الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
Home » فاروق يوسف يكتب عن: عودة إلى زمن السادات

فاروق يوسف يكتب عن: عودة إلى زمن السادات

by admin

 

يكثر الحديث عن الموقف السلبي لمصر من حرب غزة، كما لو أن المطلوب من مصر أن تدخل حربا بناء على تعليمات من حركة حماس.

The Middle East Online / فاروق يوسف

كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات على يقين من أنه لو أخبر أخوته الملوك والرؤساء العرب بعزمه على زيارة إسرائيل لما وافقه أحد.
أما قرار عزل مصر وإقصائها فلم يكن أسوأ قرار اتخذه العرب مجتمعين بقدر ما كان حاضنة لكل قراراتهم السيئة التي اتخذوها فيما بعد.

إذا ما كان السادات قد انطلق من فكرته عن آخر الحروب فإن العرب حين عزلوا مصر انتقاما من السادات حفروا الخندق الأول في سلسلة خنادقهم التي رسخت قطيعتهم، بعضهم عن البعض الآخر.

وبالعودة إلى حرب تشرين 1973 فإنها إن لم تكن نصرا على العدو الإسرائيلي فإنها لم تكن هزيمة على الأقل. وهو ما كان يجب أن يُحسب لمصر قبل أن يُحسب للسادات.

كان مفهوم “آخر الحروب” انتقالة ذكية في تاريخ، ملأته المزايدات الفارغة كلاما صنعت أناشيده المدرسية أجيالا لا تفرق بين ما هو حقيقي وما هو زائف.

وليس جديدا القول أن كل البيانات التي حملت الانقلابيين إلى واجهات في دول عربية عديدة أخذت من فلسطين شطرا من تعاستها لتصنع منه حلوى لزمن قادم.

لم يخذل السادات العرب حين أقدم على خطوته المتهورة. العرب هم الذين خذلوا مصر حين تخلوا عنها منطلقين من إصرارهم على تمكين الوهم من الحقيقة.

لا أريد أن أحكم فيما إذا كان بطل العبور سياسيا واقعيا خسر سمعته بسبب واقعيته أو أنه كان رجل دولة ماهرا في نصب المكائد لإعدائه.

كل حديث عن خيانته للقضية الفلسطينية لا معنى له. فالسادات حارب من أجل أن تستعيد مصر شيئا مهما من كرامتها التي فقدتها عام 1967.

لم يقل أنه ذاهب إلى إسرائيل من أجل الشعب الفلسطيني بل كان هدفه أن يضع حدا لصراع، عرف أنه لن ينتهي إلا عن طريق مبادرات “جريئة وشجاعة”.

لقد انهى السادات حالة اللاحرب واللاسلم بالحرب والسلم معا. حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ووهب مصر نصرا كما أنه وقف أمام العالم باعتباره رجل سلام.

ما الذي فعله الآخرون بعد أن أحرجوا أنفسهم وفضحوا رثاثة وسقم تفكيرهم السياسي حين عزلوا مصر؟ فعلوا الأسوأ. ذلك لان فلسطين تراجعت في العقل السياسي العربي وصار العرب هامشيين بالنسبة للعقل السياسي الفلسطيني.

حتى لو كان السادات على خطأ في ما سُمي بـ”زيارة العار” فإن التخلي عن مصر وهي قلب العروبة كان بمثابة الثغرة التي تسللت من خلالها كل الأفكار التي مهدت لإنطفاء وهج الفكر الوحدوي العروبي.

لم يكن احتلال الكويت منتصف عام 1990 إلا نتيجة متوقعة ولم يكن شعرة معاوية كما قيل يومها. كان ذلك أشبه بقميص عثمان الذي سيظل يرفرف مثل راية.

اليوم يكثر الحديث عن الموقف السلبي لمصر من حرب غزة، كما لو أن المطلوب من مصر أن تدخل حربا بناء على تعليمات من حركة حماس.

ومصر وهي دولة كبرى سبق لها وأن عانت كثيرا من مؤامرات جماعة الإخوان المسلمين لا يمكنها سوى أن يكون لها موقف مستقل. ذلك ما يجب أن يُفهم على نطاق واسع. ولا تنفع المزايدات العاطفية في إخفاء التآمر.

ومثلما لم يتخل السادات عن فلسطين حين قرر أن يحل السلام محل الحرب فإن مصر اليوم أكبر من أن تُجر إلى فخ، يفقدها مصداقيتها الوطنية والقومية.

لست هنا في مجال الدفاع عن النظام المصري الحالي. غير أنني أفهم أن الكوارث التي يعيشها العالم العربي هي ليست من النوع الذي يمكن أن يُغطى بالأناشيد.

وإذا ما كانت حرب غزة كارثة حلت بفلسطينيي القطاع فإنها ليست إلا حلقة من حلقات الكارثة التي صنعتها الأنظمة القومية العربية التي عزلت مصر حين شعرت بالإحراج في مواجهة خطوة السادات التي فضحت نفاقها.

قبل هزيمة حزيران عام 1967 كان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة قد دعا إلى تبني حل الدولتين الذي نص عليه قرار مجلس الأمن حين قُسمت فلسطين.

اليوم يعود ذلك الحل إلى الواجهة فيما لا يملك العرب القوة على فرضه أو الدفاع عنه غي مواجهة آلة الاستعمار الإسرائيلي.

فرض السادات سلامه على إسرائيل وكان منتصرا. أما وقد سمح الانهيار السياسي الذي يعيشه العالم العربي لحركة حماس ومن ورائها إيران بإدارة ملفات الحرب والسلام فإن العرب لا يملكون سوى أن ينتظروا.

 

 

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00