الخميس, ديسمبر 19, 2024
الخميس, ديسمبر 19, 2024
Home » فيلم عن مأساة الأجيال الفلسطينية يفتتح “أيام قرطاج السينمائية”

فيلم عن مأساة الأجيال الفلسطينية يفتتح “أيام قرطاج السينمائية”

by admin

 

مهرجان عريق رسخ حب السينما وجعلها جزءاً من الحياة العامة

اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان 

يُعدّ مهرجان “أيام قرطاج السينمائية” الأعرق عربياً، وقد أسسه الطاهر الشريعة عام 1966 ليكون منبراً للسينما العربية والأفريقية، ولطالما تميز بتفاعله المباشر مع الجمهور، في بلد يمتلك تاريخاً حافلاً وشغفاً كبيراً بالسينما، تشكل من خلال انتشار نوادي السينما في الستينيات والسبعينيات. وكثر من النقّاد لا يزالون يتذكرون الأفلام العربية التي شاهدوها وأجواء دخلوا فيها عند مشاركتهم في المهرجان خلال الثمانينيات.

منذ ساعات الظهيرة الأولى، تمتلئ القاعات بالجمهور الذي يأتي من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية، مما يخلق مشهداً حيوياً وحماسياً. وبعض العروض يصعب الدخول إليها بسبب نفاد التذاكر، مما ينسحب خصوصاً على الأفلام التونسية التي تحظى بشعبية كبيرة واهتمام واسع، على رغم عدم وجود صالات تجارية كثيرة في تونس تطيل من عمر تلك الأفلام.

الجمهور يتابع إحدى حفلات المهرجان السينمائي (خدمة المهرجان)

غني عن القول إن المهرجان يتجاوز حدود النخبوية. هنا، السينما ليست شأناً خاصاً بالنقّاد أو بعض المحظوظين، إنها جزء من الحياة الثقافية لأناس يرغبون في الاكتشاف، مدفوعين بالفضول وحب المشاهدة. وهذا كله يجعل من “أيام قرطاج السينمائية” حدثاً متجذراً بعمق في الأرض التونسية. حدث شعبي بامتياز ينجح في استقطاب محبي السينما من الداخل والخارج من دون أن ينعزل عن الناس العاديين. إنه تجربة فريدة تجمع بين الاحترافية والبساطة، وتعكس شغف شعب كامل بالسينما كفن وثقافة.

في تونس المكبلة سياسياً تحت حكم الرئيس قيس سعيد، فلسطين ليست مجرد اسم، بل هي حضور دائم يلمسه كل من يتجول في شوارع تونس العاصمة. هناك جدار قرب إحدى المدراس، رُسمت عليه أعلام فلسطينية عدة مع شعارات تدعو إلى المقاومة. أما الكوفية، فتزين أعناق بعض ممن يشاركون في المهرجان الذي يعرض عشرات الأفلام من العالم العربي وأفريقيا. وفلسطين، بطبيعة الحال، ليست غائبة عن الشاشة الكبيرة أيضاً، علماً أن ضيفي الشرف هذا العام هما الأردن والسنغال. فالأفلام والكلمات التي ألقيت في حفلة الافتتاح حملت معها روح النضال الفلسطيني الذي يشغل التوانسة منذ عقود، وكأنه قضيتهم المركزية الأولى. وحتى في الاحتفالات التي عمّت الشوارع لمناسبة ذكرى الثورة أمس الثلاثاء لم ينسَ بعضهم علم الدولة الفلسطينية.

المخرجة الفلسطينية دانا صالح (خدمة المهرجان)

وكان المهرجان افتُتح بلحظات حملت فلسطين إلى الصدارة، مع عرض مقطع مصور يعكس مسيرة السينما الفلسطينية وارتباطها الوثيق بالنضال ضد الاحتلال. بعدها، اعتلت المغنية الفلسطينية دانا صالح المسرح وقدمت أغنيتين، لتؤكد أن فلسطين ليست حاضرة على الشاشة فحسب، بل كذلك في الموسيقى والأصوات التي تهتف من أجلها.

شعار المهرجان السينمائي (خدمة المهرجان)

حتى فيلم الافتتاح جاء به المهرجان من فلسطين “ما بعد…” للمخرجة الفلسطينية مها الحاج (من فلسطينيي الداخل) الذي سبق له أن حصد جائزتين في مهرجان لوكارنو، ثم قُدِّم في كثير من المهرجانات الدولية قبل أن يجد طريقه إلى قرطاج. ينقلنا الفيلم إلى عالم هادئ ظاهراً لكنه مشحون بالأسئلة والقلق والريبة. ونتابع يوميات سليمان ومنى (محمد بكري وعرين العمري)، هما زوجان يعيشان في عزلة، بعيداً من إيقاع الحياة الحديثة، وبين الاعتناء بالطبيعة وأحاديثهما المتكررة عن أبنائهما الذين لا يظهرون البتّة، يزرع الفيلم فينا شعوراً بالشك والتساؤل. لكن تتبدل أجواء الفيلم بصورة مفاجئة مع مجيء صحافي شاب (عمر حليحل)، يسعى إلى التحدث مع الزوجين. عندها يأخذ الفيلم منعطفاً جديداً، فتُفتح الأبواب على حقائق أعمق، ويتحول الهدوء الظاهر إلى حال من الترقب والبحث عن إجابات وسط المجهول.

“ما بعد…” انعكاس دقيق لمشاعر الخسارة، تلك المشاعر التي تتراكم بصمت داخل الإنسان، من دون أن يجد لها سبيلاً للتعبير. الألم هنا ليس وليد لحظة عابرة بل نتيجة تجارب وجودية تتعارض مع سنّة الحياة. للأسف، لا يمكن الافصاح عن الكثير في الفيلم، تجنباً لحرق المفاجأة التي تعتبر جزءاً مهماً من متعة المشاهدة. وعلى رغم الصراع الفلسطيني المستمر منذ الأزل والذي قد يتوقع بعضهم أن يهيمن على المشهد، فلا شيء من هذا كله، إذ إن الشعارات تغيب تماماً. لحظة صمت واحدة كافية أحياناً لالتقاط مأساة أجيال بأكملها. هذا الهدوء الخادع هو ما يميز أسلوب المخرجة مها الحاج التي عوّدتنا منذ أول أفلامها على الابتعاد من المباشرة السياسية، حتى لو لم يرُق هذا الأسلوب لبعضهم، فهي تختار أن تتجنب السينما التلقينية لتغوص عميقاً في الذات الفردية بعد عزلها عن مصيرها الجماعي. إنها سينما ترفض الحلول الجاهزة والردود السهلة المكررة، وتفضل الالتفاف حول الواقع بتوظيف الخيال لطرح الأسئلة، وهذا الالتفاف وهذه المسارات المتعرجة مما يمنح الفيلم جمالياته الخاصة.

المزيد عن: مهرجان سينمائيأيام قرطاجتونسفيلم فلسطينيالسينماالأجيالالجمهورالمخرجأقريقيا

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00