مصالح فلسطينية مقلدة: صنع في الصين بأقلامهم فاروق يوسف يكتب عن: لن تنجح المعجزة الصينية إلا بيقظة فلسطينية by admin 29 يوليو، 2024 written by admin 29 يوليو، 2024 117 في انتظار الفتح الصيني فكأنك يا بو زيد ما غزيت. The Middle East Online / فاروق يوسف نجحت الصين في دقع الفصائل الفلسطينية ومن ضمنها حركة حماس إلى مواجهة الحقيقة التي طالما رفضت الاعتراف بها أو بضرورة الخضوع لشروطها. بموجب الاتفاق الذي رعته الصين تخلت حماس عن حكمها المطلق في غزة وصارت على استعداد لتسليمها إلى السلطة الفلسطينية، ولكن ما هو الثمن؟ ذلك ما لم يكن واضحا في صيغة الإعلان الذي قدمته بكين إلى وسائل الإعلام. ربما لم ترغب بكين في أن تظهر حماس بصورة الخاسر بعد كل ما جرى في غزة. ولكن ما لا يمكن توقعه صينيا وفلسطينيا أن تتم التضحية بحماس مقابل لا شيء من الجانب الإسرائيلي المستمر في عدوانه الهمجي الذي يزداد عنفا وضراوة. ما لا يمكن إنكاره أن الإتفاق الفلسطيني هو خطوة متقدمة، غير أنها خطوة جاءت متأخرة. وقد لا تنفع في إحراج حكومة نتنياهو التي أفقدها جنونها معايير التفاوض على شيء بعينه، بحيث يُشك في أن نتنياهو ذهب إلى واشنطن وفي جعبته خيارات لإنهاء الحرب. في المقابل فإن نجاح الصين في ضمان صورة فلسطينية معتدلة لمرحلة ما بعد الحرب سيكون بمثابة بطاقة خضراء لدخولها معترك مفاوضات من نوع مختلف مع طرف، ستكون إسرائيل دائما في حاجة إليه. ذلك الطرف هو الولايات المتحدة التي ستجد في الإتفاق وسيلة لإنقاذ حليفها نتنياهو من جنونه الذي فقد الكثير من شعبيته داخل الأوساط الأميركية الحاكمة. لم تكن زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن مثل زياراته السابقة. لقد قاطعها الكثير من السياسيين والنواب كما أن بايدن وهو داعمه الرئيس يعد الأيام لمغادرة البيت الأبيض. حققت الصين إذاً من خلال الاتفاق اختراقا كبيرا لا على المستوى الفلسطيني وهو أمر ينبغي أن نضعه في الاعتبار حسب، بل وأيضا على مستوى مواقف الأطراف الداعمة للعنف الإسرائيلي وبالأخص الولايات المتحدة. الكرة الآن كما يُقال في الملعب الصيني. والصين باعتبارها دولة كبرى وعقل العالم الصناعي لا تتورط في مسألة، تعرف أنها ستخرج منها صفر اليدين. ذلك ما دفع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس إلى أن تثق بها. وهو ما جعلها مؤهلة لإنجاز تلك المعجزة بصيغتها الوطنية حيث يدرك الفلسطينيون أن الحل الصيني لو وجد طريقه إلى الواقع فإنه سيخرجهم من واحدة من أكثر متاهاتهم انغلاقا. ولكن بقدر ما سيشكل الحل الصيني حبل انقاذ لحكومة نتنياهو بقدر ما سيكون حبل مشتقة لمستقبل نتنياهو السياسي. بطريقة ما سيخرجه من حربه العبثية التي صنعت منه مجرم حرب من وجهة نظر العدالة الدولية غير أنه سيضعه في مواجهة استحقاقات مرحلة ما بعد الحرب التي لن تعفيه من مسؤولية ما ترتب عليها من أضرار. فليس صحيحا أن الإسرائيليين كلهم لا يفكرون بخطر سياسات حكوماتهم على وجودهم وهي السياسات التي تقوم على عدم إنهاء الصراع بطريقة عادلة. لم يعد العمى الصهيوني مهيمنا على الجميع كما كان من قبل. وبغض النظر عن ردود الأفعال الإسرائيلية المدمرة فإن ضربة “طوفان الأقصى” كانت بالنسبة لمواطني الدولة العبرية جرس إنذار وهو ما سيدفعهم إلى النظر بحذر شديد إلى ما يمكن أن تشكله سياسات نتنياهو وأمثاله من خطر على وجودهم. ً يعرف نتنياهو أن نهاية الحرب يمكن ان تشكل نهاية لحياته السياسية، بل أنها ربما ستكون ممره إلى المحاكمة. ذلك لأن الكثيرين يحملونه المسؤولية الأمنية لمرحلة ما قبل طوفان الأقصى. وهي مرحلة يدخل في إطارها البحث عن حل لإنهاء الصراع المستمر منذ ثمانين سنة. وإذا ما كانت الكرة في الملعب الصيني من جهة ما يمكن أن تحققه الصين من اختراقات على مستوى معالجة الموقف الأميركي أولا فإن الفلسطينيين من جهتهم غير معفيين من العمل الإيجابي لإنجاح الإتفاق. أما أن يعودوا إلى قواعدهم في انتظار الفتح الصيني فكأنك يا بو زيد ما غزيت. لن تنجح الصين في فرض معجزتها إلا من خلال فلسطينيين يثبتون للعالم أنهم تغيروا وأنهم اليوم ليسوا أبناء الأمس الذي غلب عليه الشقاق والنفاق وأن القضية التي يدافون عنها هي قضيتهم وليست قضية أية دولة يتعاطفون معها عقائديا أو سياسيا. لقد ذهب عقائديو حماس إلى الصين الملحدة إيمانا بقدرتها على إنقاذهم وهو ما يوجب عليهم أن يفهموا أن إيران لن تنقذهم. ينجح الحل الصيني إذا تحول إلى حل فلسطيني. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف تحالف البروتستانت مع الصهيونية رغم كره مارتن لوثر لليهود؟ next post مرض جلدي نادر يحول أشعة الشمس إلى سلاح قاتل You may also like رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024