الأربعاء, نوفمبر 13, 2024
الأربعاء, نوفمبر 13, 2024
Home » فاروق يوسف يكتب عن: على تركيا الاعتذار عما فعله العثمانيون بالعالم العربي

فاروق يوسف يكتب عن: على تركيا الاعتذار عما فعله العثمانيون بالعالم العربي

by admin

 

اردوغان، الذي يزايد عند الإشارة لأربعة قرون من حكم العثمانيين لفلسطين، منفصل عن الواقع.

The Middle East Online / فاروق يوسف

بالرغم من مرور أكثر من قرن على زوال الدولة العثمانية لا يزال هناك من يحن إلى إيامها.

خطأ في قراءة التاريخ يجعل العقيدة موقع تندر وسخرية. من وجهة نظر البعض فإن عودة الخلافة هي الحل. وما من مسلمين أحق بها أكثر من العثمانيين.

ولأن العثمانيين ذهبوا بزوال دولتهم فإن الصولجان صار بيد سلطان تركيا رجب طيب أردوغان.

الأمر ملتبس بين فريقين منافقين في الدين انتهازيين في السياسة هما فريق الإخوان المسلمين وفريق أردوغان نفسه، الرجل الذي اكتشف أن لعبة البطولة لا تكلفه ثمنا.

وإذا ما كانت علاقة أردوغان بالجماعة المصرية المحظورة قد مرت بمراحل مختلفة، تنوعت بين الصلح والخصام في المنظور التركي الذي يقدم الإقتصاد على كل شيء وهو أمر طبيعي فإن الرئيس التركي استهوته فكرة أن يكون سطانا عثمانيا جديدا حتى وأن تم ذلك بطريقة رمزية.

أما الإخوان الذين فوجئوا بانقلابه عليهم فإنهم لم يجدوا في إيران بديلا رمزيا يحققون من خلاله أحلامهم بعودة الخلافة بالرغم من أنهم أيضا لا ينظرون إلى الموضوع بطريقة جادة. وهو ما يعني أن الطرفين وقد اضطرا إلى اللعب في الوقت الضائع لا يريدان التخلي عما بدأا به.

لا يزال أردوغان خليفة في إنتظار عرشه الذي يمثل خلاصا للمسلمين من وجهة نظر قواعد جماعة الإخوان ولا يزال أردوغان يهذي كما لو أن السلطنة ستكون في متناول يديه في أية لحظة. فالبلاد التي تركها أجداده نائمة عادت إلى النوم من جديد بعد أن أغرقها أصحاب العمائم بخرافاتهم.

قال أردوغان في تعليق له عما يجري في فلسطين “إن تركيا لا يمكن أن تسكت عما يحدث لبلد حكمته 400 سنة” يا لها من 400 سنة!

لقد فعلت شعوب وحكومات دول الشرق الأوسط التي هيمن عليها العثمانيون أربعة قرون الأسوأ حين لم يطالبوا الأتراك المعاصرين بالاعتذار عما فعله أجدادهم. كان ذلك السكوت جريمة تاريخية تُضاف إلى سلسلة الجرائم المهينة التي ارتكبها العثمانيون مدفوعين بعنصريتهم وتخلفهم واحتقارهم للشعوب لتي حكموها.

أما أن تبحث جماعة الإخوان عن سند تاريخي لها في الخلافة العثمانية فلأنها تعمل من أجل إشاعة الظلام والجهل والفقر والتخلف في الدول التي استعملت فيها الدين وسيلة للتغلغل بين فقرائها ماديا وبسطائها عقليا.

حكم العثمانيون دول ما سُمي فيما بعد بالشرق الأوسط أكثر من 400 سنة. تلك حقيقية تاريخية. ولكنها كانت سنوات ضياع وتيه وهوان وإذلال وإفقار وما من عاقل يمكن أن يفخر ويعتز بها.

في كل ما فعله أردوغان في استعراضات بطولته كان مهرجا مجنونا. لذلك فإن إسرائيل على سبيل المثال وقد كانت معنية بالجزء الأكبر من تلك الاستعراضات لم تتعامل معه بطريقة جادة. اردوغان منفصل عن الواقع ولكن من حسن حظه أن دولا عربية فاشلة تحيط بتركيا لا يمكنها إخراسه.

وحسنا فعل أردوغان حين ذكر بالاربعمئة سنة المظلمة التي مرت بها البلاد العربية في ظل حكم السلطنة العثمانية. وإذا ما تعلق الأمر بفلسطين فهل كان العثمانيون أقل وحشية من الإسرائيليين؟ علينا أن نقرأ التاريخ جيدا. ولأن أردوغان رجل عقيدة انتهازي فإن التاريخ لا يعنيه في شيء.

كان العثمانيون أشد قسوة من المغول الذين دمروا المدن وذهبوا. لقد أرسى العثمانيون تقاليد التخلف في كل مكان هيمنوا عليه بحيث تحولت المدن إلى ما يشبه المستنقعات الآسنة بسبب سياسة التتريك التي سعت إلى إفقاد الشعوب هويتها في ظل تعطيل العقل عن العمل. كان العصر العثماني زمنا مظلما مر بليله على بشر لم يعيشوا حياتهم بما يليق بإنسانيتهم.

ذلك ما يفخر به أردوغان. وهو ما يذكر الفلسطينيين به. يظل السؤال الأهم “ترى ما الذي وعد السلطان غير المتوج الفلسطينيين به من أجل إنقاذهم؟” ما من شيء على مستوى الواقع سوى التذكير بأنهم كانوا يوما ما من رعايا سلطنة زائلة حرمتهم من وطنهم ووضعت شبابهم في خدمة حروبها الخاسرة.

ما قاله أردوغان في نصرة الشعب الفلسطيني وما سيقوله انما يعبر عن عقدة الرجل المريض التي تخلصت منه أوروبا من خلال القضاء عليه. يومها تخلص العالم العربي من الظلام الذي اتخذ من الإسلام ستارا. وإذا ما كان أردوغان يكذب من أجل تسويق نفسه سلطانا جديدا فإن الإخوان يكذبون من أجل استعمال الخلافة في ضمان دعوتهم إلى التخلف.

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00