ثقافة و فنونعربي فلسطين… الحرية الثقافية مكبلة بالتقاليد والجهل الاجتماعي by admin 19 ديسمبر، 2019 written by admin 19 ديسمبر، 2019 182 “ما حدث معي في جامعة النجاح في نابلس بإيقاف عرضي اضطهاد للمرأة بشكل خطير” اندبندنت عربية / رغدة عتمه / صحافية “انهيدوانا”… لأ ما إن انسجمت فنانة الرقص المعاصر عشتار معلم (29 عاماً) برقصتها التعبيرية في عرض “انهيدوانا”، وكانت في قمة أدائها الفني على خشبة مسرح إحدى الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، حتى انهارت بالبكاء أمام الجمهور، ليس تأثراً برقصتها التي جمعت بين السيرك والرقص والشعر والموسيقى، بل لأن القائمين على العرض قاموا بمنعها من استكمال عرضها الفني، بحجة حركاتها ولباسها “الخادش الحياء والقيم المجتمعية المحافظة”. غابت عنها أضواء المسرح في المرة الأولى، واعتقدت بأملها الداخلي أنه خلل فني وأكملت رقصتها على حبال السيرك، حتى أُعيدت الكرة مرة ثانية وثالثة، لتسمع صوت والدها من بعيد يصرخ في غرفة التحكم “عيب عليكم توقفوا العرض”. عادت أضواء المسرح من جديد ليقف عميد كلية الفنون في الجامعة، ويعتذر للجمهور عن عدم استكمال عرض “انهيدوانا”، لأنه وحسب إدارة الجامعة “يخالف العادات والتقاليد، ولا يناسب سياسة الجامعة”. “ضمان الحريات وصونها كفيل بإطلاق العنان للإبداع والعطاء لتطوير الحياة الثقافية” (فرقة الامل للفنون المعاصرة) اضطهاد للمرأة وتتحدث المعلم لـ”اندبندنت عربية”، قائلة “ما حدث معي في جامعة النجاح في نابلس بإيقاف عرضي الفني الهادف لمناهضة العنف ضد المرأة هو اضطهاد للمرأة بشكل خطير، وهذا أمر مؤسف للغاية وقمع ممنهج للحريات الثقافية في فلسطين. أين العيب أن أتشقلب وأتحرك على خشبة المسرح بحرية؟ ولباسي أثناء العرض لم يكن خادشاً الحياء كما تم الادعاء. من المخزي والمعيب بأن يتم النظر إلى هذه العروض الراقصة التعبيرية بهذا الشكل، وأن يتم النظر إلى جسد المرأة بأنه حرام. ما جرى هو قمع وعنف مبني على النوع الاجتماعي موجه ضد النساء، ويعكس فكراً متسلطاً، ويجب وضع حد لتلك الانتهاكات التي تتكرر وباستمرار خصوصاً ضد المرأة الفلسطينية”. اقرأ المزيد مهندسة فلسطينية تحول الإسمنت إلى أكسسوارات وقطع فنية الخوف والجهل يحرمان نساء فلسطين من الميراث تطبيق ينعش قلوب المحرومين بزيارة فلسطين “ضمان الحريات وصونها كفيل بإطلاق العنان للإبداع والعطاء لتطوير الحياة الثقافية” (فرقة الامل للفنون المعاصرة) المؤسسات الثقافية والنسوية والحقوقية للفنانين المستقلين في الضفة الغربية، وعلى خلفية منع عرض “انهيدوانا” للفنانة عشتار معلم، عقدت اجتماعاً طارئاً، طالبت فيه المؤسسات الرسمية الفلسطينية بضرورة اتخاذ خطوات جدية وحاسمة للحيلولة دون تكرار “القمع الثقافي” للحريات العامة وحرية التعبير وحرية المرأة، مطالبين بوقف الانتهاكات بحق الفن والفنانين الفلسطينيين. وقف العروض المسرحية في الضفة الغربية بحجة العادات والتقاليد “المحافظة” يُظهر حسب متخصصين وناشطين في المجال الفني، “مدى الجهل لقيمة أي عمل فني، ويعكس إهانة جديدة للحركة الثقافية الفنية الفلسطينية المتنوعة”، الذي يضاف إلى سلسلة من الانحدارات التي وصل إليها الواقع الثقافي الفلسطيني، فخلال مهرجان فلسطين الوطني للمسرح للعام 2019 تم إلغاء مشاركة “فرقة الأمل للرقص المعاصر” في الحدث الافتتاحي للمهرجان، لأسباب تتعلق بأزياء الراقصين التي ادّعى وزير الثقافة الفلسطيني آنذاك أنها لا “تناسب الذوق العام”، كما جاء في بيان رسمي عممته الفرقة. تعقيب رسمي وتعقيباً على بعض ما شهدته فلسطين من نقاش وأحداث تتعلق ببعض العروض الفنية مؤخراً، قال عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطينية، في تصريحات نُشرت على الصفحة الرسمية على موقع (فيسبوك)، “ضمان الحريات وصونها كفيل بإطلاق العنان للإبداع والعطاء من أجل تطوير الحياة الثقافية في فلسطين، لأن هذه الحريات مصونة بالقانون ومكفولة به، وأن الإبداع في مجالات الفنون والثقافة وكل أشكال الكتابة، يكمن في تنوعها وتعدد ألوانها وتقديم الأعمال الفنية بشكل متكامل، ويجب في كل الأحوال عدم انتهاك الحق في التعبير وممارسة الفن تحت أي ذريعة، بما لا يتعارض مع القانون والموقف الوطني لما للفنون من دور في نضالنا التحرري وصون مجتمعنا”. وشدد على ضرورة “توفير مساحة كافية للحريات في قطاع الثقافة والفنون، كونها تشكل طريقاً وجسراً للإبداع الذي من شأنه تجميل المشهد الثقافي، وجعله أكثر تأثيراً، وعاملاً من عوامل التغيير وبناء المجتمعات”. “جريمة في رام الله” عام 2007 قامت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بإعدام وحرق كتاب (قول يا طير) للباحثين شريف كناعنة وإبراهيم مهوي، الذي يتحدث عن الحكايا التراثية الشعبية، بذريعة أن فيه الفاظاً تخدش الحياء العام، مع العلم أن الكتاب تُرجم إلى خمس لغات عالمية، وقامت النيابة العامّة الفلسطينيّة عام 2017 بمصادرة رواية “جريمة في رام الله” واستدعاء مؤلفها وناشرها وموزعها، بل ومصادرة الرواية من المكتبات ودور النشر في الضفة الغربية. الكاتب عباد يحيى صاحب رواية “جريمة في رام الله”، تحدث لـ”اندبندنت عربية”، قائلاً إن “طبعة فلسطين كانت 2000 نسخة صودر أكثر من ثلاثة أرباعها، ولا تزال لدى النيابة العامة، وروايتي غير متوافرة في الضفة الغربية وكذلك في قطاع غزة، فبيعها ممنوع، الرواية موجودة في مكتبات حيفا ويافا والناصرة والقدس (مدن فلسطينية)، وبعد حظرها، جرى تسريب نسخة إلكترونية منها، وأجدها كثيراً متاحة على مواقع قرصنة الكتب”. وخارج فلسطين انتهت الطبعة الأولى، وقد يعمل الناشر على طبعة ثانية خلال العام 2020، والمنع الفلسطيني من قبل النيابة العامة الفلسطينية جعل اسم العمل مشهوراً وليس بالضرورة العمل نفسه، فالقراء سمعوا بـ”جريمة في رام الله” على نطاق واسع من دون أن يتمكّنوا من الحصول عليها، فالحريات الثقافية ليست في أفضل أحوالها في مناطق السلطة، والتضييق كبير وسببه هو ميل الجهات الرسمية، وذلك لإرضاء قطاعات محافظة، وبعضها متشدد من المجتمع الفلسطيني، بدل أن يكون دورها حماية التنوّع والاختلاف الموجود في المجتمع الفلسطيني كأي مجتمع آخر. وفي أحيان كثيرة، أستشعر غياب أي رؤية ثقافية لدى السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، ومعظم ردود الفعل على سلوكها، وأحياناً تكون فردية في اتخاذ القرار، ما يجعل شخصاً واحداً يقرر منع نشاط ثقافي أو إيقافه. المزيد عن: إنهيدوانا/الرقص المعاصر/جامعة النجاح/الضفة الغربية/إخترنا لكم 3 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الحرف… جسد اللغة وروح جمالياتها next post رئاسة الحكومة اللبنانية… دياب يفوز بالأرقام ويخسر “الضرورة الميثاقية” You may also like أهم إصدارات الكتب في بريطانيا لشهر مايو 2025 10 مايو، 2025 أرتيميسيا تلميذة كارافاجيو التي تفوقت عليه تستعيد مكانتها... 10 مايو، 2025 شعراء من العالم يلتقون في مهرجان كازابلانكا الدولي 10 مايو، 2025 تاريخ إيران من خلال مئة ألف بيت من... 10 مايو، 2025 صناعة السينما في بريطانيا تئن تحت وطأة رسوم... 10 مايو، 2025 القطار الأخير إلى الحرية: حكاية الخادمة تكتب فصلها... 8 مايو، 2025 مهى سلطان تكتب عن: متحف نابو يوثق ذاكرة... 8 مايو، 2025 هاملت: من شخصية مسرحية إلى مادة لشتى الدراسات 8 مايو، 2025 رحيل محمد الشوبي الفنان المغربي الأكثر إثارة للجدل 8 مايو، 2025 لماذا سمى بودلير ديوانه «أزهار الشر»؟ 8 مايو، 2025 3 comments สล็อตเว็บตรง pg slot 18 مارس، 2025 - 7:46 ص 849722 241830I love your writing style truly enjoying this web website . 941477 Reply Aviator 24 مارس، 2025 - 12:16 ص 173404 67808hi!,I like your writing so a whole lot! share we communicate far much more about your article on AOL? I require a specialist on this region to solve my difficulty. Could be thats you! Seeking forward to see you. 122870 Reply th168 1 أبريل، 2025 - 11:44 ص 501847 430161I undoubtedly did not realize that. Learnt something new correct now! Thanks for that. 611269 Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.