من أجواء فيلم "يتعلم" الفرنسي (ملف الفيلم) ثقافة و فنون فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف by admin 24 نوفمبر، 2024 written by admin 24 نوفمبر، 2024 8 وثائقي داخل المدارس وروائي يبحث عن عادات شبه منسية اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان الفيلم الوثائقي “يتعلم” للمخرجة الفرنسية كلير سيمون، الذي عرض في الدورة الأخيرة من مهرجان الجونة السينمائي، هو غوص في عالم الأطفال والشباب، إذ يحملنا إلى مدرسة ابتدائية في ضواحي باريس. يتابع الفيلم، ببساطة جميلة، الواقع اليومي للأطفال في سلسلة لحظات مرهفة، مما يعيدنا إلى مشاعرنا كتلامذة. تصبح المدرسة أمام كاميرا المخرجة المتمرسة “ميكروكوزماً”، في نمط مشابه لما كانت انتهجته في فيلمها “استراحة” قبل نحو ثلاثة عقود. يستمع المشاهد إلى قصص متنوعة، في محاولة للإجابة عن بعض الأسئلة. لا تركيز على طفل معين، بل اختيار ذكي لجعل الطفولة تتمثل في كليتها، الطفولة كحالة إنسانية ثابتة. عالم الريف الفرنسي في فيلم ليز كورفوازييه (ملف الفيلم) يتطور الفيلم مضيئاً على مهارة الوسائل والتقنيات المستخدمة في هذه المؤسسة التعليمية، وعلى ردود فعل التلامذة حيالها. هي أنشطة قد تبدو بديهية، لكنها في الواقع تذكرنا بمدى أهمية هذه السنوات الأولى في تشكيل الوعي عند الإنسان. أما البساطة فتواكب الفيلم طوال مدته ليذكرنا برائعة السينما الوثائقية “أن تكون ويكون لديك” للفرنسي نيكولا فيليبير. تطلب إنجاز الفيلم شهرين ونصف الشهر، تصويراً، وكان طموح سيمون قد انطلق من رغبتها في التقاط علاقة التلامذة بالمعلمين خلال استراحة الظهيرة، لكنه شيئاً فشيئاً تطور إلى هذا العمل. تقول إن رؤيتها وجوه الأطفال، أي جمال تلك العيون وشفافيتها، أحدثت تغييراً في مسار العمل. ولأن المدرسة حكومية، فالتلامذة في الغالب هم من أبناء المهاجرين. هويتهم الشرق أوسطية والأفريقية تصبح موضوعاً مهماً بذاته. لكن الفيلم يرفض أي صورة من صور المهاترات. بل يصالحنا مع المؤسسات التعليمية في حضور الشباب الذين سيبنون عالم الغد. من خلال تقريب المسافة بين السلطة التدريسية والمولودين من رحمها، توجه سيمون تحية من القلب إلى الطفولة وإلى هؤلاء الذين يمسكون بيدها لتلقي بهم في حضن الحياة. تلميذ في مدرسة في الضاحية الباريسية (ملف الفيلم) فيلم آخر من الأفلام التي اكتشفناها في الجونة، يأخذ من الشباب مادة لها هو “20 إلهاً” للمخرجة الفرنسية لويز كورفوازييه التي نشأت في منطقة الجورا. فيلمها “مانو أ مانو” كان نال جائزة أفلام الطلبة في مهرجان “كان” قبل خمس سنوات. “20 إلهاً” هو باكورتها الروائية وكان قد عرض في مهرجان “كان” هذا العام، في قسم “نظرة ما” ونال جائزة الشباب، قبل أن تسند إليه جائزة “جان فيغو” المرموقة، التي سبق أن نالها سينمائيون كبار مثل جان لوك غودار وموريس بيالا. من خلال قصة توتون (كليمان فافو) ابن الـ18، ترسم المخرجة لويز كورفوازييه، ملامح الريف الذي نشأت فيه وجمالياته. توتون شاب على قدر من الغرور لا يفعل كثيراً في حياته، يهوى الحفلات واحتساء البيرة. إلا أنه، بعد وفاة والده، يجد نفسه فجأة مجبراً على تحمل مسؤولية رعاية أخته البالغة سبع سنوات. ذات يوم، يخطر في باله صنع أفضل جبن كونتيه في المنطقة، على أمل الفوز بالميدالية الذهبية في إطار مسابقة زراعية. فتيان الريف (ملف الفيلم) ولد الفيلم من رغبة المخرجة في الإضاءة على قريتها في منطقة الجورا الفرنسية، إذ كبرت بين شباب الريف. طموحها واضح، تصوير قصة شاب محطم يحاول النهوض، بأسلوب يجمع بين الحنان والفكاهة. في تعليق لها، تقول: “من الصعب الحديث عن منطقتي من دون ذكر جبنة الكونتيه التي تشكل جزءاً من مناظرنا الطبيعية وتشغل مزارعينا. أردت وضعها في قلب الحكاية”. لا ينقص الفيلم الحيوية، بل يدمج بسلاسة، أنماط أفلام الشباب و”الوسترن”، مع لمسات من الأمل على رغم التحديات التي تواجهها الشخصيات. استعانت كورفوازييه بممثلين غير محترفين، وهناك حب واضح من جانبها تجاه هؤلاء يترجم بإيجابية عالية. تتداخل أحلام شباب الريف وخيباتهم مع جبنة الكونتيه التي تحتل مكانة بارزة ضمن الأحداث، لتصبح رمزاً لحياة كاملة تدور حول إنتاجها. تأخذ المخرجة كل ما تحتاج إليه من وقت لتصوير مراحل صناعة الجبن، لدرجة تبدو معها طقساً وثنياً. ولكن خلف هذا السعي إلى الجبن المثالي، يأتي الفيلم برؤية اجتماعية أعمق، تتمثل في الانسجام بين المعرفة وإتقان العمل والطبيعة. في كل مراحل إنجاز هذا العمل، اعتمدت كورفوازييه على أداء ممثلين شباب يسعون إلى اكتشاف ذواتهم. هذا كله في عمل يتميز بالكتابة البسيطة والصادقة التي تأتي بدفء إنساني لا يقاوم. المزيد عن: فيلم فرنسيواحيمخرجة فرنسيةالشبابالتلامذةالمدارسالريفالمدينةباريس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما هي تطبيقات التجسس وكيف يمكن الكشف عنها؟ next post مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال يعود إلى الذاكرة من بوابة باريس You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024