خامنئي الديمقراطي لا يسمح لأحد بتجاوزه بأقلامهم فاروق يوسف يكتب عن: خامنئي الذي لا يعرف شيئا عن الشعوب الإيرانية by admin 5 يوليو، 2024 written by admin 5 يوليو، 2024 162 المهنة الوحيدة التي تتقنها إيران الخمينية هي صناعة الأعداء. The Middle East Online MEO / فاروق يوسف أولا لا أحد يسأل رجل الدين عما يعرف وعما لا يعرف. ثانيا رجل الدين هو المسموح له بامتحان الآخرين. ثالثا ما يعرفه رجل الدين يتجاوز حدود الدنيا المليئة بالشرور إلى عالم مثالي مادته الفضيلة. هذا في حالة رجل الدين العادي المثقل بعمامته، بيضاء أو سوداء لا فرق. ولكن ماذا لو كان رجل الدين خامنئي وهو الولي الفقيه والمرشد الأعلى للثورة في بلد شعاره الحرب الدائمة؟ الصفات التي ورثها خامنئي من سلفه خميني لا يمكن لإنسان عاقل أو سوي أن يصدق أن هناك كائنا حيا يمكن أن يتمتع بها. صفة “الولي الفقيه” لم يخترعها خميني، بل يعود له الفضل في توسيع صلاحياتها الدنيوية وبالأخص على المستوى السياسي. لدى الشيعة أمام غائب. ليس من المعقول أن لا يترك ذلك الإمام وكيلا أو نائبا عنه على الأرض يدير شؤون المؤمنين به. خميني صنع تلك الكذبة وصدقها الآخرون من أتباعه. ولكن قبل أن يصدقها الآخرون كان عليه أن يصدقها بنفسه. لعبة رجل دين محترف. خامنئي هو خليفة خميني وهو حين يقول “إن الإيرانيين الذين قاطعوا الانتخابات هم ليسوا ضد النظام” فلا أحد يناقشه أو يسفه ما يقول. ذلك لأنه يعرف من خفايا الناس أكثر مما يعرفه الناس من خفاياهم وهو الذي يمهد الطريق أمام أتباعه للتمتع بالحياة الآخرة، حياة ما بعد الموت أو الآخرة. العارف بشؤون الآخرة وهي في عالم الغيب لابد أن يكون عارفا في شؤون الدنيا وهي حاضرة بين يديه. ليس المطلوب من خامنئي أن يشك في قناعاته التي هي محصلة امتزاج رجل الدين برجل السياسة حسب النظرية الخمينية. ما يعرفه خامنئي عن إيمانه المطلق في عالم الدين يطبقه في عالم السياسة بالرغم من أن السياسة فن دنيوي قابل للتحول والتغير والإنقلاب. بالنسبة لخامنئي فإن الشعوب الإيرانية لا يمكن أن تنقلب على الثورة الخمينية. أما المعارضون فإنهم عبارة عن فئة ضالة من المنافقين. ولكن الرجل الذي يمتهن الدين بالقوة نفسها التي يمتهن بها السياسة لا يتعامل مع الإيرانيين بما ينطوي على شيء من الاحترام لعقولهم وحريتهم وأساليب رؤيتهم السياسية. العباد في الدين هم أنفسهم العبيد في السياسة. يحق لخامنئي أن يتكلم باسم الإيرانيين وهو وليهم في الدنيا والآخرة. لقد تم تمرير حيلة رجل الدين الذي يحتاجه المرء في كل تفصيل من تفاصيل حياته اليومية وصولا إلى الحياة الجنسية التي أثبت رجال الدين التابعون لولاية الفقيه أنهم الأكثر حرية في تصريف شؤونها. خدعة صارت تشريعا بحكم العادة التي يخشى الناس البسطاء وما أكثرهم مخالفتها بالرغم من أن الكثير من حكايات رجال الدين الشيعة تنطوي على خيال ضاحك لا علاقة له بالبراءة فهو خيال خبيث يهدف إلى وضع عقول الناس تحت السيطرة. لنفترض أن رجل السياسة في شخصية خامنئي يصدق ما يقوله رجل الدين المتصل بالإمام الغائب. ولكن تلك الفرضية لن تكون ملزمة لرجل الشارع الذي يستغرق في التفكير في حياته الدنيوية أكثر مما يفكر في آخرته التي إن آمن بها فإن إيمانه لن يكون على حساب عقله. ذلك ما يزعج خامنئي بالتأكيد. غير أن الرجل المقيم في عزلته لا يمكنه أن يصدق أن للإيرانيين المؤمنين بولايته عليهم عقولا. لا تحتاج دولة الولي الفقيه إلا لتلك العقول التي توظفها في خدمة مشروع الحرب الدائمة. وإذا ما كانت إيران قد اخترعت شخصية لرجل الدين شبيهة بشخصية رجل الدين المسيحي في القرون الوسطى بأوروبا فما ذلك إلا دليل على تخلفها الحضاري. لا تصدر إيران سوى الخرافات وفي مقدمتها خرافة الولي الفقيه الذي يُشاع أنه بحكم ولايته يعرف كل شيء فيما الرجل لا يعرف شيئا عن الشعوب التي يحكمها بسلاح الحرس الثوري الذي هو عبارة عن شعب جاهز لإشعال حرب أهلية. صحيح أن خامنئي قد نجح في انجاز ما كان يحلم به الخميني وأكثر. غير أن الصحيح أيضا أن إيران وبعد 45 سنة من قيام جمهوريتها الإسلامية لا تزال دولة حرب بالرغم من أنها غير محاطة بأعداء. المهنة الوحيدة التي تتقنها إيران الخمينية هي صناعة الأعداء ناهيك عن أن شعوبها تعيش في حالة عداء دائم لنظامها المنفصل عن العصر. وليس وجود الولي الفقيه باعتباره قائدا ملهما إلا دليلا على انكفائها على ماض لم تعد شعوبها قادرة على تحمل أعباء ظلمته. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post انعكاس تقارب طهران والمنامة على المصالحة الوطنية في البحرين next post هل تتجه إسرائيل لإشعال حرب واسعة مع لبنان؟ You may also like ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية... 10 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: “الوصاية” الدولية-العربية تفرض عون... 10 يناير، 2025 لماذا يسخر ترمب من كندا بفكرة دمجها كولاية... 9 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل مسلحو سوريا... 9 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لا يطمئن السوريّين إلّا…... 9 يناير، 2025 ديفيد شينكر يكتب عن: لبنان يسير نحو السيادة... 9 يناير، 2025 غسان شربل يكتب عن: إيران بين «طوفان» السنوار... 7 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع... 5 يناير، 2025 حازم الأمين يكتب عن: حزب الله يتظاهر ضد... 5 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: على هامش سؤال «النظام»... 5 يناير، 2025