استولى الجيش الإسرائيلي خلال تسعة أشهر من الحرب على 26 في المئة من أراضي قطاع غزة (أ ف ب) عرب وعالم “غزة الجديدة” خطة استيطانية تنتظر الضوء الأخضر by admin 11 ديسمبر، 2024 written by admin 11 ديسمبر، 2024 18 جرى شراء 40 منشأة ستقام داخل القطاع وتسجيل 700 عائلة يهودية مستعدة للانتقال الفوري والسكن اندبندنت عربية / رغدة عتمه صحافية على رغم مرور 20 عاماً على تفكيك المستوطنات في قطاع غزة خلال خطة “فك الارتباط” عام 2005، ظل المستوطنون الذين أخرجوا من مستوطنات “غوش قطيف” وأنصارهم ينادون بالعودة لها، وبقيت قضية الاستيطان في غزة حاضرة في قلوبهم وفي خطابات الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، لاعتبار ما جرى آنذاك “كارثة وطنية”. ومع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثاني يرصد مراقبون وخبراء وأمميون أن الحرب إلى جانب هدفها الأول وهو إسقاط “حماس” واستعادة الأسرى، تسعى إلى تحقيق حلم الاستيطان ليس فقط في مستوطنات “غوش قطيف” سابقاً التي تعتبر صغيرة ومحدودة، بل في كل قطاع غزة. وعلى رغم عمق عزلة إسرائيل الدولية وما تواجهه من إدانات واسعة من المجتمع الدولي الذي يعتبر التهجير القسري والاستيطان في الأراضي الفلسطينية انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويضعها تحت ضغوط سياسية وقانونية متزايدة، تمكن المستوطنون في يونيو (حزيران) الماضي من إقامة بؤرة “إلي عزة” على مشارف القطاع بهدف الاستعداد للانتقال وإقامة مستوطنات داخله تحوي حضانة ومرافق حيوية وخيماً، وأبدت أكثر من 600 عائلة يهودية استعدادها للانتقال الى هناك، كما طلبت حركة “نحالاه” التي تبادر بنشاط في إنشاء المستوطنات داخل الضفة الغربية بتجهيز 40 مبنى لنقلها إلى غزة، وأعلنت أنه جرى تجنيد نحو 700 نواة استيطانية للانتقال الفوري إلى القطاع، وهو ما ينذر وفقاً لمحللين، بأن مشروع الاستيطان اليهودي في قطاع غزة بعد حرب 2023 لم يعد وهماً بل أصبح خطة عمل، خصوصاً بعد انعقاد مؤتمرين للاستيطان في غزة خلال العام الحالي دعا المشاركون فيه، وبينهم وزراء في الحكومة الإسرائيلية، إلى إنشاء “غزة الجديدة” كجزء من رؤية استيطانية موسعة “تمحو كارثة الماضي”. ووفقاً لما جاء في الاستطلاع الشهري الذي يجريه “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية” فقد برر 31 في المئة من اليهود الذين يؤيدون الاستيطان في القطاع موقفهم بأنه “تصحيح لخطأ فك الارتباط الأحادي الجانب عام 2005″، فيما اعتبر 25.5 في المئة أن “غزة جزء من أرض إسرائيل”، وادعى 23.5 في المئة أن الاستيطان يوفر الحماية الأفضل لبلدات “غلاف غزة”، في حين اعتبر 17 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن الاستيطان “عقاب للفلسطينيين على أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023”. وبيّن استطلاع رأي آخر نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قبل أيام تأييد 61 في المئة من ناخبي أحزاب الائتلاف الاستيطان في غزة ومعارضة 78 في المئة من ناخبي أحزاب المعارضة. 61 في المئة من ناخبي أحزاب الائتلاف يؤيدون الاستيطان في غزة (أ ف ب) لوبي جديد وفي وقت يعتقد كثيرون أن فكرة إعادة الاستيطان في غزة عبثية ولا تحظى سوى بتأييد اليمين المتطرف، سارع أعضاء في الكنيست الإسرائيلي في يونيو الماضي إلى تأسيس لوبي جديد يهدف إلى إعادة تعزيز الاستيطان اليهودي في قطاع غزة وأجزاء من جنوب لبنان، ضم في عضويته وزراء وأعضاء كنيست إضافة إلى أكاديميين وممثلين عن حركات استيطانية، ربط بعضهم بين تشجيع هجرة الفلسطينيين إلى الخارج كجزء من تحقيق الأمن الإسرائيلي. وسبق ذلك إطلاق 11 منظمة يمينية بارزة “ائتلاف المنظمات للعودة لقطاع غزة وجميع مستوطنات شمال السامرة”، تدعو الإسرائيليين إلى الانضمام لنوى استيطانية وإعادة بناء المجتمعات اليهودية السابقة في “غوش قطيف”، بدءاً من شمال قطاع غزة. وجاء الائتلاف لتعزيز حملة “العودة للوطن” التي تأسست في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وتدعو إلى التفكير في الاستيطان في قطاع غزة، ومن خلالها أعلنت عضو الكنيست عن حزب “عوتسما يهوديت” ليمور سون هر-ميلخ نية “الحراك نحو الاستيطان في كل قطاع غزة وليس فقط مستوطنات ‘غوش قطيف’ سابقاً”، ورافقها في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير حين دعا في مؤتمر الاستيطان الأول في غزة الذي كان بعنوان “الاستيطان يجلب الأمن والنصر” إلى تشجيع هجرة الفلسطينيين وإعادة الاستيطان في غزة وشمال الضفة الغربية. كما زعم رئيس كتلة “يهدوت هتوراة” ووزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق غولدكنوبف أثناء جولة في قطاع غزة قبل أسابيع قليلة، أن “الاستيطان اليهودي هو الإجابة على المجزرة المروعة وقرار المحكمة الدولية في لاهاي”، ورافق غولدكنوبف في جولته عند محور “نتساريم” وسط القطاع رئيسة حركة “نِحالاه” الاستيطانية دانييلا فايس، ومستوطنون يسعون إلى إقامة مستوطنات في قطاع غزة حملوا خريطة كُتب عليها باللغة الإنجليزية “خريطة نويات الاستيطان في غزة”. أعضاء في الكنيست الإسرائيلي يؤسسون لوبياً جديداً يهدف إلى إعادة تعزيز الاستيطان اليهودي في قطاع غزة وأجزاء من جنوب لبنان (أ ف ب) وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية فإن الخريطة تضم خرائط متخيلة حول المشروع ونقاط الاستيطان المخطط لها في غزة، ومن بينها نقاط مثل “حسد لألفين” بين كيرم شالوم ورفح وبوابات قطاع غزة ونواة معوز ونواة عوز حاييم ونواة مدينة غزة ونواة يشاي للاستيطان قرب نتيف هعسرا، كما وُزعت أشرطة برتقالية ترمز إلى العودة لمستوطنات غوش قطيف التي جرى الانسحاب منها عام 2005. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن تلك الحركة تأكيدها أنها ستملأ “المناطق المحررة في غزة بالمجتمعات اليهودية”، إذ تعد “نحالاه” إحدى أبرز الحركات الاستيطانية الإسرائيلية التي تهدف إلى توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة، بدعوى “استعادة السيطرة اليهودية”، إذ تجمع ملايين الشياكل عبر جمع التبرعات محلياً ودولياً لشراء أراض فلسطينية وبناء مستوطنات غير قانونية. قواعد دائمة وعلى رغم إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن العودة لغزة ليست ضمن الأهداف الواقعية، فإن تحقيقات إعلامية إسرائيلية بينت مسعى إسرائيل إلى ترسيخ وقائع جديدة في قطاع غزة تمهد لاستيطان مستقبلي، خصوصاً وقد استولى الجيش الإسرائيلي خلال تسعة أشهر من الحرب على 26 في المئة من أراضي القطاع، دُمرت فيها منازل الفلسطينيين وجُرفت الأراضي الزراعية وأقيمت بنى تحتية عسكرية تشمل قواعد جديدة وطرقاً إستراتيجية. ووفقاً لمحللين فإن الاستعداد لإقامة استيطان إسرائيلي في غزة لا يقتصر على المنظمات اليمينية الاستيطانية وأذرعها في الحكومة، فالجيش الإسرائيلي أيضاً تقدم بمشروعين يشيران إلى الاستعداد لبقاء قد يكون طويلاً في القطاع، الأول عبر إنشاء منطقة أمنية محاذية للسياج الحدودي عرضها كيلومتر وتمتد على 16 في المئة من أراضي القطاع، فيما الثاني إيجاد ممر للسيطرة يفصل بين شمال القطاع وجنوبه ويسمح للجيش بالإشراف على التنقل على الطرقات الإستراتيجية. وبحسب تحليلات رئيس تحرير صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ألوف بن فإن نية نتنياهو وحكومته الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب على غزة تتضمن الاستعداد لاستيطان شمال القطاع وضمه “عبر تعزيز السيطرة على شمال القطاع وصولاً إلى محور نتساريم، كما أشار بن إلى أن الخطة تشمل “تحويل هذه المنطقة تدريجاً إلى مستوطنة يهودية وضمها إلى إسرائيل، وقد أعلنت منظمة “نحالاه” خلال المؤتمر الثاني للاستيطان في غزة الذي عقد في أكتوبر الماضي بدء تنفيذ الخطة بشراء 40 منشأة ستقام في غزة فور توافر الظروف، وتسجيلها 700 عائلة للانتقال والسكن داخل ست مستوطنات محتملة في قطاع غزة. تجمع منظمة “نحالاه” ملايين الشياكل من خلال التبرعات محلياً ودولياً لشراء أراض فلسطينية وبناء مستوطنات (رويترز) وتشير تصريحات فايس إلى أنها تعتبر خطابات نتنياهو حول عدم واقعية استيطان غزة مجرد رسائل لطمأنه الأميركيين، مؤكدة أن العمل جار فعلياً على تنفيذ الخطة. وتستند خطة “نحالاه” لإعادة الاستيطان في غزة إلى إستراتيجيات ميدانية تدرجية، تبدأ بإنشاء نقاط صغيرة وموقتة مثل المزارع أو نقاط الصلاة قرب السياج الفاصل ويمكن أن تتطور مع مرور الوقت إلى مستوطنات دائمة، بما يتماشى مع الظروف السياسية والأمنية. وقالت صحيفة “هآرتس” إن شركة “هاري زهاف” المتخصصة في بناء المستوطنات داخل الضفة الغربية نشرت في نوفمبر الماضي إعلاناً على “إنستغرام” يعرض مخططات لبناء فيلات مرسومة على صورة تظهر مبان مدمرة في غزة، وتضمن المنشور تعليقاً يقول “المنزل على الشاطئ ليس حلماً”. جدول أعمال في المقابل وجه رئيس المعارضة يائير لابيد انتقاداً لاذعاً للمؤتمرات التي تطالب بالاستيطان في غزة، واصفاً مشاركة وزراء “الليكود” فيها بأنها عار، ومحذراً من تأثير هذه الفعاليات على الجهود الدبلوماسية. من جانبها رأت رئيسة “حزب العمل” سابقاً ميراف ميخائيلي أن المتطرفين في السلطة يمثلون تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل، أما رئيس “المعسكر الرسمي” بيني غانتس فقد أشار إلى أن التركيز يجب أن ينصب حالياً على قضية المخطوفين لا على قضايا الاستيطان. وعلى رغم الكم الكبير من الانتقادات الحادة التي واجهتها إسرائيل من المجتمع الدولي وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي سبق وأكدت التزامها بحل الدولتين، ورفضها التوسع الاستيطاني باعتباره عائقاً أمام السلام، يسود في صفوف قادة المستوطنين في الضفة الغربية شعور بالنشوة بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب بالرئاسة الأميركية، وينتظرون دخوله البيت لأبيض وفي جعبتهم “جدول عمل واضح” يشمل توسيع الاستيطان من خلال “شرعنة بؤر استيطانية عشوائية، وإخراج مخططات بناء في المستوطنات حيز التنفيذ، إضافة إلى إلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على مستوطنين ومنظمات استيطانية، وضم مناطق في الضفة إلى إسرائيل والاستيطان في مناطق داخل قطاع غزة”. وقد علق أحد المؤرخين الإسرائيليين على ذلك بالقول إن “ما كان يُعتبر أمس جنوناً ومحفوفاً بالأخطار بات اليوم شرعياً وسيصبح غداً واقعياً”. المزيد عن: المستوطنات الإسرائيليةغزةالكنيست الإسرائيليقطاع غزةغوش قطيفالمجتمع الدوليالضفة الغربية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الغموض يكتنف ظروف “وفاة” روبوت في مكان عمله next post اللصوص لم ينهبوا الخزائن الرئيسة في مصرف سوريا المركزي You may also like كيف سينجو الجيش اللبناني من “فخاخ الجنوب”؟ 11 ديسمبر، 2024 الأردن ينتظر تحرير معتقليه من السجون السورية 11 ديسمبر، 2024 ما أهمية هضبة الجولان؟ 11 ديسمبر، 2024 اللصوص لم ينهبوا الخزائن الرئيسة في مصرف سوريا... 11 ديسمبر، 2024 أسماء الأسد غير مرحب بها في المملكة المتحدة 11 ديسمبر، 2024 حسام عيتاني يكتب عن: سوريا ولبنان… افتراق المسار... 11 ديسمبر، 2024 “مذبحة” سفن بحرية سورية في ميناء اللاذقية 11 ديسمبر، 2024 سوريا: ما مصير العلويين بعد سقوط الأسد؟ 11 ديسمبر، 2024 «السيدة زينب» تتحرر من «الصبغة الإيرانية» بفرح كبير 11 ديسمبر، 2024 موطئ روسيا على “المتوسط” يصارع موج الاحتمالات 10 ديسمبر، 2024