نجح في مس عمق الوجداني الإنساني ثقافة و فنون فتنة السرد.. وأوجاع الروح قراءة في رواية ‘التبر’ لإبراهيم الكوني by admin 17 يوليو، 2024 written by admin 17 يوليو، 2024 65 الروائي الليبي يقدم لنا البيئة الصحراوية الصافية النقية في مقابل عالم المادة الموحش المضطرب. The Middle East Online تنطلق رواية “التبر” للروائي الليبي إبراهيم الكوني من مضارب الصحراء، وتحمل في داخلها تضاريسها وأجواءها وأساطيرها وعوالمها السحرية وروائحها، من خلال حكاية “أوخيِّد” ومهريه “الأبلق”، حكاية الروح الطليقة الهائمة بين السماء والأرض، الروح التي تعشق الحرية وتتغنى بالجمال، وتتكشف لنا ملامحها من خلال إشارات الصحراء وحديثها: “هو يخاف الإشارات، الصحراء علَّمته أن يتيقظ للإشارات، قالت له إنه ليس في الحياة شيء يمكن أن يعادل الإشارة عندما تتجاهلها أو تغفل عنها، ‘الإشارة هي القدر‘. هكذا قالت الصحراء“. لاحظ إسناد أفعال التعليم والقول إلى الصحراء. وبامتداد الصحراء وفيافيها وشعابها تتضح الصورة، وتتولَّد الرؤية لمأساة هذا الإنسان وأوجاع روحه المعذبة، ويحاول المؤلف من خلال تقنيات السرد القبض على تلابيب الملامح الداخلية لعالم الصحراء، وعلى الأجواء النفسية التي يتأثّر بها، وعلى السمات الفكرية التي تغمر ربوعه. من خلال لغة السرد الرهيفة المشبعة بروائح الصحراء ودروبها الواسعة نلمس تلك الهمسات الخفية والروائح الندية التي تعبّر عن عوالم الروح؛ حيث الصفاء والنقاء والتجرّد من حياة التراب ودنس المادّة التي تشدّ الإنسان إلى الأرض، فالسرد هنا مشحون بعرامة الروح، بقوّتها الهائلة الفاعلة المكثّفة، من خلال بناء لغوي شاعري صوفي يرتقي إلى عوالم التجلِّي والمشاهدة والوصل، ويرتفع إلى مقامات السموّ والرؤيا. وفكرة الرواية تظهر من خلال الجمع بين “الصحراء” و”التبر” في صورة تشبه المقابلة، وتعطي كلاً منهما ملمحا رمزيا فـ”الصحراء” في الرواية رمز الطهر والصفاء، والفطرة النقية، أما “التبر”، فهو رمز القيم المادية التي اقتحمت بطلنا رغما عنه فأفسدت عليه حياته، وانتهت به إلى مصيره المؤلم. والموروث الديني حاضر في الرواية بقوة على مستوى الشكل والمضمون، فعتبات النص تشتمل على نقولٍ عن التوراة والإنجيل، وفي الرواية شخصيات ذات دلالات وأبعاد دينية، مثل الشيخ موسى، كما أن نظرة بسيطة إلى البناء المعجمي للرواية تدلك على الطابع الديني التعبدي والأفق الصوفي الذي تمتح منه الرواية. والحكمة المكتنزة حاضرة في سرد إبراهيم الكوني يأتي بها الموقف وتنتجها الأحداث، وتنطلق بها ألسنة الأبطال في انتقال من الخاص إلى العام، ومن الجزئي إلى الكلي، والحكمة عند صاحبنا الكوني جزء من فتنة نسيجه اللغوي، ودليل ضمن أدلة كثيرة على تمكنه واقتداره الفني. – “لا تودع قلبك في مكان غير السماء، إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وأحرقته“. – “حقًا ما أبعد أسرار الغرباء! ما أقوى الغرباء! أولئك الذي يخفون أسرارًا دائمًا أقوياء“. -“ما أبشع المخلوق عندما يخلو قلبه من الهم! الحزن وحده يزرع القبس الإلهي في القلب“. -“الصبر هو التعويذة الوحيدة ضد البلاء“. ولا شك لديَّ أن سحر السرد وحيويته في هذا المتن الروائي الباذخ ينبع في المقام الأول من حيوية الصورة في المشاهد الفاتنة التي تجمع بين البطل ومهريه، حيث يلمس القارئ غياب الصوت وحضور الحركة التي يتمتّع بها “الأبلق”، قرين “أوخيِّد” ورفيق رحلته، وكأنّه جعل من الإشارة بديلًا عن اللغة، ومن الجسد بديلاً عن الفكر. علاقة نادرة وحب عظيم الفتى “أوخيِّد” في الرواية يمثل رحلة الإنسان في الحياة، وانتقاله من “براءة الطفولة” إلى “نزق المراهقة” إلى معاناة الرجل المقيد بأثقال “البيت والزوجة والولد”، دون أن ينسى حياة الانطلاق؛ حيث الشعر والحب وصحبة معشوقه الأثير المهري الأبلق. العلاقة بين البطل “أوخيد” ومهريه الأبلق تأسرك، وربما تجعلك تشك في عقل ذلك الفتى، حيث يدهشك التقارب العجيب بينهما، وهو تقارب يصل بالطرفين ـــ أحيانًا ـــ إلى حال من الاتحاد في التمرد والنزق والقَدَر المشترك والمصير المؤلم. تبدأ الرواية بتلك الهدِّية الرائعة التي تلقَّاها “أوخيِّد” من زعيم القبائل المتمثِّلة في المهري “الأبلق”، ويستقبل الفتى الهدية بكثير من البهجة والنشوة والفرح، استمع إلى “أوخيِّد” وهو يسأل: “هل سبق لأحدكم أن شاهد مهريا أبلق؟ ويجيب نفسه لا، هل سبق لأحدكم أن رأى مهريا ينافسه في الكبرياء والشجاعة والوفاء؟“لا“، هل سبق لأحدكم أن رأى غزالا في صورة مهري؟ لا، هل رأيتم أجمل وأنبل؟ لا، لا، لا، حتى إذا تعب، انهار على الرملة..”. إنَّ لغة السرد الفاتنة تقدم لنا الثنائي “أوخيِّد” و”الأبلق” وكأنهما قد أصبحا روحًا واحدة في جسدين: “هما اثنان في الجسد، ولكنهما واحد في الروح، والروح التي توجد في جسدين لها فرصة أكبر في النجاة“. وهذه العلاقة تعيد إلى الأذهان ذكرى العلاقة العريقة العميقة بين الشاعر العربي القديم وناقته، وكثيرا ما كتب الشعراء عنها وحـمـَّـولها مختلف المعاني والدلالات، والكوني يعيد اكتشاف ذلك النسب العريق، ويربط نفسه بأجداده المبدعين، مع مراعاة اختلاف الأداة الفنية، واختلاف الطرح، وتعقده وعمقه الذي يميز أديب العصر. هذه الروح القلقة تعيش محن الإنسان المعاصر وتناقضاته، ويضنيها الاختلاف الذي يفضي بها إلى الإقصاء والنبذ والتشرد، فتعيش مؤرقة بين “الشجاعة والخوف” “الصمت والصخب” “الفوضى والنظام” “الحقيقة والخيال”، “الظاهر والمضمر”، وقد سعت الرواية إلى تثبيت محنة العصر عبر فضاء ربما يبدو خارج العصر، وهو فضاء الصحراء، ومن خلال مفرداتها وسياقها الإنساني. وأحداث الرواية في مجملها عبارة عن اختبارات متتابعة لعمق المحبة وشدة الصلة وقوة التوحد بين المهري الأبلق وبين “أوخيد” إنسان الصحراء المعذّب برؤاه وأشواقه، الباحث عن حياة أكثر حريّة ونقاء، والتي لا يجدها إلا في هذا المهري، لهذا يرتبط “أوخيد” به كما ترتبط الروح بالجسد في امتحانات عسيرة، يثبت كلّ من “أوخيد” وصاحبه “الأبلق” تعلّقهما ببعضهما، فحين يُصاب “الأبلق” بالجرب نتيجة مغامراته مع النوق، ويَكاد يُفضي به الأمر إلى الهلاك؛ يسعى “أوخيد” لإنقاذه وتخليصه من قبضة الموت، وحين تعجز كلّ الوصفات العلاجية يجرب إطعامه نبات “آسيار” الذي يؤدّي به إلى الجنون: “إياك أنْ ترعى الجديان في قرعات ميمون، هناك آسيار، في العشبة ألف دواء، ولكنها تمرّ كلّها من باب الجن، الجن هو الذي يملك المفتاح إلى الشفاء من الألف داء، إذا استولى عليك شفاك من أي مرض“. ويبدو في الرواية أنَّ “أوخيِّد” قد استمدَّ بطولته عندما قرن حياته بحياة المهري “الأبلق” فهو جليسه ومستشاره، ونبع حكمته، مع هذا يأكل “الأبلق” من نبات “آسيار” فيجنّ جنونه “انهار على ركبتيه الأماميتين ثم عاد وانتصب بحِدّة، الألم في جوفه لا يطاق، الألم جعله لا يجد راحة في وضع ولا مكانا على أرض، انتزع رأسه وانتفض، فتفصّد الدّم في خياشيمه حيث خرم اللّجام”، و”أوخيد” يدعو ربه: “يا ربي أعطني قليلًا من ألمه، يا ربي قاسمني ألمه، اجعلني أساهم في التخفيف عن الأبلق“. يقطع المهري المجنون القيد، ويجري مبتعدا، و”أوخيد” يلاحقه، وحين يعجز عن الإمساك به يربط يده بذيل المهري، الذي يركض ساحبا جسد صاحبه على الأرض عابرا به مفازات وأودية، شعاب وصحاري، الأحجار سلخت رجليه، والأشجار القاسية مزّقت جلده، والعطش جفّف شرايينه، حتى كاد يشرف على الهلاك، ولكنَّه في النِّهاية ينقذ “الأبلق”. وإذا كان موت الجمل وحياته متعلقين بآسيار، فإن موت أوخيد وحياته متعلقان بالعطش والماء، يختزن الجمل الماء ويستطيع احتمال هذه التجربة، أما أوخيد فقد استهلك قدرته على الصبر والاحتمال، لقد أنقذ الجمل، ولا بد أن ينقذه الجمل الآن، لا بد أن ينوب عنه إذا غاب أوخيد عن الوعي، لهذا يعانقه هامسًا في أذنه “قطعنا نصف الشوط، اصبر، الآن سنقطع الجزء الباقي الأصعب بالنسبة إلي، أنا لا أخزن الماء مثلك، سفحت كل مائي في الطريق المجنون، الآن ستنقذني، سننطلق إلى أقرب بئر في الأودية السفلية، إياك أن تردني إلى الواحات، سأموت في بداية الطريق، ليس في جسمي قطرة ماء واحدة. أتفهم؟“. يتمدد فوق ظهر البعير، وفي هذه اللحظة يشعر بالتماهي معه، أو كما تعبر الرواية بالتآخي، كان كلاهما مضرجًا بالدماء، فاختلط الدم بالدم: “شعر أن دمهما المتخثر اللزج يتمازج الآن ويختلط، هذا ما تسميه العجائز بالتآخي، عهد الأخوة، عهد الوفاء الأبدي، التحم الجسد بالجسد، واختلط الدم بالدم، في الماضي كانا صديقين فقط، أما اليوم فإنهما ارتبطا بوثاق أقوى، بالدم، أخوة الدم أقوى من أخوة النسب“. “كاد يغرق، الأبلق أنقذه من القيد، الأبلق رسول، الأبلق روح بعثه الله كي يحرر قلبه المقيد بالأصفاد لولا الحيوان الطاهر لاقتفى أثر إبليس ولتخلف عن السفينة ولهلك مع الهالكين، كاد يتوغل في زحمة الغافلين الذين ورثوا الأعباء عن الآباء، الوهق والدمية والوهم“. إن أوخيد عندما ربط نفسه بالأبلق كان يربط نفسه بنفسه، بضمان وجوده، بمعنى حياته، كان يخشى على نفسه هو، كان يحاول أن يقاوم ضياع ذاته، فالأحاسيس الشجية التي شاركه فيها الأبلق البهي في بداية الرواية ــ وهما في حلقة الرقص ــ كانت صورة أخرى من الشعور المأساوي الذي انتهى إليه كل منهما في ختام الرواية. الوهق والدمية والوهم: هل كان إبراهيم الكوني يحمل في داخله نفورا من المرأة/ الأنثى جعله يُـحمِّلها سر مأساة بطليه؟ فالأبلق يصاب بالجرب بسبب نزواته، و”أوخيد” تصيبه لعنه الصحراء بسبب زواجه من أيور. في البداية يغضب والده عليه، ويقول له: “لا بارك الله لك فيها“، ثم يضطر إلى عدم الوفاء بنذره الذي قطعه على نفسه إن شفي الأبلق، ثم تتعقد الأمور تحت ضغط الفقر والحاجة. الكوني يربط نفسه بأجداده المبدعين، مع مراعاة اختلاف الأداة الفنية، واختلاف الطرح هذه الهموم الصغيرة كيف أثقلت قلبه إلى هذا الحد؟! هل يمكن لتراكم الهموم الصغيرة مع توالي الأيام أن يصيب النفس بهذا العناء؟! لقد أصبح “مكبلاً بقيود الواحات، بالوهق والدمية والوهم، بهموم الحياة ودسائس الناس، يعاند بالنهار ويسهر بالليل، مهموما فلا تزداد القيود إلا ضيقاً وشراسة“. في ظني أن من أهم أغراض الرواية الإشارة إلى معاناة الإنسان النفسية مع تلك الشواغل ورصد عذابات الروح التي تصيب الإنسان مع النضج على توالي الأيام وتحمل المسئوليات. وفي هذا السياق يصبح الأبلق رمزا للثقافة أو الفن أو التدين أو غيرها من المعاني الروحية النبيلة التي يمكن أن تُلِحَّ على أصحاب الذوق السليم، والتي تجعل الإنسان يتمزق بين شغفه بها، وبين واجباته تجاه من لهم حقوق عليه. “وقال لنفسه كما يقول الجميع ‘هكذا وجدنا إباءنا يفعلون’ الآن فهم معنى هذه الآية عندما سمعها من الشيخ موسى وحفظها، لم يكن يعلم أنه سيسير في الطريق نفسه الذي سار فيه قوم إبراهيم، وهم يصرون على عبادة الأصنام لمجرد أنهم ورثوا التقليد أبا عن جد، وهو تزوج وأنجب وصنع مكانا للغار كي يحبس نفسه في قيود أقوى من سلسلة الحديد التي يزيد طولها على السبعين ذراعا”. والجدير بالاهتمام في تعبير الكوني عن هذه القضية أن وعي الفتى أوخيد بها لا ينبثق فجأة بإرادة الأديب ورغبته، وإنما يتطور مع تطور البطل نفسه بصورة منطقية مقنعة من حالة العشق للمرأة والهيام بها، ثم الوصول إليها والحياة في ظلالها، إلى حالة الزهد فيها والنفور منها، استمع إليه يقول في الحالة الأولى: “الجاذبية الجاذبية آه من جاذبية الأنثى، إنها ذلك الجانب الخفي في المرأة، إنها واضحة وبسيطة مثل الصحراء، ولكن ليس ثمة شيء يفوقها غموضا وخفاء، إنها كهمهمات الجن في جبل الحساونة، تسمعها ولكنك لا تستطيع أن تميز الكلمات، تسمع النطق ويغيب عنك المعنى، هذه هي الجاذبية، لا أحد يعرف ما هي، ولكنها تجذب وتجذب قد توحي بها التفاتة، أو ابتسامة خفيفة أو نظرة عابرة، أو هزة رأس، أو طريقة نطق بكلمة، أو حتى مجرد رنة، نغمة في الصوت، الجاذبية هي الجمال الخفي الذي خُلِق كي يصرع أمثاله من الرجال“. ثم ينتهي إلى القول في الحالة الثانية: “لا يشتهي لحم المهري إلا امرأة … أوه يا ربي أين السحر؟ أين الشعر؟ أين الشرر؟ أين الجاذبية؟“. ويظن الفتى أن خلاصه في النزوع إلى سكينة الصحراء وسكينة القلب، إلى الصمت في الأذن والصمت في القلب؛ حيث الصحراء وحدها تغسل الروح، تتطهر، فيسهل أن تنطلق لتتحد بالخلاء الأبدي، بالأفق، بالفضاء المؤدي إلى مكان خارج الأفق وخارج الفضاء، بالدنيا الأخرى، بالآخرة. إن الكوني هنا يقدم لنا البيئة الصحراوية الصافية النقية في مقابل عالم المادة الموحش المضطرب، والرواية لا تقدم هذا الموقف الوجودي من خلال حياة بطل عالم أو متصوف أو فيلسوف، وإنما تقدمه من خلال رجل بدوي بسيط يعيش في كنف مهري أبلق، يتخذه رفيقا له، ويضحي من أجله بزوجته وولده، ليفك رهنه ويهرب به من قسوة العالم إلى رحابة الصحراء الموصولة بالآخرة. النهاية المأساوية عندما تحاصر “أوخيد” المجاعة هو وزوجته وولده وتشتد حتى لا يجد أمامه سوى أنْ يرهن مهريه “الأبلق” إلى قريب لزوجته هو “دودو”، ومن أجل أن يعود إليه الأبلق يشترط عليه “دودو” أن يطلق زوجته، ويتزوجها هو، في البداية يرفض، لكنه لا يتأخر كثيرًا في القبول، وأخرج الرجل من صندوق الحديد جرابا جلديا قديما موسوما بإشارات السَّحرة، غرف منه بفنجان الشَّاي مرتين، فتلألأ “التبر” وأعمى العيون، قدَّم له الصُّرّة وقال: “لا تعتبر هذا رشوة، إنه سيقيك الحاجة حتى تمر المجاعة”، ثم يشيع “دودو” بين الناس أن أوخيد قد باع زوجته وولده مقابل حفنة من التبر، وحين يصل الخبر إليه في معتزله، يهبط إلى الواحة، في يوم عرس “دودو” من زوجته، ويجده يستحم في البئر، فيقتله وينثر عليه التبر الذي أعطاه إياه، وتبدأ المطاردة مع أتباع “دودو” وكان عليه أن يفارق الجمل لينجو منهم، يهرع إلى الجبل، يحتمي به لكنهم علموا نقطة ضعفه، فاستطاعوا إخراجه بتعذيب الأبلق، ينزل إليهم، فيقتلونه بطريقة وحشية، إذ يربطونه بين جملين يسيران بطريقين متعاكسين. هل قربته هذه الخاتمة الأسيانة من أشواق روحه؟ “وجد نفسه في البرزخ، سقط من حافة البئر، في المسافة بين الفوهة والماء رأى الفردوس، زغردت الحوريات، وناحت الجنيات في جبل الحساونة“. هل وصل صاحبنا إلى السر المقدس الذي تعلق به قلبه؟ “انشطرت الظلمة بالقبس المفاجئ، ضرب بيت الظلمات زلزال، انهار الجدار الفظيع بسيف النور، فتبدى الكائن الخفي، ولكن.. بعد فوات الأوان؛ لأنه لن يستطيع أبدًا أن يحدث أحدًا بما رأى“. هل يمكن لهذه التجربة الروحية الفريدة بكل ما صحبها من لحظات صدق ومحبة ونشوة، وأيضا بما رافقها من شقاء وعناء وألم؟ هل يمكن لتلك التجربة أن تكون ضوءا هاديا في علاج مشكلات الإنسان؟ ـ كل الإنسان ــ فلقد نجح الكوني من خلال الإغراق في حياة مجتمعه الصحراوي أن يمس عمق الوجداني الإنساني. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أصيلة الثقافي ينفتح على تاريخ الفنون الصخرية بالمغرب next post مسلحون يختطفون مسؤولا بوزارة الاقتصاد الليبية You may also like المخرج والتر ساليس ينبش الماضي البرازيلي الديكتاتوري 16 نوفمبر، 2024 الحقيقة المزعجة حول العمل الفائز بجائزة “بوكر” لهذا... 16 نوفمبر، 2024 فرويد الذي لم يحب السينما كان لافتا في... 16 نوفمبر، 2024 يونس البستي لـ”المجلة”: شكري فتح السرد العربي على... 15 نوفمبر، 2024 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 نوفمبر، 2024 بغداد: قصة مدينة عربية بُنيت لتكون عاصمة إمبراطورية... 15 نوفمبر، 2024 أهم إصدارات الكتب في بريطانيا لنوفمبر 2024 15 نوفمبر، 2024 “بناء العقل الثاني” يواجه أخطار التكنولوجيا وإدمان الإنترنت 15 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: التشخيص والتجريد يتآلفان في... 15 نوفمبر، 2024 عندما لاعب التلفزيون الذكي كاسباروف على رقعة الشطرنج 15 نوفمبر، 2024