ليام داناوي أونيل وفاي داناواي والمخرج لوران بوزيرو في مهرجان كان آب 2024 (غيتي) ثقافة و فنون فاي داناواي: نجمة تركت بصمتها في سينما الستينيات والسبعينيات by admin 15 أغسطس، 2024 written by admin 15 أغسطس، 2024 61 الممثلة الأسطورية في أفلام “الحي الصيني” و”بوني وكلايد” و”نتورك” تفتح أبواب حياتها أخيراً في فيلم وثائقي جديد يتناول سيرتها. في حديث إلى “اندبندنت” تخبرنا عن صحتها النفسية وتشخيصها باضطراب ثنائي القطب ومسيرتها الفنية اندبندنت عربية / جيفري ماكناب “المشاعر مصدر قوة وليست ضعفاً”، هكذا تصرح فاي داناواي وكأنها تفصح عن لازمة ترددها لنفسها دائماً. التقيت النجمة الحائزة جائزة الأوسكار وبطلة فيلمي “بوني وكلايد” Bonnie and Clyde و”نتورك” Network في أحد الفنادق في مدينة كان. على الجانب الآخر من الغرفة، يجلس ابنها ليام داناواي أونيل إلى جانب المصور البريطاني تيري أونيل، وإلى جانبها يجلس المخرج الفرنسي – الأميركي لوران بوزيرو، صانع الفيلم الوثائقي الجديد “فاي” Faye الذي يكشف جوانب من حياة النجمة. تنسب داناواي الفضل إلى المخرج إيليا كازان، الشهير بفيلم “على الواجهة البحرية” On the Waterfront، الذي أخرج فيلمها “الترتيب” The Arrangement الصادر عام 1969، في تعليمها منذ البداية ألا تخجل من استغلال أكثر مشاعرها حدة في عملها. أثبتت تلك التقنية أنها أعظم ثروة تمتلكها وأكبر نقاط ضعفها في آن واحد. قد يبدو وثائقي بوزيرو متملقاً، لكنه يتناول بصراحة كل تلك اللحظات التي خرجت فيها مشاعر داناواي عن السيطرة وتسببت بمشكلات لها. في الفيلم، يصفها زملاؤها السابقون بصراحة بأنها “صعبة”. نعلم أن جاك نيكلسون أطلق عليها لقب “داناواي المرعبة” – أو “المرعبة” اختصاراً – أثناء تصوير فيلم “الحي الصيني” Chinatown الصادر عام 1974 وأحد أشهر أفلامها. يتم أيضاً التطرق إلى نزاعها الشهير مع مخرج “الحي الصيني” رومان بولانسكي، الذي تصفه اليوم بـ”رومان الرهيب”. يتضمن الوثائقي المقطع الشهير من لقاء ضمن برنامج جوني كارسون الحواري حيث وصفتها بيت ديفيس بأنها واحدة من “أسوأ الأشخاص” الذين عملت معهم. كما يتناول الفيلم الأثر الكارثي الذي تركه لعب شخصية جون كروفرد في فيلم “أمي العزيزة” Mommie Dearest في مسيرتها المهنية – على رغم أن الفيلم أصبح له مريدون كثر الآن، فإنه جعلها محط سخرية عند إصداره. عند استرجاعها تلك الحوادث الموثقة بعناية، إذ فقدت أعصابها وانتقدت زملاءها، تعزو النجمة البالغة من العمر الآن 83 سنة السبب إلى صحتها النفسية. تقول داناواي: “في الحقيقة، تم تشخيصي باضطراب ثنائي القطب”. تتحدث في الوثائقي عن استشارتها أطباء قاموا بتحليل سلوكها ووصفوا لها أدوية ساعدت في استقرار تقلباتها المزاجية العنيفة. لكن الفيلم يقترح أن داناواي، المولودة في فلوريدا، لما كانت قوة حقيقية [ممثلة وازنة ومؤثرة] على الشاشة لولا مزاجها الفريد. عندما تشاهدها في دور المرأة التي تعرضت للاعتداء الجنسي على يد والدها في “الحي الصيني”، أو في دور المديرة التلفزيونية المهووسة في فيلم “نتورك” الصادر عام 1976 للمخرج سيدني لوميت، تدرك أنها لا تخفي شيئاً. تقول داناواي: “بالطبع، الهوس الذي نلجأ إليه، والحزن… لا أعرف كيف تعمل كل تلك الانفعالات بالضبط، لكنني أفهم أنني في حاجة إليها جميعها لاستخدامها في عملي الفني… كان ذلك صعباً بالتأكيد، بالنسبة إليَّ كشخص في بعض الأحيان. إنه شيء كان عليَّ التعامل معه والتغلب عليه وفهمه. إنه جزء من هويتي، وشيء أستطيع الآن فهمه والتعامل معه بشكل أفضل”. هل كان الفيلم الوثائقي تطهيرياً؟ تجيب: “كلمة تطهيرية [وجدت فيها راحة نفسية] كلمة جيدة… نعم، كان كذلك. أن أنظر إلى كل ذلك وأرى ما نتج منه. كان صعباً في بعض الأحيان، لأنه أمر خاص جداً بالنسبة إليَّ. كنت متوجسة بعض الشيء من رؤية كل ذلك ينشر على الملأ، لكن هذه هي العملية – إنها الهدف من الفيلم، مشاركة من أنا [فعلاً]. لقد غصت!”. جانب آخر من قصة داناواي هو الضغط الشديد الذي كانت تتعرض له أثناء تصوير أشهر أفلامها. كان ينتظر منها على الدوام أن تبدو بلا عيوب. كان وقت الأكل أو الراحة بين المشاهد قصيراً، ولم يكن مفاجئاً أن تكون أعصابها متوترة. يتناول الوثائقي بصراحة شديدة مسألة إدمان داناواي الكحول: كانت تحب الكوكتيلات التي تحوي الجين، ثم تطور حبها تدريجاً إلى إدمان كامل (إنها الآن عضو في مجموعة للمتعافين من إدمان الكحول منذ 15 سنة). ويبدو أن هذا المرض متجذر في عائلتها، فوالد داناواي، الذي كان في الجيش، عانى أيضاً مشكلات شديدة مع الكحول. وقد تسببت حياة التنقل المستمر التي عاشتها كابنة جندي – حيث انتقلت من منزل إلى آخر كل عامين كلما تغير موقع عمل والدها – في جعلها تفقد الثقة في العلاقات الطويلة الأمد. تقول داناواي في الوثائقي: “تعلمت ألا أكون قريبة جداً من الناس، لأنك ستفقدهم في النهاية”. ويكتسب هذا التصريح عمقاً إضافياً عند تأملها في علاقاتها العاطفية التي لم يقيد لها الدوام. فهي تصف النجم الإيطالي مارتشيلو ماستروياني بأنه “حب حياتي من نواح عديدة” – فقد أقامت علاقة عابرة مع الممثل المتزوج بعد العمل معه في الفيلم الفرنسي – الإيطالي “مكان للعشاق” A Place for Lovers الصادر عام 1968. ومثل عديد من علاقات داناواي، لم تستمر هذه العلاقة أيضاً. في الوثائقي، يشير المخرج جيمس غراي، الذي أشرف على عمل داناواي فيلم “الأحياء” The Yards الصادر عام 2000، إلى أنها كانت ضحية للمعايير المزدوجة والشوفينية الذكورية طوال مسيرتها. ويقول: “كل ما قيل عنها [وذاع عنها] هو مرآة كيفية معاملة النساء والحكم عليهن بمعايير مختلفة كثيراً عن الرجال”. ومع ذلك، عندما سألت داناواي عن التمييز الجنسي الذي واجهته على مر السنين، رفضت الانغماس في التفاصيل، واكتفت بالقول: “هناك الجيد والرديء. المسيرة المهنية هي لوحة فنية. فيها أشياء رائعة، وأشياء أقل روعة”. كان لداناواي نصيبها من الإهانات والإحباطات. قبل 20 عاماً، بدا وكأنها على وشك أن تحقق نجاحاً مهنياً موازياً كمخرجة. فيلمها القصير “الطائر الأصفر” The Yellow Bird الذي قدمته عام 2001، والمقتبس من قصة لتينيسي ويليامز، قوبل باستقبال حار في مهرجان كان السينمائي. تتذكر قائلة: “أحببت تلك القصة القصيرة كثيراً… كانت جزءاً من ماضيَّ ومرتبطة جداً بخلفيتي الجنوبية”. تدور القصة حول ابنة واعظ نشأت في ظروف محافظة لكنها تكتسب قوة “لتتحرر من قيودها”. لكن عندما حاولت لاحقاً كتابة وإخراج ولعب بطولة الفيلم المستوحى من مسرحية “ماستر كلاس” Master Class لتيرنس مكنالي، التي جسدت فيها داناواي على المسرح حياة مغنية الأوبرا ماريا كالاس، واجهت مصيراً كارثياً. نفدت الأموال، واضطر المشروع إلى التوقف في منتصف الطريق. تتذكر في الوثائقي أنها كانت “متشظية تماماً، محبوسة في غرفتي وألجأ إلى التحليل”، وكأن الفشل كله كان ذنبها. إجراء المقابلة مع النجمة بوجود مخرج الوثائقي وابنها إلى جانبها ليس بالمهمة السهلة. فهما يعرضان المساعدة ويجيبان عن الأسئلة الموجهة إليها أحياناً. يضيف المخرج بوزيرو ملاحظة حول عمله في مواقع التصوير مع “ممثلين ذكور صعبي المراس” ومتطلبين، ويقول: “لكن هذا لا يناقش أبداً… لو كانت امرأة، سيتم الحديث عن الأمر. هناك بالتأكيد تمييز جنسي إلى حد كبير”. يضيف بوزيرو أن النجوم الذكور قادرون على تجاوز إخفاقات شباك التذاكر بشكل أفضل من النساء، مستشهداً بفيلم “عشتار” Ishtar الذي عرض في عام 1987. يقول: “كان أسوأ من ’أمي العزيزة‘، لكنه لم يدمر داستن هوفمان أو وارن بيتي… لكن الجميع يريد الحديث عن ’أمي العزيزة‘ اللعين”. تطلق داناواي ضحكة تأييد واضحة على هذه الملاحظة. يخبرني بوزيرو أنه لم يكن يريد أن يقدم وثائقي “فاي” بصورة “مجملة”، بل أراده أن يحمل “روح الحياة الواقعية”. يشارك أونيل أيضاً في الحديث، قائلاً: “أردنا أن نروي قصة ليست مجرد زركشة، أو تقتصر على الجوانب الجيدة فحسب، بل أن تشمل كل شيء. وافقت والدتي لأننا إن لم نتحدث عن كل شيء، فلن تكون القصة الحقيقية”. يصف أونيل والدته بأنها “امرأة قوية جداً… تجمع بين جميع شخصياتها [السينمائية] في الحياة الواقعية”. وهذا الوصف يعكس الواقع بدقة. من خلال حديثي مع داناواي، أدركت أن الطريقة التي تعاملت بها مع الوثائقي، كانت تماماً كما تفعل مع أي من أدوارها التمثيلية، بمعنى آخر، انغمست بكل جدية في المشروع.. تنهي فاي حديثنا بالقول: “أنا إنسانة متحفظة جداً على خصوصياتي، ومع ذلك شاركت كل شيء”. * يرتقب أن يكون فيلم “فاي” متاحاً للمشاهدة عبر منصتي “سكاي” الوثائقية و”ناو” اعتباراً من الـ19 من أغسطس (آب) © The Independent المزيد عن: شاينا تاوانجاك نيكلسونالمخرج مارتن سكورسيزي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عبده وازن يكتب عن: جورج قرم المفكر التنويري بين الاقتصاد والسياسة والحوار الحضاري next post هل سقطت قواعد الاشتباك نهائيا على جبهة جنوب لبنان؟ You may also like الكنز المفقود… ماذا يخفي نهر النيل؟ 13 نوفمبر، 2024 سيمون فتال: السومريون أنتجوا أجمل الفنون وهي الأساس 13 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: نصبان جنائزيان من مقبرة... 13 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: أي دور للكتاب والمبدعين... 13 نوفمبر، 2024 كيف تستعيد الجزائر علماءها المهاجرين؟ 12 نوفمبر، 2024 مثقفان فرنسيان يتناقشان حول اللاسامية في “المواجهة” 12 نوفمبر، 2024 مكتبة لورين غروف تتحدى حظر الكتب في أرض... 12 نوفمبر، 2024 800 صفحة تتسلل إلى مجاهل العقل النازي 12 نوفمبر، 2024 أنطونيو سالييري… بين العبقرية المظلومة والغيرة القاتلة 12 نوفمبر، 2024 رسائل تنشر للمرة الأولى… حب مستحيل لأراغون 8 نوفمبر، 2024