نجوم المسلسل الجديد بأقلامهم فاروق يوسف يكتب: يا سلام على الحرب by admin 11 أغسطس، 2024 written by admin 11 أغسطس، 2024 110 تتزعم إيران عقائديي المنطقة وهي قدوتهم ووليها الفقيه رمزهم، ولكنها تنأى بنفسها حين ترى أن الحديد صار ساخنا. The Middle East Online / فاروق يوسف كذب المنجمون. أحيانا تصدق نبوءاتهم كما يحدث مع الظريفة ليلى عبداللطيف أحيانا. ولكن إيران تكذب دائما ويصدقها الكثيرون. تقول إنها ستحارب ثأرا لكرامتها التي هُدرت. غير أن حسن نصرالله وهو مندوبها السامي في لبنان يقول إن ظروفها لا تسمح لها بالحرب. يتمنى الكثيرون لو أنها تحارب. ولكنها لن تحارب. ذلك لأنها تعرف أن أعداءها لن يسمحوا لها بالاستمرار في اللعب. وهو لعب صار مضرا بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي. صرنا نرغب في الحرب فيما تهرب منها إيران. ولكن هل يحق لنا أن نقول “يا سلام على الحرب؟” لا أحد يرغب في الحرب. مَن قال ذلك؟ البعض يريدها وهو يعرف جيدا أن المدنيين الأبرياء سيكونون ضحايا حربه التي يدرك جيدا بسبب تفوق عدوه أنها ستكون حربا خاسرة. هذا ما يُعتبر كلام غير صحيح بناء على تصور لا يستند إلى مفهوم الواقع للربح والخسارة. لقد خرج العراق مهزوما في حرب الخليج الثانية التي أسفرت عن تحرير الكويت عام 1991 غير أن صدام حسين كان مصرا على تسمية تلك الحرب بـ”أم المعارك” التي خرج منها منتصرا بالرغم من أن العراق خرج منها بجيش محطم فقد أكثر من ربع مليون من أفراده وببيئة تحتية مدمرة نجح العراقيون بكل ما يملكونه من خبرات في أن يعيدوا ربعها إلى العمل. في حرب الإبادة الحالية التي تشنها إسرائيل على غزة ينتظر الكثيرون تطبيق قرار وقف النار لكي يعلنوا عن الانتصار العظيم. هم أنفسهم قد رحبوا بمغامرة حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي معتبرين “طوفان الأقصى” بداية للإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة التي يمهد ظهورها لإنهاء دولة الاغتصاب العبرية. أما حين صارت إسرائيل تطارد أهل غزة من مكان إلى آخر لتقتل أكبر عدد منهم فقد صاروا يتحدثون عن الشهادة التي هي قدر مشرف للإنسان. لم ترد مفردة الموت على ألسنتهم. صار القرار الذي اتخذته حركة حماس بتوجيه من إيران أمرا إلهيا. أما المدنيون الأبرياء الذين فاق عددهم المئة ألف فإنهم محظوظون بموتهم. وإذا وافقنا على ذلك رغبة في عدم انقطاع الجدل فلماذا تمتنع إيران عن الذهاب إلى الحرب التي هي ضرورية للدفاع عن العقيدة وهي حبل الغسيل الذي تعلق عليه المقاومة الإسلامية، بضمنها حماس كل غسيلها الدنيوي والآخروي؟ تتزعم إيران عقائديي المنطقة وهي قدوتهم ووليها الفقيه رمزهم. ولكنها تنأى بنفسها حين ترى أن الحديد صار ساخنا وأن الأمور لم تعد تحت سيطرتها. تترك أتباعها يذهبون إلى المحرقة بالبشر الذي قُدر لهم أن يقعوا تحت نفوذهم. ذلك وصف تبسيطي لما يجري في غزة. وهو ما يمكن أن يحدث في أية لحظة في لبنان واليمن. أما العراق فإنه بالنسبة لإسرائيل ولإيران معا منطقة ساقطة عسكريا. ليس لديه جيش وفي أول ضربة يفر منتسبو الحشد الشعبي إلى بيوتهم. لسان حال العراقيين يقول بعد أن ذاقوا مرارة الديمقراطية الأميركية التي وضعتهم تحت الهيمنة الإيرانية “ليت الحرب تقع”. وحدها الحرب ستخلصهم من إيران. ولأن الولايات المتحدة قد ربطت جرسها برقبة البقرة الحلوب فإن تلك الحرب لن تقع. سيبقى العراق وديعة أميركية في مصرف إيراني. لن تحارب إيران من العراق. وبعد أن حاربت من غزة لم يبق سوى لبنان. غير أن الزمن تغير. لن تكرر إسرائيل سيناريو عام 2006. ستكون ضربتها موجهة إلى معقل حزب الله فقط إذا ما قررت إيران أن تشن حربا عليها من لبنان. بعد أن قُتل فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية صار حسن نصرالله على يقين من أن سيف الجلاد صار قريبا من رقبته وأن أي حرب جديدة لن تستهدف لبنان الذي لن يكون ضحية بديلة. إن أرادت إيران الحرب فعليها أن تضحي بأتباعها. وهو ما يحلم به اللبنانيون. لسان حال اللبنانيين يقول “ليت الحرب تقع” لكي تحررهم من حزب الله. فلا حياة لهم ولا مستقبل في ظل وجود تلك الميليشيا التي عطلت عمل مؤسسات الدولة اللبنانية وحولتها بعد أن هيمنت عليها إلى بؤر للفساد. ما من حل للبنان سوى حرب تنقذه من حزب الله. ولأن إيران تدرك ذلك فإنها لن تحارب من لبنان. تفضل إيران الإبقاء على مكتسباتها في المنطقة بدلا من أن تهدرها في حرب، تعرف أنها قد تخسر كل ما كسبته في العشرين سنة الماضية. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مولاي عبدالله أمغار يقدم ‘رهانات المغرب بين الجذور والحداثة’ next post كايت وينسلت تكشف عن سبب رفضها إخفاء تجاعيد وجهها You may also like رضوان السيد يكتب عن: المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة 27 ديسمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: ما الذي تريده إسرائيل... 27 ديسمبر، 2024 أساف أوريون يكتب عن: تقارب “محورين” في إيران 27 ديسمبر، 2024 Washington institute : هل تستطيع إيران استعادة قوتها... 27 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: حافظ وليس بشار 26 ديسمبر، 2024 بيل ترو تكتب عن: تفاصيل أسبوع استثنائي في... 26 ديسمبر، 2024 ندى أندراوس تكتب عن: هوكشتاين وإنجاز الرئاسة بعد... 25 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يكتب عن: العودة إلى دمشق.. المدينة... 25 ديسمبر، 2024 بناء سوريا ما بعد الأسد: كيفية التأكد من... 25 ديسمبر، 2024 طارق الشامي يكتب عن: هل تضبط واشنطن إيقاع... 24 ديسمبر، 2024