليلة من الأفلام الجيدة، مما يدل على تحسن لافت لمستوى السينما العربية، حد أنه يصعب اختيار فيلم واحد فقط. لكن إذا كان لا بد من واحد، فأميل إلى فيلم مريم التوزاني الذي يلمس القلب بصدقه ويثير الإعجاب بجرأته وجِدّة النظرة الملقاة على الواقع المغربي، علماً أن هذا الفيلم دخل اللائحة القصيرة لجائزة الـ”أوسكار”. الفيلم عن امرأة ورجلين يعيشون صراع المشاعر الغامضة داخل معمل لخياطة القفطان المغربي. تنطوي الأحداث على كمية من المسكوت عنه في مجتمع محافظ يفضّل أن يترك الأشياء تموت في داخل الإنسان. يقدّم الفيلم الذي يدعو بصراحة إلى التحرر من المكبوتات، رؤية موازية للمجتمع المغربي المعاصر الذي يحاول الفكاك من المخاوف التي جعلت أصحابها يعيشون ويقولون ويتصرفون بخلاف رغباتهم. “أفاتار” لجيمس كاميرون خيال علمي (ملف الفيلم) الجزء الثاني من الملحمة التي طال انتظاره. كاميرون، سيد السينما ذات الإمكانات الهائلة، يعود بتجربة بصرية تقطع الأنفاس طوال ثلاث ساعات وبضع دقائق. القصة بسيطة ويمكن قولها ببضعة سطور: بعد غزوات متكررة لكوكب باندورا، يلجأ رب عائلة وزوجته وأولاده إلى منطقة جديدة يعيش سكانها حياة مائية. السيناريو يعتمد على الحركة المتواصلة والسرد الذي ينطوي على الإبهار البصري. الفيلم تجاوز عتبة المليار دولار في شباك التذاكر العالمي، علماً أن الجزء الأول كان تربع على عرش أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما. كيف يستطيع كاميرون تقديم عمل فني ومشروعه مرتبط بالمال إلى هذا الحد؟ قد يصعب الرد على هذا السؤال، لكن للرجل قدرة على الإقناع لا يملكها سواه. “سانت أومير” لأليس ديوب هذا الفيلم هو الأول لمخرجته، وكان الاكتشاف الأكبر في مهرجان البندقية الأخير، ويجب القول إنه صنع مفاجأة، وصولاً إلى دخوله القائمة القصيرة للأفلام المرشحة لـ”أوسكار” أفضل فيلم أجنبي. النقاش من صلب هذا العمل، ومنه يستمد شرعيته. من دون نقاش لا وجود لهذا العمل الذي يترك الكثير من المهمات للمُشاهد، منها وظيفة سد الفجوات. هكذا أرادته المخرجة من خلال نص متعدد الأوجه. يتمحور الفيلم على أم تدلي بشهادتها في المحكمة. الأم قتلت مولودها بلا سبب مقنع، فهي لا تكف عن تكرار رواية مفادها أن أشخاصاً في بلادها سحروها، ففقدت الإرادة الحرة، مما دفعها إلى ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة. الفيلم يوفّر بعض الإجابات، لكنها مليئة بالغموض، غموض يبلوره إلى أقصى حد، على شاكلة شهادة المتّهمة التي تتأرجح بين الكذب والخرافات وعناصر مستلّة من الواقع الذي يحيط بها. هذا عمل محكم الصنع ينبش عن وجوه العنصرية البغيض، والأهم أنه يعلن ولادة سينمائية تستحق المتابعة. “آل فايبلمان” لستيفن سبيلبرغ بعد أكثر من نصف قرن من العمل في السينما، قرر سبيلبرغ أن ينجز فيلماً من وحي تجربته. النتيجة فيلم باهر عن علاقته بالسينما، يحكي أيضاً علاقة كل عاشق شاشة، بهذا الاختراع الذي أصبح مع الوقت أكثر الفنون شعبيةً. يعود الفيلم إلى لحظات الدهشة الأولى داخل صالة سينما، يوم شاهد سبيلبرغ وهو صغير أول فيلم له، فرسم هذا الاكتشاف مسار حياته المقبلة. لكن النص لا يلتزم حرفياً بالسيرة الشخصية بقدر ما يستوحي منها. للعائلة حضورها القوي في الفيلم وهي تحتل الجزء الأكبر من انشغالات سبيلبرغ، يعرف كيف يتعاطى معها، يقسو عليها أحياناً ثم يعود أدراجه، لأننا أمام فيلم لمخرج ذي عاطفة كبيرة. “آل فايبلمان” فيلم كان يحتاج إليه سبيلبرغ وهو في خريف عمره، يرد فيه الاعتبار إلى فن يعي أهميته ولا يفهم لغزه، ومن هذه المفارقة ولد هذا العمل الملهم الجدير بالمشاهدة. “باسيفيكسيون” لألبرت سيرا الخطر النووي (ملف الفيلم) مسك الختام مع رائعة سينمائية لا تُضاهى. من بين عشرات الأفلام التي شاهدتها في عام 2022، يبقى فيلم المخرج الكاتالاني هو المفضل لديّ على كافة المستويات. عمل خاص جداً، خارج التصنيفات، يحملنا إلى جزيرة تاهيتي برفقة مفوض الحكومة الفرنسية الذي يحاول تهدئة النفوس واحتواء الغضب الذي يتصاعد عند السكان الأصليين، بعد وصولهم خبر بأن ثمة تجارب نووية ستجرى على الجزيرة. هذا ليس سوى بداية وتمهيد، أما ما سيفعل منهما سيرا، فتلك حكاية أخرى تماماً، سردها في مقال يسخّف الفيلم ويضعّف أهميته. الحل الوحيد هو مشاهدته على شاشة، وليس أي واحدة، بل شاشة السينما، للتلذذ بكل لحظة والتمعن في كل تفصيل من تفاصيل هذا الفيلم، الذي أجمل ما فيه أنك لن تعرف لماذا ستحبه، وهذه من شيم الأعمال الخالدة. المزيد عن: سينما\أفلام غربية\فيلم مغربي\سبيلبرغ\مارلين مونرو\الخطر النووي\العائلة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمد عناني العلامة الموسوعي وشيخ المترجمين العرب next post “قصة لعبة الشطرنج” مباراة بين عقليتين أم أسئلة حرب مدمرة؟ You may also like ثقافة “الهاليو”… قوة كوريا الجنوبية الناعمة التي اجتاحت... 30 نوفمبر، 2024 عودة غودار من منفاه النهائي احتجاجا على كارثة... 30 نوفمبر، 2024 مقولة النصر والهزيمة في ضوء الفلسفة والنقد التاريخي 30 نوفمبر، 2024 كتّاب المرحلة الروسية الفضّية في “زهرة تحتَ القدَم” 30 نوفمبر، 2024 مستقبل مقاومة هوليوود الليبرالية بوجه ترمب 29 نوفمبر، 2024 نظرية فوكوياما عن “نهاية التاريخ” تسقط في غزة 29 نوفمبر، 2024 لماذا لا يعرف محبو فان غوخ سوى القليل... 29 نوفمبر، 2024 جائزة الكتاب النمساوي لرواية جريمة وديوان شعر ذاتي 29 نوفمبر، 2024 طفولة وبساطة مدهشة في لوحات العراقي وضاح مهدي 29 نوفمبر، 2024 استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024