القائمة تطول بلا رد بأقلامهم فاروق يوسف يكتب : في انتظار النصر العظيم by admin 16 أغسطس، 2024 written by admin 16 أغسطس، 2024 115 إيران لا تضحي بنفسها من أجل أتباعها. إسماعيل هنية كان تابعا. The Middle East Online / فاروق يوسف لو كان للرد الإيراني على اغتيال هنية نفع للقضية الفلسطينية لكنت أول المرحبين به. ولكن إيران إن فعلت وهي لن تفعل فستثأر لنفسها بطريقة ممسرحة. ما الذي يعنيه زعيم حماس بالنسبة لإيران؟ لا شيء. لديها الكثيرون منه. هنية كان تابعا وهو أمر مؤسف. وإيران لا تضحي بنفسها من أجل أتباعها. كان قاسم سليماني أهم بكثير من إسماعيل هنية. كان إيرانيا وهو يد الولي الفقيه في المنطقة. لم ترد إيران على مقتله إلا بطريقة متفق عليها مع الولايات المتحدة. يضلل أتباع إيران أنفسهم حين يصدقون أنها ستنتقم لمقتل ضيف لديها. تلك فكرة لا أساس لها في العقل السياسي الإيراني. ليست إيران مستعدة للتضحية بنظامها من أجل أن تثبت أنها دولة ذات سيادة وهي تعرف أن تلك السيادة قابلة للزوال إذا ما تورطت في نزاع هو أكبر منها. حين نجحت إيران في تشكيل منظومة عسكرية خارجية تتألف من مجموعة الميليشيات التابعة للحرس الثوري كان دافعها الأساس يكمن في حماية أمنها القومي فبدلا من أن تقاتل بشكل مباشر تدفع بتلك الميليشيات للقتال نيابة عنها وبدلا من أن تقع الحرب على أرضيها تجعلها تقع على أراضي الآخرين الذين تخلوا عن أوطانهم وشعوبهم. المقاومة الإسلامية بالمفهوم السياسي الإيراني هي كتلة بشرية تدافع عن أمن الجمهورية الإسلامية وتدفع عنها الضرر. فلا حزب الله يدافع عن لبنان ولا الحشد الشعبي معني بالدفاع عن العراق ولا الحوثيون يعتدون على السفن دفاعا عن اليمن. ومَن يشك في ذلك يمكنه العودة إلى تصريحات زعماء الميليشيات الصريحة والعلنية في انحيازها إلى إيران ضد العرب. لا تنعم الميليشيات بحرية الموقف والقرار بعيدا عن الرأي الإيراني. مقاتلوها هم جنود الامام خامنئي. ذلك ما كرره حسن نصرالله مرات ومرات. إذاً لماذا تكلف إيران نفسها مشقة الرد على العدوان الإسرائيلي إذا كانت تملك مثل تلك الحشود البشرية التي تتلقى الأوامر منها من غير أن يكلفها الأمر ما لا تحمد عقباه؟ ولكن الانقضاض على إسرائيل انطلاقا من مبدأ وحدة الساحات لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية إلا على مستوى الدعاية الشعبوية. في إمكان ميليشيات من الحشد الشعبي أن تزعج الولايات المتحدة من خلال استهداف محيط قواعدها العسكرية في العراق. غير أن تهديدا أميركيا واحدا بالرد كفيل بهروب زعماء الميليشيات إلى إيران. كما أن أجزاء كثيرة من تلك الميليشيات انما تتألف من العاطلين عن العمل الذين وجدوا في الالتحاق بالميليشيات فرصة لدفع غائلة الفقر عن عوائلهم وهم ليسوا مستعدين للموت بطريقة مجانية. تعرف إيران أن العراقيين سيخذلونها. فهي لا تثق بهم مهما غالى أتباعها في ولائهم لها ومحو أي أثر وطني عن مواقفهم ولغتهم. لم ينس العراقيون حرب الثمان سنوات ولم ينسوا أنها غدرت بهم عام 1991 بعد حرب تحرير الكويت ولن ينسوا أن لها اليد الطولى في تدمير بلادهم حين تعاونت مع القوات الأميركية الغازية. وحين يُقال إن إيران تبحث عن ثغرة ليكون ردها قاسيا فذلك معناه البحث عن إمكانية أن لا يكون ردها من خلال حزب الله سببا في إنهاء وجودها في لبنان. تلك نقطة حرجة ينبغي التفكير فيها قبل اتخاذ أي قرار. فحزب الله بكل ما صار يملكه من قدرات عسكرية هي أكبر من لبنان وحاجته هو عبارة عن قاعدة عسكرية إيرانية وليس مجرد ميليشيا. كل ما تملكه إيران من سلاح صار بين أيدي مقاتلي حزب الله. وما أنفقته على حزب الله يفوق ما أنفقته على معسكراتها. حزب الله هو إيران صغيرة على أرض لبنان. ليس لدى حزب الله مانع في أن يقوم بالدور الذي وُجد من أجله غير أن أشد ما تخشاه إيران أن يكون رد الفعل الإسرائيلي صاعقا بما لا ينفع معه الندم. تخشى إيران على مكتسباتها عبر الأربعين سنة الماضية. تخشى أن تفقد كل شيء نتيجة اندفاعها وراء الثأر. وهي بالرغم من شعورها بالحرج ترى أنها غير مضطرة للقيام بفعل يهدد أمنها الذي يتجاوز حدودها الدولية إلى مستعمراتها. إيران تستعمر لبنان مثلما هي تستعمر اليمن والعراق. ومن المؤكد أن الحفاظ على ذلك الإستعمار أهم من الثأر لمقتل الفلسطيني اسماعيل هنية. لقد قُتل أكثر من مئة ألف فلسطيني في غزة دفاعا عن إيران التي لم تقل إنها ستثأر لهم. وبغض النظر عما يأمله أتباع إيران بأن ردها سيكون انتصارا عظيما فإنها لن تُجر إلى لعبة الموت التي اخترعتها للآخرين. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الانتماء والعبودية في رؤية النوبلية توني موريسون next post فلسطين والهنود الحمر والقضية نفسها بين درويش وغودار وسمير صنبر You may also like غسان شربل يكتب عن: إيران بين «طوفان» السنوار... 7 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع... 5 يناير، 2025 حازم الأمين يكتب عن: حزب الله يتظاهر ضد... 5 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: على هامش سؤال «النظام»... 5 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: بشار في دور... 4 يناير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة 4 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: رئيسٌ للبنان..بالتوافقِ الأميركيِ الفرنسيِ... 2 يناير، 2025 كاري أي. لي تكتب عن: مفارقة الردع بين... 2 يناير، 2025 أسلحة سوريا الكيماوية لا تزال في مخازنها 2 يناير، 2025 مايكل هوروفيتز يكتب عن: إسرائيل في الشرق الأوسط... 1 يناير، 2025