إمرأة ومن أصول أفريقية وسيلتان للترويج لنهج جديد في إدارة العالم بأقلامهم فاروق يوسف يكتب عن: درس في الديمقراطية الأميركية by admin 26 يوليو، 2024 written by admin 26 يوليو، 2024 131 ترامب هو أميركا من غير مكياج فيما يصر الديمقراطيون على الترويج لأميركا التي تخدع شعبها قبل أن تخدع المليارات التي تقع تحت هيمنتها. The Middle East Online / فاروق يوسف استعاد الديمقراطيون الأميركان حضورهم المحترم في الانتخابات الرئاسية حين أجبروا جو بايدن على سحب ترشيحه وإحلال نائبته كامالا هاريس محله. الديمقراطية عمياء حتى في الولايات المتحدة. أما بايدن أو نائبته. ألا يملك الحزب الديمقراطي خيارا أفضل؟ العودة إلى خيار أوباما هي عبارة عن لعبة مكشوفة. في مواجهة شعبية ترامب التي تزايدت بعد محاولة اغتياله وكان قبلها متفوقا على بايدن في استفتاءات الرأي العام وجد الديمقراطيون في إمرأة من أصول أفريقية ردا مناسبا. إمرأة ومن أصول أفريقية وسيلتان للترويج لنهج جديد في إدارة العالم. تلك محاولة تهريج تناسب العقل الاستهلاكي الأميركي الذي يُعنى بالصورة أكثر من المعنى. ولكنها محاولة شعبوية هي الأخرى. فإذا كانت الشعبوية كظاهرة سياسية قد أُلصقت بترامب باعتباره رمزها الأكثر وقاحة فإن خصومه فعلوا الأسوأ. احتفظ الديمقراطيون بالرئاسة لولايتين متتاليتين بعنوان واحد هو باراك أوباما. شاب ثري من أصول افريقية كان أشبه بغلاف لمجلة موضة. كامالا هاريس هي الشيء نفسه. لكن الظروف قد تغيرت. الخصم مختلف. شعبوية الديمقراطيين التي تتكتم على أسرارها لن تنتصر على شعبوية ترامب التي لا تخشى الفضائح، بل تذهب معها إلى النهاية. ترامب هو أميركا من غير مكياج فيما يصر الديمقراطيون على الترويج لأميركا التي تخدع شعبها قبل أن تخدع المليارات التي تقع تحت هيمنتها. كل الذين وقفوا ضد ترامب أثناء رئاسته الأولى يعرفون جيدا أنه يمثل صورة أميركا الحقيقية. أميركا التي يكرهون أن تمثلهم. ولكنها كانت موجودة دائما، بغض النظر فيما إذا كان الرئيس جمهوريا أو ديمقراطيا. لقد ظُلم ترامب حين صار عنوانا للرذيلة والبذاءة والانحطاط الأخلاقي الأميركي. كان الأسوأ لأنه قال الحقيقة. لم يخف ترامب شيئا من تفاهته. وهي تفاهة كل رئيس أميركي. ربما كان أقل ميلا للجريمة من سواه. الجمهوريون الذين سبقوه. ليندون جونسون وجورج بوش الأب والإبن. غير أن اللعبة في إطارها الأميركي قابلة للمفاجآت. قد تنتصر كامالا هاريس على دونالد ترامب. المزاج الأميركي لا يعبر عن ضمير مرتاح. هناك نوع من السلوك المرضي الذي لا يجاريه أي سلوك عدواني في العالم. وبغض النظر عما تسفر عنه الانتخابات الأميركية فإن أحوال العالم ستزداد سوءا. لا ترامب ولا هاريس سيوقفان الحروب وبالأخص في عالمنا العربي. وليس هناك من أمل في أن تنحرف الولايات المتحدة قليلا عن سياستها في الشرق الأوسط. وهو ما يهمنا. ستبقى إسرائيل بمثابة الطفل المدلل الذي يفعل ما يشاء. ولكن الأسوأ في فضائحيته وهو ترامب سيكون الأفضل بالنسبة للعالم العربي. لا لأنه يحب العرب، بل لأنه الرئيس الأميركي الممكن والوحيد الذي هو على استعداد أن يشير إلى الخطر الذي تمثله إيران على العالم. لقد فعل ترامب ما لم يفعله رئيس أميركي آخر للمنطقة حين أمر بقتل قاسم سليماني. أما انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني فقد كان لطمة لكل سياسات أوباما التي ألحقت الخراب بالمنطقة. وإذا ما عدنا إلى لعبة الديمقراطية الأميركية فإن استبدال بايدن بهاريس يمثل لحظة استخفاف بجمهور الحزب الديمقراطي الذي لم يكن له رأي بالموضوع. لم يكن بايدن يفكر في شق الطريق أمام هاريس إلى الرئاسة حين اختارها نائبة له. ولكن المرأة صارت صالحة للصراع بحكم وجود ترامب. هناك مَن يفكر في أن الانتصار على ترامب لا يمكن أن يتم إلا عن طريق فكرة شعبوية تجمع بين النسوية والعرق الأفريقي. إنها فكرة لئيمة وخبيثة سيكون ترامب قادرا على فضحها بوسائله المبتذلة. ولكن هل يحتاج العالم إلى ترامب مرة أخرى؟ لو أن العالم كان مبنيا بشكل صحيح لما احتاج أحد إلى سؤال من ذلك النوع. ولكن الخلخلة التي هي جزء من مظاهر الهيمنة الأميركية على العالم تضع رئيس الولايات المتحدة في منصب رئيس العالم. فالعرب يفكرون في الرئيس الأميركي القادم بالدرجة نفسها التي يفكر من خلالها خصومهم في إسرائيل. كما أن إيران تضع أذنها على الأرض لتنصت إلى تحركات الأرض في نيويورك. بعيدا عما يفكر السياسيون به من نتائج فإن نتائج صراع الثيران الديمقراطي في الولايات المتحدة كانت سيئة. لقد أُفتضحت الديمقراطية الأميركية. في الملايين التي تناصر الحزب الديمقراطي لم يكن هناك أحد يخلف بايدن في الترشيح للرئاسة. ذلك وحده سبب لانتصار ترامب. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مبادرة أميركية قد تنجح في إنهاء حرب السودان next post الرواية الجزائرية تحفل بالأمكنة ودلالاتها You may also like غسان شربل يكتب عن: ليلة القيصر 3 مارس، 2025 حازم صاغية يكتب عن:السؤال الذي يتحاشى الكثيرون طرحه! 3 مارس، 2025 وليد الحسيني يكتب عن: أمة التغيير..”ما فيش فايدة” 3 مارس، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل يسير ترمب... 2 مارس، 2025 سكوت أتران – أنخيل غوميز: ما تطلعات أهل... 28 فبراير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: «مقاومة»… لكنها لا تقاوم 28 فبراير، 2025 جو معكرون يكتب عن: إضطراب المكوّن الشيعي في... 27 فبراير، 2025 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: التقارب الروسي –... 27 فبراير، 2025 دلال البزري تكتب عن: حزب الله… نصر الله 27 فبراير، 2025 سونر چاغاپتاي يكتب من داخل المحادثات الأخيرة لحزب... 26 فبراير، 2025